ستالين و المعارضه التروتسكيه 5


عبد المطلب العلمي
2016 / 1 / 18 - 10:31     

ستالين و المعارضه التروتسكيه 5

يوسف فيساريونفتش ستالين

ترجمه :عبد المطلب العلمي

كلمه الرفيق ستالين في الجلسه الموسعه ل اللجنه المركزيه و اللجنه المركزيه للرقابه الحزبيه
23 اوكتوبر1927

(الجزء2-2)


V. كيف "تستعد" المعارضه للمؤتمر

والسؤال التالي هو حول التحضير للمؤتمر. زينوفييف وتروتسكي يؤكدون بشدة أننا نستعد للمؤتمر عن طريق القمع. ومن الغريب أنهم لا يرون شيئا سوى "القمع". ماذا يعني قرار الاجتماع الموسع ل اللجنة المركزية واللجنه المركزيه للرقابه حول الحوار الصادر قبل اكثر من شهر قبل المؤتمر ، برأيكم اليس هذا تحضيرا للمؤتمر ؟ جدل لا ينتهي في الخلايا، وغيرها من المنظمات الحزبيه، المستمر منذ 3-4 أشهر؟ و مناقشه محاضر وقرارات الاجتماعات الموسعه للأشهر الستة الماضية، وخاصة آخر 3-4 أشهر، بشأن جميع المسائل الداخلية والسياسات الخارجية؟ كيف يمكن تسمية كل ذلك بطريقة أخرى، اليس هذا نهوض في نشاط جماهير الحزب، إشراكهم في مناقشة أهم القضايا في سياستنا، استعدادا لمؤتمر الحزب ؟
على من يقع اللوم إذا كانت المنظمات الحزبيه لا تدعم المعارضة؟ من الواضح، ان اللوم يقع على المعارضه، خطها خط مفلس تماما ،سياستها في التكتل ضد الحزب والامميه الشيوعيه مع جميع العناصر المعادية للحزب، بما في ذلك المرتدين ماسلوف وسوفارين.
من الواضح أن زينوفييف وتروتسكي يعتقدون انه يجب الاستعداد للمؤتمر من خلال تنظيم مطابع مناهضه للحزب وغير مشروعة، من خلال تنظيم اجتماعات غير قانونية مضادة للحزب، من خلال تقديم تقارير كاذبة حول حزبنا إلى الامبرياليين في جميع البلدان، من خلال تشويش وتقسيم حزبنا. الا توافقوني ، على أنها افكار غريبة نوعا ما، للاستعدادات لمؤتمر الحزب؟. وعندما يأخذ الحزب تدابير حازمة، بما في ذلك الطرد، ضد المخربين والمنشقين، تصرخ المعارضة انه قمع.
نعم، الحزب لجأ و سوف يلجأ إلى القمع ضد المشوشين و الانشقاقيين، لأنه لا يجوز، سواء قبل المؤتمر أو خلاله ، شق الحزب تحت أي ظرف من الظروف. لان ذلك يعني انتحار الحزب ،إذا سمح الحزب بتمادي الانشقاقيين و حلفائهم اضراب جماعه شيرباكوف ، فانه تدمير للحزب قبل المؤتمر بشهر واحد فقط.
الرفيق لينين لم ينظر هكذا الى القضية. هل تعلمون أنه في عام 1921 اقترح لينين فصل شليابنيكوف من اللجنة المركزية والحزب ليس لتنظيمه مطبعه مضادة للحزب و ليس لتحالفه مع المثقفين البرجوازيين، بل لمجرد أن شليابنيكوف تجرأ على التحدث في احدى خلايا الحزب و انتقد قرارات المجلس الاقتصادي الأعلى. قارنوا موقف لينين هذا مع ما يقوم الحزب به الآن تجاه المعارضة – وسترون الى اي درجه سامحنا المشوشين والانشقاقيين.
لا بد أنكم تعرفون انه في عام 1917، قبل انتفاضة أكتوبر، اقترح لينين عدة مرات فصل كامينيف وزينوفييف من الحزب لمجرد أنهم انتقدوا قرارا غير معلنا للحزب في صحيفة شبه اشتراكيه، شبه برجوازية - "الحياة الجديدة"(1). كم من القرارات السريه ل اللجنه المركزيه و اللجنه المركزيه للرقابه نشرتها المعارضه ،في صحيفه ماسلوف في برلين، هذه الصحيفه البرجوازيه ،المعاديه للسوفييت و الثوره! وجميعنا نتحمل ، نتحمل بلا نهاية، وبالتالي نمكن الانشقاقيين من المعارضة، تدمير حزبنا. المعارضة جلبت لنا العار! لن نتحمل ايها الرفاق هذا بلا نهاية ،لا يمكننا ذلك. (أصوات: "صحيح تماما!" تصفيق).
