هل فعلا روسيا قوة امبريالية؟ ردا على ياسين الحاج صالح وسلامة كيلة ومعهما مواقع -العربي الجديد- و-الجزيرة-..


احمد صالح سلوم
2016 / 3 / 11 - 03:41     

بصفته احد كتاب موقع عزمي بشارة "العربي الجديد"القطري لايختلف المتمركس البترودلاري ياسين الحاج صالح عن المتمركس الفلسطيني سلامة كيلة الذي تنشر خزعبلاته مواقع "الجزيرة نت" للمفارقة القطرية ايضا..وتقوم فكرتهم الاساسية على دعاية تروجها جهات اكاديمية مرتبطة بالعلم الاجتماعي اليميني الذي تلفقه جامعات معروفة بمنهجيتها التضليلة لكل بحث علمي..الدعاية تعتبر ان روسيا قوة امبريالية عنصرية لانها تحارب الارهاب الداعشي السعودي القطري التركي الذي يريدون ان يلصقوا به الفقه السني الذي كان فقه النظام العبودي للخلافة الاسلامية معتبرين انه امتداد لتاريخ بعيد بينما جميع هذه الحركات الاسلامية ولاسيما السنية منها هي ظاهرة حديثة لاعلاقة لها بتاريخ الاسلام ماقبل الاستعمار الا بتوظيف مخزونه العبودي التركي على وجه التحديد لسحب ما يسمى امتداد السنة..الاسلام السياسي ولاسيما الجهادي هو اسلام صاغته دوائر الاستشراق الانكليزي ثم الامريكي وصاغت تنميطاته العنصرية وركبت على اساسه انظمة وهابية استخباراتية غربية كال سعود وثاني ونهيان ومكتوم وصباح وخليفة ومن ينشر الاسلام السياسي الاستعماري تحت ظلال البترودولار ..كما تفعل "العربي الجديد" ومواقع "الجزيرة" ولمعرفة الامر بالامكان متابعة ما صاغه الاستشراق الانكليزي عن عدم امكانية المسلم للعيش بدولة غير اسلامية وما جاء به عميل السي اي ايه واب الاسلام السياسي ابو العلا المودودي وتلامذته كالقرضاوي والغزالي والقرني والعريفي والبوطي وابن باز وال الشيخ والغنوشي ..
خلافا للنمط الرأسمالي وبعده الامبريالي..في الاتحاد السوفييتي السابق لم تتوجه الفوائض للمركز من الاطراف بل بالعكس حيث تم توظيف الفوائض الصناعية للمركز الروسي لتنمية الاطراف بحيث انك تجد مناطق صناعية واسعة عالية التقنية في اوكرانيا واوزبكستان ...وكان الهدف التقريب بين المركز والاطرف عكس قانون الاستقطاب الذي يقوم عليه النمط الرأسمالي واعلى تجلياتها الامبريالية وهو في تصاعد فلكي فبعد ان كان الفرق بين المركز والاطراف قبل قرنين من واحد في الغرب الى اثنين في الاطراف العالمية يصل اليوم من واحد الى اكثر من ستين ضعفا في الاطراف وهذا ما يهدد البعد البيئوي والوجودي للكون بسبب السياسات الامبريالية الامريكية والغربية اساسا..
هذا النمط الذي يسميه سمير امين ليس النمط الاشتراكي كما يلبسه هذا التعبير التدجيلي الدعائي سلامة كيلة بل اطلق عليه نمظ الدولنة السوفييتي حيث يتم توزيع فوائد التنمية على الاطراف بحيث ان جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا كانت اكثر استفادة من التنمية من المركز الروسي نفسه..يكتب سمير امين:" وساد نظام تماثل ومساواة الأجور والحقوق الاجتماعية. وهو مبدأ يناقض تماماً المبدأ الذي يحكم الرأسمالية، وهو التفاوت في مستوى الأجور بين المراكز والتخوم. بعبارة أخرى اخترعت السلطة السوفيتية مبدأ “المعونة” الحقيقية، وهو مبدأ لا تزال الرأسمالية تتجاهله في ممارساتها الواقعية، بالرغم من كلامها حول “المعونة الدولية”!"
هذا في نقض تام لاليات عمل النظام الرأسمالي التي يروج لها اصحاب العلم التلفيقي البرجوزاي ياسين الحاج صالح وسلامة كيلة وغيرهم من كتبة البترودولار القطري السعودي الصهيوني
رغم ان العلاقات بين مكونات السلطة السوفييتية وطبقاتها لم تكن مثالية وتم التضحية بفترة بالفلاحين لتسريع التصنيع الكثيف وايضا نشوء سلطة تتوزع بين جميع الجمهوريات وقوى التمركز السلطوي مما فجر التحالفات فيما بعد الا ان العلاقات السائدة في الكتلة السوفيتية لم تكن تحمل صفات الرأسمالية في المركز الامبريالي حيث صعد من خلال النمط الدولني السوفييتي عشرات الملايين من الطبقة المهمشة ليحتلوا مواقعهم في القرار وهذا ما كان يتناقض ولم يتوفر في نمط رأسمالية المركز الامبريالي رغم الدعاية التضليلة اليومية حوله لترويجه
أي انه في حقبة طويلة في الاتحاد السوفييتي كان العلاقات بين المركز والاطراف لاتحسم اذا كان هذا النمط السوفييتي رأسمالي ام اشتراكي وهذا ما كان سببا لاطلاق المفكر العالمي سمير امين عليه اسم "الدولنة" حيث تتوسع مهمات الدولة وتفرض طبقاتها السياسية والمناقضة نسبيا مع الفكر الاشتراكي بالادارة الذاتية للمؤسسات واضمحلال دور الدولة وتوسع التشاركية بين مؤسسات المجتمع اشتراكيا
هذا التراكم السوفييتي لم يكن يفرض مثلا ان يتحول النمط السوري للانتاج بما يلائم نمط الاتحاد السوفييتي او الروسي اليوم.. كما يفرض على مصر وتونس وكل دول العالم ان تكون ملحقا لحاجة الامبريالية الامريكية الغربية وحاجاتها التوسعية والمركزية

