العضوية فى التنظيم الشيوعى


سعيد العليمى
2016 / 2 / 2 - 02:16     

كانت هذه الوثيقة هى مادة العدد الثانى من نشرة " الصراع " وهى نشرة داخلية قاصرة على الاعضاء يمكن ان ترد فيها – وليس حتما – اية آراء خلافية تطبيقا لمبدأ المركزية الديموقراطية . وقد طرح فيها مااثير من قضايا تنظيمية . فلم تكن مقومات الحزب ، واسسه تقتصر على تعيين المواقف السياسية ، وانما على تحويلها ماديا بتوسط العمل التنظيمى والجماهيرى والمالى والامنى والاتصالى . وبدون هذه الاخيرة لكانت كل المواقف السياسية معلقة فى الهواء . هناك مناضلون مجهولون لعبوا ادورا اساسية هامة لاتقل عن ادوار الكوادر " النظريون والسياسيون " ... من بنوا وقادوا مناطق الحزب من الجنوب الى الشمال ، من شكلوا جهازنا الامنى آنذاك ، من اقاموا جهازا محكما نسبيا للاتصال والطباعة ، من أمنوا فى ظروف المطاردات البوليسية الشرسة " ارضا محررة " . استل هذا النص من تلخيصات نيابة امن الدولة فى القضية رقم 501 / 1973 / رمل الاسكندرية التى سبق واشرت اليها فى مقدمة كراس الدولة البوليسية والصراع الطبقى فى مصر – المنشورة على نفس الموقع .
*************************************************************************************
العضوية فى التنظيم الشيوعى— بقلم فهد اسماعيل شكرى
وبالاطلاع على هذا المحرر تبين انه صورة فوتوغرافية لمحرر خطى يتكون من احد عشرة صفحه ومعنون فى صفحته الاولى " الصراع ... نشرتنا الداخليه العدد الثانى " وبمطابقة المحرر تبين انه يتحدث عن عضوية التنظيم الشيوعى . وقد تصدر بعبارة : هذه المقالة التى يبدأ بها طرح القضايا التنظيميه مكرسه لتناول أبرز الانحرافات التى اتضحت فى العمل الحزبى بصدد شروط العضوية فى التنظيم الشيوعى ، وخاصة شروط تبنى العضو للخط السياسى ، والذى يعد محوراً تدور حوله الانحرافات فى حياتنا الحزبيه الراهنه . وهذه المقاله لا تستغرق كل شروط العضوية بالتفصيل ، ولذا يمكن اعتبارها فى الحد الادنى مجرد دعوة للرفاق حتى يتصدوا لطرح مفاهيمهم لا حول مفاهيم العضوية فحسب بل حول كل القضايا ، كما أنها خطوة نحو تعميق التقاليد الثورية لحزبنا . ثم تستطرد النشرة الى ان مسألة العضوية تمثل مكاناً بارزاً فى تنظيم الحزب الماركسى اللينينى لأنها تتعلق بنوعية العناصر التى يتشكل منها الحزب فترتبط تبعاً لذلك بقدرته على مواصلة النضال بين صفوف الجماهير الشعبيه وبصلابته فى مواجهه وقمع المحاولات التى تقوم بها البيروقراطيه الحاكمه لتصفيته سياسياً وايديولوجياً وتنظيمياً . والحزب حين يقود النضال الثورى يخوضه من خلال تنظيماته ومستوياته التى تكونه اى من خلال العمليه التى يواجه فيها النظام القائم بهدف نهائى هو الإطاحه الثورية به . ثم تستطرد النشرة فى الحديث عن العضوية فى التنظيم الشيوعى وانها مشروطه بأسس حزبيه دقيقه تحدد من هو الجدير بأن يكون عضواً فى الحزب . مما يقتضى إدراك أن وجود التنظيم الشيوعى يعنى وجود فصيل متقدم اى طليعة تستوعب من الطبقة العامله فى الريف والمدينه أفضل وابرز كوادرها تلك التى اكتسبت خبرة فى النضال اليومى , والتى تتميز بروح كفاحيه وبإخلاص متناه لقضية تغيير المجتمع وبناء الاشتراكية ومن المثقفين الثوريين المرتبطين بخط سياسى ثورى يعبر عن المصالح الطبقيه للبروليتاريا بحيث يحدد هذا التنظيم المهام الثورية التى يجب القيام بها والوسائل والأساليب الكفاحيه التى تنجز بها هذه المهام فى تنظيم يكتسب الخبرة الثورية من خلال ممارسته الثورية وقيادته للجماهير بحيث يكون سلاحاً فى يدها تطيح به بالطبقات الرجعية المستغله.
