من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين - من الجزء الثاني من كتاب - الوطنيّون الديمقراطيّون الماركسيّون - اللينينيّون يحرّفون الماركسية - اللينينيّة -


ناظم الماوي
2016 / 4 / 5 - 22:26     

من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين َ
من الجزء الثاني من كتاب
الوطنيّون الديمقراطيّون الماركسيّون - اللينينيّون يحرّفون الماركسية - اللينينيّة "


لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
( عدد 28 - 29 / فيفري 2016 )

هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه .
( كارل ماركس ، " الصراع الطبقي فى فرنسا 1848-1850" )
-----------------------------------
يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية والأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي - الديمقراطي [ الشيوعي] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع .
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
------------------------
على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة، أيّة حقيقة، تتفق مع مصلحة الشعب . و على الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب .
( ماو تسى تونغ ، " الحكومة الإئتلافية " ، 24 أبريل - نيسان 1945 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث ).
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية.
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).

ليس بوسعكم كسر جميع السلاسل مستثنين واحدة. ليس بوسعكم التحرّر من الإستغلال و الإضطهاد و أنتم تريدون الحفاظ على إستغلال الرجال للنساء . ليس بوسعكم قول إنّكم ترغبون فى تحرير الإنسانية و مع ذلك تحافظون على نصف البشر عبيدا للنصف الآخر . إنّ إضطهاد النساء مرتبط تمام الإرتباط بتقسيم المجتمع إلى سادة و عبيد ، إلى مستغِلِّين و مستغَلّين و من غير الممكن القضاء على كافة الظروف المماثلة دون التحرير التام للنساء . لهذا كلّه للنساء دور عظيم الأهمّية تنهضن به ليس فى القيام بالثورة و حسب بل كذلك فى ضمان أن توجد ثورة شاملة . يمكن و يجب إطلاق العنان لغضب النساء إطلاقا تامّا كقوّة جبّارة من أجل الثورة البروليتارية .
( بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 84 ، 8 أفريل 2007 )

مقدّمة الكتاب :
منذ 2011 و تحديدا منذ العدد الثاني من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماوية ! " ، إنكببنا على دراسة الخطّ الإيديولوجي و السياسي للوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين ( الوطد م- ل من هنا فصاعدا ) و أعملنا سلاح النقد الماركسي فى وثيقتين محوريّتين هما " مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين " و " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " و هما وثيقتان أساسيّتان فى أرضيّة وحدة المجموعة التى إنقسمت لاحقا ليكوّن شقّ منها ما يعرف الآن بالحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد( من هنا فصاعدا الوطد الثوري ) - و الذى إنشقّ بدوره منذ ما يناهز السنة الآن - و ليستمرّ الشقّ الآخر فى إطلاق تسمية الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين على نفسه . وبالتالى يشمل النقد الذى وجّهناه للوثيقتين ( الوثيقة الثانية لم نكمل بعدُ الإشتغال عليها لظروف لا مجال للخوض فيها هنا و نتعهّد بإتمام العمل حالما تسمح الظروف ) كلا المجموعتين و ما تفرّع عنهما أو ما فرّخت رغم سعي هذه العناصر أو تلك إلى التنصّل بشكل أو آخر من هذه الوثيقة أو تلك أو تغيير عنوانها أو تحوير جزء منها .
و نفرد جهدنا هنا بوجه خاص إلى قراءة فى وثائق الوطد م - ل بعدما صغنا كتبا و مقالات عدّة عُنيت بكشف أنّ الوطد الثوري حزب ماركسي مزيّف ، خوجي متستّر و إصلاحي . و بطبيعة الحال ، جلّ إن لم يكن كلّ ما وضّحناه بصدد الوطد الثوري بشأن الخوجيّة و الإصلاحيّة ينسحب على الوطد م - ل بما أنّه يخصّ فى معظمه الجذع المشترك بينهما ، على أنّه و الحقّ يقال فى منعرجات كثيرة فى السنوات الأخيرة ، لاحظنا تمايزا فى بعض المواقف و التكتيكات دون أن يمسّ ذلك ما هو إستراتيجي بالنسبة إليهم و دون أن يعني أيضا إختلافا نوعيّا حاسما فى الخطّ الإيديولوجي و السياسي ؛ و من ذلك خاصة تعارض فى المواقف تجاه المشاركة فى الإنتخات التشريعية والرئاسيّة و فى التحالفات المنسوجة .
و إصطفينا للجزء الأوّل من الكتاب مقالين هما : " بعض النقد لبعض نقّاد الماويّة " و " قراءة نقدية فى مشروع برنامج الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين اللينينيّين " و محتوياتهما هي :
1- بعض النقد لبعض نقّاد الماويّة :

