موقع بناء الخط الأيديولوجي في وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة


الماركسيون اللينينيون الوحدويون المغاربة
2016 / 8 / 4 - 23:29     

يعتبر الخط الأيديولوجي الثوري الأساس النظري للتنظيم السياسي الثوري ويتم تحديد أسسه انطلاقا من تحديد التصور السياسي المنبثق من التحليل المادي التاريخي للواقع الموضوعي انطلاقا من دراسة الوضع السياسي الراهن، وهو بوصلة طريق الثورة للتنظيم السياسي الثوري خلال النضالات الثورية لمناضليه في أوساط نضالات الجماهير الشعبية خلال الصراعات الطبقية التي تقودها الطبقة العاملة والفلاحون. ويعتبر التنظيم السياسي الثوري أداة للصراع الأيديولوجي والسياسي ضد أعداء الطبقة العاملة من بورجوازيين وتحريفيين انتهازيين وإصلاحيين، كما يعتبر ميدانا لهذا الصراع بين المناضلين الماركسيين اللينينيين المنتمين له.

ويرتكز المناضلون الماركسيون اللينينيون الوحدويون المغاربة في منطلقاتهم الأيديولوجية على النظرية الماركسية اللينينية للتنظيم السياسي الثوري، انطلاقا من دور منظمة الثوريين المحترفين في تنظيم عملهم في أوساط الطبقات الإستراتيجية في الثورة وعلى رأسها الطبقة العاملة والفلاحون، من أجل تطوير الوعي السياسي الطبقي لديها كمهمة مركزية في أي عمل ثوري عبر حمل هذا الوعي من خارج الطبقة، عبر ربط نضالات الطبقة العاملة بباقي نضالات الطبقات والفئات الشعبية المضطهدة أي من خارج النضال الإقتصادي.

إن مهمة حمل المعرفة السياسية للطبقة البروليتارية لا يمكن أن يتم إلا عبر العلاقات الواسعة للطبقة العاملة مع باقي الطبقات والفئات عبر النضال ضد الحكومة والدولة معا، في العلاقة بين جميع الطبقات والفئات، إذ لا يمكن التوجه إلى الطبقة العاملة في الوقت الذي يتم فيه إغفال جميع مظاهر الإضطهاد الطبقي الذي تمارسه الدولة على عموم السكان.

ولا تقف مهمة المنظمة الثورية عند هذا الحد بل تتعداه إلى إيجاد الشروط المادية لفرز الطليعة الثورية البروليتارية الكفيلة بقيادة الحزب الماركسي اللينيني المغربي، على طريق الثورة من أجل تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وفق الإستراتيجية الثورية انسجاما مع شروط الحياة المادية للحركة الثورية المغربية وتطورها.

ولن يتم فرز الطليعة الثورية إلا بتغلغل أيديولوجية الماركسيين اللينينيين الوحدويين في أوساط الجماهير الشعبية وعلى رأسها الطبقة العاملة والفلاحون، مما يتطلب من الثوريين المحترفين الإنغراس في أوساط هاتين الطبقتين الإستراتيجيتين في الثورة، عبر قيادة نضالاتها الثورية ضد الحكومة والدولة من أجل فرز القيادة الثورية البروليتارية التي تقود استراتيجية بناء الحزب الثوري في علاقته بالإستراتيجية الثورية.

ويشكل الأساس الإقتصادي في النظرية الماركسية اللينينية/مكونات البنية المادية لتطور الأنظمة الإجتماعية التي يتم بداخلها الصراع بين القوى المنتجة (وسائل الإنتاج المادية والثقافية والناس المنتجون) وعلاقات الإنتاج (الأسس الأيديولوجية والسياسية والقوانين والفلسفية .. التي تضعها الطبقات المسيطرة على الدولة) أرضية العمل الثوري التي يجب فهمها واستيعابها، ويدخل في تحديد الأساس الإقتصادي للنظام الإجتماعي جميع مظاهر الحركة الإجتماعية المادية والثقافية لمجمل الطبقات والفئات المتصارعة خلال عملية الإنتاج، أي جميع الطبقات والفئات التي توجد في صلب الصراعات الطبقية بين الطبقات المنتجة والطبقات المسيطرة على وسائل الإنتاج.

