هذا نداء إستعجالي لغرّة ماي ! لا وقت نضيّعه ! عالم مغاير جذريّا ممكن ! فقط إن رفعنا راية الخلاصة الجديدة للشيوعية ! الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي )- غرّة ماي 2016


شادي الشماوي
2016 / 5 / 1 - 02:42     

هذا نداء إستعجالي لغرّة ماي ! لا وقت نضيّعه !
عالم مغاير جذريّا ممكن ! فقط إن رفعنا راية الخلاصة الجديدة للشيوعية !
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي )- غرّة ماي 2016
إنّ العيش فى عالم اليوم خانق و لا يمكن تحمّله . أنظروا فحسب إلى المهاجرين الذين يفرّون من اليلدان التى تمزّقها الحرب و الفقر المدقع ليغرقوا فى البحار بينما كافة السفن العملاقة و الأجهزة التى ينتجها عمل هؤلاء الناس بالذات ، عملنا الجماعي عبر العالم ، لا تحرّك ساكنا ،لا تقوم بأي شيء عدا مشاهدتهم يغرقون ! والذين لم يموتوا غرقا يترتّب عليهم مواجهة أسلاك شائكة و قوانين عصابات والفارضين الرجعيين اقوانين الدول الرأسمالية الإمبريالية الرجعيّة . ألا يكفى هذا لكي نرغب فى قبر هذا النظام الرأسمالي الإمبريالي و دوله و قوانينه وفارضي قوانينه ؟ أجل، هذا يكفى !
إنّنا ننتج من الغذاء أكثر مما يفى بحاجة السبع مليارات من البشر على الأرض لكن الملايين يموتون جوعا و من سوءالتغذية . أنتجنا العلم الذى يخوّل لنا العودة زمنيّا إلى أكثر من مليار سنة لفهم عالمنا لكن الأطفال فى أفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينيّة يموتون جراء أمراض يمكن الوقاية منها و آلة الدعاية و التعليم التابعة للرأسماليين تزرع الجهل فى بشتّى ألوانه فى عقول الناس فى كلّ ركن من أركان العالم . ويقدّم العنصريّون و المتعصّبون والظلاميّون الدينيّون أنفسهم على أنّهم " قادة " الفقراء ! بكم طريقة يمكنهم أنيقترفوا الفظائع ضد الإنسانيّة ؟ لا شكّ فى أنّه يجب تغيير العالم . لكن كيف ؟ هذا هو أهمّ سؤال يواجه الإنسانيّة .
منبع المشكل هو النظام الرأسمالي الإمبريالي الذى يهيمن على العالم و يقود و ينشر كلّ أنواع سلط الدول الرجعيّة – على غرار جمهورية إيران الإسلامية والجمهورية التركية و العربيّة السعودية إلخ . و تقبع القوى الإمبرياليّة العظمى كالولايات المتحدة و الدول الأوروبيّة و الصين و روسيا على قمّة كومة الروث هذه . يجب الإطاحة بهذا النظام وتعويضه بعالم مغاير جوهريّا . لكن كيف و بأيّة طريقة ؟
إنّ النظام الرأسمالي العالمي ليس فى منتهى القوّة وليس سرّا مخفيّا أبدا معرفة ذلك وفهمه . فقبل أكثر من 150 سنة ، كشف ماركس أسرار سيره و طريقة تفكيكه بواسطة ثورة من طراز جديد إسمها الثورة الشيوعيّة . و منذ زمن ماركس ، نحن الشيوعيّون الثوريّون ، إلى جانب ملايين البروليتاريين والجماهير المضطهَدة فى العالم ، قد حاولنا المضيّ قدما على هذا الطريق وقد غيّرنا تاريخ المجتمع الإنساني إلى الأبد وكذلك لحقت بنا هزيمة مريرة .
لقد كانت كمونة باريس سنة 1871 المحاولة الأولى للقيام بذلك. بيد أنّها لمتعمّر طويلا و أغرقتها الدولة البرجوازية و جيشها فى الدم. و قد لخّص ماركس و رفيق دربه لسنوات طوال ، إنجلز ، هذه التجربة القصيرة زمنيّا لكن الهامة للغاية و رسما صورة شاملة لنوع الدولة الذى سيحتاجه إنجاز الثورة الشيوعية : دكتاتورية البروليتاريا . و بالإعتماد على النظريّة و المقاربة الثوريتين و العلميّتين لماركس ، إنطلق جهد ثوري لتغيير العالم .
