نحو مرحلة جديدة من الثورة الشيوعية - الفصل الخامس من كتاب -... الثورة الشيوعية و الطريق الحقيقي للتحرير : تاريخها ومستقبلنا - لريموند لوتا


شادي الشماوي
2016 / 4 / 26 - 00:59     

نحو مرحلة جديدة من الثورة الشيوعية
الفصل الخامس من كتاب "... الثورة الشيوعية و الطريق الحقيقي للتحرير : تاريخها ومستقبلنا " لريموند لوتا

( ملاحظة : صار الكتاب بأكمله ، نسخة بى دى أف ، متوفّرا للتنزيل من مكتبة الحوار المتمدّن )

الفصل الخامس : نحو مرحلة جديدة من الثورة الشيوعية

سؤال : لقد ناقشنا المرحلة الأولى من الثورة الشيوعية بشيء من العمق و قد أبرزت بحدّة و حيويّة التغييرات و المكاسب غير المسبوقة ... و كذلك بعض المشاكل . لكن فى النهاية ، جدّت هذه الهزيمة . ماذا عني ذلك حينها و أين يضعنا ذلك اليوم ؟
لوتا : مثّلت هزيمة الصين منعرجا حقيقيّا إذ نجم عنها إضطرابا و صدمة و بلبلة فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية ... و أحيل على القوى التى كانت عامة تصف نفسها بالماوية . و كان هناك ردّ فعل معيّن فى صفوف القوى الواسعة الرديكاليّة و التقدّمية .
غير قليلين هم المسمّون شيوعيين الذين إتبعوا القيادة الجديدة فى الصين . و أشاروا إلى المساندة الظاهرة للعيان للقيادة الجديدة فى صفوف قطاعات من الجماهير الصينية ... و صدّقوا الولاء المزيّف للإشتراكية و الشيوعية الذى أبداه من نظّموا الإنقلاب. و غرق آخرون فى الحيرة و اليأس . و غرق غيرهم حتى فى اللاأدريّة ، " من يعلم " و إختاروا " الإنتظار "...أو ببساطة واصلوا كما لو أنّ هذا الإنقلاب لم يحدث حقّا .
فى هذه الظروف تصدّى بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكيّة لتلبية هذه الحاجة الكبيرة و التاريخيّة : تقديم تقييم لكلّ ما حدث فى الصين و للمسؤوليّات التى تقع على عاتق الثوريين الحقيقيين .
فى 1977 ، كتب بوب أفاكيان تحليلا شاملا للإنقلاب . و شرح أنّ الخطّ التحريفي كسب فى الصين . و بيّن كيف عبّر هذا الخطّ عن نفسه فى شتّى المجالات . و حدّد خطوط التمايز فى الصراع الطبقي فى الصين و كيف تركّزت فى أعلى مستويات القيادة . و قد رفع راية ماو و أقرب معاونيه ، المسمّون ب " مجموعة الأربعة " . و خاض نضالا معقّدا جدّا و مبدئيّا جدّا ليجعل الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكيّة - الحزب الذى كان يقود وهو يقود اليوم – لإتخاذ موقف صحيح بشأن هذه المسألة ، رغم بعض المعارضة المخادعة من قبل كتلة داخل الحزب الشيوعي الثوري .( 105)