يتحدثون عن اعتقالات المشوشين و المطرودين من الحزب، من قام بالأنشطة المعادية للسوفييت. نعم نحن اعتقلناهم و سوف نواصل الاعتقالات ما لم يكفوا عن تقويض الحزب والسلطة السوفيتية. (أصوات: "صحيح ! صحيح!")
ويقال أن تاريخ حزبنا لم يعرف مثل هذه الأمثلة. هذا ليس صحيحا. ماذا عن مجموعة مياسناكوف(2) ، ومجموعة "الحقيقة العماليه"؟ من لا يعرف أنه تم إلقاء القبض على أفراد هذه المجموعات بدعم من زينوفييف، كامينيف وتروتسكي؟ لماذا كان يمكن اعتقال و طرد المشوشين من الحزب، قبل ثلاث - أربع سنوات، والآن لا نستطيع أن نفعل ذلك، عندما ارتبط بعض ألاعضاء السابقين من المعارضه التروتسكيه ارتباطا مباشرا مع أعداء الثورة؟
لقد سمعتم تقرير الرفيق مينجينسكي، يقول في هذا التقرير ان المسمى ستيبانوف (عسكري)، عضو في الحزب، وهو من مؤيدي المعارضة، وهو على اتصال مباشر مع قوى الثورة المضادة، مع نوفيكوف، و كوستروف وغيرهما،هذا الشئ لا ينكره ستيبانوف في اعترافاته. ماذا ستفعل مع هذا الشخص، الذي لا يزال في المعارضة؟ تقبيله أم اعتقاله؟ ما هو المستغرب إذا قامت الاداره السياسيه للدوله باعتقال هذه الانواع ؟ (أصوات من الحضور: "صحيح تماما!" تصفيق).
قال لينين أنه من الممكن ان يصل الامر الى التدمير الكامل للحزب، إذا ابدينا تساهلا مع المشوشين و الانشقاقيين. وهذا صحيح تماما. لهذا السبب أعتقد أنه حان الوقت للتوقف عن التساهل مع زعماء المعارضة ، وحان الوقت لاستنتاج بأنه يجب فصل تروتسكي وزينوفييف من اللجنة المركزية لحزبنا. (أصوات: "صحيح!") هذا هو الاستنتاج الاولي ، والحد الأدنى الاولي و الإجراء الذي ينبغي أن يؤخذ من أجل إنقاذ الحزب من الأنشطة التقسيميه و المشوشين.
فى الجلسة الأخيرة ل اللجنة المركزية واللجنة المركزية للرقابة في اب من هذا العام، تعرضت لانتقادات من قبل بعض أعضاء الاجتماع الموسع ، بسبب ليونتي مع تروتسكي وزينوفييف، لأنني حاولت إثناء الجلسة الموسعه ثني الرفاق عن قرار الطرد الفوري لتروتسكي وزينوفييف من اللجنه المركزيه. (أصوات من الحضور: "هذا صحيح، والآن نواصل الانتقاد "). ومن الممكن أني تساهلت، وأخطأت في اقتراحي خطا أكثر اعتدالا ضد تروتسكي وزينوفييف. (أصوات:" صحيح تماما! "بيتروفسكي:" دائما يجب الانتقاد عندما يتعلق الامر بحلقه فاسدة من السلسلة" !) ولكن الآن ايهل الرفاق ، بعد كل شيء، بعد ما عشناه خلال الأشهر الثلاثة الاخيره، بعد ان أخلت المعارضة بوعدها حل تكتلها ، الوارد في "تصريحها" بتاريخ 8 آب، خادعه الحزب مرة اخرى- بعد كل هذا لم تبقى ايه امكانيه ل الليونة. يجب علينا الآن ،ان نقف في الصفوف الأمامية مع الرفاق المطالبين بطرد تروتسكي وزينوفييف من اللجنة المركزية. (تصفيق عال، أصوات: "الحق الحق!" صوت: "يجب طرد تروتسكي من الحزب.") دعوا المؤتمر ايها الرفاق يقرر.
مع فصل تروتسكي وزينوفييف من اللجنة المركزيه، يجب علينا أن نقدم إلى المؤتمر الخامس عشر جميع المواد حول النشاط الانشقاقي للمعارضة، التي تراكمت لدينا ، وعلى أساسها المؤتمر سوف يكون قادرا على اتخاذ القرار المناسب.