ففي المجتمعات الرأسمالية تكونت طبقتان أساسيتان، البروليتاريا التي تبيع قوة عملها وهي طبقة ثورية والطبقة البورجوازية التي تستغل قوة عمل الطبقة العاملة وهي طبقة رجعية، أما باقي الطبقات والفئات (أشباه البروليتاريا، الفلاحون المتوسطون والصغار والفقراء، التجار المتوسطون والصغار والكادحون/الفراشة، الحرفيون، التقنيون، المهندسون، الأطباء، المحامون، الأساتذة، الطلبة، المعطلون ...) أي الطبقة الوسطى وعلى رأسها البورجوازية الصغيرة المثقفة، فهي تتدحرج بين أيديولوجيتي هاتين الطبقتين المتصارعتين حول السلطة رغم أن فئات الطبقة الوسطى تشارك في عملية الإنتاج بشكل من الأشكال أو توجد خارج عملية الإنتاج وتتعرض لاستغلال الطبقة البورجوازية.

لقد حددت المادية التاريخية أن الطبقة العاملة والبورجوازية هما الطبقتان اللتان تشكلان أساس الصراعات الطبقية في النظام الرأسمالي، لهذا أكد ماركس على أهمية البروليتاريا في الصراعات الطبقية باعتبارها طبقة ثورية حاسمة في إسقاط الرأسمالية وبناء المجتمعات الإشتراكية. وأكد لينين على أهمية الحزب الثوري في تحقيق انتصار البروليتاريا على البورجوازية في عصر الرأسمالية الحديثة/الإمبريالية التي سماها "أعلى مراحل الرأسمالية" و"عشية الثورات الإشتراكية".

وحدد لينين أسس الإمبريالية فيما يلي :

ـ سيطرة الرأسمال المالي على الرأسمال التجاري والصناعي في السوق التجارية العالمية.
ـ سيطرة الإحتكارية على المزاحمة الحرة في عملية الإنتاج عالميا.
ـ ظهور الدولة الإحتكارية تعبيرا عن تطور أعلى للإحتكارية في عصر الإمبريالية.
ـ الإستعمار والحرب ميزتان أساسيتان تلازمان سيطرة الإمبريالية عالميا.

لهذا دعا لينين إلى بناء الأنظمة الإشتراكية عبر قيادة الثورات الديمقراطية البروليتارية في البلدان التي تحكمها دول امبريالية وتحرير البلدان المضطهدة التي تستعمرها هذه الدول، كما دعا إلى الثورات الديمقراطية البورجوازية في البلدان المضطهدة تقودها البروليتاريا في أفق بناء مجتمعات اشتراكية في ظل الديمقراطية البروليتارية.

وقد علمنا لينين أن شراسة البورجوازية عندما تفتقد سيطرتها على وسائل الإنتاج تكون أشد قتالية كما علمته الحرب الأهلية التي تحالفت فيها الإمبريالية العالمية والبورجوازية الروسية والملاكون العقاريون/الكولاك لإسقاط الثورة الإشتراكية وديكتاتورية البروليتاريا، ولم تنتصر البروليتاريا على البورجوازية إلا بالتحالف الحربي مع الفلاحين والذي تطور إلى التحالف الإقتصادي لنباء النظام الإشتراكي.

وهكذا أكد لينين على دور التحالف الطبقي بين الطبقة العاملة والفلاحين في ظل دولة ديكتاتورية البروليتاريا.

وأكد لينين على أهمية الدفاع عن الوطن الإشتراكي حيث أن "الثورة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها ليست بثورة"،فالعنف الثوري عامل مركزي في بناء المجتمعات الإشتراكية عبر القضاء على عنف الطبقة البورجوازية، فديكتاتورية البورجوازية لا يمكن إسقاطها إلا بديكتاتورية البروليتاريا كما أن الثورة الديمقراطية البورجوازية لا يمكن تجاوزها إلا بالثورة الديمقراطية البروليتارية.

