حاجة ملحّة : رفع راية الخلاصة الجديدة للشيوعية لبوب أفاكيان ، الإطار الجديد الضروري للمرحلة الجديدة للثورة ! بيان للمجموعة الشيوعيّة الثوريّة بكولمبيا ، غرّة ماي 2016


شادي الشماوي
2016 / 5 / 5 - 03:33     

حاجة ملحّة : رفع راية الخلاصة الجديدة للشيوعية لبوب أفاكيان ، الإطار الجديد الضروري للمرحلة الجديدة للثورة !
بيان للمجموعة الشيوعيّة الثوريّة بكولمبيا ، غرّة ماي 2016
جريدة " الثورة " عدد 437 ،2ماي 2016
http://revcom.us/a/437/declaration-of-grupo-comunista-revolucionario-de-colombia-en.html
العالم كما هو عالم لا يطاق ، عالم خانق .
إنّه عالم حيث لسوء الحظّ تتعايش القدرة على تغذية كافة البشر مع أكثر من مليار إنسان " يعيشون " سوء تغذية مزمن و تماما كلّ خمس دقائق يموت إنسان جوعا ! ...
إنّه عالم يبرّرون فيه الحروب العدوانيّة على البلد تلو البلد و يبرّرون فيه التعذيب و المجازر بأخلاق تثمّن حياة الناس فى البلدان الغربيّة ( والبيض و الرجال و الأغنياء ) على حساب حياة كافة البشر الآخرين ... إنّه عالم يضطرّ فيه ملايين الناس إلى المخاطرة بحياتهم و يهجرون منازلهم جرّاء الحروب الرجعيّة و الهنهب و مشاكل أخرى يتسبّب فيها النظام الذى يحكمهم ...
إنّه عالم حيث يحاصَرُالمضطهَدون أينما ولّوا وجوههم ، وهم عرضة للموت المبكّر و حياتهم مغلقة و مدمّرة و يتعؤّضون للشتم فى كلّ ركن من أركان الكوكب و حتّى للقتل لمجرّد كونهم من هم ...
إنّه عالم أين يتحوّل كلّ شيء ( بما فى ذلك البشر ، لا سيما النساء و الأطفال ) سلعة تشترى و تباع ...
إنّه عالم أين تواجه النساء يوميّا هجمات هرسلة و ميزعنصري و إضطهاد متستّر و مفضوح و حتّى إعتداءات جسديّة عنيفة و مميتة...
إنّه عالم هجمات فظيعة سياسيّة وقانونيّة و إهانات خبيثة ضد للمثليين ...
فى هذا العالم ، نظرا لتدمير البيئة ، صار مستقبل الحياة على الكوكب غير مضمون ...
وهذا العالم يحكمه نظام يحطّم الأرواح و يحطّ من قيمة البشر حارما إيّاهم من المكانة التامة التى يستحقّها الإنسان ...
و بالرغم من توفّر الموارد الماديّة و المعرفة و الناس الذين بوسعهم جعل طريقة أخرى للحياة ممكنة للإنسانيّة قاطبة ، تتمّ عرقلة التغيير و تستخدم تلك الموارد لإغراق البشر فى مزيد من الجهل و التطيّر و البؤس .
أجل ، صحيح أنّ الإستغلال و الإضطهاد يولّدان مقاومة . و حولالعالم المرّة تلو المرّة نفجر علامات الإحتقان و فورات الغضب . و أمر شائع أنّ يظهر شعور عميق بوجوب إيجاد عالم مختلف وهذا ممكن . لكن دون مقاربة ومنهج و قيادة علميين ، عموما يوجّه ذلك الشعور إلى طُرق مسدودة و يستمرّ تعرّض الجماهير للفظائع التى لا نهاية لها .
عالم اليوم فظيع ليس بسبب الطبيعة الإنسانيّة و إنّما بسبب سير النظام [ الرأسمالي الإمبريالي العالمي ] . و لا وجود لضرورة دائمة للأوضاع القائمة . و لا ينبغى أن يكون العالم على ما هوعليه . ثمّة مخرج منه هو الثورة الشيوعيّة .
