البناء النظري لمفهوم البراكسيس في الممارسة الثورية


الماركسيون اللينينيون الوحدويون المغاربة
2016 / 7 / 28 - 12:10     

إن الفهم النظري لمفهوم وحدة الماركسيين اللنينيين المغاربة، كما جاء في النداء، يتطلب مجموعة من العمليات المادية الملموسة، انطلاقا من فهم النظرية الماركسية اللينينية المرتكزة على الفهم المادي الجدلي للتاريخ، المادية التاريخية والمنهج المادي الجدلي في علاقتهما بالبراكسيس، الممارسة العملية في "المراكز السياسية للنضال الطبقي (العمال، الفلاحون الفقراء، النقابات)" كما جاء في النداء، مما يعني نبد الإطاروية والذاتوية، وممارسة الصراع في أعلى مستوياته المادية، في صلب الممارسة البروليتارية، حتى يتبين بالملموس للمناضلين معنى العلاقة الجدلية بين النظرية والممارسة، بين الحركة الثورية والنظرية الثورية، بين التنظيم الثوري والممارسة الثورية.

فكما أن الصراع يجب أن يكون داخليا على المستوى الأيديولوجي والسياسي، داخل الحركة الماركسية ـ اللينينية، وجب أن يكون خارجيا أكثر فأكثر كلما تقدمت حركة الجماهير وارتفع مستوى الوعي السياسي الطبقي جماهيريا، مما يتطلب من الماركسيين اللينينيين التنظيم أكثر فأكثر، انطلاقا من خلاصة لينين "إن نمو حركة العمال يسبق نمو المنظمات الثورية وتطورها"، حيث يكون الماركسيون اللينينيون العاملون في أوساط الطبقة العاملة أقلية غير قادرة على استيعاب نضالات العمال المضطربة، مما يضع عملية التنظيم ضمن أولويات الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية "ومن واجبنا المساهمة عمليا وفكريا في هذه العملية والدعاية والتشبث بها، من أجل تعميقها وتثبيتها في أرض الواقع" كما جاء في النداء.

إن النضال الثوري يتضمن دائما المطالب الإصلاحية عبر استعمال التحريض الإقتصادي لكن ليس فقط من أجل الإصلاحات ولكن لمطالبة الحكومة أولا وقبل كل شيء ب"أن تكف عن أن تكون حكومة استبدادية" حسب قول لينين، والنضال السياسي ضد جميع مستويات مظاهر الإضطهاد الذي تمارسه الدولة على جماهير العمال والفلاحين الفقراء والكادحين، إلى جانب النضال الثوري من أجل الحرية والإشتراكية، ذلك هو صلب البراكسيس في الممارسة العملية لتنظيم الثوريين المحترفين، حيث لا يكفي اندفاع الشباب الثوري لبلورة الوعي السياسي الطبقي لدى الطبقة العاملة، في الوقت الذي يفتقد فيه هذا الشباب لأيديولوجيا ثورية تنير طريقه نحو الثورة، إنما يجب تنظيم عمله في أوساط الطبقات الإستراتيجية في الثورة، الطبقة العاملة والفلاحون، من هنا يطرح النداء أهمية النقابات العمالية والفلاحية، والعمل بداخلها وإن كانت نقابات رجعية كما قال لينين، حيث وجوب وضع مصالح الطبقة فوق كل اعتبار، من العمل الإقتصادي إلى العمل السياسي الثورية.

فكما أن النضال الطبقي يجب أن يكون من صلب الطبقة البروليتارية وحلفائها وألا يرتكز فقط على النضال الإقتصادي، وجب ربط الممارسة البروليتارية للثوريين المحترفين بالعمل داخل النقابات، بربط العمل الإقتصادي بالنضال السياسي الطبقي، عبر ربط نضالات الطبقة العاملة وحلفائها بباقي نضالات الطبقات والفئات الشعبية المضطهدة، أي العمل السياسي الثوري خارج النضال الإقتصادي. حيث أن مهمة حمل المعرفة السياسية للبروليتاريا لن يتم إلا عبر العلاقات الواسعة للطبقة العاملة مع باقي الطبقات والفئات عبر النضال ضد الحكومة والدولة معا، في العلاقة بين جميع الطبقات والفئات، إذ لا يمكن التوجه إلى الطبقة العاملة في الوقت الذي يتم فيه إغفال جميع مظاهر الإضطهاد الطبقي الذي تمارسه الدولة على عموم السكان، هكذا أكد النداء على أهمية بناء المنظمة الثورية، ولن يقف عمل الوحدويين عند هذا الحد بل يتعداه إلى توفير الشروط المادية لفرز الطليعة الثورية البروليتارية الكفيلة بقيادة الحزب الماركسي ـ اللينيني المغربي.

واعتبر النداء أن النقاش يجب أن يتخذ البعد الأممي في العمل السياسي الثوري، وهو من صلب البراكسيس في مستواه العالمي "لأن مسألة الأممية تعد إحدى ركائز الثورة والفكر الشيوعي" كما جاء في النداء، في العلاقة الجدلية بين الوضع السياسي المحلي والوضع السياسي العالمي، في العلاقة بالنضال الثوري الأممي انسجاما مع نداء ماركس "يا عمال العالم اتحدوا"، مما يستوجب دراسة الحركة العمالية والثورية وتطوراتها عالميا في ربطها الجدلي بتطورات الحركة العمالية والثورية إقليميا ومحليا، مما يستوجب "التكتل كنقيض لإفراز المعبر والسلاح السياسي ـ الأيديولوجي : الحزب الثوري" كما جاء في النداء، حيث أن الحقيقة لا يملكها طرف دون آخر وأن لا أحد يملك الحقيقة المطلقة و"الحقيقية ثورية"، و"الحقيقة المطلقة موجودة وهي مجمل الحقابق النسبية" كما قال لينين، والطريق الوحيد إليها هو "الجدل والنقاش والصراع"، هذه العمليات جميعها كفيلة بالكشف عن الحقيقة "إننا لا نمتلك الحقيقة ولكن في عدم امتلاكها من طرف آخر نكون نحن الحقيقة ونسير بها في صفوف الجماهير، ماعدا إذا ناقشنا وجادلنا وتناقض معنا فيها طرف آخر"، كما جاء في النداء.

واعتبر النداء أن النقاش هو السبيل الوحيد إلى بناء الممارسة العملية الثورية في أوساط جماهير العمال والفلاحين، في علاقته بالوقوف على تجارب الحركة الثورية عالميا "ووفرنا مجالا للنقاش الأيديولوجي والسياسي المرتبط بتكتيك واستراتيجية الثورة بالمغرب في بعدها الأممي"، في التأثير والتأثر الجدلي المادي لما هو محلي باٌليمي والعالمي، مما يستوجب الإرتباط التنظيمي بالحركة العمالية والثورية عالميا، بجسور صلبة مبنية على الممارسة البروليتارية في أوساط الطبقات الإستراتيجية في الثورة، بشكل عضوي في عملية مادية جدلية أرقى، وهي البراكسيس.

أكادير في 28 يوليوز 2016
امال الحسين