وأكد لينين على الدور الطبقي للدولة الذي وضع ماركس وإنجلس أسسه الطبقية باعتبار الدولة "أداة قهر الطبقات المسيطرة للطبقات المضطهدة"، أي قهر الطبقة العاملة والطبقة الوسطى من طرف البورجوازية في المجتمعات الرأسمالية، لهذا فالدولة في ظل الديمقراطية البورجوازية لا يمكن أن تسمح إلا باضطهاد الطبقات المناقضة لها من طرف الطبقة البورجوازية المسيطرة على وسائل الإنتاج المادية والثقافية.

وتعتبر الديمقراطية البروليتارية الوسيلة الكفيلة لحل التناقضات بين البروليتاريا والبورجوازية لصالح الطبقات المضطهدة عبر سيطرة البروليتاريا على السلطة وتجاوز نتائج الثورة الديمقراطية البورجوازية بالشروع في البناء الإشتراكي، وذلك بالإنتقال من مستوى الثورة الديمقراطية البورجوازية إلى مستوى أعلى أي الثورة الديمقراطية البروليتارية.

وأكد لينين على أهمية العمل السياسي السري في المنظمة الثورية للثوريين المحترفين في كتابه ما العمل؟ الذي وضع فيه أسس بناء المنظمة الماركسية اللينينية الثورية، معتمدا في ذلك على دراسة التناقض بين العفوية التي تطبع نضالات الطبقة العاملة والوعي الذي يجب أن يتجسد أكثر فأكثر في عمل الثوريين المحترفين كلما ارتفع نهوض الجماهير العفوي، واعتبر صفة العفوية التي تطبع نضالات الجماهير العمالية المرحلة الجنينية للوعي، معتبرا أن المنظمة الثورية هي أرقى مظاهر الوعي والكفيلة بنقل الوعي السياسي الطبقي إلى الطبقة العاملة.

وواجه لينين الإقتصاديين الذين يدعون إمكانية نقل المعرفة السياسية للطبقة العاملة عبر النضال الإقتصادي، معتبرين أن النضال الإقتصادي وسيلة أساسية لجذب الجماهير الشعبية إلى العمل السياسي عبر التحريض الإقتصادي الذي يتبعه التحريض السياسي، وهم يجهلون أن جميع مظاهر الإضطهاد البوليسي الذي تمارسه أجهزة الدولة ضد الجماهير الشعبية غير المرتبط ارتباطا مباشرا بالنضال الإقتصادي أساسية في جذب الجماهير إلى العمل السياسي.

ولخص نقده للإقتصاديين في: "والواقع أن عبارة "إضفاء الطابع السياسي على النضال الإقتصادي نفسه" خالية من كل شيء عدا النضال في سبيل الإصلاحية". ما العمل؟

إن النضال الثوري يتضمن دائما المطالب الإصلاحية عبر استعمال التحريض الإقتصادي لكن ليس فقط من أجل الإصلاحات ولكن لمطالبة الحكومة أولا وقبل كل شيء ب"أن تكف عن أن تكون حكومة استبدادية"، والنضال السياسي ضد جميع مستويات مظاهر الإضطهاد الذي تمارسه الدولة على الجماهير الشعبية إلى جانب النضال الثوري من أجل الحرية والإشتراكية. فالطبقة العاملة لا يمكنها أن تكون "واعية لذاتها" إذا لم تستطع التعبير عن المظاهر الإجتماعية لباقي الطبقات والفئات المضطهدة، بشكل علمي مادي حيث وعيها بنفسها لا يتم بمعزل عن معرفتها بواقع جميع الطبقات والفئات المضطهدة، فتوجيه الطبقة إلى "وعيها بذاتها" لا يمكن أن يجعل منها الطبقة الثورية القادرة على الإستقلال الأيديولوجي والسياسي عن باقي الطبقات الإجتماعية.

