رساله تروتسكي إلى تشيخيدزه


عبد المطلب العلمي
2016 / 3 / 8 - 21:34     

رساله تروتسكي إلى تشيخيدزه

ترجمه :عبد المطلب العلمي

فيينا. 1 نيسان 1913
ن. تروتسكي، إلى سانت بطرسبرغ، قصر توفريد، عضو مجلس الدوما نيكولاي سيمينوفيتش تشيخيدزه.

عزيزي نيكولاي سيمينوفيتش. أولا، اسمح لي أن اعرب عن امتناني للمتعه - ليس فقط سياسيا ، ولكن أيضا جماليا – التي احصل عليها من خطاباتك، وخاصة خطابك الاخير عن الهمجيه. و لا بد من القول:سعاده للروح قرائه خطب نوابنا ورسائل العمال إلى اسره تحرير"لوتش" أو عندما نسجّل الوقائع التي تؤشّر للحركة العمّاليّة. و يبدو الشجار البائس،الذي يشعله بانتظام ،المعلم المحترف في هذا الفن ،لينين، هوسا لا معنى له ،انه مستغل محترف لاي تخلف في الحركة العماليه الروسية. لا يوجد اي اشتراكي اوروبي، سليم عقليا، يمكن ان يعتقد أن الاختلافات المصطنعه التي لفقها لينين في كراكوف،من الممكن ان تؤدي الى الانقسام.