( ملاحظات نقدية ماوية لوثيقة " الثورة الوطنية الديمقراطية و المرتدون مؤسّسو "العود" )
أ / براغماتيّون و ذوو نظرة مثالية إحادية الجانب فى قراءة الوضع العالمي
ب / مثاليّون ميتافيزيقيون
ت / مرتدّون عن منهجيّة تناول الردّة
ث / إنتهازيون : " يأكلون الغلّة و يسبون الملّة " :
ج / دغمائيون
------------------------
2- قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين

أ- الهوية

ب- جوانب من المنهج

ت- حول العصر

ث- المسألة الوطنية فى عصر الامبريالية

ج- تحالفات الجبهة الوطنية

ح- الدولة البديلة

خ- الطريق الى السلطة السياسية :
د- الحزب الشيوعي

ذ- الأمميّة

ر- التحريفية و انهيار الاتحاد السوفياتي

ز- التهجّم على الماويّة

و آثرنا فى الجزء الثاني من الكتاب القيام بجولة فى موقع إتحاد الشباب الماركسي – اللينيني الفصيل الشبابي للوطنيّين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين على الأنترنت أين تنشر وثائق المجموعة فاطلعنا على البيانات والأيقونات الشيوعية و الطريق الثوري و أنشطة أشمل و أخبار أممية و بالحبر الأحمر ...
http://ujml.over-blog.com
وقرأناها المقالات بإمعان ، و بدقّة و صبر دوّننا الملاحظات لنكوّن فى النهاية جملة من الأفكار بوّبناها تحت عنوان " لا يمكن إعتبار الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين ماركسيّين – لينينيّين ! " و وفق التخطيط الآتي ذكره لمزيد تناول الخطّ الإيديولوجي و السياسي لتلك المجموعة إنطلاقا من الوثائق المنشورة فى ذلك الموقع على الأنترنت .
1- من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين :
أ- الماويّة و إنتصار الثورة الفيتنامية على الإمبريالية الأمريكية
ب- الثورة الماويّة فى النيبال
ت- مسألة ستالين و رؤية الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين الخوجيّة
ث- التهرّب من تقييم التجربة النقابيّة للوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين
2- كيف يسيئ الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون الخوجيون المتستّرون إلى ستالين :
أ- إيقاف تاريخ الحركة الشيوعية عند ستالين و طمس طريق الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات
ب- إساءات الخوجيين لستالين
3- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون بين الوطنيّة البرجوازية و الأممية البروليتارية :
أ- تسمية خاطئة و ضارّة
ب- إنعزاليّون رغم محاولة ذرّ الرماد فى العيون
ت- دفاع دغمائي عن أخطاء ستالين و ديمتروف فى ما يتعلّق بالجبهة المتّحدة العالميّة ضد الفاشيّة
ث- الفهم اللينينيّ للأممية و العالم أوّلا راهنا !
4- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون و اللخبطة فى فهم المادية الجدلية و تطبيقها :
أ- الحتميّة
ب- الكمّى والنوعي تناقض / وحدة أضداد و ليس قانونا جدليّا
ت- نفي النفي ليس قانونا جدليّا
5- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون-اللينينيّون و تأجيل الصراع ضد إضطهاد المرأة و إستغلالها :
أ- غياب التحليل الملموس للواقع الملموس
ب- تـأجيل النضال ضد إضطهاد المرأة و إستغلالها جندريّا
ت- الخلاصة الجديدة للشيوعية وتحرير المرأة
6- تحرير فلسطين و أوهام الوطنيّين الديمقراطيين الماركسيّين – اللينينيّين :
أ- ماو تسى تونغ تحريفي و أبوعلي مصطفى ماركسي – لينيني أم قلب الحقائق رأسا على عقب ؟
ب- الكفاح المسلّح ليس معيارا فى حدّ ذاته للثوريّة
ت - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و المشاريع الإستسلامية
ث - كيف نفسّر أوهام الوطنيّين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين هذه ؟
بدلا من خاتمة الكتاب :
تحرير البروليتاريا و الإنسانيّة جمعاء : إن لم تناضلوا للقضاء على " الكلّ الأربعة " لستُم بصدد النضال من أجل الشيوعية .
مراجع الكتاب :
الملاحق ( 5 ) :
1- لعقد مقارنة بين مقالنا و مقالهم عن تشافيز
2- لعقد مقارنة بين بيانهم بمناسبة 8 مارس 2015 و بيان منظّمة نساء 8 مارس ( إيران - أفغانستان)
3- إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية
4- ما هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
5- محتويات نشريّة " لا حركة شيوعيّة ثورية دون ماويّة ! "
( الأعداد 1 إلى 27 - بقلم ناظم الماوي )
و معا سنكتشف مقولات جماعة على شفير الهاوية يدفعها إليها فى المصاف الأوّل المنطق الداخلي لفهمها غير الشيوعي للعالم بينما تصارع بعض عناصرها و تكابر و تسعى إلى إيقاف النزيف و السقوط التام المدوّى دون أن تملك حلّ المشكل فالأطروحات التى طوّرتها هي فى حدّ ذاتها جزء من المشكل و منبعه و ليست جزءا من الحلّ.
===============================================================

