الاخطاء الثلاثه لتروتسكي - لينين


عبد المطلب العلمي
2016 / 5 / 29 - 20:52     

الاخطاء الثلاثه لتروتسكي
فلاديمر ايليتش لينين

ترجمه: عبد المطلب العلمي

خطأ تروتسكي الجوهري - تجاهل الطابع البرجوازي للثورة، و غياب فكره واضحه حول مسأله الانتقال من هذه الثورة إلى الثورة الاشتراكية. من هذا الخطأ الأساسي تنبع تلك الأخطاء ألتي يكررها الرفيق مارتوف ، فهو اقتبس بعضا من جمل تروتسكي، مبديا التعاطف والقبول بها. من أجل عدم ترك الأمور مشوشه كما طرحها الرفيق مارتوف، ساظهر على الأقل ، عدم صحة حجج تروتسكي ، التي حظيت بموافقة الرفيق مارتوف،. تحالف البروليتاريا والفلاحين "يعني أن احد الأحزاب البرجوازية الموجودة سوف يلتحق به الفلاحين أو أن الفلاحين سوف يؤسسوا حزبا مستقلا قويا". من الواضح أن هذا ليس صحيحا من الجهه النظرية العامة ،ولا من جهة تجربة الثورة الروسية. "تحالف" الطبقات هذا لا يعني وجود حزب قوي، أو وجود الأحزاب بشكل عام. هذا - خلط بين مسألة الطبقات و مسألة الأحزاب السياسية. "تحالف" هذه الطبقات لا يعني أن واحدا من الأحزاب البرجوازية القائمة سوف يسيطر على الفلاحين ،و لا يعني تاسيس حزب مستقل قوي للفلاحين! من الناحية النظرية، من الواضح أنه، أولا، من الصعب تنظيم الفلاحين حزبيا، ثانيا، إنشاء أحزاب للفلاحين - عملية صعبة وطويلة الامد في الثورة البرجوازية، حتى أن ظهور حزب "قوي مستقل" ، على سبيل المثال،ممكن فقط في فتره نهايه الثورة. من الواضح أيضا ، من تجربه الثوره الروسيه ، أن "تحالف" البروليتاريا والفلاحين جري مئات المرات و في مجموعة متنوعة من الأشكال من دون أي "حزب مستقل قوي" للفلاحين. وجري هذا التحالف ، عندما كان "عملا مشتركا"، على سبيل المثال، سوفييت نواب العمال و سوفييت نواب الجنود ، أو لجنة الإضراب على السكك الحديدية، اونواب الفلاحين، وهلم جرا. جميع هذه المنظمات في الغالب غير حزبية، وعلى الرغم من ذلك، "تحالف" الطبقات بالتأكيد كان موجودا في كل عمل مشترك بين هذه المنظمات .تم التخطيط و ولد و تأسس حزب فلاحي - على شكل "اتحاد الفلاحين" عام 1905 أو "مجموعات العمل" في عام 1906 - وبقدر نمو و ازدهار الاداره الذاتيه لمثل هذه الاحزب، اتخذ ائتلاف الطبقات أشكال مختلفة، تتراوح بين غامضة وغير متشكلة ،وتنتهي باتفاقات سياسية رسمية واضحة المعالم. على سبيل المثال، بعد حل مجلس الدوما ألاول صدرت ثلاث دعوات للتمرد: 1) "إلى الجيش والبحرية". 2) "الى جميع الفلاحين الروس". 3) "الى جميع الناس". النداء الاول وقعته كتله الاشتراكيين الديمقراطيين في الدوما ولجنة "مجموعه العمل". هل هذا "العمل المشترك" ائتلاف طبقتين؟ بالطبع، نعم. إنكار ذلك يعني مغالطه و بحث عن حجج واهيه أو تحويل مفهوم علمي واسع النطاق "تحالف الطبقات " الى مفهوم قانوني ضيق ، تقريبا توثيقي. وعلاوة على ذلك، فهل يمكن انكار أن هذه الدعوة المشتركة للتمرد التي وقعها نواب مجلس الدوما من الطبقة العاملة والفلاحين، رافقها العمل المشترك لممثلي الطبقتين في الانتفاضات المحلية الجزئية ؟ هل يمكن أنكار أن الدعوة المشتركة لانتفاضة عامة والمساهمة المشتركة في التمردات المحلية والجزئية ،يجبرنا بالضرورة على الاستنتاج ان حكومة ثورية مؤقتة مشتركه تشكلت ؟ إن إنكار هذه الحقيقة ، هو مغالطه، تحديد مفهوم "الحكومة" حصرا،كظاهره قانونيه ، تناسي أن القانونيه و التشكل ، تنبعان من اللاقانونيه وانعدام الشكل.
تم التوقيع على الدعوة الثانية للتمرد من قبل اللجنة المركزية لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي لعموم روسيا (المناشفة!) ، الحزب الاشتراكي الثوري، اتحاد الفلاحين لعموم روسيا،اتحاد المعلمين لعموم روسيا واتحاد عمال سكك الحديد لعموم روسيا ،باستثناء لجنة مجموعة العمال و كتله الاشتراكيين الديمقراطيين. في إطار الدعوة الثالثة للانتفاضه يوجد توقيع البوند و الحزب الاشتراكي البولندي، بالإضافة إلى جميع التوقيعات السابقة باستثناء النقابات الثلاث.