VI. من اللينينية الى التروتسكية

السؤال التالي. زينوفييف تطرق في كلمته الى مسألة مثيرة للاهتمام حول "الأخطاء"في خط الحزب في العامين الماضيين و حول "صحة" خط المعارضة. وأود الإجابة على هذا بكلمتين ، ايضاح مسألة إفلاس خط المعارضة وصحة سياسة حزبنا في العامين الماضيين. ولكني اخذت الكثير من وقتكم ايها الرفاق. (أصوات: "الرجاء المضي قدما!" الرئيس: "لا اعتراض؟" صوت: "من فضلك!")
ما هو الذنب الرئيسي للمعارضة الذي حدد إفلاس سياستها ؟ الخطيئة الرئيسية هي أنها كانت تحاول، و ما زالت تحاول وسوف تستمر في محاولة استبدال اللينينية بالتروتسكية. سابقا دافع كامينيف وزينوفييف عن استهداف تروتسكي اللينينية. حينها لم يكن تروتسكي بهذه الجرأه. ولكن بعد ذلك، زينوفييف وكامينيف، خوفا من صعوبات جديدة، انحازوا الى جانب تروتسكي، جنبا إلى جنب مع تروتسكي خلقوا نوعا من التكتل، أدنى مرتبه من كتله آب، و بالتالي وقعوا في اسر تروتسكي . و هنا، صحت نبوئه لينين أن خطأ زينوفييف وكامينيف في أكتوبر لم يكن "عرضي". من النضال من أجل اللينينية ، تحول زينوفييف وكامينيف الى خط النضال من أجل التروتسكية. وهو وضع مختلف تماما. هذا في الواقع ما يفسر لماذا تروتسكي أصبح الآن أكثر جرأة.
ما هو الهدف الرئيسي لهذه الكتلة الموحدة برئاسة تروتسكي؟ في الواقع، شيئا فشيئا تبديل خط حزبنا من السكه اللينينية الى التروتسكية. وهذه هي الخطيئة الرئيسية للمعارضة. لكن الحزب يريد أن يبقى حزبا لينينيا. رافعا أعلى من أي وقت مضى راية اللينينية ، فمن الطبيعي إذن ان يدير الحزب ظهره للمعارضة،. هذا هو السبب الذي جعل من كان من قادة الحزب بالأمس مرتدين.
المعارضة تعتقد أن "سبب" هزيمتها يعود الى عوامل شخصية، فظاظة ستالين، عناد بوخارين وريكوف، الخ انه تفسيررخيص جدا! انها شعوذه و دجل وليس تفسيرا لذلك. تروتسكي يقاتل اللينينية منذ عام 1904. وخلال الفترة من 1904 حتى ثورة فبراير عام 1917 وهو يلف و يدور في كل وقت حول المناشفة، و تكبد عديد من الهزائم خلال تلك الفتره من قبل حزب لينين. لماذا ؟ ربما كانت فظاظة ستالين هي السبب؟ ولكن حينها ستالين لم سكرتير اللجنة المركزية، لم يكن بعيدا في المهجر، كان يناضل بشكل سري ضد النظام القيصري، والصراع بين تروتسكي ولينين احتدم في الخارج – ما دخل فظاظة ستالين بالامر؟