1- من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيين الماركسيّين – اللينينيّين :
عند قراءة نصوص الوطد م – ل قراءة متمعّنة ، لا يسع المرء إلاّ إصدار إبتسامات حينا و قهقهات أحيانا إذا لم يشعر باللوعة و الأسى حيال الأفكار التى يعدّ من خطّوها أنفسهم ماركسيين – لينينيين . و هذه المضحكات المبكيات مبثوثة على طول تلك النصوص و عرضها بيد أنّنا فى هذه النقطة نصطفى بضعة أمثلة ذات دلالة لا غير و البقيّة سنكشفها فى حينها لدى تناول النقاط الأخرى .
أ- الماويّة و إنتصار الثورة الفيتنامية على الإمبريالية الأمريكية :
و نستهلّ نقدنا من هذه النقطة لسببين إثنين هما أنّ الوطد م – ل يعتبرون الماويّة ، الماركسية – اللينينية – الماوية ، تحريفية أي ماركسيّة مزيّفة و أنّ الوطد م – ل يشوّهون أيّما تشويه المعطيات المتّصلة بالفتنام ليطوّعوها ببراغماتية خدمة لخطّهم الإيديولوجي والسياسي الدغمائي التحريفي الخوجي المتستّر . و هذا التعاطى مع الثورة الفيتناميّة نموذج معبّر للغاية عن المنهج الذى يتوخّاه هؤلاء فى فهمهم للعالم وهو بالتأكيد منهج مناهض للينينيّة و مقولاتها و منها الحقيقة وحدها هي الثوريّة .
و بغية التمييز بين الحقيقة و الزيف أصبح من الضروريّ أن نوضّح أنّه معلوم تاريخيّا لدى القاصى و الدانى من الدارسين النزهاء الذين يحترمون الحقيقة أنّ الصين الماوية قد قدّمت الدعم و المساندة الماديّين و الأدبيّين للثورة الفتنامية مثلما قدّمت الشيء ذاته و أكثر للكوريين فى حربهم ضد الإمبريالية الأمريكية و عملائها ( إرسال عشرات الآلاف من الجنود للقتال إلى جانب الثوّار الكوريين فى بداية خمسينات القرن العشرين ) و ذلك من منطلق أممي لا لبس فيه و لا غبار عليه . و قد سجّل التاريخ ذلك بحروف كبيرة و أقرّ به أعداء الصين الماوية قبل أنصارها عبر العالم .
و يأتى الوطد م – ل المرتدى لثوب الماركسيّة – اللينينيّة ليصرّ على إعادة كتابة التاريخ على هواه أو كما يعنّ له فيتحدّث بنظرة ذاتيّة إنتقائيّة عن إنتصار الثورة الفتناميّة و يمجّده دون أن يلمح حتّى إلى الدور الذى لعبته الصين الماوية فى ذلك الإنتصار. و الشيء من مأتاه لا يُستغرب فقد سبق لهؤلاء حينما كانوا متّحدين مع من شكّلوا الحزب الوطني الإشتراكي الثوري و غيرهم فى إطار تنظيمي واحد أن روّجوا لقلب الحقائق التاريخية رأسا على عقب بصدد المواقف الأممية للصين الماويّة فى ما أسموه بحثا و نقصد " هل يمكن أن يكون ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " السيء الصيت و الذى لم يجرأ أحد منهم على نشره للعموم لما ينطوى عليه من ترّهات أجلينا قسما منها فى مقالات سابقة و سنعود للبقيّة فى قادم الأيّام .
فى النصّ الذى خصّص لتمجيد إنتصار الثورة الفتنامية على الإمبريالية الأمريكية ( " الثورة الفتنامية : إنتصار عظيم " 25 أفريل 2008 ) ، نقرأ ما ورد على لسان جياب ، وزير الدفاع قائد قوات جيش التحرير الفيتنامية :
" خلال حرب المقاومة قد استخدمنا الكفاح المسلّح بوصفه الشكل الأساسي للنضال متخذين من الأرياف منطلقا لهذا النضال . وكان العدو الذي واجهناه هو جيوش الاستعمار الفرنسي، الطراز القديم من الاستعمار . لذلك لم يكن من الممكن في مثل هذه الظروف الا بالكفاح المسلح وحده ان نحطم العدو ونسحقه ونحقق النصر للمقاومة ". ( التسطير من وضعنا )
