على شرف العاشر من شباط لاعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني ندوة بعنوان- دور الحزب في العمل الجماهيري، وفي تنظيم المجتمع-


طلعت الصفدي
2016 / 2 / 12 - 23:47     

ندوة حول " دور الحزب في العمل الجماهيري، وفي تنظيم المجتمع "

عقدت منظمة المهنيين وقدامى وكوادر الحزب التاريخيين في حزب الشعب الفلسطيني في محافظة غزة يوم السبت الموافق 6/2/2016 ندوة حول “دور الحزب في العمل الجماهيري وتنظيم المجتمع " بحضور طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي حيث دار النقاش حول كيفية الوصول إلى كافة طبقات وفئات المجتمع واستنباط رغبات الجمهور وتجنب الاصطدام المباشر والفج مع معتقداته وآماله وموروثه الثقافي الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
أكد المتحدث الرئيسي الرفيق "عبد الكريم عاشور" إلى ضرورة تطوير البناء الحزبي و إزالة المعوقات التنظيمية التي تعرقل عملية الاتصال بالجمهور والوصول الى جميع شرائح المجتمع، وخصوصا الكادحين والعاملين، فالأشكال التنظيمية الحالية يغلب عليها طابع البناء التنظيمي ألفصائلي, مؤكدا على أهمية وضرورة الخروج من هذه الأشكال عن طريق المزج بين الجغرافيا و التخصص المهني والقطاع الاجتماعي في البناء التنظيمي الحزبي، ليكتسب صفة الشمولية الجغرافية والاجتماعية في بناءه التنظيمي والتي هي من أهم سمات الحزب السياسي والاجتماعي
كما اشار الى أهمية وضوح الأفكار والرؤى والمنهج بحيث يجب أن يكون هنالك مرجعية فكرية واحدة وواضحة وجامعة تنعكس في نهج الحزب وممارساته وأساليب عمله، وهذا يتطلب وجود كادر حزبي قادر على مخاطبة أفكار وتطلعات الجماهير ويتميز بالنزاهة كلاما وسلوكا، دون التعالي على الجماهير.
وبالنسبة لبرنامج الحزب أكد " عاشور " على أن برنامج الحزب يجب أن يرتكز على رؤى سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة ومنحازة إلى الطبقات والفئات المهمشة والمسحوقة والفقراء والكادحين وضرورة الابتعاد عن العموميات في تناول القضايا الاقتصادية والاجتماعية. وعلى الحزب طرح موقفه بوضوح من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والقوانين والتشريعات التي تسن (مثل الموقف من قانون الأحوال الشخصية وقوانين الضرائب وغيرها).
وعلى الصعيد السياسي نوه " عاشور “بضرورة تجديد خطابه وفكره السياسي تماشيا مع المتغيرات الجديدة سواء على الصعيدين الدولي والعربي او على صعيد الصراع مع الاحتلال، وسياسة إسرائيل بفرض وقائع على الأرض تعيق قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران، وأن عملية بناء لأية إستراتيجية فلسطينية لا بد أن ترتكز الى التنمية البشرية والتي عمادها بناء نظام تعليمي حديث ومتطور يعتمد على مناهج البحث العلمي والابتعاد عن الأشكال التقليدية في التعليم والتي تعتمد على التلقين والتقليد.
وتطرق الى أهمية دور الإعلام في العمل السياسي والاجتماعي حيث التجارب أكدت ان اعتماد الأحزاب السياسية على الكم العددي في العضوية لا يؤدي الى النتائج المرجوة بل ان علوم الاتصالات وأنظمة المعلومات حولت العالم الى قرية الكترونية صغيرة مما جعل من وسائل الاتصال من أهم الأدوات للوصول الى مختلف شرائح المجتمع ويمكن لحزب صغير العدد قيادة مجتمع بأسره بواسطة التأثير عليه بالإعلام النشط والفعال واستشهد بتجربة الحزب الديمقراطي المسيحي في جمهورية ألمانيا الاتحادية.
وتطرق الى ضرورة إتقان سياسة التحالفات وبناء الجبهات الموحدة حيث لا غنى عنها في العمل السياسي والاجتماعي، فلا يوجد حزب واحد قادر على التصدي لكافة قضايا المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والتنموية وأكد إن سياسة التحالفات تحتاج الى مرونة عالية لمعالجة قضايا الجماهير سواء الوطنية ام الاجتماعية وفن ادارة التحالفات من اهم مميزات الحزب السياسي المؤثر.
اما على صعيد العمل في المؤسسات الأهلية وطبيعة العلاقة ما بينها وبين الحزب السياسي، مؤكدا من خلال تجربته الطويلة، لا يمكن أن تكون بديلا عن الحزب السياسي، ولا يمكن لها ان تكون قائداً لعملية التغيير او الاتصال بالجمهور، فالمؤسسة تعنى بقضية واحدة او قطاع اجتماعي واحد ومجال عملها لا يشمل المجتمع بأسره وهي لا تتجاوز كونها وسيلة وميدان عمل للحزب في عملية التغيير الاجتماعي. وأشار يجب اخذ الحيطة من المال السياسي الذي يوجه لهذه المؤسسات.
بدوره تحدث الرفيق "طلعت الصفدي" عضو المكتب السياسي للحزب عن الدور الطليعي للحزب الشيوعي الفلسطيني، وقدرته على الجمع الخلاق بين ما هو وطني وما هو اجتماعي، وقيادة العمل الجماهيري ومساهمته في تأسيس النقابات العمالية والمهنية، والاتحادات الشعبية وحشد وقيادة الجماهير في المعارك الوطنية حيث استطاع الحزب بتعداده القليل من قيادة الشارع الفلسطيني بكل فئاته و إسقاط حلف بغداد، ومشروع توطين اللاجئين في سيناء, ومشروع تدويل قطاع غزة وتشكيل الجبهات الوطنية، ومعارك عديدة ... الخ كما ساهم بدوره الريادي في مقاومة الاحتلال عام 1956 وكذلك عدوان عام 1967 و استطاع بقدرته على إدارة التحالفات الوطنية التي شكل رفاقنا الشيوعيون في الضفة والقطاع حجر الأساس فيها
أكد الرفاق عبر مداخلاتهم على أهمية دور الحزب في العمل الجماهيري، واستعادة دوره الحقيقي من خلال التواصل مع الجماهير المسحوقة وفي مقدمتها العمال والفلاحين والشباب والمرأة وقطاع المهنيين والدفاع عن مصالحها، وتنظيمها بإعادة الاعتبار للنقابات العمالية والمهنية والعمل التطوعي والعونة، وتعزيز صمود الجماهير محذرين من خطورة المال السياسي الذي تستخدمه فصائل النظام السياسي الفلسطيني مما أدى الى تراجع دور النقابات وافراغها من مضمونها السياسي والاجتماعي والفكري، وما رافقها من خطورة انتشار الثقافة النفعية بين الجماهير، والركض خلف المساعدات والهبات مستخدمين العدوان الإسرائيلي والحصار لتعزيز هذه الثقافة. وأكد المجتمعون على ضرورة تعزيز دور حزبنا في استعادة دوره في العمل النقابي والمهني ومنظمات المجتمع المدني لتفعيل دور الجماهير والسعي لتنظيمها حتى يستعيد الحزب دوره .