صحيح ان عدم توفر ديمقراطية معينة في القرار السياسي جعل جزء من الطبقة التي كان لها سلوكا خاضعا للمركز الامبريالي وهنا تم بيع اغلب قطاعات الدولة والصناعات التحويلية باسعار بخسة وتحويل روسيا الى رأسمالية طرفية تابعة للمركز الامبريالي خلال فترة الوهم اليلتسيني بان الانضمام للامبريالية سيجعل روسيا جزء منها ويتوقف العداء الغربي لها دون ان تدرك ان الامبريالية لن تتركها الا ان تتحول الى مصدر للمواد الخام فقط ولا تقبل التقاسم والتشاركية مع الاخرين بوصفاتهم القومية التي لاتقبل الخضوع والعبودية كروسيا وايران والصين..وهذا لم تقبل الصين ان تفعله حيث حافظت على قطاع عام قوي ومركزية وسيطرة على التراكم الرأسمالي والاجتماعي
هناك امور كثيرة في غاية التعقيد يمكن تناولها عن اوهام السلطة اليليتسينية وحتى في اوائل فترة بوتين ومسؤولية الشعوب السوفييتية بانهيار تجربة تاريخية افضل من كل ما قدمه العالم الرأسمالي الغربي عن التوحد حتى عبر تجربة الاتحاد الاوروبي الذي قامت فيه المراكز الاحتكارية الالمانية بشفط كل اشكال التراكم والثروات من مايسمى دول اوروبا الشرقية وخلفت خلفها انظمة وحشية رأسمالية متخلفة كما نراه اليوم في بولونيا وبلغاريا ..وحتى احتلال اليونان واسبانيا عبر مصيدة الديون وكارثيتها الاستلابية
لكن بوتين تعلم دروس المراهقة فيما بعد انهيار التجربة السوفييتية المميزة مع كل اخطائها وزالت اوهام كثيرة لديه فقد تم اعادة رسم السياسات بشكلها العملي والفعلي بان الامبريالية الامريكية والناتو هم اعلى اشكال الخطر على روسيا لهذا عادت روسيا بقوة عبر سوريا واستخدمت الفيتو لتعود الى دورها كقوة عظمى تقف في وجع التطلعات الكارثية للامبريالية الامبريالية الالمانية البريطانية النازية..لقن بوتين الغرب الامبريالي درسا قاسيا في اوكرانيا وجورجيا وحجم القوى النازية التي صعدت الى السلطة في هذين البلدين وحطم طموحاتهم ان يكونوا عملاء بالباطن للمركز الامبريالي الامريكي الالماني مما جعل الدعاية الغربية ومنها وكالتها القطرية السعودية تشن حربا ديماغوجيا عن ان روسيا قوة امبريالية بتهافت التهافت لاقلام البترودولار المتمركس..وكانت ضربه لفئات واسعة من الفاسدين تحطيما للسلطة التي تشكلت مافيويا حوله..وهذا لايعني ان الامور قد انتهت فان امور كثيرة قيد التشكيل وغير معروفة عن استراتيجاته ولكن ندرك من مشاركة القوة الروسية في سوريا لمكافحة الارهاب تحولا اساسيا بعد اجهاض الامبريالية الامريكية الالمانية في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق كجورجيا واوكرانيا فان البعد الدولي في سورية اعاد الامبريالية الى مرحلة الدفاع وليس الهجوم وهذا يتيح لكل شعوب الارض ان تستفيد من تعدد الاقطاب وان يكون الاتحاد الروسي مباشرة او بشكل غير مباشر عونا لها ضد الامبريالية الامريكية الالمانية البريطانية الصهيونية النازية واذنابها من محميات الاعراب القطرية السعودية ومواقعها التضليلة كالعربي الجديد وامبراطورية الجزيرة للدجل الاعلامي والفكري..ولهذا لاوجود لامبريالية فعلية وبالمؤشرات الهيكلية الاساسية الا الامبريالية الامريكية والغربية ونظامها الرأسمالي المتهالك
............................
لييج – بلجيكا
آذار 2016
....................