وشهد القرن العشرين ثورتين إشتراكيتين عظيمتين حقّقتا مكاسبا و تجاربا عظيمة بالنسبة للإنسانيّة فى سيرها نحو قبر الرأسمالية . و تمّ ذلك أوّلا فى روسيا مع ثورة أكتوبر فى 1917 فى ظلّ قيادة لينين ثمّ فى الصين مع أكتوبر آخر فى 1949 فى ظلّ قيادة ماو . وقد إستطاع لينين و ماو بإختراقاتهم النظريّة و تقدّمهما بعلم الماركسية ، أن يبحرا عبر بحر الصراع الطبقي من خلال عراقيل هائلة و مياه غير معروفة و الشروع فى سيرورة متعرّجة من إجتثاث القاعدة الإقتصاديّة والبناء الفوقي السياسي و الثقافي للمجتمع القديم و تشييد مجتمع جديد . فكان ذلك بداية ما سمّاه ماركس القطيعة مع علاقات الملكيّة التقليدية والأفكار التقليديّة التى تنتجها وتمثّل شروطها .
و قد دامت الثورتان فى روسيا و الصين أكثر من كمونة باريس لكنّهما لم تدوما كفاية . و هُزمت الثورة فى الإتحاد السوفياتي فى أواسط خمسينات القرن العشرين و أعيد تركيز الرأسمالية وصعدت البرجوازية الجديدة التى نشأت صلب الدولة الإشتراكية و الحزب الشيوعي إلى السلطة . و تواصلت الثورة الإشتراكية فى الصين إلى 1976 . و طوّر ماو علم الشيوعيّة من خلال معالجة لغز لماذا تحدث فى ظلّ الإشتراكية إعادة تركيز الرأسماليّة و كيف يجب الحيلولة دونها . وأنجزت ثورة ثانية فى الصين الإشتراكية من أجل منع إعادة تركيز الرأسماليّة : " الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى ". إلاّ أنّ هذا بدوره أخفق فى الحيلولة دون إعادة تركيز الرأسماليّة . و عقب وفاة ماو فى 1976 ، قام أتباع الطريق الرأسمالي بإنقلاب و إفتكّوا السلطة . و بمساعدة الإمبرياليين ، حوّلوا الصين إلى أكبر معامل هشّة و أكثرها بؤسا فى العالم . و على هذا النحو إنتهت الموجة الأولى من الثورة الشيوعية .
و تبعت ذلك حقبة من الثورة المضادة عبر العالم .
وعوض الشيوعية الثوريّة و الحركات التحرّريّة ، أضحت الحركات السياسيّة الرجعيّة ذات شعبيّة فى صفوف الجماهير اليائسة و المحرومة . فعلى سبيل المثال ، تحوّلت الثورة الإيرانيّة لسنة 1979 إلى ثورة مضادة عندما إفتكّ الأصوليّون الإسلاميون السلطة .
وبُعيد ذلك ، أوصلت الإمبريالية الإشتراكية السوفياتيّة التى كانت فى نزاع مع الكتلة الإمبريالية الغربيّة التى تقودها الولايات المتحدة ، العالم إلى حافة حرب نووية و واجهت أزمة داخلية و إنهارت . و قد إستغلّت البرجوازية العالمية هذا لتدّعي " موت الشيوعية ". لكن الإتحاد السوفياتي لم يكن سوى دولة رأسماليّة إمبريالية أخرى لأسباب تاريخية حافظت على القناع الإشتراكي حتّى بعد إعادة تركز الرأسمالية فى أواسط خمسينات القرن العشرين فى البلد الإشتراكي السوفياتي السابق . و إثر إنهيار الإتحاد السوفياتي ، مدّت حقبة جديدة من" العولمة " الرأسماليّة بحياة جديدة من الجشع الرأسمالي و الحروب العدوانية و العنصريّة و إغتصاب النساء و قتل الأطفال و الإبادة الجماعية . و اليوم يمكننا أن نلاحظ بوضوح أنّه إن لم تنطلق موجة جديدة من الثورة الشيوعية سيستمرّ كابوس الرأسمالية هذا المدمّر . لكن ما الذى نحتاج إليه للإنطلاق فى هذه الموجة الجديدة و من أين ننطلق ؟
هناك مقاومة و صراع عبر العالم ضد كافة أنواع الإضطهاد الذى يسلّطه النظام الرأمالي على الشعوب . أجل ، تتصدّى الشعوب إلاّ أنّها تتصدّى وهي فى نفس الوقت تحمل ذات الأوهام التى أفرزها النظام و درّبها عليها . يقاوم العديد من الناس بينما يتبنّون الوهم الديني لترويض القوى الوحشيّة للرأسمالية بالعودة إلى الخلف. ويقاوم العديدون فيما يتمسّكون بأوهام حول إمكانيّة إصلاح الرأسماليّة . يمكن أننرى ذلك لدى حركات سيريزا باليونان وبوديموس بإسبانيا فى أوروبا . و لسوء الحظّ ، الرؤية والبرنامج و الحركة الوحيدين – الشيوعية الثوريّة – غائبين عن المسرح و هذا هو المظهر الأكثر مأساويّة فى الوضع الراهن . لقد جرت إهالة التراب على التاريخ و التجربة الشيوعيين التحرّريين . و عندما لا يعلم المرء تاريخه والأدوات التى شحذت ، يكون كمن وُلد أمس ، مجرّد طفل يواجه عدوّا خبيثا ومحنّكا !
