الخدمات هي قصراً إنتاج البورجوازية الوضيعة


فؤاد النمري
2016 / 1 / 21 - 18:25     

الخدمات هي قصراً إنتاج البورجوازية الوضيعة

في العام 1921 كتب لينين في كتابه "الضريبة العينية" يقول ..
"we must expose the error of those who fail to see the petty-bourgeois economic conditions and the petty-bourgeois element as the principal enemy of socialism in our country"
وهو ما معناه ..
"يتوجب علينا أن نفضح أخطاء أولئك الذين لم يدركوا دور البورجوازية الوضيعة في الانتاج وأن البورجوازية الوضيعة هي العدو الرئيسي (التوكيد للينين) للإشتراكية في بلادنا"
عندما يقول لينين ـ يتوجب علينا ـ فهو يقصد أعضاء الحزب الشيوعي حيث الكثيرون من الشيوعيين لم يدركوا الدور الخطير للبورجوازية الوضيعة في عبور الإشتراكية وقد تأكدت تلك الخطورة في الانقلاب على الاشتراكية الذي قامت به البورجوازية الوضيعة حال اغتيال قائد العبور الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي يوسف ستالين في خمسينيات القرن الماضي .
كتب لينين هذا التحذير الهام والخطير في صدر القرن العشرين وفي مجتمع اشتراكي ولعله توقع أن الشيوعيين بل وقادة الحزب منهم لن يأخذوا بهذا التحذير حتى أنهم شاركوا البورجوازية الوضيعة في الانقلاب على الاشتراكية مثل خروشتشوف وعصابته في الحزب ؛ لكنه لم يكن يعلم بالطبع أن تحذيره غدا أكثر أهمية وأفدح خطورة في صدر القرن الحادي والعشرين وفي مجتمعات تحكمها البورجوازية الوضيعة طولاً وعرضاً .

نعم أيها الرفيق المعلم فلاديمير لينين، نحن اليوم نقوم بواجبنا في فضح أخطاء الشيوعيين الذين لم يدركوا بعد خطورة الدور الذي تقوم به البورجوازبة الوضيعة في الإقتصاد المحلي والعالمي وأن البورجوازية الوضيعة هي العدو الرئيسي للإشتراكية، بل إن عامة الشيوعيين أخذوا يحلون محل البورجوازية الوضيعة وباتوا العدو الرئيسي للشيوعية والشيوعيين .
هؤلاء "الشيوعيون"، من طراز خروشتشوف وميكويان وبريجينيف، يدافعون اليوم بقوة عن الدور الاقتصادي للبورجوازية الوضيعة وأن الخدمات، وهي قصراً من إنتاج البورجوازية الوضيعة، ذات قيمة رأسمالية !! يدافع هؤلاء عن تقسيم العمل الراهن، وبعضهم يذهب بعيداً ليدعي أن قوى العمل لم تعد المعامل الحدي في إنتاج القيمة وحلت محلها المعرفة وأخذوا ينادون بما يسمونه "اقتصاد المعرفة" . ولا يتردد هؤلاء الأعداء الأغبياء في الإدعاء بكل وقاحة على أن كارل ماركس هو ابن عصره وقد تجاوزه الزمن ؛ وعليه يترتب على الشيوعيين اللينينيين أن يقروا بأن العمال غير حقيقين بقيادة المجتمع كما افترضهم ماركس وقد باتت القيادة لمنتجي الخدمات وما يسمى بالإقتصاد المعرفي .
كان لينين قد طلب من الشيوعيين أن يفضحوا أخطاء أولئك الذين لم يدركوا من الشيوعيين طبيعة الدور الذي تقوم به البورجوازية الوضيعة في المجتمع . إننا أيها الرفيق المعلم ما زلنا نقوم بجهد جهيد بهذا الدور إلا أننا نلقى صدوداً لا يسمح لنا بافتراض ذلك خطأً منهم كما كنت قد افترضته أيها المعلم، إنه لشيء آخر غير الخطأ وغير الغباء، إنه الخيانة، نعم الخيانة . نحن نتذكر في هذا الشأن حراستك اليقظة لمعسكر البروليتاريا عندما وعدت وعداً قاطعاً بأنك ستغلق أبواب الحزب في وجه البورجوازية الوضيعة التي ستنهال على الحزب حال تسلمه السلطة، كما نذكر أنك طالبت الحزب في العام 1922 بطرد 100 ألف عضوأ بافتراض أنهم أصلاً من البورجوازية الوضيعة واكتفي الحزب بطرد 20 ألفاً فقط منهم زوجة ستالين ناديا على ما ذكر .
هؤلاء الذين من تحت راية الشيوعية يخونون الشيوعية حيث يؤكدون أن للخدمات قيمة رأسمالية تحقق فائضاً للقيمة حتى ودون إندغامها في السلع، وبناءً عليه لا يمكن ولا يجوز محو طبقة البورجوازية الوضيعة من المجتمع وبذلك يغدو عبور الإشتراكية أمراً مستحيلاً ولاإنسانياً .
لكل ذلك تغدو مهمة الشيوعيين اللينينيين البلاشفة الأولى اليوم تطهير صفوف الشيوعيين من هؤلاء الخونة المنتصرين للبورجوازية الوضيعة ودورها البورجوازي في الإنتاج الخدمي حيث قبل النظر في القيمة الرأسمالية للخدمات فإن إنتاج الخدمات إنتاج فردي بورجوزاي يتناقض تناقضاً صعباً وعميقاً مع العبور الاشتراكي وليس أدل على ذلك من انقلاب البورجوازية الوضيعة السوفياتية على الاشتراكية في الخمسينيات متكئة على العدوان الهتلري وتقويضها دولة دكتاتورية البروليتاريا الأولى في تاريخ البشرية بعد أن سطرت تلك الدولة بقيادة التلميذ النجيب للينين، يوسف ستالين، أكثر الصفحات إشراقاً في التاريخ الأمر الذي ما زال يحفز كلاب البورجوازية الوضيعة على النباح العالي على ستالين وإرث ستالين حتى وبعد ستين عاماً من اغتياله