البريكسيت : بريطانيا أوضاعٌ مُتازّمة ، ممارسة تقدمية ، وخيارات رجعية ! أو الى المعركة القادمة فعلى أحدهم دفع الثمن يوما !


محمد نجيب وهيبي
2016 / 6 / 28 - 01:41     

صوّت مواطنو شبه الجزيرة البريطانية لصالح البريكسيت في إستفتاء الانفصال عن الاتحاد الأوروبي ، وإن بفارق طفيف نسبيا ، بشكل فاجأ الطّبقة السياسية الحاكمة في بريطانيا وأوروبا ورُبّما العالم الرأسمالي بأسره ، رُغم وجود تخوُّفات سابقة من إمكانية تنامي رغبة الانفصال ، فكانت نتيجة التصويت قرابة 52٪ مع الانفصال و48٪ مع البقاء مع نسبة إقبال عالية قاربت 72٪ ممن لهم حق التصويت ، ويشير توزيع الاصوات الى انتصار الانڨليز وويلز لخيار الانفصال ، عكس السكوتلانديين ، والايرلانديين الشماليين ومواطني جبل طارق الذين صوّتو لخيار البقاء ضمن الوحدة الاوروبية ، وتُظيف الاحصائيات وعمليات سبر الآراء ( التي لم تُخالف كثيرا النتائج ) تقسيمات أعمق لاتجاهات التصويت بين الفئات والطبقات الاجتماعية المختلفة حيث صوّت مواطني لندن حيث تأثير متعاظم للمدنية و للمؤسسات المالية ومدرائها وجمهور المضاربين والمتعاملين مع المنتوجات المالية (أغنياء السُّوق المالية ) للبقاء (أكثر من 50٪) بينما صوّتت المناطق العمالية شمالا وجنوبا في إنجلترا لصالح المغادرة بنسب بين (50٪ و60٪) بما فيها مناطق الشمال الشرقي حيث "الارستقراطية العمالية " أو "العمال المرفّهين " ، ومن ناحية أخرى تمسّك الشباب بالتصويت للبقاء ضمن الاتحاد الاوروبي (62٪) في حين خيّر كبار السنّ الطلاق (70٪) .
فماذا تعني هذه الارقام وعلى ماذا يفتح التصويت لصالح البريكست ؟

خاض أنصار حزب الاستقلال وأقصى اليمين البريطاني حملة عُنصُريّة علنيّة ،بالطول وبالعرض ، اظهارا لوجاهة مطلبهم في الانفصال ، فشنُّوا هجوما ، شرسا ، رِجعيًّا بِكُلِّ المقاييس ضِدَّ الهِجرة والمهاجرين الواردين على بريطانيا من الاوروبيين ومن غيرهم ، رابطين بينهم وبين تدهور معيشة المواطن البريطاني وإرتفاع البطالة وأزمة السّكن والاجرام ... الخ وكُلُّ الآفات الاجتماعية التي تفاقمت في بريطانيا في العشرين سنة الأخيرة ، هذا الخطاب الرجعي ، التحريضي ضدّ الانفتاح والمرتكز على إضهار ألأمجاد والرخاء السّابق للعنصر البريطاني ضمن حدود إمبراطوريته السّابقة ، تسرّبَ بِكُلِّ مكر وسلاسة للسّاحة السياسية المرتبكة والعاجزة أمام أزماتها في المملكة وتمكّن من التأثير في خيارات غالبية سكّان إنجلترا وبلاد الغال (ما عدى لندن ، والمناطق العمالية المُنظبطة لخيار حزب العمّال خاصّة شقّ السيد كوربي أو المناطق ذات الكثافة العالية للجامعات والحراك الطُّلّابي) ، مرفوعا بواقع معيشي مُتدهورٍ ليس في بريطانيا فحسب بل في أوروبا كُلِّها وعلى مستوى العالم ، حيث تعيش الرأسمالية أزمة شاملة تدفع كل الاقتصاديات العالمية الى التقشُّفِ عكس ما هو مطلوب تماشيا مع حجم فائض الانتاج والثروة المتراكمة التي لم يسبق لها مثيل في كلّ تاريخ الرأسمالية ، فأرتفعت مُعدّلات البطالة بِشكلٍ مُفزعٍ (خاصّة في صفوف الشّباب ومنهم ذوي الدرجات العلمية المُرتفعة ) ، وإتّضحت أكثر فأكثر طبيعتها الهيكلية المُزمنة و اللصيقة بطبيعة نمط الانتاج الرأسمالي والمُترجمة لأزمته الهيكلية ، وإتّجهت الدُّول تحت ضغط الصّناعيين الى التخلي عن مكاسب العُمّال وتحرير حدود يوم العمل أكثر فأكثر للضغط على تكلفة الانتاج عبر رفع إنتاجية العامل و تقليص عدد العُمّال الضروريين للترفيع في نسق الانتاج أو للحفاظ عليه في أسوء الحالات ، وهو ما أدّى الى إنخفاض عام في مداخيل العُمّال والاجراء ومعه إنخفاض عام في أنساق الاستهلاك ، مِمّا يدفع النِّظام الرأسمالي الى تقليص الاستثمارات في الاقتصاد الحقيقي ، والاستعاضة عن العمّال بمزيد تكثيف إستغلال قوّة عمل أقلّ عدد (سواء عبر التطوّر العلمي ، أو تعصير طرق إدارة العمل ، أو تمديد يوم العمل وإلغاء قوانين ومكاسب سابقة لصالح العُمّال "مثال : مشروع القانون الفرنسي للتمديد في يوم العمل" ) فترتفع البطالة أكثر ، وتتعمّق أزمة فائض الانتاج ومحدودية الاستهلاك ... وهكذا دواليك وهلُمَّ جرّة في دائرة ، لن تخرُج منها بريطانيا أو غيرها حتما عبر هذا الاستفتاء أو غيره ، أصاحبته نوايا وخطابات رجعية أو ثورية .
هذا واقع أزمة عالمية شاملة ، لا تختلف تمظهراتها كثيرا شرق وغرب الكرة الأرضية ، يُعرّي فشل نمط الانتاج الرأسمالي وعجز قوانينه وعلاقاته الاجتماعية على تحقيق الرّخاء للبشرية والتقدُّم بها أكثر في سُلَّم الرقي والحضارة ، ويفتحُ على ثورة إجتماعية تدُكُّ القديم بِمُؤسّساته ورمزياته ، بما فيها ديمقراطيته ، وإستفتاءاته ودولته وحدوده الوطنية ، التي لا تقوم الّا مُشوّهة لحقوق وارادة ومصالح من هم تحت ، العمّال بالساعد والفكر ،قوّة العمل ، منتِجي الثروة الحقيقيين بل كُلّ النّظام الحالي ، وفاصلة بين وحدتهم ومُعيقة لِحُريّة حركتهم دون سواهم .
لئن أحسن اليمين وخاصّة اقصى اليمين حول "نيجل فاراج" من ادارة خطابه الرجعي المناهض للهجرة والمستحضر للمشاعر الشوفينية ، والعزّة القومية للبريطانيين ، وتمكّن من إستغلال مظاهر الازمة ، للنفخ في الرفض المتعاظم من قبل البريطانيين الميّالين لإسترجاع الماضي (هذا ما يُفسّر التصويت المرتفع من قبل كبار السنّ لصالح الانفصال ) ، ومعهم اليائسين والمعدمين والانطباعيين ... الخ لِكُلّ الطبقة السياسية التقليدية (حزب المُحافظين وحزب العمّال على حدٍّ سواء ) وخاصّة ديفيد كامرون وحكومته بكل خياراتها ، بل ميل غالبية الشّعوب الى مُعاداة كُلّ ما يرمز للنّظام ومؤسّساته التي تُنتج الازمة و تُوَسِّعُها يوما بعد يوم ، وهو ميل تَقدُّمي ، يحملي بذورا ثورية ، ووعيا يتعاظم كُلّ يوم بضرورة تغيير النّظام ورموزه ، والطبقة العاملة البريطانية ومن خلفها غالبية الشّعب ، تتحسَّسُ هذا الطريق ، صوّتت عِقابيا ضدّ سياسة الاستثراء الفاحش للأقليّة ، ضدّ المؤسسات المالية والبنكية ، انتقاما من التفقير ، من تفاقم البطالة ...الخ ، ضدّ رموز هذه المنظومة ، بشكل عفوي رُبّما ، إنفعالي ولكِنّ في مُمارسة (سلوك ) ووفق تقدُّميّة بامتياز ، وإن كان الخيار رِجعيّا ، لن يُغيّر من واقع البؤس وغياب العدالة الاجتماعية شيئا .
