بيان - حول التفجير التجريبي للقنبلة الهيدروجينية في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية-


مشعل يسار
2016 / 1 / 30 - 21:10     

في صدد الاختبار الرابع للسلاح النووي في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في 6 يناير/كانون الثاني عام 2016 ، وهذه المرة اختبار القنبلة الهيدروجينية، يثير العالم الإمبريالي ضجيجاً كونياً بهدف تشويه صورة هذه الجمهورية وزعيمها الوطني الشعبي كيم جونغ أون، وتعبئة كل السائرين في فلكه في أوروبا وآسيا للقيام بحملة عدوانية مسعورة إعلامية ونفسية عليها، ومحاولة الحصول على دعم الأمم المتحدة.

وفي الوقت نفسه تُخفى بعناية الحقائق الآتية:

- لقد أجرت القوى الامبريالية النووية الآلاف من اختبارات الأسلحة النووية الحرارية لأجل اقتنائها وتطويرها بغية ابتزاز الشعوب والدول المقاوِمةِ توسعَ رأس المال العالمي بقوة السلاح.

- إن التمكن من مثل هذا الإنجاز العلمي والتقني للبشرية وامتلاك الطاقة النووية لأغراض اقتصادية ودفاعية حق ثابت ليس فقط للدول الإمبريالية، ولكن أيضا لجميع البلدان الأخرى في العالم، لا سيما عندما تكون هذه مثابة ضحايا لهجوم قد يشن عليها.

- والهدف الحقيقي من حقن الأجواء حقناً مصطنعاً والضغط الإعلامي والنفسي الجديد على كوريا الشمالية، فضلا عن الحملة الكاذبة التي شنت مؤخرا وفشلت أيما فشل حين اتهمت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بانتهاك حقوق الإنسان ما هو إلا تهيئة للرأي العام العالمي بغية تنفيذ هجوم جديد على كوريا الديمقراطية بعد عدوان سنوات 1950-1953، وبمشاركة الأمم المتحدة التي تجهد الإمبريالية الأمريكية بكل وقاحة لتحويلها من وسيلة دولية لضمان السلام إلى أداة لتوسعها بشتى السبل، بما في ذلك توسعها بقوة السلاح؛

- إن رفض امتلاك الدول غير النووية أسلحة نووية مع احتفاظ البلدان الامبريالية بترسانتها النووية هو محاولة مبتذلة من رأس المال العالمي للاحتفاظ لنفسه بتفوق عسكري ساحق بغية تحويل بقية العالم إلى مستعمرة بكل معنى الكلمة وتدمير الشعوب المتمردة التي تأبى الخضوع وتحطيم دولها. ومن الأمثلة على ذلك المصير المأساوي لكل من شعبي ليبيا والعراق ودولتيهما وزعيميهما الشرعيين معمر القذافي وصدام حسين اللذين اغتالهما عسكريو الولايات المتحدة الامريكية وأتباعهم في منظمة حلف شمال الأطلسي، على الرغم من تخلي ليبيا والعراق علناً أمام الملأ عن امتلاك الأسلحة النووية على أمل أن يحظيا برضى القوى النووية. وبطبيعة الحال، لا يمكن للحكومة العاقلة في كوريا الديمقراطية تجاهل هذه الحقائق المأساوية، يحدوها القلق بشأن استقلال دولتها وحق شعبها في المضي في نهجه الاشتراكي الذي اختاره طوعاً.

- بعد تدمير الدولة في الاتحاد السوفيتي الذي كان يمكن أن يختبئ تحت مظلته النووية الضحايا المحتملون للإمبريالية، لم تعد معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية رادعا لانتشارها في جميع أنحاء المعمورة، وهي باتت الآن وسيلة للحفاظ على نسبة القوى العسكرية لصالح الإمبريالية، وترك الدول غير النووية في الواقع عزلاء في مواجهة العدوان الإمبريالي. وليست هناك في التاريخ، بما في ذلك تاريخ شعوب الأمريكتين، حالات كان يمكن فيها للشعوب أن تحمي نفسها بأسلحة عفا عليها الزمن. ويكفي أن نذكر مأساة الهنود الحمر الأميركيين الذين حاربوا الغزاة الأوروبيين بالقوس والنشاب مقابل الأسلحة النارية. لذلك لم يكن من قبيل الصدفة أن انسحبت كوريا الشمالية من معاهدة معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، بل فعلت ذلك لأجل اكتساب حقها الكامل في صنع مثل هذه الأسلحة الحديثة التي تمتلكها الولايات المتحدة، في ظل الخطر الدائم المتمثل في احتمال استئناف عدوان جديد تستخدم فيه القنابل النووية والصواريخ، بما أن الولايات المتحدة هي المذنبة في كون كوريا الشمالية في حالة حرب معها منذ عام 1950.