خلال الفترة من ثورة أكتوبر لعام 1922، تروتسكي، اصبح عضوا في الحزب البلشفي، وتمكن من تدبير ازمتين عظيمتين ضد لينين وحزبه: في عام 1918 – حول صلح بريست ، وعام 1921 - حول مسألة النقابات. انتهت هذه الازمات بهزيمة تروتسكي. لماذا ؟ ربما كانت فظاظة ستالين هي السبب؟ لكن ستالين لم يكن حينذاك سكرتير اللجنة المركزية، وظائف السكرتارية حينها كان يشغلها تروتسكيين معروفين - ما شأن فظاظة ستالين؟
بعدها، تعرض الحزب لعدد من الهجمات الجديدة من قبل تروتسكي (1923 ، 1924 ، 1926 ، 1927)، وانتهى كل هجوم بهزيمة جديدة لتروتسكي.
اليس واضحا من كل هذا أن نضال تروتسكي ضد الحزب اللينيني بعيدة المدى، وله جذور تاريخية عميقة؟ اليس من الواضح من هذا، أن الصراع الحالي للحزب ضد التروتسكية هو استمرار للنضال الذي خاضه الحزب بقيادة لينين منذ عام 1904؟
اليس واضحا من كل هذا أن محاولات التروتسكيين إحلال التروتسكية مكان اللينينية هو السبب الرئيسي للفشل وإفلاس خط المعارضة؟
ولد حزبنا ونشأ في عاصفة من المعارك الثورية. أنه ليس حزبا نشأ في فترة التنمية السلمية. هذا هو السبب في تشبعه بالتقاليد الثورية و خلوه من تصنيم القاده. كان بليخانوف في وقت من الاوقات الرجل الأكثر شعبية في الحزب. وعلاوة على ذلك، كان مؤسس الحزب، وشعبيته لا يمكن أن تقارن مع شعبيه تروتسكي أو زينوفييف. على الرغم من هذا، ابتعد الحزب عن بليخانوف، حالما بدأ بليخانوف بالتخلي عن الماركسية لمصلحه الانتهازية. ما هو المستغرب، إذا اصبح من لا يملك تلك "العظمه" مثل تروتسكي وزينوفييف في ذيل الحزب بعد أن بدأوا الابتعاد عن اللينينية؟
لكن المؤشر الأبرز للانحطاط الانتهازي للمعارضة، والميزة الواضحه المشيره لإفلاس وسقوط المعارضة هو تصويتها ضد قرار اللجنة التنفيذية المركزية للاتحاد السوفياتي . المعارضة ضد الانتقال إلى يوم عمل من سبع ساعات! المعارضة ضد بيان اللجنة التنفيذية المركزية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية! الطبقة العاملة برمتها في الاتحاد السوفياتي، البروليتاريين التقدميين في جميع البلدان استقبلوا بحماس البيان، مشيدين بالإجماع فكرة إالانتقال الى يوم عمل من سبع ساعات - ولكن المعارضة تصوت ضد البيان مضيفه صوتها إلى جوقة"النقاد" البرجوازييين والمناشفة، مضيفه صوتها إلى النمامين من "فورفوردس"(3) .
لم أعتقد أن المعارضة يمكن أن تصل الى مثل هذا العار.