وهذا يعنى على وجه الضبط أنّ الإستراتيجيا ذاتها التى إتّبعها الشيوعيّون فى الفيتنام لإلحاق الهزيمة بالإمبريالية هي إجمالا ذات إستراتيجيا حرب الشعب الماويّة و مكوّناتها و متطلّباتها وهي ذات الإستراتيجيا التى مكّنت الثورة الصينية بقيادة ماو تسى تونغ من الظفر سنة 1949 بعد أكثر من عشرين سنة من الحرب الأهلية . و عندئذ ندرك أن الوطد ما – ل فى " هل يمكن ..." يقدح فى هذه الإستراتيجيا الماويّة التى أثبتت التجارب التاريخيّة و منها الصينية و الفيتنامية و الكورية إلخ صحّتها و هنا يمدحها مديحا حارا و يمجّدها ؛ و ندرك مدى دوس الحقائق التاريخية و مدى إنغماس الوطد م – ل ، لخوجيّاهم المتستّرة ، فى وحل قولبة التاريخ حسب الأهواء و القالب الذى صاغوه بدغمائية تحريفية واضحة جليّة لمن له عيون شيوعية ليرى .
و ندعو هؤلاء الماركسيين - اللينينيين جدّا جدّا ، كما رأينا و سنرى ، إلى تجنّب الإنكار و السفسطة اللذين لا فائدة منهما و إلى إعادة قراءة كتابات الجنرال جياب عن حرب الشعب فى الفتنام و مدى صلتها بالتجربة الماويّة الصينية لعلّهم يستوعبون الدرس و يثوبون إلى رشدهم و يفيقوا من غفوتهم التى طالت و أدّت بهم إلى الهاوية و ستنزل بهم إلى الدرك الأسفل منها أو قاع القاع منها إن لم يراجعوا مكوّنات خطّهم الإيديولوجي و السياسي بإتجاه تصحيحه إعتمادا على الحقائق الموضوعيّة ، لا على التأويلات الذاتية المغرضة . كما ندعوهم إلى التدبّر فى ما صدح به قائد الثورة الفتنامية ، هوشي منه ذاته ، فى نهاية " مختارات حرب التحرير الفتنامية " ( دار الطليعة بيروت ص 346-347 ) أين يعلن أنّ من المهمّات الثقال لكن العظام " بناء فتنام الديمقراطية الجديدة " و ليس السلطة الوطنية الشعبية الإشتراكية كما يزعم الوطد م – ل فى الوثيقة المذكورة أعلاه و أنّ :
" لنا فى الإنسانية شقيقان و صديقان كبيران فائقا الإحترام و لهما نظر ثاقب هما الرفيق ستالين و الرفيق ماو تسى تونغ " .
ب- الثورة الماوية فى النيبال :
فى نص " يوم الارض يوم التوحد في النضال ضد الامبريالية والصهيونية " المؤرّخ فى30 مارس 2009 ، عثرنا على إشارة عابرة إلى الثورة الماوية فى النيبال طبعا دون التلميح حتّى إلى قيادة الماويّين لها أو إعطاء أيّة معلومات أخرى مهما كانت و دون أن يشعر كتّابه بأي إحساس من الخجل :
" وكل الحروب العدوانية لم تهزم إرادة القتال لدى شعبنا في غزّة كما في جينين وفي بغداد كما في الفلوجة ولم تقلل من قيمة انتصار الشعوب في " النيبال" أو في اليونان . "
كُتب النصّ فى 2009 و لم يقدّم أيّة معلومات مهما كانت عن الثورة الماويّة فى النيبال التى وضعت بين معقّفين و لا ندرى لماذا و صمت أثناءها الوطد م – ل عن حدث من أهمّ الأحداث التى هزّت جنوب آسيا صمتا مطبقا . فقد إنطلق الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) فى حرب الشعب سنة 1996 ليستمرّ فى خوضها لعقد كامل محقّقا جملة من الإنتصارات تختزلها حقيقة سيطرة الجيش الشعبي الذى شكّله و قاده الماويّون على زهاء الثمانين بالمائة من البلاد ؛ إلاّ أنّ هيمنة خط تحريفي داخل الحزب منذ 2005 حوّل الحزب البروليتاري الثوري إلى حزب ديمقراطي برجوازي إصلاحي تخلّى عن مكاسب الثورة من نواتاة السلطة الحمراء إلى الجيش الشعبي إلى مواصلة الثورة الديمقراطية الجديدة ، مقابل المشاركة فى إنتخابات الدولة القديمة و ترميمها عوض تحطيمها . فخان الجماهير الشعبية وخان الشيوعية فحقّ على الشيوعيين الماويّين الثوريّين عبر العالم فضح تحريفيّته و الصراع ضدّها منذ 2005 فى جدال بادر به الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية بصفة غير علنية بين مكوّنات الحركة الأممية الثوريّة التى كان الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) ينتمى إليها ، لينتهي ، لعدم تراجع النيباليين عن خطّهم التحريفي، إلى جدال كبير علني لا يزال إلى اليوم متواصلا فى صفوف الماويّين أساسا عبر العالم قاطبة .