- السلاح النووي في أيدي شعب كوريا الديمقراطية هو سلاح للدفاع، وليس سلاحا للهجوم، على عكس الولايات المتحدة التي ترفض سحب قواتها المحتلة المجهزة بالأسلحة النووية من أراضي شبه الجزيرة الكورية، ووقف دوريات سفنها وغواصاتها الحاملة على متنها أسلحة نووية قبالة سواحل كوريا الشمالية. وإذا كانت حكومة كوريا الديمقراطية تعلن عن حقها في استخدام الأسلحة النووية فقط في حالة وقوع هجوم على بلادها، فإن ساسة وعسكريي الولايات المتحدة والدمى الكورية الجنوبية لا يخفون خططهم الرامية إلى مهاجمة كوريا الشمالية. ومما يدل بوضوح على مثل هذه النية المناورات السنوية المكثفة لقواتهم المسلحة على الحدود مع كوريا الشمالية، بما في ذلك القوات الأرضية والجوية والبحرية المجهزة بأسلحة نووية.

إن خطر إطلاق النخبة العسكرية والسياسية للولايات المتحدة العنان لحرب نووية في شبه الجزيرة الكورية خطر مرجح إذ إن هذه الدولة الامبريالية هي الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية في عام 1945 في هيروشيما وناغازاكي، وضد السكان المدنيين في اليابان عمدا وبدون أي ضرورة عسكرية لذلك. والآن، عندما وضعوا نصب أعينهم مهمة تدمير الاشتراكية في كوريا الديمقراطية، وتحطيم هذا البلد التقدمي ونشروا قواتهم العسكرية قرب الحدود مع الخصمين الجغراستراتيجيين - روسيا والصين، فإن بوسعهم خاصة أن يستخدموا هنا السلاح النووي، ويطلقوا العنان لحرب عالمية ثالثة باستخدام أسلحة الدمار الشامل، الأمر الذي يطرح في هذه الحالة أكثر من نقطة استفهام حيال استمرار وجود الحضارة الإنسانية.

لذلك، على المجتمع العالمي المحب للسلام أن يدعم في قضية التجارب النووية التى تجرى في كوريا الشمالية لا الولايات المتحدة والسائرين في فلكها، الذين يحاولون إخفاء وتمويه المزيد من خططهم العدوانية ويتهجمون على كوريا الديمقراطية، بل كوريا الديمقراطية التي تحدى شعبها بشجاعة وإباء الإمبريالية العالمية تماشيا مع مصلحته الوطنية ومصلحة البشرية المحبة للسلام جمعاء، والتي تسعى بنشاط للدخول في معاهدة سلام مع الولايات المتحدة بعد هزيمة هذه في الحرب التي شنتها خلال أعوام 1950-1953. وهي مستعدة، خلافا للولايات المتحدة، للقضاء على الأسلحة النووية ووقف تصميمها وتطويرها في حال إبرام معاهدة سلام ونزع السلاح النووي على الصعيد العالمي.

فنزع السلاح النووي الشامل من شأنه وحده أن يضمن السلام في العالم اليوم، ويمنع القضاء على الجنس البشري. والإبقاء على الأسلحة النووية في أيدي الامبرياليين في مقابل عدم وجوده في أيدي معظم ضحاياهم المحتملة من شأنه إغراق العالم في أتون حرب نووية.

إن منجزات علمية وتكنولوجية كالطاقة النووية ينبغي أن تستخدمها البشرية فقط لأغراض اقتصادية واجتماعية كالقضاء على ظواهر مشينة لدى الكائنات الحية العاقلة مثل الجوع والفقر وتدهور البيئة والتدمير المتبادل.