ما من أحد آخر فى العالم إضطلع بهذا النوع من التحليل و التقييم . و واجه بوب أفاكيان بعمق الواقع فى تعقّده و إستخلص إستنتاجات علميّة بأنّ الثورة البروليتاريّة العالمية عرفت خسارتها الكبرى الثانية ... أوّلا الإتحاد السوفياتي و الآن الصين ... و علينا نحن الشيوعيون الحقيقيّون أن نتعلّم و نلخّص و نمضى قدما .
و فى الفترة التالية للإنقلاب ...و أقصد بين 1977- 1979... كتب أيضا أفاكيان كتاب " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " و فيه لخّص المساهمات النوعيّة لماو فى علم الثورة و أهمّ مساهمة هي نظريّة و ممارسة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا .
و شرح بوب أفاكيان شرحا علميّا الظرف الحيويّ و طفق يشقّ طريق المضيّ إلى الأمام . فقد دافع عن المكاسب الكبرى لماو و الثورة الصينيّة ، بينما حفر عميقا ليس فقط فى تجربة الصين بل فى كامل تجربة المرحلة الأولى من الثورة الشيوعية .
سؤال : و ماذا قال عن ما حدث فى الصين ؟
لوتا : بفضل التلخيص الذى نهض به بوب أفاكيان طوال العقود الثلاثة التالية ، يمكن الآن أن نرى بوضوح أكبر مظهرين يشرحان هذه الهزيمة . فمن جهة ، كانت هناك عوامل موضوعيّة قويّة تعمل ضد الثوريين فى الصين و منها ما ألمحت له ، كيف أنّ خطر الحرب كان يؤثّر فى الوضع و فى الصراع الطبقي فى الصين . و على النطاق العالمي ، ظلّت قوّة – و قوى – الرأسماليّة أقوى ماديّا و إيديولوجيّا من تلك التى ظهرت حديثا بفعل الثورة الشيوعية . و إنعكس ذلك على المجتمع الإشتراكي .
لكن ثمّة المظهر الآخر لما جدّ بالصين . العوامل الموضوعيّة لا تشرح تمام الشرح الإنقلاب . ذلك أنّه وجدت مشاكل و نواقص حقيقيّة فى مقاربة ماو و الثوريين و مفاهيمهم . و هذه النواقص لم تكن ... و أعيدها لم تكن ... السبب الأوّلى للهزيمة فى الصين إلاّ أنّها ساهمت فيها .
و مرّة أخرى ، إشتغل بوب أفاكيان و صارع لتطوير هذا التقييم للعلاقة بين العوامل الموضوعيّة و الذاتيّة و فهم ما هي النواقص ... إنّه تلخيص مرتبط ب 35 سنة من الصراع و التلخيص العلميين العميقين ما أدّى إلى الخلاصة الجديدة للشيوعية .