ثم تتحدث النشرة عن الشرط الرئيسى للعضويه وهو شرط تبنى العضو للخط السياسى الذى يطرحه التنظيم . ثم تستطرد النشرة الى تحليل تاريخى تهاجم فيه الاتحاد السوفيتى بقولها " والتقت الاتجاهات التحريفيه فى القيادة السوفيتيه بالاتجاهات المماثلة لدى القادة البرجوازيين للتنظيمات الشيوعية المصرية من ناحية اخرى واصبحت رأسمالية الدولة بعد أن تم ابتلاع التفاهه التحريفيه هى " الطريق العربى الى الاشتراكية " وتحولت البيروقراطية الى مجموعة من القادة "الديمقراطيين الثوريين" تنتقل بشكل خلاق الى الاشتراكيه وصارت الديكتاتورية البوليسيه وتصفية الحياة السياسية نوعاً من " الديمقراطية الموجهه" وبالتالى لم يكن هناك ما يدعو الى وجود حزب سياسى مستقل يعبر طبقياً عن البروليتاريا . ثم يستطرد فى التحليل الى القول ولم يكن قد برز بعد على نطاق واسع النضال الاممى الماركسى اللينينى ضد التحريفيه والذى قادته فى البداية البانيا والصين ، ثم يتحدث عن الحركة الشيوعية فى مصر الى القول بأنه فى الداخل بدأ يتضح زيف الشعارات البيروقراطية والطبقيه للسلطه خصوصاً بعد هزيمة 5 يونيه سنة 1967واستطرد فى هذا التحليل إلى القول بأن الارتباط بالفكر الماركسى خلال فترة معينة تحول الى ممارسة فرديه ومنعزلة من خلال المشاركة فى هبات الطلبه , أو اضرابات العمال واثناء الاجتماعات العامة ) وجمع التوقيعات بصدد حدث سياسى معين ( وأن عناصر ماركسية كانت تمارس نشاطها السياسى من خلال حلقاتها , وتجمعاتها الخاصة المبنية على العلاقات الشخصية , والعائليه ولم تكن ممارسه نضاليه ( جماهيرية ) ، ممارسة يوميه مسترشده بفهم سياسى واضح للمهام الثوريه واساليب انجازها . وأنه تشكل فيما بعد مركز قيادى حقيقى قادر على طرح المقومات الأساسيه للحزب , وقام على بناء التنظيم فى النطاق القومى بإصدار وثيقة " طبيعة النظام الاجتماعى " التى حددت الاتجاه العام والسياسه العامه فى هذه الحقبة فى خطوطها الرئيسيه واستطاعت فى هذه المرحله المبكرة ان تتبنى منهجاً واتجاها ثوريا يميز بينها سياسياً وفكرياً وبين سياسة البيروقراطية والتحريفيه , والبرجوازيه الصغيره المعروضه فى السوق القومى . فقد رفضت الوثيقة المزاعم الخاصه بطريق النمو اللارأسمالى والاشتراكية القومية وحددت طريق ثورة اكتوبر كطريق للثورة الاشتراكيه المصريه المقبله ومواجهة الانحرافات اليساريه البرجوازية الصغيره التى كانت تطرح سياسات وأساليب تنظيميه منقوله بشكل آلى ضيق الأفق من واقع امريكا اللاتينيه حول البؤرة الثورية , والعصابات المسلحه . وانه كان لهذا الواقع الحلقى الذى يتميز بافتقاره للخط السياسى , ويتسم بضيق نطاق الحركه العفويه للبروليتاريا وبكون الدعايه هى النشاط الرئيسى للحلقه أن حدد مفهوم العضو فى تلك الفترة بأنه من كان من يحوز قدراً من الوعى بالماركسيه , وتتوافر فيه الثقه القائمه على العلاقات الشخصيه , ويوافق على الاتجاه السياسى