نظرة عامة على الحياة الاجتماعية في المجتمعات الراسمالية


ناصر عجمايا
2005 / 12 / 7 - 07:46     

ا


للحياة الاجتماعـية قوانينها الواضحة عـبر التاريخ مع التطور الزمني فكريا وعـلميا بفعـل تطور الانسان وتقدمه من خلال ابتكار وسائل الانتاج كما ونوعـا بحيث اهلته لخدمة نفسه والاخرين . باستغفـلال الطبيعـة بتفاعـله المستمر في بناء حياته الاجتماعـية والثقافية عـبر العـصور في الاخفاق تارة وتقدمه تارة اخرى مستفيدا من الاخطاء والنواص ومعـالجتها بالفكر السليم الناضج باستخدام الدماغ في خلق البديل المنتج للانسان وبشكل عـلمي ديناميكي .



ان الثورة العـلمية المتطورة خلقت قوى منتجة فعـالة وسريعـة واستخدمت الثورة المعـلوماتية من خلال التكنولوجيا بشكلها المستمر المتطور , نشات طبقتين اقتصاديتين متناقضتين ضمن القوانين الموضوعيـة ,وبصراع نتج تطور بتغـير كل شيء نحو الافضل. ولكن ليس دائما , وقد تحصل اخفاقات وانعـطافات وتحويلات خاطئة فيها عـقبات مع خطوات الى الخلف .



فالاخفاق والتعـثر هي ظاهرة صحية ,عـندما يتم دراستها بشكل عـلمي موضوعـي دقيق وبشرط وضع الحلول الصائبة لها وتلافيها في المستقيل. لان من لا يعـمل لا يخطا , ولكن الخطا يكون في غـير التعـمد أي ناتج بشكل عـفوي . لاغـفال بعـض الجوانب في حسابات التي طرات على حياة الانسان وخاصة في مجتمع غـير متجانس اجتماعـيا واقتصاديا وثقافيا لما فيه من التناقضات وشرائح اجتماعـية مختلفة داخلة عـليه في بلدان مختلفة الجنسيات كما هو حاصل في استراليا وامريكا وحاليا في اوربا .



كما ان الحرية استغـلت بشكلها الواضح المتطور الخارق لكل القوانين والانظمة الاجتماعـية السائدة وتحولت الى ليبرالية اجتماعـية . بدا الانسان المثقف لا يقبل بها ويرفضا كونها لا تخدم الحياة الاجتماعـية وازدادت الامراض بمختلف جوانبها وطرات البطالة بسبب تشرد الشبيبة وانشغـالها بامور ضارة من جهة والتطور الحاصل تكنولوجيا وتقنيا من جهة اخرى .مما جعـل افواج من الشبيبة العـاطلة والمريضة نفسيا وصحيا واجتماعـيا , واصبح المجتمع مريضا كون العـائلة متفككة لا وجود لها في البنيان السليم من خلال تضعـضع الحياة الاجتماعـية العـائلية .



كما اصبحت الطفولة بعـيدة عـن الامومة والابوة ,والالتزام العـائلي ضعـيف , وهذا يعـني عـجز الراسمالية عـن خلق مجتمع افضل يسوده الوئام والانسجام والتلاحم العـضوي البناء من خلال هدم الاسرة. باستغـلال الحرية والحرية المباحة وازداد الغـني ترفا والفقير فقرا واصبح هناك طبقة ميسورة راسمالية جشعـة صغـيرة العـدد وطبقة فقيرة دون حد الكفاف وهي كثيرة العـدد وقسم منها تبيع نفسها لسد حاجالتها بسبب الحرية المباحة وتشجيعها والتفاعـل معـها , مما ادى الى زيادة التوتر في صفوف الفقراء . الوضع الماساوي هذا يجعـل الاجساد تشمئز لان الاوجاع باقية دون عـلاج لا بل في زيادة لتعـكس التلوث الاجتماعـي والاقتصادي والحضاري والمادي والتخلف السياسي وهذا يؤدي الى هدم الانسان وليس الى خدمته وتطوره .



ولم يسلم الانسان الفقير من جشع الراسمال فقط بل انتشرت المافيا هنا وهناك لسحقه اكثر فاكثر وادخلت المخدرات بمختلف اشكالها وانواعـها والسلطة عـاجزة عـن مقارعـتها وانهاءها لا بل متفاعـلة معـها الى حد كبير . لان عـملهم يسير بشكل مستمر في هدم الانسان وقتله البطيء ناهيك عـن التدخين الفاحش في المجتمع الذي يؤدي الى اضرار كبيرة على صحة الانسان وهدمه الاقتصادي ويمنع تطوره لانه ينشا عـليل البنى , اصفر الوجه , قليل الذاكرة فاقدا للشهية ...... الخ ,



بالاضافة الى تفشي الادمان في تعـاطي المخدرات والكحول مما يؤدي الى التفكير بالسرقات وزيادتها يوما بعـد يوم وقتل الانسان لاخيه الانسان هنا وهناك وازدادت الجريمة وتشعـباتها وكثرت الانتحارات المستمرة وتفنن الانسان بابتكار اساليب الخداع والرذيلة والمكر .



وتطورت اساليب قتل الحياة الاجتماعـية وهدمها بشكل يصعـب التفكير باصلاح الحال ان لم نقل من المستحيل اعـادة بناءه وتشيده بالشكل الاجتماعـي المتطور السليم .