بوب أفاكيان يتقدّم بالخلاصة الجديدة للشيوعية :

سؤال: ألا مضيت بنا قدما إنطلاقا من فترة الإنقلاب فى الصين ؟
لوتا : فى الأساس ، شرع بوب أفاكيان فى هذه السيرورة من البحث العميق و التفحّص النقدي للمرحلة الأولى من الثورة الشيوعية و فعلا كامل المشروع الشيوعي ، مع مؤلّفه " كسب العالم ؟ واجب البروليتاريا العالميّة و رغبتها " الذى وضعه فى 1981 . و مذّاك واصل التفحّص و إكتشاف الجديد . و فى أكثر من ثلاثة عقود منذ الثورة المضادة فى الصين ، طوّر بوب أفاكيان خلاصة جديدة للشيوعيّة و تقدّم بها .
و يكمن أن أقول إنّه كان يقوم بذلك على خلفيّة و فى وجه الهجوم الإيديولوجي البرجوازي الذى لا يتوقّف ضد الشيوعية .
لذا لنعد إلى الخلاصة الجديدة للشيوعية . إنّها إطار شامل جديد من خلاله يتمّ النضال من أجل الثورة الشيوعية . و العلاقة المفتاح هي إختراق فى المنهج و المقاربة العلميين . إن كنّا لنفهم العالم و نغيّره خدمة لأعلى مصالح الإنسانيّة ،... نحتاج إلى فهم كيف هو العالم الحقيقي و كيف يمكن عمليّا تغييره راديكاليّا .( 106 )
و كذلك طوّر أكثر الإطار الأممي للشيوعية – تذكّروا أنّي تحدّثت عن الأخطاء التى إقترفها ستالين و حتى ماو بهذا الصدد و كيف أنّ هذه الأخطاء إنتهت إلى عرقلة جهودهما الخاصّة للدفاع عن الثورة و التقدّم بها – و قد أنجز تقدّما فى منتهى الحيويّة فى إستراتيجيا الثورة . (107 )
و للتقيّد بموضوع هذا الحوار الصحفي ، أودّ أن نركّز على بعض النقاط المفاتيح التى تخصّ أساسا ممارسة السلطة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا كمرحلة إنتقاليّة نحو الشيوعية ... حتى و إن كانت هذه النقاط التى سأتحدّث عنها إختراقات لأفاكيان فى المنهج ، لا سيما الحاجة إلى المضيّ بشكل غير مفاجئ إلى الفهم الأكثر شموليّة ممكنة للحقيقة ... و طرق بلوغ ذلك. و حتى ما سأتناوله بالحديث ليس يستطيع أن يلمس ثراء و عمق تعاطى الخلاصة الجديدة مع هذه المسائل .
لقد توصّل أفاكيان إلى فهم جديد لكيف تتمّ ممارسة السلطة فى المجتمع الإشتراكي . و قد كثّفها فى صيغة " لبّ صلب مع الكثير من المرونة " وهي تتجسّد فى " دستور الجمهوريّة الإشتراكية فى شمال أمريكا ( مشروع مقترح ) " ، كيف يتمّ المسك بالسلطة و ابقاء المجتمع يتحرّك بإتجاه الشيوعيّة ... و فى نفس الوقت – و هذا مندمج فى سيرورة بلوغ الشيوعية – إطلاق العنان لكامل المجتمع فى سعي لإستيعاب الواقع و القدرة الثوريّة فى الواقع على تغييره و إنشاء عالم مغاير جدّا و أفضل بكثير .
و يتعلّق الأمر بالإشتراكيّة كمرحلة إنتقاليّة حيويّة و ديناميكيّة و بإكتشاف حقائق جديدة و إستغلال تناقضات المجتمع الإشتراكي التى لم يقع حلّها مثل قضيّة التحرير التام للنساء ... و إستغلال هذه التناقضات كمحرّك لدفع المجتمع إلى الأمام ، إلى جانب التقدّم بالثورة العالمية .
لقد شدّد بوب أفاكيان على أنّ العمل الفكري و المعارك الفكريّة و الثقافيّة حيويين لنوع المجتمع الذى يجب أن تكون عليه الإشتراكيّة ... و بلوغ الشيوعيّة ، بلوغ عالم دون طبقات . فالعمل الفكري يضيف إلى ذخيرة معرفة المجتمع و العالم . الغليان الفكري و نقاش الحياة الفكريّة و تطبيق المنهج العلمي على المشاكل والفهم النقدي الذى ينسجم مع ذلك ... هذا شيء أساسي و ضروري للجماهير ... لتمكين الجماهير الشعبيّة من معرفة العالم أكثر من أي زمن مضى بأكثر عمق و للتمكّن من تغييره أكثر بمزيد من العمق أكثر من أي زمن مضى ... و لتغيّر نفسها .
الغليان الفكري و المعارضة يساهمان فى الروح النقديّة و البحثيّة التى يجب يتحلّى بها المجتمع الإشتراكي ، و فى كشف مشاكل المجتمع الإشتراكي و نواقصه و مساءلته على الأصعدة جميعها . (108)

التعلّم من الثورة الثقافيّة و المضيّ أبعد منها :