لكن هذا التاريخ و مكاسبه أنقذا و أعيدا إلينا أكثر غنى فى النظر و الوضوح ، من خلال قفزة منعشة أخرى فى علم الشيوعية . و بهذه القفزة فى علم الشيوعية ، يمكن أن نفهم سير الرأسمالية و كيف أنّ هذا النظام يمكن أن يفكّك بواسطة الثورة ، بشكل أفضل بكثير من ذى قبل . وهذه القفزة الجديدة فى علم ثورتنا لم تتأتّى بيسر . ذلك أنّه طوال عقود أربعة ، و بفضل عمل علمي و شاق إستغرقه تفكيك كلّ مستوى من مستويات تجربة الموجة الأولى من الثورة الشيوعيّة و تلخيص دروسها لأجل الإنطلاق فى المرحلة أو الموجة الثانية . لقد وقع تشخيص و نقد عدّة أخطاء إقترفت فى المرحلة الأولى . و وقع التفطّن للعديد من المفاهيم الخاطئة فى مكوّنات علم الشيوعية كما طوّره ماركس ولينين و ماو و وقع تلخيص الجانب الصحيح وهو الجانب الأساسي إلى مستوى أرقى بما شحذه أكثر و جعله أصحّ فى تفسير العالم المعقّد الذى يقع على عاتقنا تغييره . و قد أنتج فهما أوضح و أصحّ للطريق المتعرّج الذى علينا سلوكه بُغية تغيير العالم .
تسمّى القفزة الجديدة فى علم الشيوعيّة الخلاصة الجديدة للشيوعية و هذا العمل الناجم عن بذل جهد جهيد أنجزه أعظم ثوري فى زمننا : بوب أفاكيان . هذه هي الرسالة الأهمّ و الأكثر إلحاحيّة التى نريد أن نبلغكم إيّاها فى غرّة ماي هذه : للتأكيد ، هذا الإنتاج العلمي المنعش من نفس رتبة عمل ماركس . إنّه يوفّر للإنسانيّة إطارا للشروع فى المرحلة الثانية من الثورة الشيوعية و رفع تحدّى الحاجة الأكثر إلحاحيّة للإنسانيّة : التخلّص من الرأسماليّة فى كلّ ركن من أركان العالم .
إنّ التعويل فقط على كرهنا لعذابات مليلارات البشر و كلّ الأشياء البغيضة التى تنجم عن الرأسماليّة ليس بوسعه أن يُطيح بالرأسماليّة ويغيّر العالم . ينبغى أن نستوعب مضمون أعمال الرفيق أفاكيان بالضبط كما كان الحال قبلا فى ستينات القرن العشرين مع أعمال ماركس و لينين و ماو . اليوم ، إنقسمت المرحلة القديمة من علم الشيوعية إلى إثنين و قد وُلد من رحمها فهم أصحّ وبالتالى أكثر ثوريّة .
ليس ممكنا فى رسالة غرّة ماي هذه أننلخّص علم برمّته و خارطة طريق الثورة الشيوعية. غير أنّه منخلال هذه الرسالة ، ندعو كافة الذين يتطلّعون و يحتاجون إلى إنجاز ثورة حقيقيّة وإلى تغيير العالم تغييرا راديكاليّا من أجل الأفضل ، أن يدرسوا بعمق حالا الأعمال العلمية وخارطة طريق الموجة الجديدة من الثورة الشيوعية . هذا هو مجهر و منظار ثورة حقيقيّة ( و ليست زائفة ) . إنّ الإطاحة التامة بالرأسماليّة و المجتمع المنقسم إلى طبقات عبر العالم مهمّة عسيرة التحقيق و دون تطبيق الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ، لن نقدر على أن نخطو و لو خطوة فى الإتجاه الصحيح و كافة نضالاتنا الكبرى و تضحياتنا الجسام عبر العالم بأسره ستحرفها و تنهك قواها القوى العاتية للنظام القائم . لا وقت نضيّعه ! هذه هي رسالة غرّة ماي الحمراء !
================================================================