و يواجه الذين يرغبون فى إيجاد هذا العالم المغاير كلّيا ، على الفور ، أمرين إثنين هما من ناحية القوى القمعيّة لآلة السلطة [ الدولة ] المستخدمة ضد أي تحدّى لنفوذها و من ناحية ثانية ، النزاع فى مجال الأفكار .
فلنقم بالإثنين معا : فلنقاوم آلة السلطة و لنناقش و لنخض فى الأفكار الثوريّة الأكثر تقدّما و راديكاليّة فى زممنا هذا .
و هذا كلّه فى خضمّ تطوير حركة و نهوض ثوريين جديدين يمضيان أبعد حتّى من أفضل ما أنجز فى الماضي .
يدور فى المجتمع نقاش بشأن ما إذا كان عالم آخر ممكن حقّا وبشأن أي نوع من العالم نريد : هل هناك طريق لنغيّر عمليّا كيف يجب على الناس أن يعيشوا ؟ بدلا من تغيير مختلف الطرق التى تتسبّب فى إضطهاد الناس ، ما الذى سيتطلّبه القضاء بالملموس وكلّيا على الإضطهاد ؟
عامة ، ثمّ’ صراعات على أصعدة الأخلاق والعلم والدين و النظرة إلى العالم ؛ و صراعات حول مسألة التسوية أم المقاومة و حول كيفيّة فهم المرحلة الأولى من الثورات الشيوعيّة و تقييمها و حول العديد من المسائل الأخرى . غير أنّ أهمّ صراع فى حقل الأفكار اليوم يتركّز فى نوع التغيير الذى نحتاجه و النظريّة التى يمكن أن ترشد هذا التغيير و القيادة التى تحدث هذا التغيير الجذري . لا مجال لللفّ و الدوران : لا زلنا فى حاجة إلى ثورة ، إلى ثورة شيوعية .
الثورة الحقيقيّة هي الوسيلة الوحيدة لوضع نهاية لمنبع المشكل ، للقضاء على النظام الرأسمالي – الإمبريالي المهيمن على العالم . والقوى الإمبريالية كالولايات المتحدة و القوى الأوروبيّة وروسيا و الصين تقبع على قمّة هذا النظام و تسيطر على بلدان مثل كولمبيا . و بطبيعة الحال ، ليس النظام الرأسمالي – الإمبريالي كلّي الجبروت . فهناك أزمات و تصدّعات فى جدران هذا النظام . و هنا يكمن الأساس المادي لإمكانيّات القيام بالثورة .
و ليس النظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي لغزا أو أحجية . يمكن معرفته و فهمه . و قد أرسى كارل ماركس ، قبل 150 سنة من الآن ، أسس علم جديد و كشف أسرار سير النظام و كيفيّة الإطاحة به بواسطة طراز جديد من الثورات ، الثورة الشيوعية . و مذّاك ، بذل الشيوعيّون إلى جانب ملايين البروليتاريين وغيرهم من الجماهير المضطهَدَة عبر العالم جهودا لسلوك هذا الطريق الثوري و غيّروا تاريخ الإنسانيّة إلى الأبد ، رغم تعرّضهم لهزائم مريرة .
و قد مثّلت كمونة باريس أوّل محاولة أغرقتها فى الدم القوى القمعيّة للنظام القائم بعد شهرين . و قد لخّص ماركس بمعيّة إنجلز هذه التجربة القصيرة زمنيّا لكن القيّمة و إرتأى نوع الدولة التى تحتاجها الثورة الشيوعية :دكتاتوريّة البروليتاريا . و بناءا على نظرية ماركس و مقاربته ، إنطلقت جهود لتغيير العالم . و فى القرن العشرين أنجزت ثورتان إشتراكيّتان عظيمتان حقّقتا مكاسبا و راكمتا تجاربا عظيمة للإنسانيّة ، و الأولى كانت الثورة الروسيّة لسنة 1917 فى ظلّ قيادة لينين و الثانية الثورة الصينيّة لسنة 1949 فى ظلّ قيادة ماو تسى تونغ .