VII. بعض النتائج الهامة لسياسة الحزب في السنوات الأخيرة

ننتقل الآن إلى مسألة خط حزبنا خلال العامين الماضيين، لتمحيص و لتقييم هذا الخط.
قال زينوفييف وتروتسكي أن خط حزبنا لا يمكن الدفاع عنه. دعونا ننتقل إلى الحقائق. لنأخذ المسائل الأربعة الأساسية لسياستنا، ونمحص خط حزبنا خلال العامين الماضيين إتجاه هذه المسائل. اعني قضايا حاسمة مثل مسألة الفلاحين، مسألة الصناعة و إعادة تجهيزها، مسأله السلام وأخيرا، مسألة تنميه العناصر الشيوعية في جميع أنحاء العالم.
مسألة الفلاحين. كيف كان الوضع لدينا قبل سنتين- ثلاث سنوات؟ تعلمون أن الوضع في الريف كان وقتها عصيبا. لم يتم الاعتراف في بعض الأحيان برؤساء اللجان التنفيذية الريفيه ،و بشكل عام العمال الريفيين غالبا ما كانوا يتعرضون للإرهاب. مراسلو الصحف في الريف،كانوا يستقبلون بالبنادق. في بعض الأماكن، وخاصة في الضواحي،كان هناك قطاع الطرق. وفي بلد مثل جورجيا كان هناك تمرد(4).بطبيعه الحال ، في مثل هذا الوضع زادت قوه الكولاك و التم حولهم الفلاحين متوسطي الحال، و تفرق فقراء الفلاحين. و مما زاد الوضع في البلاد صعوبه ، حقيقة أن القوى المنتجة في الريف نمت ببطء شديد، وبقي جزء من الأراضي الصالحة للزراعة غير مستخدمه، حينها كانت تزرع نحو 70-75% من مساحه الاراضي بالمقارنه مع فتره ما قبل الحرب. هكذا كان الوضع حتى المؤتمر الرابع عشر لحزبنا.
في مؤتمر الحزب الرابع عشر،تم اتخاذ عددا من التدابير على شكل تنازلات معينة للفلاحين متوسطي الحال، تهدف إلى ضمان المضي قدما بوتيرة أسرع في الزراعه، وزيادة إنتاج الأغذية و المواد الزراعية الخام، و إلى إقامة تحالف مستقر مع الفلاحين متوسطي الحال والمضي قدما في عزل الكولاك. في المؤتمر الرابع عشر لحزبنا، المعارضة، بقيادة زينوفييف وكامينيف، حاولت تعطيل سياسة للحزب هذه ، مقترحين استبدال هذه السياسه بسياسة تجريدالكولاك و سياسة اعاده احياء لجان الفقراء. ذلك يعني ، في الواقع، سياسة عوده الحرب الأهلية في الريف. صد الحزب هجوم المعارضة هذا بالموافقة على مقررات المؤتمر الرابع عشر ، سياسة تنشيط السوفييتات في الريف ورفع شعار التصنيع كشعارا رئيسيا للبناء الاشتراكي. وقف الحزب بقوة الى جانب تحالف مستقر مع الفلاحين متوسطي الحال وعزل الكولاك.
ماذا حقق الحزب باتباع هذه السياسه؟
لقد حقق التهدئة في الريف، وتحسين العلاقات مع الكتلة الرئيسية من الفلاحين، هيئ الظروف لتنظيم الفقراء و جعلهم قوة سياسية مستقلة، و تزايد عزله الكولاك، والجذب التدريجي الى مزارع الدولة والتعاونيات الملايين من المزارعين الأفراد.
ما هي التهدئه في الريف؟ انها احد الشروط الأساسية لبناء الاشتراكية. فمن المستحيل بناء الاشتراكية،و لدينا قطاع طرق وثورات الفلاحين. حاليا، توسعت المنطقة المزروعة الى مستوى ما قبل الحرب (95%)، قرى هادئة، والتحالف مع الفلاحين المتوسطين، والفلاحين الفقراء منظمين نوعا ما، تعزيز السوفييتات الريفية و تعزيزهيبة البروليتاريا وحزبها في الريف.
وبذلك نكون قد خلقنا الظروف التي تمكننا من المضي قدما في الهجوم ضد العناصر الرأسمالية في الريف، وضمان المزيد من النجاحات في بناء الاشتراكية في بلادنا.
هذه هي النتائج لسياسة حزبنا في الريف في العامين الماضيين.
ويترتب على ذلك، أن سياسة حزبنا في القضيه الأساسيه، العلاقة بين البروليتاريا والفلاحين أثبتت صحتها.