سؤال : كيف ينسحب هذا على تجربة الثورة الثقافيّة ؟
لوتا : حسنا ، لم يقم ماو بتقييم هذا تقييما تاما و مثلما مرّ بنا قبل قليل ، وُجدت نزعات فى نظرة للمثقّفين ، و مجدّدا كانت نزعات ثانويّة ... للنظر للأشياء أكثر من جانب مشاكلها الإيديولوجيّة ... و ليس التقييم من كلّ الجوانب للطرق التى يمكن فيها للنشاط الفكري أن يساهم فى الجوّ الذى يحتاجه المجتمع الإشتراكي – فى نوع المجتمع الذى يرغب الناس أن يعيشوا فيه و أن يزدهروا .
لن يتمّ تجاوز الإنقسام الكبير بين العمل الفكري و العمل اليدوي ما لم يقع إطلاق العنان للغليان الفكري و توفير مجال و نطاق حقيقيين لذلك – و فى نفس الوقت يتمّ التحرّك فى أصناف إتجاهات الثورة الثقافيّة ... محطّمين الإنقسامات الإجتماعيّة و ممكّنين المثقّفين من فهم إستمرار اللامساواة فى المجتمعو رؤية أنفسهم و عملهم على ضوء النطاق الأوسع لإنشاء عالم جديد . و مجدّدا ، لم يكن لدي ماو تقييم تام لتخطّى هذا الإنقسام الكبير فى تاريخ الإنسانيّة ، رغم أنّ الثورة الثقافيّة مثّلت إختراقا تاريخيّا .
و من أهمّ أهداف الثورة الثقافيّة تمكين الناس من تعلّم التمييز بين الطريق الرأٍمالي و الطريق الإشتراكي . و هنا نعود إلى بعض النقاط التى أثرناها قبل قليل حول الغليان الفكري . فخلال الثورة الثقافيّة كان هناك إزدهار للنقاش و الجدال . تذكّروا ما حدّثتكم عنه بشأن كلّ الجرائد و النقاشات الكبرى و الملصقات الحائطيّة . و مع كون الأمر كان عظيما ، وُجد نوعا من التضييق ... نوعا من محاصرة المعارضة ، فى ما يتصل بنطاق النقاش و إزدهاره .
فى الصين ، أثناء الثورة الثقافيّة ، كانت الشيوعية هي " الإيديولوجيا الرسمية " . و فيما كان شاهدنا هذا الإنفتاح الذى لا يصدّق فى النقاش ... لم تجد نزعات و تيّارات فكريّة معيّنة أذانا صاغية ... بسبب هذا الإطار و الخطاب الرسميين حتى و الأشياء كما شرحت كانت تغدو جامحة جدّا و منتفخة إنتفاخا كبيرا .
ثمّة مشكل هنا . لم يكن الجميع شيوعيين ... و لن يكون الأمر كذلك فى المجتمع الإشتراكي . علينا أن ننشأ وضعا فيه سهولة فى التعبير عن الأفكار و القدرة على النقد و المعارضة ...حتى كما يشدّد على ذلك بوب أفاكيان ، من وجهات نظر معارضة للشيوعيّة و الإشتراكيّة ، يتعيّن على الدولة الإشتراكيّة ليس حماية المعارضة و حسب – بما فى ذلك المعارضة المناهضة للإشتراكية نفسها – بل عليها أن تشجّعها !
و هذه المفارقة ... هي حقّا تناقض . هذه المفارقة التقليصيّة فى الصين الثوريّة للمعارضة عملت فعلا ضدّ الثورة الثقافيّة . عملت ضد تمكين الجماهير من الفهم الحقيقي لكافة وجهات النظر المعروضة ... و كشف النقاب عن كافة التناقضات ... ما يمكّن الجماهير من التعلّم من ثراء النقاش و حتى من وجهات نظر معارضة للإشتراكية .
و هذا ليس توجّها خاليا من الأخطار . أنتم حقيقة على شفا حفرة ذلك أنّه سيوجد أتباع الطريق الرأسمالي و أصناف من المعادين للثورة يعملون ضدّكم و يبحثون عن الإطاحة بكم و عن إستعمال هذه المعارضة لخدمة مساعيهم .
شخّص بوب أفاكيان التحدّي الكبير ، و فى حوار صحفي سنة 2012 عنوانه " ما تحتاجه الإنسانيّة : الثورة و الخلاصة الجديدة للشيوعية " يطرح مسألة حيويّة أثارهتها المرحلة الأولى من الثورة الشيوعية ... و إخترقتها الخلاصة الجديدة :
" كيف تعطون الأولويّة الصحيحة و الضروريّة للحاجيات الأساسيّة للجماهير الشعبيّة فى المجتمع – خاصّة مصالح الذين وقع دوس حاجياتهم فى ظلّ النظام الإستغلالي القديم ، إقتصاديّا و إجتماعيّا وسياسيّا و ثقافيّا . بينما فى نفس الوقت ، لا يقوّض الغليان الفكري و الثقافي الضروري و الإبداع و حتى المعارضة الضروريين للحصول على نوع السيرورة فى المجتمع حيث كافة الجماهير الشعبيّة ككلّ و كذلك قيادة الحزب و الحكومة يتعلّمون من مجمل هذه السيرورة ، بما فى ذلك النقد الذى يثار و الأفكار غير التقليديّة التى تجد تعبيرا عنها فى الصراع الفكري و فى مجال الفنون و هكذا – لكي تكون سيرورة أثرى . " ( 109 )
هذا إختراق هائل و جزء من إختراق أكبر قائم على الدراسة و الصراع العميقين ، على الخلاصة الجديدة و و يوفّر أساسا حقيقيّا للأمل المبني على قاعدة علميّة صلبة .