وأكد لينين على بناء منظمة الثوريين المحترفين تكون مهمتها المركزية اليومية تنظيم العمل السياسي للثوريين المحترفين هدفه نقل المعرفة السياسية إلى الطبقة العاملة، فلا يكفي اندفاع الشباب الثوري لبلورة الوعي السياسي الطبقي لدى الطبقة العاملة في الوقت الذي يفتقدون فيه لأيديولوجيا ثورية تنير طريقهم نحو الثورة. فدرس لينين واقع الحركة الثورية بروسيا في أواخر القرن 19 واكتشف ما يلي:

ـ وجود مجموعات شبابية ثورية شغوفة بمعرفة الماركسية تتوجه إلى الطبقة العاملة.
ـ عدم وضوح التصور الأيديولوجي لدى هذه المجموعات الشبابية الثورية.
ـ سهولة اختراق هذه المجموعات من طرف البوليس السياسي لضرب أنويتها التنظيمية وتفكيك مجموعاتها.
ـ إنتشار الأفكار التحريفية والفوضوية والشعبوية في صفوف الحركة العمالية الروسية مما يعرض الحركات الشبيبية الثورية للخطر.

وأكد لينين أن "نمو حركة العمال يسبق نمو المنظمات الثورية وتطورها" حيث يكون الثوريون العاملون في أوساط الطبقة العاملة أقلية غير قادرة على استيعاب نضالات العمال المضطربة، وحدد عمل المنظمة الثورية للثوريين المحترفين وسط الطبقة العاملة فيما يلي:

ـ ضرورة وجود وسائل التحريض السياسي في أوساط الجماهير الشعبية وعلى رأسهم الجماهير العمالية، وأساسها الجرائد والمناشير والنشرات والمطبوعات السرية مما يتطلب الدعم المالي.
ـ الإبتعاد عن العمل الحرفي الضيق والعمل الإقتصادي باعتبارهما منافيان للمنظور الماركسي الثوري.
ـ النضال الثوري أبعد بكثير من النضال الإقتصادي ضد الباطرونا والحكومة مما يطرح أهمية المنظمة الثورية في بلورة النضال الثوري ضد الدولة.
ـ منظمة الثوريين المحترفين يكون عملها سريا وتضم بداخلها أناسا مهمتهم المركزية النضال الثوري عكس منظمة العمال المهنية الواسعة للجماهير.
ـ ضرورة محو كل الفروق بين أعضاء المنظمة الثورية بسبب مهنهم أو ثقافتهم بين العمال والمثقفين.
ـ ضرورة الإستفادة من المناضلين الأكفاء الذين تفرزهم الحركة العمالية.
ـ أهمية المركزية الديمقراطية والنقد والنقد الذاتي في عمل المنظمة الثورية.

لهذا فإن أي عمل ثوري في أوساط الجماهير الشعبية وعلى رأسها الجماهير العمالية يتطلب التنظيم داخل منظمة ثورية للثوريين المحترفين.

ويتم باستمرار تطوير الخط الأيديولوجي خلال أطوار الصراعات الطبقية في مختلف مراحلها التي يجب أن ينخرط فيها جميع مناضلي التنظيم السياسي الثوري، ومواكبة تطورات الحركة الإجتماعية التي تخضع فيها صراعات الطبقات الإجتماعية المتناقضة لقوانين التطور الطبيعي والإجتماعي (التناقضات في ظل الوحدة، النفي ونفي النفي، الكم والكيف).

والتنظيم السياسي الثوري وفق النظرية الماركسية اللينينية يخضع لقوانين العلاقة الجدلية بين السرية والعلنية، من خلال العلاقة بين انتماء المناضلين الماركسيين اللينينيين إلى المنظمة الثورية (الثوريون المحترفون) وعملهم داخل المنظمات الجماهيرية وشبه الجماهيرية (المنظمات النقابية العمالية والفلاحية أساسا).