العام الذى جاء بالوثيقه الوحيده سالفة الذكر, ويدعم الحلقه تدعيماً مالياً وينتمى الى إحدى خلاياها ولقد كان هذا المفهوم انعكاساً للاوضاع السابقه فى حجمها , ولم يكن ممكنا تجنبه بسبب الشروط الموضوعية التى احاطت بالعمل الثورى فى مصر. ولكن تخلف هذا المفهوم وبقاءه اصبح يشكل عقبه اساسيه امام الوحده السياسيه للتنظيم . واستطرد التحليل ايضاً الى الحديث عما اسماه بالمرحله الثانيه التى تبدأ بتعميق المفاهيم الماركسيه اللينينه المعاديه للتحريفيه واستقرارها داخل الحلقه وخارجها وبظهور بعض الفرق والمجموعات التى تطرح خطوطا سياسيه متبانيه حول الطبيعه الطبقيه للسلطه . وبإفلاس البيروقراطيه امام الجماهير فى بناء اشتراكية الدولة , وحل القضيه الوطنيه عن طريق المساومات , وبتعرى القياده السوفيته خاصة بسبب موقفها المؤيد للبيروقراطيه فى أسلوب حلها للقضيه الوطنيه ومعها عناصر التحريفيه المصريه . ثم تستطرد النشرة بقولها " ومن ناحية الهيكل التنظيمى تشكلت داخل التنظيم لجنه مركزيه متماسكه استطاعت ان تضع خطأ سياسياً ثورياً يتضمن تحليلاً للبيروقراطية السائدة ولطبيعة الثوره المقبله ضدها ولنوعية التحالف الطبقى الذى يقوم بهذه الثوره . ولقد استطاعت اللجنه المركزيه للتنظيم التى تشكلت فى مجموعها من اوعى العناصر داخل الحلقه واستوعبت ابرز الكفاءات الثوريه على النطاق القومى ان ترسى الخط السياسى وتستكمل الجزء الرئيسى من المقومات وبدأت عن طريق دراسة مركزية للواقع فى تعميق وتوسيع ارتباطها بالحركة العفوية التى تزايد نطاقها فى المجالات العماليه والفلاحية والطلابيه على أساس سياسى بالدرجه الأولى خصوصاً بعد موت عبد الناصر الذى فتح الباب واسعاً أمام حركة الجماهير الشعبية بموته ثم ما اعقب موته من صراعات داخل الطبقه الحاكمه اضعفت من هيبتها امام الجماهير خصوصاً وانها لم تكن تمتلك رصيداً قومياً مماثلاً لرصيد عبدالناصرامامها , وانه لم يكن ممكناً اذن بعد ارساء المقومات الحزبيه ان يظل مفهوم المرحله الاولى المرتبط بالنشأة قائماً وهذا المفهوم يعاود الظهور بدرجة أوبأخرى مع تزايد انضمام بعض الحلقات والتجمعات الى التنظيم .
وينتهى هذا التحليل بالتساؤل الآتى والرد عليه " والآن من هو الذى يعتبر عضواً فى التنظيم الشيوعى ، وماهى الشروط الحزبيه التى يعد على اساسها فرد ما عضواً ؟

ان العضو وفقاً للنظام الداخلى للحزب هو من يوافق على المقومات الاساسيه للحزب ويناضل فى احدى منظماته , ويلتزم التزاماً كاملاً بكافة قراراته , ويسهم بشكل منتظم فى تدعم ماليته , ولا يشترط فى العضو منذ البداية انتماءً طبقياً معيناً أو اقراراً مسبقاً بإتجاه فلسفى محدد , أو مدرسة فنيه بعينها , أى أن نظامنا الداخلى يفترض فى العضو ان يوافق على المقومات الاساسيه : أى الخط السياسى والبرنامج , وأساليب وأشكال النضال , والمبادئ التنظيميه , ويدعم ماليته , وينتمى الى احدى منظماته .