ولذلك ندعو:

- شعوب الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي الأخرى إلى أن تطالب بقوة حكوماتها بوقف تهديدها الجنس البشري بمناوراتها النووية الخطرة والمباشرة على أساس المعاملة بالمثل من خلال نزع السلاح النووي على الصعيد العالمي.

- شعب اليابان الذي كان أول من شهد مأساة القصف النووي كي يحث حكومته على وقف التهجم على كوريا الديمقراطية وعلى نزع السلاح النووي على الصعيد العالمي.

- شعب كوريا الجنوبية إلى تشجيع حكومته السائرة على هدي السياسة الامبريالية على وقف المناورات العسكرية الخطرة للغاية على الحدود البرية والبحرية مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والعدوان الإعلامي من خلال الأجهزة الصوتية المكبرة الموجهة إلى شمال شبه الجزيرة الكورية، والموافقة على استئناف المفاوضات من أجل مضي الشعب الكوري بعزم نحو إعادة توحيد كوريا في كونفدرالية تعيش في ظل السلام والاستقلال والوحدة الوطنية، كما تقترح جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

- شعبي الصين وروسيا، الممتلكتين أسلحة نووية إلى تشجيع حكومتيهما على رفع صوت القوى النووية القوية عاليا ضد المضي في التهجم على كوريا الديمقراطية واتخاذ خطوات عملية نحو نزع السلاح النووي على الصعيد العالمي.

- جميع شعوب العالم ألا تسمح بأن تُخدع مرة أخرى بالكذب الخطر الذي يحاصر جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والصادر عن أولئك الذين يبحثون عبر الحرب عن وسيلة للخروج من الأزمة العالمية للرأسمالية ويجعلون وجود البشرية ذاته ورقة مساومة لتأمين مصالحهم الأنانية المجرمة بالهيمنة على العالم واستخلاص الأرباح الباهظة عبر وضع اليد على جميع الموارد الطبيعية للأرض واستعباد كل الشعوب والأمم. فقد شن هؤلاء الدجالون الحروب المحلية العدوانية في الاتحاد السوفياتي السابق خصوصا في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط، وهم يتوقون الآن إلى إطلاق العنان لحرب مشابهة في شبه الجزيرة الكورية.

- القيادة الوطنية البيلاروسية المحبة للسلام والتي تخلت عن الأسلحة النووية، وحولت أراضيها إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية، ولا تزال على الرغم من كل ذلك تتعرض لضغوط من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، إلى التحرك، مسترشدة مصالح الشعب البيلاروسي والإنسانية جمعاء، من أجل حماية كوريا الشمالية من العدوان الإعلامي النفسي، والمبادرة إلى عقد اجتماع دولي عاجل في مينسك للدول النووية وغير النووية بهدف صوغ وعقد معاهدة بشأن نزع السلاح النووي نزعاً شاملاً، وكذلك إلى مبادرات مماثلة توجه إلى الأمم المتحدة.

دعونا نستمع إلى الصوت الرصين لرجل عظيم أنقذ العالم ذات مرة من الطاعون الفاشي: "إذا أخذت شعوب العالم بيدها قضية السلام ودافعت عنها حتى النهاية، فإن السلام سوف يحافَظ عليه ويعزز" (ستالين)!

فلنَحُلْ دون أن تصبح الفاشية الجديدة شاملة وأن يطلق العنان لحرب عالمية ثالثة شاملة!

ولنساعد على الصمود جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية المسالمة التي امتلكت السلاح الحديث من أجل إنقاذ نفسها وإنقاذنا وإياكم من الهيمنة الإمبريالية!

ولنصد معا بجهودنا المشتركة الهجوم الجديد للإمبريالية العدوانية، ولنؤمن السلام الأكيد والمضمون عبر السبيل الوحيد الممكن، سبيل نزع السلاح النووي نزعاً شاملاً! فالانجازات العظيمة للعقل البشري يجب أن تكون في خدمة رفاهية الإنسان، وليس لأجل تدميره!

جمعية "من أجل الاتحاد السوفياتي والحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي"

مينسك. 2016/01/08.