إن تفاعل العلاقة بين العمل السري والعلني أثناء الصراعات الطبقية يساهم بشكل كبير في فرز الطليعة الثورية للبروليتاريا /القيادة التاريخية للحزب الماركسي ـ اللينيني، على اعتبار أن هذا الفرز يشكل المهمة المركزية في بناء المنظمة الثورية في أفق بناء الحزب الثوري، مما يتطلب تمحيص وتدقيق الخط الأيديولوجي الثوري للثوريين المحترفين المغاربة في إطاره العام (النظرية الماركسية اللينينية والتجارب الثورية العالمية) في علاقته بالإطار الخاص (الخط الثوري للحركة الماركسية ـ اللينينية والتجارب الثورية الوطنية).

وقد حدد الخط الثوري للحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية الإطار العام للخط الأيديولوجي الثوري للماركسيين اللينينيين المغاربة في أفق تحقيق الهدف الإستراتيجي للبناء التنظيمي الثوري للبروليتاريا، في العلاقة بين الإستراتيجية الثورية واستراتيجية بناء الحزب الماركسي ـ اللينيني المغربي، وذلك عبر وضع أسس طريق الثورة المغربية من خلال تجاوز منظور "الإنطلاقة الثورية" إلى مستوى أعلى من التنظيم الثوري وهو "الإستراتيجية الثورية".

ونظرا لعدم تحقيق الهدف الإستراتيجي للحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية وهو بناء الحزب الماركسي ـ اللينيني المغربي نتيجة عدة أسباب ذاتية وموضوعية لا مجال هنا لذكرها، فإن الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية اليوم تعرف عدة خطوط أيديولوجية متناقضة من ثورية، تحريفية انتهازية، فوضوية، شعبوية ... مما يحول دون إمكانية تحقيق وحدة الماركسيين ـ اللينينيين المغاربة في منظمة ثورية واحدة.

ويبقى الصراع الأيديولوجي والسياسي قائما بين مختلف الخطوط في فضاء الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية على شكل تيارات ومجموعات ومناضلين ثوريين، وعلى جميع المناضلين الثوريين المنتمين للحركة الإنخراط في هذا الصراع الذي يفرز باستمرار ثوريين محترفين جدد كما يساهم في إبراز الإنتهازية وسط الحركة من جدد، مما يساهم في بناء الخط الأيديولوجي السيدي للمنظمة الماركسية ـ اللينينية الثورية المغربية.

إن الإنتقال من مستوى الفضاء العام للحركة الماركسية ـ اللينيننة المغربية إلى مستوى أعلى من البناء التنظيمي الثوري وفق النظرية الماركسية اللينينية لمنظمة الثوريين المحترفين، يتطلب البناء الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي للمناضلين الماركسيين اللينينيين الوحدويين المغاربة، ذلك ما لا يمكن تحقيقه إلا عبر الجواب الدقيق لكل مناضل ماركسي لينيني وحدي وبشكل فردي على سؤال المرحلة : من نحن، ماذا نريد وما العمل؟

إن بناء المنظمة الثورية للثوريين المحترفين يستوجب الممارسة العملية الثورية اليومية وفق العلاقة بين "الأمن"/وضع أمن المناضلين الثوريين فوق كل اعتبار، و"السرية"/أثناء عملهم الثوري الذي يتطلب السرية التامة، هذه الثنائية في العمل الثوري يجب أن تطبع علاقات المناضلين الماركسيين اللينينيين الوحدويين فيما بينهم أثناء عملهم اليومي.

إن شراسة النظام الكومبرادوري وقدراته الإستخباراتية العالية المدعومة من طرف الأجهزة الإستخباراتية الإمبريالية العالمية (أمريكا، فرنسا، العدو الصهيوني) والتجارب الدموية التي واجه بها المنظمات الماركسية ـ اللينينية في السبعينات من القرن 20، يحتم عليهم جميعا أن يكونوا حرصين أشد الحرص على مضمون العمل الثوري السري وفق المنظور الماركسي اللينيني للمنظمة الثورية للثوريين المحترفين.

لهذا لا بد لنا من بناء تصور أيديولوجي لعملنا الثوري يتماشى والصرامة التنظيمية والإنضباط التنظيمي الحديدي الذي تتطلبه مرحلة البناء التنظيمي الثوري.