ثم تتحدث النشرة تحت عنوان " حول تبنى الخط السياسى " قائله ان الخط السياسى يتضمن فهم التنظيم الشيوعى , وتحليلاً للطبقة البيروقراطية , ومجتمعها , وعلاقاتها بوسائل الانتاج , وشكل سيطرتها , وأسلوب استغلالها للبروليتاريا, ويحتوى ايضاً تحليلاً لايديولوجيتها الطبقية , ومؤسساتها السياسيه التى ارتدت شكلاً قومياً, وخاصاً نظراً للطابع النوعى الذى ارتدته الرأسمالية المصرية , ويقدم الفهم الثورى لجوهر علاقة هذه الطبقة بالطبقات الاجتماعية الاخرى , وبالبلدان الامبريالية , والاشتراكية ، والعربيه , ويطرح منهجه , وتصوره السياسى بصدد طبيعة الثورة المقبله ضد النظام , وخصائص هذه الثورة , ويحدد استراتيجيته بالنسبه للتحالف الطبقى , وقواه الرئيسيه التى تقوم عليها الثوره , ويتبنى الحزب ايضاً فى خطه السياسى موقفاً خاصاً من القيادة السوفيتيه التحريفيه وقد شجب انعكاساتها الحزبيه فى الواقع المصرى , فى نفس الوقت الذى لا يلتزم فيه بكل الخط السياسى للقيادة الصينيه وان كان لا ينكر استفادته منها فى النضال ضد التحريفيه بل يعارضه فى بعض القضايا المتعلقه بطبيعة النظام القائم فى الاتحاد السوفيتى ( الامبريالية الاشتراكية ) وبطبيعة الثورة فيما يسمى بالعالم الثالث رفض مرحلة الثورة البورجوازية الديموقراطية فى تعميمها على كل اوضاع العالم الثالث ومنها مصر وبصدد احداث سياسيه معينه كموقفه من تصفية الحزب الشيوعى السودانى ( فقد أيد الدكتاتور جعفر نميرى ) أو احداث بنجلاديش التى لم يتبنى فيها الموقف المبدئى فى حرية تقرير المصير, وانما وقف بجانب الولايات المتحدة والباكستان . وان الحزب الشيوعى تأسيساً على اتجاهه العام وسياسته المبدئيه يحدد موقفه ازاء الاحداث السياسيه المتغيره فحين يطرح اتحاد الجمهوريات العربيه فهو يحدد موقفه السياسى بناء على فهمه لقضية القوميه العربيه من ناحية، وعلى طبيعة فهمه لهذه الاتجاهات أو الاتحادات القوميه التى تقوم بعيداً عن مشاركة الجماهير وتستهدف تدعيم نفوذ النظم البرجوازيه من ناحية اخرى , وحين تبرز على سطح الحياه السياسيه التغيرات الأخيره التى جرت فى مايو 1971 ) فهو يحدد موقفه تأسيساً على فهمه للاتجاهين الاساسيين داخل البيروقراطيه والعلاقات بينهما والوصول لطبيعتها التاريخيه ودرجة تبلورها والظروف النوعيه التى برزت فيها هذه التغيرات , وانه حين تطرح السلطه السياسيه الدستور فإن فهم الحزب لا يمكن أن يتأسس إلا على حساب موقفه الخاص من قضيه الحريات الديمقراطية وتقريره لموقف البرجوازية التاريخى من هذه القضية . ثم يتحدث عن الخط السياسى ويشير إلى أن بعض الرفاق المنتمين الى صفوف التنظيم يصرحون بعدم تبنى الخط السياسى تبنياً كاملاً كما لو كان الحزب كرنفالاً بما يمكن معه للتنظيم ان يتحول الى نادى سياسى , ولا يعود منظمه مركزيه تقود البروليتاريا فى مجرى العملية الثوريه لتغيير المجتمع , وان ذلك يمثل اتجاهاً نحو التصفيه السياسيه للتنظيم , وان البروليتاريا المصريه لا يمكن ان تقوم بالنضال الثورى دون تنظيم , ودون ان تشكل فصيلة , وان التنظيم يعنى المركزيه اى القيادة السياسيه والفكريه