العالم يحتاج إلى الخلاصة الجديدة للثورة الشيوعية :

سؤال : لقد تناولت فى حديثك العديد من المواضيع ، فهل لك بكلمات ختاميّة ؟
لوتا : لقد تطرّقنا مطوّلا إلى المرحلة الأولى من الثورة الشيوعية – نضال العصر حقيقة فى سبيل إنشاء عالم جديد تماما . و تعمّقنا كثيرا خاصة فى ما يتصل بماو و الثورة الثقافيّة ، أعلى قمّة فى المرحلة الأولى من الثورة الشيوعية . و نعم ، هُزمت هذه المرحلة الأولى إلاّ أنّ البارز من كلّ ذلك ليس أنّ الثوريين خسروا السلطة فى الصين و ليس قبلها فى الإتحاد السوفياتي . لا ، عندما تفكّرون فى ما كانوا يواجهونه عالميّا و فى ندوب المجتمع الذى بلغوا فيه السلطة ... عندما تقاربون كلّ هذا بنظرة علميّة ... المذهل حقّا هو كيف أمسكوا بالسلطة و إلى أي مدى مضوا . ما يجب الإحتفاء به هو المساهمة الهائلة التى مثّلها ذلك فى ذخيرة المعرفة الإنسانيّة و واقع الإمكانيّات الإنسانيّة .
لكن ليس بوسعنا القيام بهذا و حسب . مع كلّ ما تطرّقنا له ، بمعنى ما بالكاد لامسنا السطح . يحتاج الناس إلى الحفر بأكثر عمق و علميّا فى المكاسب و الدروس الكبرى للمرحلة الأولى ، و يحتاجون إلى البحث بعمق أكبر فى الخلاصة الجديدة للشيوعية التى تقدّم بها بوب أفاكيان . و كلّ هذا ينبغى أن يوظّف فى النضال الذى نخوضه اليوم بالذات – لتغيير العالم برمّته تغييرا حقيقيّا ، هذا العالم الفظيع و الذى لا ينبغى أن يكون كذلك . كامل تاريخ الشيوعيّة إلى حدّ الآن يبيّن بقوّة أنّ العالم لا يجب أن يكون على ما هو عليه ، و أنّ لا شيء يكمن فى الطبيعة الإنسانيّة يدفعنا إلى ذلك و أنّ الطبقة التى نواجه ليست بتلك القوّة . و تتدخّل الخلاصة الجديدة لتبيّن ، نعم ، يمكن أن نقوم بالثورة و يمكن أن نمضي أبعد و ننجز أفضل هذه المرّة .
كلّ هذا يختزل فى التالي : العالم يصرخ بإلحاح من أجل تغيير راديكالي ، من أجل الثورة . و الفهم الصحيح للطابع الحقيقي ، للطابع التحريري للمرحلة الأولى من الثورة الشيوعية و الغوص فى مساهمات بوب أفاكيان فى تلخيص هذه المرحلة و توفير التوجّه للمرحلة الجديدة ، مرحلة أعظم حتّى ، أمر حيويّ و ضروري...للمضيّ قدما و إنجاز قفزات فى مسار الخروج من " ظلام " المجتمع الطبقي . إنّ الأمر يتعلّق بالحاجة و بأساس عالم فيه يستطيع البشر حقّا الإزدهار. و يتعلّق الأمر بنا جميعا و بأن ننهض لتلبية الحاجة الكبرى التى تنتظرنا : إستيعاب هذا العلم و إستعماله لتغيير الواقع الذى تواجهه الإنسانيّة .
____________________