فقد فشل تحالف اليمين الليبرالي الحاكم بين حزب المحافظين بقيادة رئيس الوزراء كامرون وحزب العمّال بقيادة كوربي ، في إدارة حملة عقلانيّة تنتصر لخيار البقاء ضمن الاتّحاد الاوروبي ، وفق شروط سياسات كامرون وحزب المحافظين الذي يسعى لاعادة إطلاق سياساته وإستعادة جماهريته على حساب إبتزاز كُلٍّ من ألمانيا وفرنسا فيما يتعلّقُ بالقرار المالي و السياسات الخارجية للاتحاد ، طلبا لاستعادة دور بريطانيا الريادي والمُحدِّد بوصفها إحدى القوّتين النوويتين لأوروبا من ناحية ، والقطب المالي الاوّل لها ، لذا فقد إنتهج خطابا سلبيا ، تخويفيّا ، ركّز على أخطار الانفصال ، المالية والتجارية ، والترهيب من الرُّكود وإنحسار المُبادلات ... الخ وهي أمور موجودة على أرض الواقع فعلا ، يعاني منها البريطانيون ، الذين يعتقدون أنها نتيجة الالتحاق بالاتحاد أصلا ، إنّ حملة كامرون تُؤثّر في العاملين بالقطاع المالي ، و القطاع التجاري والبرجوازية الصغيرة ، وبدرجة أقل بالميسورين من العمّال والأجراء حيث يتراجع نسبيا منسوب الشوفينية والانغلاق ومعادات الهجرة ، ولكِنّها لا تُصيب وترا ممن ضاق ذرعا من التفقير الممنهج ، وومن يعتقدُ أنّ النّظام أوفدهم ليقاسموه حقّهُ في العيش الكريم في وطن أجداده وآبائه العظماء !! وقد دفع السيّد كامرون الثمن حاضرا ، إثر مُغامرته الرعناء ورغم إستنجاده بكل أصدقائه في أوروبا وفي العالم دولا وبنوكا ومؤسسات مالية ،في حملة النفخ في غول إنخرام التوازن المالي العالمي في حال التصويت لصالح "البريكسيت" ، في صفقة خاسرة لِكُلِّ الاطراف .
أمّا أنصار كوربي وبلير في قيادة حزب العُمّال ، فقد كان سلوكه هشًّا ومرتبكا ، بل ورجعيا متخاذلا في أغلب الأحيان ، كلّفهم صفعة ، قد تليها أخرى قريبا ، فقد خسروا الزخم الذي منحتهم إياه إنتخابات بلدية لندن ، ولم يتمكّنوا من رصِّ صفوف أنصار الحزب وأصواته التقليدية في المناطق ذات الكثافة العمالية التقليديّة حيثُ لم تُصوّت لهم مدن مثل شافيلد وبوسطن وغيرها من مدن الشمال والوسط يسارية الميول ( بين 50٪ و 60٪ مع الانفصال) ، ولم يقتنصوا جيِّدا حالة النقمة العامّة والأوضاع الاجتماعية المُتفجِّرة لا في بريطانيا وأوروبا فحسب بل في كل العالم ، طلبا للنجاح في إمتحان الجماهير النّاهضة تدريجيا وبعزم رفضا للنّظام المُنهار والسّاهرين على ديمومته ، وبحثا عن قادة ورموز جديدة تستجيب لتطلُّعات الجماهير في مُجتمعٍ أكثر عدلا .