و قد أولى شادي الشماوي إهتماما خاصا لهذه المسألة و وثّق فى كتبه و منها بالأخص " الثورة الماوية فى النيبال و صراع الخطّين صلب الحركة الأممية الثورية " ( العدد 5 من " الماوية : نظرية و ممارسة " ) هذا الصراع و الدروس المستخلصة منه . أمّا الوطد م – ل فيكتفون بالإشارة إلى " انتصار الشعوب في" النيبال" أو في اليونان" ( و معكم لا ندرى طبعا عن أي إنتصار فى اليونان يتحدّثون ! ) و يطمسون حقيقة دور الماويّة هناك و الصراعات صلب الحركة الشيوعية العالمية و مضامينها ذلك أنّ التعمّق فى تناول القضايا السياسيّة و الإيديولوجية المعنيّة يفضح مدى ضحالة رؤاهم و مدى تخلّفهم عن ركب الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها ، الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات ، و الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية و فى كلتا الحالتين بقيادة الأحزاب الشيوعية الماوية الثوريّة و الإيديولوجيا الشيوعية الثورية و الهدف الأسمى هو الشيوعية على الصعيد العالمي .
ت- مسألة ستالين و رؤية الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين الخوجيّة :
أواسط خمسينات القرن الماضي ، هاجم بصفاقة التحريفيّون السوفيات و على رأسهم خروتشاف ستالين هجوما مسعورا بالإفتراء و تزوير الحقائق و القذف و الشتم فإنبرى ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني يدافعان عنه ( أنظروا مقالنا " تشويه فؤاد النمري للماوية " ) و فى نفس الوقت أنجز الماويّون الصينيّون الدراسات التقييميّة للتجربة السوفياتية فى ظلّ لينين و ستالين ليستفيدوا من الجانب الصواب فيها وهو الرئيسي و من الأخطاء الثانويّة التى لا بدّ من تلافيها و تجاوزها لبناء تجربة أرقى و التصدّى للتحريفية . فمسألة ستالين كما فهمها عن حقّ الماويّون الصينيّون زمنها مسألة لا تخصّ الإتحاد السوفياتي فحسب بل تخصّ الحركة الشيوعية العالمية برمّتها . و لسنوات أكّدوا على ذلك و جاء بعدئذ فى " حول مسألة ستالين " المكتوب سنة 1963 :
" و الموقف الدائم للحزب الشيوعي الصيني هو أنّ مسألة موازنة أعمال ستالين و الموقف الذى يتّخذ إزاءه ليست فقط مسألة تقدير ستالين نفسه ، بل الأهمّ هو أنّها مسألة تلخيص الخبرة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا و للحركة الشيوعية العالمية منذ وفاة لينين و الكيفية التى يتمّ بها هذا التلخيص... ستالين كان قائد الحركة الشيبوعية العالمية ، و بالتالي لا يستطيع أحد أن ينكر أن موازنة أعمال ستالين هي مسالة مبدئية هامة تمسّ كل الحركة الشيوعية العالمية . فعلى أي أساس إذن يمنع قادة الحزب الشيوعي السوفياتي الأحزاب الشقيقة الأخرى من القيام بتحليل وموازنة واقعيين لأعمال ستالين؟ " (ص3).
و فى معارضة واضحة للموقف التحريفي السوفياتي ، بيّن الماويّون الصينيون فى الصفحة التالية من تلك الوثيقة التاريخية كيفيّة إنجاز التقييم المطلوب :
" لقد أصرّ الحزب الشيوعي الصيني دائما على إجراء تحليل شامل موضوعي علمي لمآثر ستالين و أخطائه بأسلوب المادية التاريخية و على عرض التاريخ كما حدث فعلا ، و عارض إنكار ستالين هذا الإنكار الذاتي الفض تماما الذى حدث نتيجة إستخدام أسلوب المثالية التاريخية و تشويه التاريخ و تعديله عن عمد .