مسألة الصناعة. من المعروف تاريخيا ، بأنه لا يوجد دولة شابة واحدة في العالم طورت صناعتها، وخاصة الصناعات الثقيلة، من دون مساعدة خارجية، من دون قروض خارجية أو بدون نهب بلدان أخرى، المستعمرات الخ . هذا هو الطريق المعتاد للتصنيع الرأسمالي. طورت انجلترا صناعتها في الماضي لأنها لمئات السنين نهبت من جميع البلدان، من جميع المستعمرات، مستثمره المسروقات في صناعتها. بدأت ألمانيا في النهوض ، في الآونة الأخيرة لأنها حصلت على قروض من أمريكا ، عدة مليارات من الروبلات.
ولكننا لا يمكن ان نسير على أي من هذه الطرق. سياستنا تستثني كل اشكال النهب الاستعماري. و قروض لن يمنحونا. يبقى لنا مسار واحدا ، أشار اليه لينين، وهو: لتطوير صناعتنا، وإعادة تجهيزها على أساس المدخرات المحلية. المعارضة طوال الوقت كانت تنعق بأن المدخرات المحلية لن تكفي لاعاده تجهيز صناعتنا. في أبريل 1926، في الجلسة الموسعه ل اللجنة المركزية، المعارضة اكدت بأن مدخراتنا المحلية لا تكفي للمضي قدما في التعديل التحديثي للصناعة. متنبئه بفشل يتلوه فشل .في واقع الأمر اتضح أنه تمكنا خلال هذين العامين المضي قدما في تحديث صناعتنا. إنها الحقيقة ، فخلال عامين استطعنا استثمار أكثر من مليارين روبل في الصناعة. إنها الحقيقة أن هذه الاستثمارات كانت كافية للمضي قدما في التطوير التحديثي ،وتصنيع البلاد. لقد حققنا ما لم تتمكن من تحقيقه أي دولة في العالم حتى الآن ، لقد نهضنا بصناعتنا، طورناها ، انتقلنا إلى الأمام معتمدين على مدخراتنا الخاصة.
هذه هي نتائج سياستنا في قضيه تطوير صناعتنا.
فقط أعمى يستطيع أن ينكر حقيقة أن سياسة حزبنا ،في هذا المجال أثبتت صحتها .
مسألة السياسة الخارجية. الهدف من سياستنا الخارجية، اخذين في الاعتبار العلاقات الدبلوماسية مع الدول البرجوازية، هي الحفاظ على السلام. ماذا حققنا في هذا المجال؟ لقد حققنا ما سعينا اليه – بشكل سيئ أو جيد - لكن حافظنا على السلام. على الرغم من الحصار الرأسمالي، على الرغم من ألانشطة العدائية من الحكومات الرأسمالية، على الرغم من الاستفزازات في بكين(5)في لندن(6) و في باريس(7) .على الرغم من كل هذا ،نحن لم نخضع للاستفزاز وكنا قادرين على الدفاع عن قضية السلام.
نحن لسنا في حاله حرب، على الرغم من نبوءات زينوفييف المتكررة وغيره - وهذه هي الحقيقة الأساسية التي تقف هستيريه المعارضه بلا حول ولا قوة امامها. وهذا أمر مهم بالنسبة لنا، لأنه فقط في حاله السلم يمكننا السير قدما و بالسرعة المناسبه لنا لبناء الاشتراكية في بلادنا. ولكن كم كان من النبوءات حول الحرب! تنبأ زينوفييف أن الحرب ستكون في ربيع هذا العام. في وقت لاحق تنبأ ان الحرب ستبدأ ربما في خريف هذا العام. وفي الوقت نفسه اصبحنا على ابواب فصل الشتاء، و ليس هناك حرب.
هذه هي نتائج سياستنا السلمية.
هذه النتائج لا يراها سوى أعمى.
وأخيرا، المسأله الرابعه - مسألة حاله القوى الشيوعية في جميع أنحاء العالم. فقط ألاعمى يستطيع أن ينكر أن الأحزاب الشيوعية تنمو في جميع أنحاء العالم، من الصين إلى أمريكا، من إنجلترا إلى ألمانيا. فقط أعمى يستطيع أن ينكر أن عناصر الأزمة الرأسمالية تنمو و لا تتناقص. فقط أعمى يستطيع أن ينكر أن تقدم البناء الاشتراكي في بلادنا، والنجاحات التي تحققت في سياستنا داخل البلاد هي واحدة من الأسباب الرئيسية لنمو الحركة الشيوعية في العالم. فقط أعمى يستطيع أن ينكر النمو المطرد لنفوذ وسلطة الأممية الشيوعية في جميع أنحاء العالم.
هذه هي نتائج خط حزبنا بشأن القضايا الرئيسية الأربعة للسياسة الداخلية والخارجية على مدى العامين الماضيين.
ماذا تعني السياسة الصحيحة لحزبنا؟ أنها تعني، من بين أمور أخرى، شيء واحد فقط: الإفلاس المطلق لسياسة معارضتنا.