ومهما يكن من أمر الصّراعات الداخلية حول قيادة حزب العمّال بين أنصار بلير وكوربي وأيهما يصطفُّ يمينا وأيهما يجنح يسارا ، ومهما يكن من أمر خيانة هذا أو ذاك أو تراخيه في الايام الأخيرة لحشد الاصوات والتأثير في الناخبين من الطبقة العاملة البريطانية ، فقد فشل حِزب العمّال في التصدّي لتسرُّب خطاب التعصُّب والتفرقة وإستثارة الاحقاد العرقية والدينية والقومية ... الخ لِتُسيطر على السّاحة السياسية بوصفها عُنصرا من عناصر تحديد الخيار السياسي جنبا الى جنب بل نقيضا للأوضاع الحقيقية ، للاسباب الواقعية للأزمة التي وجب توحيد صفوف العُمّال للرد عليها أوروبيا وعالميا بِما يُعادل حجم سطوتها وإنتشارها مع أجهزتها العالمية المسؤولة عنها وعن إستدامتها . إنّ السّماح بشيوع خطابٍ شوفيني رجعي يُجزّء قضية النضال من أجل المصالح الجوهريّة للعُمّال على مُستوى العالم ويطمِسُ وحدتهم المنشودة أمام نقيضهم وسبب بؤسهم وشقائهم المباشر الموحّد قسرا وفق مصلحته الجوهرية في مؤسسات ، شركات ولوبيات ...الخ عابرة للأوطان والقوميات وللقارات (بالوحدة الاوروبية أو دونها ) ، إنّ عدم التصدّي لهذا النفس المثير للاحقاد القومية هو أكبر خطر رجعي يتهدد المدّ والاستعداد الثوري لجماهير الكادحين في العالم اليوم و هنا بالذّات خسر حزب العمّال واليسار معركتهم الأولى وفرصتهم الاولى في اللحاق بركب الانقلابات الثورية التي تنضج رويدا رويدا ، شمالا وجنوبا ، والتي تسيطر على الوعي الجنيني العام لدى جماهير واسعة من الكادحين ، تونس ، مصر ، اليونان ، إسبانيا ... الخ.
إنّ الميل العام للرأسمالية وأخصّ خصائصها تقول بأنّه نظام إقتصادي وإجتماعي توقّف عن تطوير القوى المنتجة التي لم تتبقى لها بدورها أي إمكانية للتطور والنمو ضمن أطار علاقاته ، لأنّه بالتحديد وبالذات بقدر ما تتعاظم الثروة المنتجة بشكل جماعي بقدر ما تتركّز وتتمركز بيد أقلية تنعزل شيئا فشيئا عن عملية الانتاج ، وبقدر ما ينتشر ويتوسّعُ البؤس والشقاء بين أغلبيّة تتعاظم يوما إثر آخر . وأنّ هذه العملية التي لا تتوقّف الا بتوقّف النّظام وقوانينه عن إنتاجها بأشكال مشوّهة وأكثر تعفًنا دوما وأبدا ، لا تَحدُّها ولم تَعِقها حدود الاوطان وسلطة الدولة الوطنية كما لم تحُلَّ أزمتها وان تحُلّها أي تكتُّلات فوق قومية ووطنية طالما يُنتجها نفس النِّظام وتقودها نفس الطبقة المُتعفّنة التي أنهت مهامها التاريخية في قيادة البشرية منذ عصر الاحتكارات !.
إنّ معركة الإستفتاء البريطاني وكذلك إنتصار شق الانفصال عن الاتحاد الاوروبي ، بخطابه الرجعي وعبر إستغلاله لتصويت مُحترم من قبل الطبقة العاملة وومثليها خاصّة من قاطني احواز المدن الكبرى ذات الكثافة العالية و الاكثر تأثُّرا بالازمة الاقتصادية والتي تعاني من أعلى نسب البطالة ووفود المهاجرين الى جانب التصويت "القومي" لمواطني الريف الانجليزي المحافظين والميالين للعزلة بطبعهم ، ليست سوى خطوة للخلف ، تقهقرا ، عرقلة للشعور الثوري المتنامي بضرورة وحدة المظلومين ضدّ مؤسسات النظام وعسسه ، رُبّما هي خطوة ضرورية ، إنتكاسة ضرورية حتّى تتكشّف الحقائق وتتّضح الخطوط أكثر فأكثر ومعها الاخطاء والاعداء ومكامن الخلل إعدادا لمعارك مُقبلة فاصلة .