لقد رأى الحزب الشيوعي الصيني دائما أن ستالين قد إرتكب أخطاء كانت لها جذورها الإيديولوجية و الإجتماعية و التاريخية . و من الضروري أن تُنتقد الأخطاء التى إرتكبها ستالين فعلا لا الأخطاء التى عُزيت اليه بلا أساس ، بشرط أن يكون هذا النقد من موقف صحيح و بالأساليب الصحيحة . و لكننا عارضنا دائما نقد ستالين نقدا غير ملائم و صادرا عن موقف خاطئ و بأساليب خاطئة ".
و ما هي مآثر ستالين من وجهة نظر الماويين فى " حول مسألة ستالين " ؟

" عندما كان لينين على قيد الحياة حارب ستالين القيصرية و بث الماركسية ، و بعد أن أصبح عضوا فى اللجنة المركزية للحزب البلشفى برئاسة لينين ، ساهم فى النضال لتمهيد الطريق لثورة عام 1917 و بعد ثورة أكتوبر ، كافح للدفاع عن ثمار الثورة البروليتارية .

و بعد وفاة لينين ، قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي فى النضال الحازم ضد الأعداء الداخليين و الخارجيين ولصيانة و تعزيز أول دولة إشتراكية فى العالم .

و قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي فى التمسك بخط التصنيع الإشتراكي و الجماعية الزراعية و فى إحراز نجاحات عظيمة فى التحول و البناء الإشتراكيين . و قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي و الجيش السوفياتي فى شن نضال مرير شاق حتى إحراز النصر العظيم فى الحرب ضد الفاشية.

و دافع ستالين عن الماركسية - اللينينية و طورها فى الكفاح ضد مختلف أنواع الإنتهازية و ضد أعداء اللينينية - التروتسكيين و الزينوفيافيين و البوخارينيين و غيرهم من عملاء البرجوازية .

لقد قدم ستالين مساهمة لا تنسى للحركة الشيوعية العالمية فى عدد من مؤلفاته النظرية التى هي مؤلفات ماركسية - لينينية خالدة .

لقد قاد ستالين الحزب السوفياتي والحكومة السوفياتية فى إتباع سياسة خارجية كانت تتفق بصورة عامة مع الأممية البروليتارية و قدم مساعدة عظيمة للنضالات الثورية لدى الشعوب قاطبة بما فيها الشعب الصيني.

لقد وقف ستالين فى مقدمة مد التاريخ موجها للنضال و كان عدوا لا يصالح للمستعمرين و الرجعيين بأسرهم.

لقد كانت نشاطات ستالين مرتبطة إرتباطا وثيقا بنضالات الحزب الشيوعي السوفياتي العظيم و الشعب السوفياتي العظيم و لا تنفصل عن النضالات الثورية لشعوب العالم قاطبة.

و كانت حياة ستالين حياة ماركسي لينيني عظيم و ثوري بروليتاري عظيم " . (ص4-5)


ما هي أخطاء ستالين من وجهة نظر الماويين فى " حول مسألة ستالين " ؟ و الآن ،

" و حقيقة أن ستالين ، هذا الماركسي- اللينيني العظيم و الثوري البروليتاري العظيم ، إرتكب أخطاء معينة بينما كان يقدم مآثره للشعب السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية . كانت بعض هذه الأخطاء أخطاء مبدئية و بعضها حدث أثناء النشاط العملى ، كما كان بعضها ممكنا تجنبه و كان عسيرا تجنب بعضها الآخر فى وقت لم تكن فيه لدكتاتورية البروليتاريا أي سابقة تقتدى بها .