هذا هو ائتلاف سياسي لأحزاب سياسية و منظمات غير حزبية! هنا "ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين"، التي أعلنت على شكل تهديد للقيصرية، على شكل نداء للشعب، ولكن لم تتحقق بعد! والآن من الصعب العثور على اشتراكيين- ديمقراطيين يتفقون مع "الاشتراكية-الديموقراطية"(1) المنشفيه لسنة 1906، العدد 6، التي كتبت عن هذه النداءات: "في هذه الحالة، عقد حزبنا مع الأحزاب والجماعات الثورية الأخرى ، اتفاق للقتال و ليس كتلة سياسية، الذي اعتبرناه دائما المناسب والضروري "(راجع " البروليتاري "رقم 1، 21 أغسطس 1906 وعدد 8، 23 نوفمبر 1906)(2). اتفاق القتال لا يمكن ان يتعارض مع التكتل السياسي ، لأنه جزء من مفهوم التكتل السياسي. الكتلة السياسية تتكون في لحظات تاريخية مختلفه،اما "اتفاق القتال" في وقت الانتفاضة، والاتفاق البرلماني حول "العمل المشترك ضد المئه السود وضد الكاديت"، وهلم جرا. فكرة ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين وجدت التعبير العملي في كل العمليه الثوريه و في آلاف الأشكال، بدءا من توقيع البيان حول عدم دفع الضرائب وحول سحب الودائع (ديسمبر 1905)، أو توقيع الدعوات للانتفاضة (تموز 1906)، إلى التصويت في الدوما الثانيه والثالثه في عامي 1907 و 1908 .
كذلك، فإن تصريح تروتسكي الثاني الذي يورده الرفيق مارتوف هو ايضا غير صحيح. ليس صحيحا أن "السؤال هو من سيحدد سياسة الحكومة، من سيوحد غالبية متجانسة فيها " الخ. هذا غير صحيح خصوصا عندما يستخدم الرفيق مارتوف ذلك كحجة ضد ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين. تروتسكي نفسه في هذا الطرح يتقبل ، " وبمشاركة ممثلين عن الديمقراطيين" في "حكومة العمال"، أي يتقبل حكومة بممثلين عن العمال والفلاحين. على اي اسس يمكن مشاركة البروليتاريا في الحكومةالثوريه، فهي – مسأله منفرده، وحول هذه المسألة، على الأغلب ، فان البلاشفة لا يتفقوا، ليس فقط مع تروتسكي ولكن أيضا مع الاشتراكيين-الديموقراطيين البولنديين . لكن مسأله دكتاتورية الطبقات الثورية، لا يمكن أن تختزل في مسألة "الأغلبية" في هذه الحكومة الثورية أو تلك ، حول شروط قبول مشاركة الاشتراكيين-الديموقراطيين في هذه الحكومة أو تلك.
وأخيرا، المغالطه الثالثة الأكثر لا صحه من استشهدات الرفيق مارتوف بآراء تروتسكي، و التي تبدو "صحيحه" للرفيق مارتوف: "حتى لو ان (الفلاحين) قاموا (" بالانضمام إلى نظام الديمقراطية العمالية ") ليس عن وعي سياسي كبير، كما هم عادة ينضموا للنظام البرجوازي ". البروليتاريا لا يمكنها الاعتماد على الجهل والأحكام المسبقة لدى الفلاحين كما يعتمد و يرتكز عليها اقطاب النظام البرجوازي، أو إفتراض الحفاظ خلال الفترة الثورية على فقدان الوعي المعتاد والسلبية لدى الفلاحين. تاريخ الثورة الروسية يبين أن الموجة الصاعده الأولى ، في نهاية عام 1905، حفزت رأسا ، الفلاحين للالتحاق بمثل هذه المنظمات السياسية (اتحاد الفلاحين لعموم روسيا)، الذي هو، بطبيعة الحال، كان جنين لحزب فلاحي خاص. في الدوما الأولى والثانيه ، على الرغم من تدمير الثوره المضاده للدفعه ألاولى من الفلاحين الطليعيين، الفلاحين - و للمرة الأولى على المستوى الوطني و في الانتخابات الروسية - وضعت على الفور أسس "مجموعه العمل"، التي كانت بدون شك جنين حزب الفلاحين الخاص. في هذه الأجنة والبدايات ،بدون شك ، كثير من عدم الاستقرار، غياب التحديد و الهشاشه ، ولكن إذا أنشأت بداية الثورة هذه الجماعات السياسية، فبدون أدنى شك فأن الثورة التي اوصلت لهذه "النهاية"، أو بالأحرى، إلى درجة عالية من التطور، كالديكتاتورية الثورية ، ستنشئ حزبا ثوريا فلاحيا أكثر ترتيبا وأكثر قوة. القول خلاف ذلك – يعني، افتراض أنه لدى الشخص البالغ ،بعض الاعضاء الحيوية في الجسم يمكن أن تبقى طفوليه في الحجم والشكل ودرجة التطور.
على أي حال، فإن استنتاج الرفيق مارتوف، ان الكونفرنس وافق مع تروتسكي حول مسألة العلاقة بين البروليتاريا والفلاحين في الصراع على السلطة، هو تناقض صارخ مع الحقائق، و محاولة، "لاختلاق" ما لم يناقشه المؤتمر ،و لم يرد ذكره و لم يُقصد.

المجلد 17 ص 381-385 الاعمال الكامله بالروسيه (مقطتف من موضوع:هدف نضال البروليتاريا في ثورتنا)

ملاحظات المترجم
(1)جريده سريه صدرت في بيتروغراد بعد المؤتمر التوحيدي الرابع،هيئه تحريرها كانت فقط من المناشفه.في الواقع كانت لسان حال الكتله المنشفيه.
(2)المقصود رد لينين في جريده البروليتاري على ما جاء في صحيفه الاشتراكي الديمقراطي.