ماركس . لينين. ستالين ماو تسي تونغ . والتخطيط للثورة الاشتراكية ..ج1


جاسم محمد كاظم
2016 / 2 / 12 - 19:44     

حين نقرئ اغلب ما يكتبه ماركسيي اليوم تصيبنا الصدمة وكأن هؤلاء الماركسيين لازالوا يعيشون في زمن ماركس فقط ولم يسمحوا لأنفسهم بالانتقال حتى إلى زمن لينين وهم لا يسايروا التاريخ أبدا في قفزاته الهائلة .
يظن هؤلاء أن التنظير حكرا لهم فيجعلوا من أنفسهم أوصياء وخلفاء لماركس وان لم يشاركوا التاريخ أعراسه بعد تغير الزمن وقفزات التطور المتسارعة وتغير قوى الإنتاج وعلاقاته وظهور طبقات كبيرة في المجتمع تتشارك معا في الإنتاج المادي .
لا يمكن تصور زمن ماركس والظروف الكارثية للعمال المهاجرين للكانتونات الإقطاعية الباحثين عن أي فرصة عمل في بداية تشكيل الدولة الحديثة في بدايات المدن الناشئة والثورة الصناعية الجديدة التي ألغت عمل العمل اليدوي والحرفي لأغلب الحرفيين البريطانيين من الذين كانوا يجعلون من بيوتهم ورشا ومصانع صغيرة للحياكة وبعض الصناعات البسيطة .
وبعد اكتشاف الآلة البخارية وظهور الآلات الثقيلة ومصانع النسيج البدائية لم يجحد هؤلاء الحرفيين من يشتري بضاعتهم البدائية فكانوا أمام خيارين أما الموت جوعا أو البحث عن عمل جديد في هذه المصانع الجديدة .
لم يتطرق ماركس إلى صناعة السلاح والقاطرات البدائية لأنها هذه الصناعة لم تنتقل من ورش الحرفيين بطريقة نفي النفي لاستملاك الرأسمالي بل كانت نتاج للثورة الصناعية وصهر الحديد وكانت تحت أشراف الدولة حصرا .
تكمن عبقرية ماركس الجبارة باختلافه عن كل الفلاسفة الآخرين بان كل ما موجود في الحياة صناعة بشرية تتغير باستمرار مع تغير قوى الإنتاج وظهور الطبقات الجديدة .
الأمثال. الحكم .الايدولوجيا. الدين .نظام الحكم. الألقاب. أسماء وأشكال الأرباب المتعالية التي تسكن السماء .السلطات .النبوءات. القساوسة .الأولياء.
أصاب ماركس في وقته الايدولوجيا الدينية بمقتل وأدت فلسفته إلى تغيير كل المفاهيم ,وانهيار الأسس الفكرية التي قامت عليها فلسفة القرون الوسطى وقلب القاعدة رأسا على عقب .
نظر ماركس إلى السلطة مثل نظرته إلى الفلسفة بأنها تتغير باستمرار وان السلطة هي التي تصنع فسلفتها وكلماتها بما يمكنها من بث النفوذ وصنع الموالين والبقاء إلى ابد الآبدين .
فليس هناك ثبات أبدا في هذا الكون فحتى الزمن نسبي كما أثبته اينشتاين ولا مطلقيه في للمكان نفسه كما أثبتها بعدة فثابت الحياة متغيرها .
أعطى البيان الشيوعي تحريضا لكل العمال بالإضراب وشل قدرات السلطات حتى تستجيب إلى صوت العمال .
ويصرح ماركس نفسه بان نضال العمال لا يكون على أسس قومية بل سوف يتعدى هذا الطرح وان بدء قوميا .
ولو عدنا إلى زمن ماركس نفسه لم يكتشف النفط في عهد ماركس كما هو اليوم ولم تظهر بعد السيارة ولا الطائرة ولم يكتشف العلاج واللقاح والمستشفيات الهائلة والثورة الطبية التي ضاعفت سكان الأرض لأول مرة في خمسينات القرن الماضي .
ولم يعرف العالم بعد مرض السكري والضغط وتصلب الشرايين وإزالة الورم الخبيث لأنة لم يكتشف بعد المخدر وحتى علاج السيلان كان في قدر المجهول .
ولم تعرف مصانع المملكة المتحدة بعد الرانج روفر .والمدرعة درايمر .والطائرة الهيركين وحتى البندقية ذات التلقيم اليدوي لي انفيلد .
تلخص زمن ماركس في زمن البيان الشيوعي بثورة البروليتاريين على البرجوازيين كما يقول أنجلس في ملاحظة تذيل البيان الشيوعي .
(ونعني بالبرجوازية طبقة الرأسماليين العصريين، مالكي وسائل الإنتاج المجتمعي، الذين يستخدمون العمل المأجور. ونعني بالبروليتاريا طبقة العمال الأجراء العصريين، الذين يُضطرون، لعدم امتلاكهم وسائل أنتاح، إلى بيع قوة عملهم ليتمكنوا من العيش (ملاحظة أنجلس للطبعة الإنكليزية عام ١-;-٨-;-٨-;-٨-;-.)
كان ملخص البيان الشيوعي دعوة العمال للإضراب وشل حركة الدولة تمهيدا لإسقاطها بالتركيز على حجم طبقة العمال الكبير .
لم تثمر هذه المحاولة أبدا فحسابات الحقل خالفت حسابات البيدر امتلكت بريطانيا وفرنسا في ذلك الوقت جيوشا قوية محترفة لم يستطع العمال مواجهتها أبدا رغم كل التمردات والمواجهات التي شارك بها ماركس ورفيقة أنجلس سوية .
لم يتناول ماركس في البيان الاعتماد على الجيش وكان الجيش وآلة الدولة العسكرية كلها خارج الحساب مع العلم أن الجيش هو من يملك السلطة لان علم الأركان الحربية لم يتطور في ذلك الوقت ولم تكن هناك مدارس ركن حربية تدرس الإستراتيجية العسكرية وفن الحرب والتمرد والكفاح المسلح ولم تعرف بعد الانقلابات العسكرية والجيش المحترف كما هو اليوم .
يعلن ماركس بجلاء وشجاعة أن بعض مبادئ البيان الشيوعي قد شاخت بعد سقوط كومونة باريس وعدم استطاعة الحكومة العمالية بكل أمميتها وقتالها الباسل المستميت من التصدي للجيش الفرنسي العائد من ضواحي فرساي وسحق الجنرال كافيناك قوات الثورة حتى العظم .
فكان لابد من تخطيط آخر للاشتراكية جديد يختلف عما سبقه بعد تطور القوى وظهور طبقات جديدة على السطح اختلت معها أوزان المعادلة .
لا يعترف بعض الماركسيون بهذا الطرح لأنهم أصبحوا يقدسون النصوص وكأنها أناجيل المسيح ولم يسمحوا لأنفسهم بالانتقال مع تطور قوى الإنتاج وعلاقاته وظهور قوى أخرى جديدة في المجتمع مع العمال تشارك العمال نفس الهم والألم وطبيعة الاستغلال وان التخطيط للثورة سيكون مختلفا بسبب تطور القوى الرأسمالية كثيرا وظهور مؤسساتها القمعية من الجيش والشرطة والبوليس السري والجواسيس فكان التخطيط الجديد يرتكز على قوة أخرى تستطيع مكافئة القوة المضادة فكان لابد من تنظيم جديد للعمال وهو ما بدء بة فلاديمير لينين .................... يتبع

////////////////////////////
جاسم محمد كاظم