و حاد ستالين بإتباع طريقة تفكيره عن المادية الديالكتيكية ووقع تحت رحمة المثالية و النزعة الذاتية فيما يتعلق بقضايا معينة ، و هكذا إبتعد أحيانا عن الواقع و عن الجماهير. و فى النضال داخل الحزب و خارجه خلط كذلك فى مناسبات معينة و حول مسائل معينة بين نوعين من التناقضات مختلفين فى طبيعتهما هما التناقضات بين أنفسنا و العدو و التناقضات بين الشعب ، كما خلط بين الأساليب المختلفة المطلوبة لمعالجة هذه التناقضات. و أثناء قيادة ستالين لقمع الثورة المعادية نال عدد كبير من المعادين للثورة ما إستحقه من عقاب ، و لكن فى الوقت نفسه عوقب عدد من الأبرياء بصورة خاطئة. و فى عامي 1937 و 1938 تعدى نطاق قمع المعادين للثورة حدوده و كان خطأ. و فيما يتعلق بتنظيم الحزب و الحكومة لم يطبق ستالين بصورة كافية المركزية الديمقراطية البروليتارية ، بل خرقها إلى حد ما. كما إرتكب بعض الأخطاء فى معالجة العلاقات بين الأحزاب و الأقطار الشقيقة ، و كذلك أخطأ النصح أحيانا فى الحركة الشيوعية العالمية .و نجم عن هذه الأخطاء بعض الخسائر التى لحقت بالاتحاد السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية. " (الصفحة 5-6)

" و لقد كان ستالين قادرا على نقد نفسه عندما كان يرتكب خطأ ما . فمثلا ، أخطأ النصح في ما يتعلق بالثورة الصينية . و بعد إنتصار الثورة الصينية ، إعترف بخطئه . كما إعترف ستالين أيضا ببعض أخطائه فى عمل تطهير صفوف الحزب ، فى تقريره للمؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي السوفياتي ( البلشفيك ) عام 1939 " (الصفحة 17).
( و لمزيد التعمّق فى الموقف الماوي الحقيقي و الثوري من مسألة ستالين من عدّة جوانب ، أنظروا العدد الثالث من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة !" لناظم الماوي بمكتبة الحوار المتمدّن ).

هذا هو الموقف الصحيح كلّ الصحّة ، الموقف الشيوعي الثوري الذى يعكس حقيقة ماديّة موضوعيّة لا تتزعزع .
و ما إنفكّ مذّاك الماويّون فى الصين خاصّة ثمّ بعد وفاة ماو تسى تونغ عبر العالم قاطبة يخوضون غمار البحث فى المسألة مدافعين عن ستالين رئيسيّا و ناقدين أخطاءه ثانويّا ومقترحين حلولا للمشاكل التى أعاقت تطوّر الثورة البروليتارية العالمية و سمحت للتحريفيّة بالإنتصار على الخطّ البروليتاري فى الأحزاب الشيوعية و تغيير لون الحزب و الدولة و إعادة تركيز الرأسماليّة فى البلدان الإشتراكية سابقا . كلّ هذا من أجل إنجاز ما هو أفضل مستقبلا .
أمّا الوطد م – ل ، شأنهم فى هذا شأن الوطد الثوري ، فلم يبرحوا يدافعون عن ستالين دفاعا دغمائيّا أعمى و يهتفون و يهلّلون لكلّ التجربة السوفياتيّة و لا يتجرّأون عن نقد و لو خطإ من أخطاء ستالين التى تراهم يراوغون فى الإعتراف بها و إن إعترفوا كما فعل الوطد الثوري مثلا فى الكرّاس المؤلّف حول ستالين إعتمادا أساسا على مؤلّف لودو مارتناز " ستالين ، و جهة نظر أخرى " و الذى يعدّ ماو تسى تونغ من أعظم قادة الحركة الشيوعية العالمية ، لا يذكر و لو خطأ واحدا .
و ذات سياسة اللفّ و الدوران يسلكها الوطد م – ل ، إذ هو بعد عقود أربعة من النشاط السياسي الحلقي و التنظيمي لا زال يؤجّل البتّ فى تقييم مسألة ستالين كوحدة أضداد / تناقض تحمل طرفين ، الصواب و الخطأ ، قائلا مثلا فى " فى ذكرى ثورة أكتوبر : نهجها هوالحلّ " ( 25 أكتوبر 2012 ):
" و المجال لا يسمح هنا لنقد التجربة الثورية السوفياتية ، و الوقوف على أسباب سقوط تلك الدولة العظيمة ، و هي أسباب مرتبطة بالأساس بالصراع الطبقي و بدور الإمبريالية التخريبي و الدور المساعد الذي قام به الإنتهازيون و منهم التحريفيون، و تستدعي البحث و الدراسة " .
إنّ التغاضي عن القيام بهذه الدراسة الحيويّة تغاض عن جوهر الأمر و أصله .
ث- التهرّب من تقييم التجربة النقابيّة للوطد الثوري و الوطد م – ل :
و من المضحكات المبكيات أيضا أنّ الوطد م – ل يتهرّبون من تقييم التجربة النقابيّة للوطد الثوري و للوطد م – ل مراوغين بكلام تسويفي كالعادة فى نهاية نصّ " فرحات حشّاد و تأسيس الإتحاد العام التونسي للشغل " ، 5 ديسمبر 2008 :
" يتوجب على الثوريين نقد وتقييم تجربة الاتحاد العام التونسي للشغل والعمل النقابي والسياسي في قطرنا واستخلاص الدروس بمنهجية ديالكيتكية علمية تحدد مصدر كل الأشكال الملموسة للحركة في الصراع بين الأضداد والانحياز فعليا لأحد الأطراف المتناقضة والتأثير في الصراع في اتجاه حسمه عبر ممارسة ثورية متواصلة مستمرة حتى تكون النقابات مدرسة حقيقية لتعلم الصراع الطبقي وإن كانت لا تسقط الحكومات "
و إلى الآن ، إلى يوم الناس هذا ، لم ينهضوا بالمهمّة المتأكّدة منذ زمن طويل و كأنّ الأمر لا أهمّية له أو هو ثانوي جدّا و الحال أنّنا و الكثيرون نعلم أنّ النقابويّة و الإقتصادوية قد نخرت نضال فرق اليسار جميعها تقريبا ( و إن بدرجات متفاوتة ) و أنّ الوطد ( ثورى و م – ل ) شهد هيمنة خطّ نقابوي مقيت لمدّة طويلة كان له آثار هدّامة عليه و إلى حدود هامة على النضال النقابي لنحل اليسار على وجه العموم .
و لا نظنّ أنّنا فى حاجة إلى تذكيرهم بالأشخاص و المواقف و الصراعات المحتدمة التى يبذلون جهودا يائسة لتناسيها فهم على الأرجح أدرى بها و بتفاصيلها منّا ( هذا إن مرّروا المعلومات كما هي و أبلغوها للقواعد بموضوعيّة و لم يقولبوها و يحوّروها كيفما شاءت بعض القيادات ) لكن بهذا الصدد نلفت نظر هؤلاء الماركسيين – اللينينيين الذين لا مثيل لهم إلاّ سواهم و بعجالة إلى أنّ محاربة النقابويّة كإنحراف إقتصادوي مبدا لينيني هام و أنّ دراسة كتاب لينين المنارة " ما العمل ؟ " و تطبيق ما ورد فيه من نقد للإقتصادوية و عرض للموقف الشيوعي الثوري هو من صميم اللينينية ! و لكن هيهات أن يطبّق هؤلاء اللينينيين على طريقتهم الدغمائية التحريفيّة الخوجيّة ، أن يطبّقوا اللينينية !