والتنظيميه الموحده , وانه كيف اذن يدعى تجمع ما انه تنظيم اذا كان لكل عضو فيه ان يتبنى ما شاء ، وكيف يسمى قبل ذلك هذا الشكل تنظيمياً إذا كان يحق لكل عضو فيه ان يتبنى مواقف من مختلف الجهات ويناضل على هديها . وان هذا المفهوم حين يطرح عدم تبنى خط سياسى فإنه يفتح باب قلعتتنا الحزبيه على مصراعيه لتغلغل مختلف الاتجاهات البرجوازيه والتحريفيه المعادية للثورة , وان مهمه التنظيم الشيوعى هى ان يقود البروليتاريا من خلال تشكيل اوعى واصلب عناصرها فى حزب يعاونها على فهم ووعى اهدافها التاريخيه , وهذا يقتضى ان يتنبى عضو هذا التنظيم خطأ سياسياً محدداً يسترشد به فى ممارسته النضاليه بالإضافة الى تبنيه لبرنامج الحزب وتكتيكه ومبادئه التنظيميه , وان من يقبل أن يتبنى هذه المقومات يمكن ان يجد مكاناً فى مستويات حزبنا فى المنظمة التى تقود البروليتاريا المصريه , وان تبنى الخط السياسى يعنى ممارسته فى احد المجالات الجماهيرية . ثم اورد قوله " ذلك لأننا كماركسيين لا يمكن ان نقتصر على فهم الواقع , وانما نحن نسعى لتغييره وان الممارسة العملية هى المحك الوحيد الذى يمكن من خلاله التعرف على وتقييم حالة العضو " ثم استطرد الى التساؤل : كيف يمكن للحزب ان يتأكد من تبنى عضو حقيقة لخطه السياسى ؟ ويجيب على ذلك بقوله من مواقفه السياسيه ازاء الطبقه السائدة ومؤسساتها السياسيه والقمعيه اى نضاله السياسى والايديولوجى والجماهيرى . ثم يستطرد الى القول الى انه قد تسبب هذا المفهوم فى دخول بعض الاعضاء الى التتنظيم على اساس غير سياسى وقد استطاع بعضهم ان يتطور, وان يرقى من وعيه السياسى , وخطه الحزبى وتبناه فى مراحله التاليه, والبعض الآخر لا يزال فى مراحل متأخرة حتى يبلغ تلك الدرجه . ولكن عدد من هؤلاء الاعضاء قد انسحب من التنظيم مما شكل خرقاً لسرية التنظيم الواجبه , وان هذا الخرق قد تم لأن الرفاق الذين جندوا هؤلاء احلوا العلاقه الشخصيه محل الشرط الذى يقتضى تبنى الخط السياسى . ثم يشير الى مثل لذلك بقوله " هناك مثل بالغ على ذلك فقد قدم الرفيق السابق صاحب "الاسلوب البرجوازى الصغير" ( إشارة إلى وثيقة هامة مفقودة وهى : " الأسلوب البورجوازى الصغير فى العمل السياسى" ) وهى عن القائد الطاووسى الذى يلحق التنظيم بشخصه , ويحول الاعضاء الى بطانة يناضل بها لامعها مرشحاً للتنظيم لم يحضر إلا إجتماعا حزبيا واحدا ثم انسحب فى اعقابه . ثم يستطرد فى الحديث على هذا النحو عن المرشح وإن ما ينطبق عليه ينطبق على العضو باستثناء ان هناك فترة ترشيح تتيح للحزب القدره للحكم على جديه واخلاص وتفانى المرشح وتضع امكاناته الثوريه فى المجالات السياسيه والفكريه تحت مراقبة الحزب الذى يتابع العضو فى أداء مسئولياته النضاليه فى قضية الطبقة العامله , وان ما ينطبق على العضو من ناحيه ضرورة تبنى الخط السياسى ينطبق ايضاً على المرشح , وان مسألة الترشيح لا يجب ان تتم إلا عقب تبنى الشخص للخط السياسى وهذا التبنى يكون متجسداً فى ممارسته اليوميه وكفاحه العملى بعد التزامه وانضباطه بكافة قرارات وآراء الحزب وتوجيهاته , بعد تدعيمه المالى المنظم