و بهذه التطويرات النظريّة و الخطوات المتقدّمة فى عالم الماركسيّة ، تمكّن لينين و ماو منقيادة الصراع الطبقي وسط صعوبات كبرى ليحقّقوا الظفر و يعملوا من أجل الإرتقاء الفوري إلى مستويات جديدة من السيرورة المعقّدة لإجتثاث القديم و تشييد قاعدة إقتصادية و بنية سياسية و ثقافيّة جديدة للمجتمع الجديد . لقدشرعا فى ما أسماه ماركس القطيعة الكبرى مع علاقات الملكيّة التقليديّة و مع الأفكار التقليديّة المناسبة لها .
و مع ذلك ، أُلحقتالهزيمة بالثورة السوفياتيّة فى روسيا فى أواسط الخمسينات و ألحقت الهزيمة بالثورة الصينيّة فى أواخر 1976 . و فى كلتا الحالتين ، إستولت برجوازية جديدة نشأت صلب الحزب و الدولة الإشتراكية على السلطة و طفقت تعيد تركيز الرأسماليّة ، على الرغم من إستمرارها فى إستخدام نعت " إشتراكية " .
وعند الخوض فى كيفيّة فهم أسباب إعادة تركيز الرأسماليّة و الحيلولة دون هذا ، طوّر ماو علم الماركسيّة و لأجل ذلك إقترح و قاد " الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى " . و لم تستطع الثورة الثقافيّة أن تمنع إعادة تركيز الرأسمالية و عقب إنقلاب ، إستولى " أتباع الطريق الرأسمالي " السلطة و ساعدوا الإمبرياليةعلى تحويل الصين إلى " أكثر المصانع إستغلالا " فى العالم . و وضه هذا نهاية للمرحلة الأولى منالثورات الشيوعيّة فى تاريخ الإنسانيّة .
و تُبع ذلك بموجة من الثورة المضادة . وتعزّزت ضمن الجماهير المضطهَدَة الحركات السياسية الرجعيّة فى عديد أنحاء العالم . لكن الحروب الثوريّة الهامة التى قادتها أحزاب ماركسية – لينينية – ماويّة خطت منجانبها خطوات لها دلالتها و ألهمت الثوريّين و الجماهير عبر العالم قاطبة . بيد أنّ هذه النضالات البطوليّة واجهت واقع التحوّلات العالمية الكبرى و حدود وتشويهات فى النظرية . كان علم الشيوعيّة فى حاجةإلى قفزة جديدة أخرى . و كانت ثمّة حاجة إلى إطار نظري جديد لإرساء قاعدة مرحلة جديدة حقّا من الثورة الشيوعية .
و واجهت الحركة الشيوعية مفترق طرق حقيقي . بفعل الأحكام الخاطئة الرجعية و الإصلاحيّة ، وقع إستبعاد التاريخ التحرّري وتجربة الشيوعية من الحركة الثوريّة ، من صفوف معظمالأنتلجنسيا التقدّمية سابقا و من صفوف الجماهير على وجه العموم فرُفعت الرايات الرثّة للديمقراطية البرجوازية عوضا عن راية الشيوعية. هذا من جهة و من الجهة الأخرى ، تمسّك قطاع صغير تمسّكا دغمائيّا ودينيّا بالتجربة و النظريّة الثوريّة للمرحلة الأولى من الثورة الشيوعية ، بما فى ذلك بأخطائها و نقائصها .
و يجب قول إنّ الكثير من الأخطاء السائدة صلب الحركة الشيوعية العالمية لا تعزى إلى ماركس و لينين و ماو الذين ناضلوا ضدّ العديد منها . إلاّ أنّه يجب الإعتراف بوجود عناصر من النزعات الخاطئة فى تفكيرهم ذاته تمسّكت بها فئة أو أخرى من الحركة الشيوعية و طوّرتها إلى خطوط تامة التشكّل .
بيد أنّه إضاف إلى الطرق المسدودة للنزعة الدغمائيّة و النزعة الديمقراطية البرجوازية ( و كلتاهما تصبحان من بقايا الماضي ) ، وُجد أولئك الذين ناضلوا للبقاء على الطريق السليم ولتوضيح النهج الثوري للمضيّ قدما .و التطويرات النظريّة و العمليّة للحركة الشيوعية قد أنقذت وأضحت أغنى فى نظرتها و وضوحها بفضل قفزة أخرى فى علم الشيوعية. و بفضل القفزة الجديدة من الممكن أن نفهم بصورة أفضل سير النظام الحالي و كيفيّة تخلصنا منه.