وحدة الوطد م – ل كوحدة الوطد الثوري وحدة هشّة قائمة على مقولات ضبابيّة هلاميّة عامة عن الثورة الوطنية الديمقراطية وعلى ترّهات دغمائيّة تحريفية خوجيّة متستّرة بشأن الماويّة و علم الشيوعية . و قد عرفت هذه الوحدة الهشّة فى منعرجات الصراع الطبقي ، هزّات مزلزلة أدّت إلى تشظّى المجموعة التى كانت غارقة فى النقابويّة إلى العنق إلى عدّة مجموعات ما تفتأ تتذرّر هي الأخرى يوما بعد يوم .
و علاوة على أنّ الخوجيّة المفضوحة منها و المتستّرة قد أفلست عالميّا منذ عقود الآن ، فإنّ الدراسات و البحوث و كشف الحقائق لن يفعلوا سوى مزيد إيضاح مدى إفلاس الخطّ الإيديولوجي والسياسي للوطد لذلك يتجنّب هؤلاء الوطد الخوض فى أمّهات المسائل و القضايا الحيويّة الإيديولوجية منها و السياسيّة و يسلكون سياسة التأجيل و التسويف أو الإختفاء وراء مقولات يخرجونها من سياقها التاريخي و على هدى ملل و نحل و أفراد " ستالينيّون " ، بلاشفة ، بلاشفة جدد يلوكوا أطروحات ضبابيّة زئبقيّة لا تسمن ولا تغنى من جوع .
و فى ختام هذه النقطة ، نفس التحدّى الذى وجّهانا للوطد الثوري منذ سنوات و تهرّب من الإجابة عليه نعيد توجيهه إلى الوطد م – ل : " ما هي أخطاء ستالين ؟ و ما هي أسبابها ؟ و كيف يتمّ تجاوزها شيوعيّا من أجل إنجاز ما هو أفضل مستقبلا ؟ " .