"نجاحات" لينين ، بغض النظر عن كونها فرامل، لا توحي لي بخطر كبير. الآن ليس عام 1903 و 1908. "المال الأسود" الذي استولى عليه لينين من كاوتسكي وزيتكن، لينين اسس صحيفة شعبية ، مستوليا على شعارات "الوحدة" و "غير رسمية"واضعا اياها على لوائه، جاذبا القراء -الطبقة العاملة، الذين اعتبروا ظهور صحيفة عماليه يوميه، بطبيعة الحال انتصارا ضخما لهم. وبعد ذلك، عندما تقوت الصحيفة، جعلها لينين الذراع الرافع لدوائر التآمر والانشقاقيين عديمي المبادئ. ومع ذلك، فإن التوجه العفوي لدى العمال من أجل الوحدة لا يمكن مقاومته، حتى أن لينين يلعب بشكل منتظم الغميضة مع القراء، يتحدث عن الوحدة في القاعده، حابكا الانقسامات في القمه ، واضعا تعريفات تكتليه لمفهوم الصراع الطبقي. باختصار، فان مجمل بناء هذا الصرح اللينيني، في الوقت الحاضر، قائم على الكذب والتزوير ويحمل البذره السامه للانحلال. ليس هناك شك في أنه مع السلوك المعقول من الجانب الآخر، فانه في المستقبل القريب سوف يبدأ الانحلال الواسع بين اللينينيين ، حول مسألة خط: الوحدة أو الانشقاق.
لكنني أكرر: في حاله السلوك المعقول من الجانب الاخر. و بما ان اللينينية بحد ذاتها لا تبعث على الخوف، فعلي أن أعترف - ليس لدي الثقة في أن أصدقاءنا التصفوين لن يساعدوا لينين مرة أخرى ،للجلوس بقوه على السرج.
الآن من الممكن وجود سياستان: التدمير الإيديولوجي والتنظيمي للحواجز الفئويه التي عفا عليها الزمن، وبالتالي تدمير أسس اللينينية ، التي لا تتوافق مع اسس التنظيم السياسي و الحزبي للعمال، ولكنها تزهر بشكل عظيم على روث الحواجز الفصائليه. أو على العكس: اختيار جزئي لمعاديي اللينينيه (المناشفة أو التصفوين) من خلال الزرع الحذر لاختلافات تكتيكية. وهناك جزء من المناشفة - الأكثر محافظه - يميل إلى هذا التكتيك الثاني. في واقع الأمر،و في رأيي، هذه هي المصلحه الرئيسية.
بقدر ما أنا على دراية بمزاج اغلبيه الكتله في مجلس الدوما، يبدو لي ان هذا المزاج ، مفيد لتطوير الحزب في الوقت الراهن. ولكن اعتقد ان جهود هذه الأغلبيه، قليله جدا في مجال تعريف الحزب بوجه نظرها بشأن الازمة داخل الحزب. اجراءات الكتله المناسبه (القرار حول التعاون في الهيئتين، الخ ..) كانت مهمة جدا، ولكنها عرضيه. الفوضى التي تثيرها "برافدا" حول التكتل ،تخفي عن الجمهور وجه (التكتل) ...
ينبغي أن تصرح بشكل قوي و رسمي ، أنها لا تزال تتمسك بمهام داخلية معينه (اي، أولا وقبل كل شيء، الوحدة) وليست على استعداد لتصبح حقلا للتجارب المدرسيه. بيان كهذا من الكتله ، سيلقى استجابة حيوية من قبل دوائر عريضه من العمال و لحول على الفور الكتله إلى مركز لكل العناصر التقدمية و المهمه من الديمقراطيين الاشتراكيين. ولكن ألاهمية الرئيسيه فهي لقضيه دائمه آخري - المراقبة اليقظة ل "لوتش"(1). عمل "لوتش" في الشهرين - الثلاثة الأخيرة - تافه ، الاجتهاد في الدفاع عن السياسة الرسمية بدلا من تطبيقها. الدفاع عن مصداقية كونفرنس أغسطس ، الدفاع عن ماضي التصفويين ، وحتى تعريف "لوتش" وغالبية كتله الدوما و كانها تصفويه- هذا التصرف سهل للغاية على لينين عمله الهادف الى ضرب الروح المعنوية للحزب و تفكيك التكتل (مؤخرا "لوتش" هبط مستواها كثيرا). في أذهان العمال الذين كانت"لوتش" و غالبية الكتله رايتهم، اصبح هناك اضرابا كبيرا. وهذا الاضطراب لا يكمن في الصحيفه فقط، ولكن أيضا في الكتله، لأنهم يعرفون هيئه التحرير، بل يعرفون ان المسؤليه عن الصحيفة ،يتقلدها ثمانية من النواب، الذين أعلنوا تضامنهم مع برنامج "لوتش". اخذ بعين الاعتبار كل ما سبق، فاقول: أهم شرط لنجاح أي مهمه في مجال بناء الاشتراكيه الديمقراطية، هو الآن ، تركيز النشاط على السياسات "الداخلية" لاكثريه كتله الدوما. النشاط ليس بمعنى التدخل في الخلافات التافهة (لا سمح الرب)، ولكن من حيث 1) عرض محدد "لدليلنا" على شكل مانيفست على سبيل المثال، على صفحات "لوتش" 2) مراقبة يقظة على "لوتش" للقضاء على السياسة " الرجعيه "في الصحيفه التي يجب أن تكون صحيفه الكتله، لأنه لا ثقة لدي، بأنه غدا أو بعد غد لن تكون هناك" قفزة جانبيه ". و مثل هذه القفزة ستكون المنقذ لقتل للينين ، و قاتله بالنسبة لنا جميعا.
على وجه الخصوص، يمكن استخدام المبادرة الألمانية لتوحيد الاشتراكية-الديموقراطية ،لأغراض الدعاية. إذا كان من الممكن أن تحضروا شخصيا في عيد الفصح الى برلين، فإن هذا سيكون مفيد جدا من جميع النواحي (وخاصة بالنسبة للاشتراكيه-الديموقراطيه في القوقاز).

أتمنى لكم كل التوفيق والنجاح و اشد على يدك بحرارة.

ن. تروتسكي

العنوان: ل. برونشتاين، 19 Rodlergasse، 25-P، فيينا.

ملاحظات المترجم
(1) جريده يوميه كانت تطبع في بيتروغراد ،لسان حال المنشفيك-التصفويين، سماها لينين صحيفه المرتدين.مولها الليبراليين و اشرف عليها اكسليرود و مارتوف.هاجمت بشده البلاشفه و روجت لفكره الحزب المفتوح و ضد الهبات العماليه.