و لم يكن هذا الإختراق شيئا يسيرا تحقيقه . فقد إستغرق عقودا من النشاط العلمي لتحليل عدّة مظاهر من تجربة المرحلة الأولى من الثورة الشيوعية و تلخيص دروسها . و قد سمح هذا العمل بتشخيص عدّة أخطاء فى المرحلة الأولى من الثورة و نقدها ( علما و أنّ المكاسب هي الرئيسيّة ) . و جرت قطيعة مع مفاهيم خاطئة مختلفة فى جسم علم الشيوعية الذى طوّره ماركس و لينين و ماو ، و جرى تلخيص كلّ النواحي الصحيحة لهذا الجسم ( وهي الرئيسيّة ) و أعيدت صياغتها من مستويات أعلى جديدة .
و جاءت هذه القفزة الجديدة فى علم الشيوعية نتيجة العمل النظري و القيادة الثوريّة لبوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية وأعظم ثوري فى زمننا هذا . فأفاكيان لم يبق فقط فى السبقا بل أنتج جملة كاملة من الأعمال بخلاصة جديدة للشيوعية ما مدّنا بمستوى جديد من الحرّية يخوّل لنا التعاطي مع الضرورة التى نواجهها الآن و تغييرها تغييرا ثوريّا . فمواجهة الضرورة –أي الواقع الذى ننهض ضدّه – هي أساس بلوغ الحرّية – أي القدرة على تغيير ذلك الواقع ( إعتمادا على فهمه ) .
تبدو مواجهة الواقع كما هو يسيرة إلاّ أنّها ليست كذلك . ما هي بمواجهة آليّة و لا هي " طبيعيّة " و بالتالى تتطلّب المقاربة و المنهج العلميّين . و قد أنقذ بوب أفاكيان المقاربة و المنهج الشيوعيين و أقامهما على أسس أرسخ و أغنى إذ شخّص المشاكل الشائكة التى تواجه الثوريّينو عالجها . و فى خضمّ هذه السيرورة ، ثَوَّرَ أكثر الشيوعية ليس بتشخيص مظاهرها التى لم تكن علميّة و القطيعة معها و حسب بل بوضع الشيوعية برمّتها على أسس أكثر علميّة .
و من هنا ، جوهر الخلاصة الجديدة للشيوعية هو مزيد تطوير و تلخيص الشيوعية كمنهج و مقاربة علميين و التطبيق الأكثر صرامة لهذا المنهج و لهذه المقاربة على الواقع عامة و خاصة على النضال الثوري للإطاحة بكافة الأنظمة و بعلاقات الإستغلال و الإضطهاد و إجتثاثها و التقدّم صوب عالم شيوعي .
و مثلما هو الحال بالنسبة لتقدّم كلّ علم من العلوم ، فهي تنحت أرضيّة جديدة بصعوبة . فصلب المجموعة الشيوعيّة الثوريّة بكولمبيا عينها ، كان الصراع الجدّي ضروريّا لفهم ذلك و تبنّيه و تكريسه من أجل التقدّم بالثورة فى كولمبيا كجزء من الثورة العالمية و الذى يتطلّب قبل كلّ شيء بناء الحزب اللازم لقيادتها .
و فى معمعان السيرورة الراهنة لبناء الحزب الشيوعي الحقيقي ، بؤرة تركيز الشيوعيين الثوريين الحقيقيين هي العمل على تجذير الخلاصة الجديدة للشيوعية التى طوّرها بوب أفاكيان فى صفوف الحركة الثوريّة و فى صفوف الجماهير الثوريّة كجزءمن بناء حركة من أجل الثورة فى ظلّ قيادة مثل هذا الحزب . وجميع الذين هم معنيّون حقّا بالوضع فى العالم و يتطلّعون إلى تغيير حقيقي يجب عليهم رفع راية هذه الخلاصة الجديدة .
الإنسانيّة فى حاجة إلى الثورة و الخلاصة الجديدة للشيوعية لبوب أفاكيان !
الثورة لا شيء أقلّ من ذلك !
===================================================