اليسار العراقي ...وحيدا في ساحة الإصلاح


جاسم محمد كاظم
2016 / 3 / 25 - 12:19     

وهاهي الأمور تصل اليوم إلى نهاياتها بعد أن دق مسمار الفساد عظم الدولة العراقية وأصابها في مقتل بعد دخول ابرامز وتخريب البني التحتية للصناعة العراقية .
وبعد انهيار عراق البعث وظهور عراق الرب الجديد بثقافة القرون الوسطى وانتشار المد الديني وبروز الكاهن على الساحة توقف نبض الحياة وكأن عراق 1921 أفضل بكثير من عراق 2016.
وأصبح مفهوم الفساد ثقافة يتفاخر بة الكل علنا أمام البث الفضائي بعد بلوغ الأموال المهربة إلى بنوك الغرب من تخطي حاجز ال 500 مليار دولار .
وذهبت المواقع الأنترنيتية تكشف عن أسماء أثرياء ما بعد صدام حسين بأرقام مهولة وميزانيات كارثية تستطيع هذه المسميات من إنشاء دول مستقلة كاملة إذا عرفنا أن ميزانية الأردن 12 مليار دولار وميزانية القطر السوري 10 مليار دولار .
وإذا كانت سايكس - بيكو 1916 قد خلقت الدول العربية بملوكها ورؤسائها في الجزء الشرقي فان سايكس - بيكو 2016 سوف تخلق إمارات دينية جديدة يكون إبطالها الفقهاء وسادة النهب والاختلاس الجدد .
وبمعادلة حسابية بسيطة للوعي إذا كان سكان العراق اليوم يقدر ب35 مليون نسمة لكل فئات السكان فلم يقف في التحرير للمناداة بالإصلاح المرتقب وتغيير الواقع سوى نفر قليل ورث مفاهيمه التنويرية من بقايا ثقافات العقد الخمسيني حين كان الجدل العالمي في قمته لتغيير التاريخ أما نحو الأحسن أو الوصول إلى مرحلة البربرية .
ووصل الأمر إلى انتصار البربرية بمسامها الجديد المتمثل بالقوى الدينية هذا العفن الكبير الذي يغذيه الغرب ووجد له ارض العرب كأفضل المنابت الزراعية للسيطرة على مقدرات الشعوب .
لكن التاريخ لم يتوقف بسكونه الأبدي فظهرت فرقة تنادي بالتغيير والإصلاح واستبدال الحكومة بحكومة جديدة عبر الكلمات ووصل الأمر بعد تنامي الوعي إلى المطالبة باستبدال الدستور والحكومة .
وازدادت شجاعة المرابطين في التحرير إلى المطالبة بملى الفم باجتثاث الأحزاب الإسلامية وعدم دخولها ساحة الانتخاب مجددا وان كان هذا اليسار الأعزل مجردا من كل قوة سوى قوة صوته الجبارة في التحرير وعزم مناضليه على التغيير وبناء دولة حقيقية .
ووصل صوت اليسار إلى شبابيك البيت الأبيض الذي أدرك أنة فشل فشلا ذريعا في العراق ولم تفلح كل محاولاته بالضغط على حكومات الفرق الدينية بالتغيير نحو الأحسن لعدم وجود معارضة حقيقية للنظام يستطيع أن يتكأ عليها في تغييره المرتقب لأنة يعرف أن عراق اليوم ليس بدولة حقيقية أبدا بل كانتون من القرون الوسطى يقوده كاهن يستلم حكامه ومعارضيه أموالهم على السواء من صندوق خزينة النفط .
لذلك فان تحقيق مطالب اليسار الإصلاحية المتمثلة بإلغاء الدستور والبرلمان وحل الحكومة ليس لها من جل يسمى الإصلاح بل دخول أبرامز من جديد إلى الساحة وبدء بنسج خيوط معادلة جديدة يتكافآ فيها الطرف الأيسر مع طرفها الأيمن من جديد .