إنّ منطق التفرقة الجغرافية والقومية الذي غلب على حملة الاستفتاء وصاحبها حتى بعد صدور نتائجها لا يُقدّم للحركة التقدمية شيئا ، فكما صوتت سكوتلندا ضدّ الانفصال ، صوتت لندن كذلك وبحماسة أكبر ، وكذلك كامبريدج وبرايتون وليفربول ، ففي حين لم تنسق غالبية السكوتلنديين خلف خطاب التعصّب لأنهم الاقل تأثّرا بموجات الهجرة والاقل ارتباطا بالعزة "القومية البريطانية" الكاذبة و الاكثر إستعدادا للذوبان في وحدة دولية وأممية خارج غول تاج الامبراطورية ، وحدة تُساوي بينهم وبين السّادة الانجليز السّالبين لهم طيلة عقود ، نسجت المدن ذات الكثافة الطُّلّابية (مثل كامبريدج ) وأخرى مدينية وأكثر إنفتاحا وحركية مدنية (مثل لندن وليفربول ) رغم أنها أنجليزية على منوال السكوتلنديين وانتصروا للعقلانية رفضا للبريكسيت وخيار التعصُّب .
إن المعركة كما تمّت ادارتها خاسرة من الجانبين ، وكذلك مُبرّرات ودعاية المعسكرين متهافتة ولا تُسمِنُ ولا وتُغني شيئا من جوع العاطلين والأجراء أكانو من أحفاد لوردات إنجلترا وتُجّار العبيد أسودا وأبيضا أو من أحفاد العبيد أنفسهم ، بينما كانت المهمّة المطروحة ، إستنهاض مشاعر الرفض والتململ المتاصعد من النّظام وتوجيه الجماهير للتمسُّكِ بوحدة تسمحُ لهم بأوسع قدر من حُرّية الحركة والعمل المشترك والتنظّم شمالا وجنوبا على نسق واحدٍ أو متقارب ، فرض أكبر قدر من المشاركة في صياغة القرار المالي ، السياسي والاقتصادي لِمُمثِّلي الشعوب الكادحة والنقابات العُمالية في المؤسّسات الاوروبية والدولية نِدّا للندِّ مع مُمَثّلي الشركات العملاقة والمؤسسات المالية العلنيين والسريين ، فرض حق الترشّح لكُلّ المؤسسات السيادية لكل مواطني الدول الاوروبية ، تعرية الاسباب الحقيقية للفقر والبطالة والهجرة ... الخ الناتجة عن جشع الاحتكارات الاقتصادية والمالية وفساد مُديريها وحماتها من السّاسة تحت يافطة حماية حقوق المجموعة الوطنيّة ، أي شنُّ حرب لا هوادة فيها ضد فساد النّظام بمناسبة الانتخابات أي إنتخابات و بمناسبة أي إتفاق للوحدة أو للانفصال (لا يهُمُّ كثيرا ) هدفها توحيد العُمّال وشعوب العالم وأممه المظطهدة - وحدة تُعادل وحدة الرأسمالية العالمية أو تفوقها إنضباطا وإستعدادا- في معركتهم المصيرية من أجل الانعتاق من ربق الاستغلال الرأسمالي بكلّ أشكاله .

("فلترتعد الطبقات السائدة خوفا من ثورة شيوعية. فليس للبروليتاريين ما يفقدونه فيها سوى أغلالهم وأمامهم عالما يكسبونه. أيّها البروليتاريون، في جميع البلدان، إتحدوا" ( كارل ماركس ، فريدريك إنجلز )) .

محمد نجيب وهيبي