وتطويره لإمكانيات الحزب من الناحية المادية . واما العاطف فهو من يوافق على الاتجاه العام للخط السياسى ويكون فى طريقه الى تبنى هذا الخط اى انه مطروح فى افق العلاقه بينه وبين الحزب ضرورة ارتباطه المقبل به, ويعرض ان يصبح عضواً فى الحزب . وان زيادة عدد العاطفين هى مهمة رئيسيه للحزب الثورى فهم الذين يشكلون الحماية الحقيقيه له خصوصاً حينما يتصاعد الصراع الطبقى , ويصبح صداماً مكشوفاً فالعاطفين يمكن ان يدعموا الحزب بأساليب واشكال متنوعه . ثم يتحدث عن كيفية توسيع هالة العاطفين من خلال بروز عمل الحزب السياسى وسط النضالات التى يخوضها العمال , وفقراء الفلاحين , والطلبه وان بعض الرفاق يتصورانه لا ضرورة لأن ينتمى العاطف لصفوف الحزب مادام قد استوعب الخط السياسى خارجه ، إلا ان هذا المفهوم يتصور ان الحزب مدرسه فلسفية , وليس حزباً مناضلاً يستهدف تغيير الواقع بطريقة ثورية ثم يستطرد قائلاً " ان نظامنا الداخلى فى فقرته الاولى لم يشترط وعياً فلسفياً محدداً بالنسبه للعضو اى انه لم يفترض الاقتناع والوعى المسبق بالاساس الفلسفى للماركسيه ورغم ان هذه الفقره لم تورد استثناء إلا انه علينا ان نميز بين فئتين فالفئه الاولى هم من ينضمون الى الحزب من صفوف العمال والفلاحين , وهذه الفئة بحكم تخلف وعيها , لايمكن ان تربى سلفاً بتبنى ووعى الاساس الفلسفى للماركسيه , لذا لايشترط النظام الداخلى الوعى الفلسفى المسبق كشرط للانضمام للحزب . اما الفئة الثانيه التى تضم عناصر من غير العمال والفلاحين اى صفوفاً من البرجوازيه الصغيره فإن ظروفها الطبقيه ووضعها الاجتماعى يتيح لها ان تكتسب وعياً بالماركسيه . ثم تتحدث النشرة تحت عنوان" المسأ لة الماليه" قائلة ان احد الالتزامات الرئيسيه التى يفرضها النظام الداخلى بالنسبه للعضو المرشح والعاطف هى ان يدعم التنظيم مالياً وهذا الدعم المالى يمكن الحزب من تطوير كفاحه السياسى والايديولوجى والتنظيمى بين صفوف الطبقات الشعبيه – وفى هذا الخصوص تستطرد النشرة :"وفى عملنا السرى هناك وجوه مختلفه للانفاق – الشقق السريه – والاتصال- والأجهزه – والمطبوعات – تمويل المحترفين الثوريين .... الخ هذه الاحتياجات لا يمكن ان تلبى من خلال "وقف" شيوعى مخصص للانفاق على عملنا السياسى , انما من اشتراكات وتبرعات الاعضاء والعاطفين. ثم تستطرد النشرة منتقده بعض الرفاق الذين يهملون احياناً ولمدة طويله دفع الاشتراكات , أو جمع التبرعات من العاطفين أو يسهمون بمبالغ زهيدة لا تناسب مع دخولهم ومنتقداً عدم ادراك هؤلاء الرفاق اهمية المسألة المالية للتنظيم , واشار الى حث الرفاق على الانتظام فى دفع الاشتراك حتى يتمكن من القيام بدوره الثورى فى مواجهة البرجوازية الحاكمه. ثم تتحدث النشرة تحت عنوان " الانتماء لمنظمة حزبيه – عن ان المبدأ اللينينى فى العضويه يفترض ان ينتمى العضو الى منظمة حزبية معينه ذلك لأن الافراد المبعثرين لا يمكن ان يشقوا نضالاً منسجماً ضد سلطة الدولة التى تركز كل اجهزة القمع فى يدها , وانه لذلك فإن الحزب هو السلاح التنظيمى الذى يوجه كل المناضلين الثوريين والمرتبطين بالجماهير فى مجرى عملية تغيير النظام القائم تغييراً ثورياً , ولكن ارادة التغيير الثورى لا يمكن ان تتحقق الامن خلال حزب مركزى يترابط خطه وبرنامجه السياسى مع مبادئه وتكتيكاته التنظيميه , ووحدة الارادة لا يمكن ان يعبر عنها إلا من خلال كل منظم هو الحزب، ثم تستطرد النشرة فى هذا الجانب قائله ما نصه " فخلال الاعتصامات والاضرابات بالذات سواء فى المجال الطلابى أو العمالى نجد ان الرفاق الذين يشاركون فى هذه الحركات يغفلون تماماً الاتصال بالمنظمه التى ينتمون إليها مما يخل بوحدة الارادة السياسيه للحزب حيث يتصرفون وفقاً لتصوراتهم هم لا وفقاً لقرارات وتوجيهات التنظيم . فمثلاً عقب اغتيال وصفى التل كان لحزبنا موقف محدد ازاء هذا العمل الثورى ، ولكن بعض الرفاق لعدم ارتباطهم بمنظماتهم الحزبيه يختلفون فى مواقفهم باعتباره مناورة امريكيه . وتستطرد النشرة عن هذا الحديث قائله أن هذا السلوك وصل الى حد أن احد الرفاق السابقين وهو صاحب " صوت الجماهير دائماً" الى ان يطرح فى اجتماع حزبى بجدية تامه ضرورة انهاء الشكل التنظيمى ، والنزول الى الجماهير بعد اكتساب الفهم السياسى , ورغم ان هذا الرفيق السابق قد فشل فى اكتساب الفهم السياسى ، فإنه قد نجح فى ان ينهى مسألة وجوده فى حزبنا على الاقل . ان عضو الحزب الشيوعى هو انسان مصنوع من طينه خاصه على حد تعبير الرفيق ستالين ذلك انه يمتلك خواص كفاحيه ثورية تمكنه من النضال الصلب لتغيير الواقع " . ثم تتحدث النشرة فى نهايتها عن مسئوليات العضو وكونها مسئوليات عديدة فعليه منها ان يرفع من مستوى وعيه النظرى , وان يتعمق فى دراسة الماركسيه اللينينه , وان يربطها دوماً بدارسة وفهم الواقع المصرى , وان يدرس ويتابع المشاكل النوعيه التى تواجه العالم الثالث , وان يكافح فى المجالات السياسيه والايديولوجيه, ويلحق الهزيمة بالسياسة البرجوازية وايديولوجيتها حتى إجتناء النصر النهائى لجماهير الشعب اى بالإطاحه بالنظام البيروقراطى القائم وتأسيس دكتاتورية البروليتاريه المصرية .
وتنتهى النشرة بتحديد المسئوليات النضاليه للعضو وهى :
أ‌- التفانى فى تعميق خط الحزب فى صفوف الجماهير وتطبيقه تطبيقاً خلاقاً والعمل على توثيق العلاقات بين الحزب ومجالات الحياة السياسيه والفكرية والثقافيه , والإسهام الدؤوب فى ابراز النهج الثورى للحزب فى مواجهة المناهج الرجعيه والمحافظة والإصلاحية فى سائر نواحى الحياة العامه وفى مجالات العمل الخاصه .
ب‌- العمل على رفع مستواه النظرى ودراسة الماركسيه فى مصادرها الاصليه ودراسه تاريخ مصر والبلاد العربية من زاوية المادية التاريخيه ودراسة التجارب الحزبيه الشيوعية العماليه وتاريخها.
ج- الكفاح دون هواده ضد المراجعه المعاديه للماركسيه وضد كل مظاهر البرجوازية وايديولوجيتها التى تتنكر فى ثياب الاشتراكية .
د- اليقظة الكامله ضد نشاط العدو التخريبى والبوليسى والتآمرى.
هـ - العمل على بناء الحزب وتقويته وتدعيم وحدته.
و- ممارسة النقد والنقد الذاتى والعمل على اكتشاف الاخطاء والانحرافات لتصحيحها والنضال ضد كل انواع الفكر والسلوك التى تهدد الحزب وتلحق به الاضرار .