VIII. العودة إلى أكسلرود

يمكن أن يقال ان كل هذا جيد - خط المعارضة غير صحيح و مضاد للحزب. لا يمكن وصف سلوكها إلا كسلوك انفصالي. وبالتالي طرد زينوفييف وتروتسكي هوطريقة طبيعية للخروج من الوضع الحالي. كل هذا صحيح.
ولكن في السابق قلنا انه يجب الحفاظ على زعماء المعارضة في اللجنة المركزية،يجب أن لا يطردوا. لماذا هذا التغيير الآن؟ كيف يمكن تفسير هذا التغيير؟هل هناك بشكل عام تغيير ؟
نعم، هناك تغيير. كيف يمكن تفسير ذلك؟ يرجع ذلك إلى تغيير جذري في السياسات الأساسية و"المخطط" التنظيمي لقادة المعارضة. قادة المعارضة و في المقام الاول تروتسكي، تغيروا للأسوأ. بطبيعة الحال،يجب أن تتغيير سياسة الحزب تجاه هؤلاء المعارضين.
لنأخذ على سبيل المثال، المسأله المبدئيه المهمه حول انحطاط حزبنا. ماذا يعني انحطاط حزبنا؟ هذا يعني إنكار وجود دكتاتورية البروليتاريا في الاتحاد السوفياتي. ما هو موقف تروتسكي في هذا المجال ، مثلا، قبل ثلاث سنوات؟ انتم تعلمون أن الليبراليين والمناشفة، و السمينافيخيين (9) وجميع أنواع المرتدين أكدوا حينها أن انحطاط حزبنا لا مفر منه. أنتم تعرفون ما ضربوه من أمثلة ،من الثورة الفرنسية، مؤكدين أن البلاشفة لا بد أن ينهاروا، كما انهار اليعاقبة في فرنسا حينها. انتم تعلمون أن المقارنات التاريخية مع الثورة الفرنسية (سقوط اليعاقبة) كانت في ذلك الحين وهي اليوم الحجة الرئيسيه لمختلف المناشفة والسمينافيخيين ضد الحفاظ على ديكتاتورية البروليتاريا وإمكانية بناء الاشتراكية في بلادنا.
كيف نظر تروتسكي إلى هذا قبل ثلاث سنوات ؟ انه تعامل مع مثل هذه التشبيهات بشكل سلبي بالتأكيد. ها هو ما كتبه في ذلك الوقت في كتيب "الصفقة الجديدة"1924:
"إن المقارنات التاريخية مع الثورة الفرنسية الكبرى (سقوط اليعاقبة!) التي تتغذى وترتاح اليها الليبرالية والمنشفية، سطحية وغير حصيفه"
عبر بشكل واضح و قطعي! ويبدو من الصعب التحدث بحزم وبتأكيد اكثر. هل تاكيد تروتسكي هذا حول التشابه التاريخي مع الثورة الفرنسية، والمطروح بقوة من كل أنواع السمينافيخيين والمناشفة صحيح؟ بطبيعة الحال، صحيح.
والآن؟ هل ما يزال تروتسكي يعتمد هذا الموقف؟ للأسف، لا. بل على العكس تماما. خلال هذه السنوات الثلاث تمكن تروتسكي من أن يتطور في اتجاه "المنشفية" و "الليبرالية". الآن يدعي أن المقارنات التاريخية مع الثورة الفرنسية لا تشير إلى المنشفية، بل الى "اللينينية"، "الحقيقيه"، "ألاصيلة". هل قرأتم محضر اجتماع هيئة رئاسة اللجنة المركزية للرقابة في تموز من هذا العام؟ إذا كنتم قرأتم، فإنه ليس من الصعب الفهم أن تروتسكي الآن يعتمد في نضاله ضد الحزب ،على النظرية المنشفيه حول انحطاط حزبنا على غرار سقوط اليعاقبة خلال الثورة الفرنسية. الآن، الثرثرة حول "التيرميدور"لدى تروتسكي هي علامة على الذوق السليم.
من التروتسكية إلى "المنشفية" و "الليبرالية" في السؤال الأساسي حول الانحطاط - هذا هو طريق التروتسكيين في السنوات الثلاث الماضية.
تغير التروتسكيين. و عليه يجب أن تتغير سياسة الحزب تجاه التروتسكيين.
لنأخذ الآن مسألة لا تقل أهمية، مسألة تنظيميه . مسألة الانضباط الحزبي، وخضوع الأقلية للأغلبية، دور الانضباط الحديدي في الحزب لتعزيز دكتاتورية البروليتاريا. الجميع يعرف أن الانضباط الحديدي في حزبنا هو أحد الشروط الأساسية للحفاظ على ديكتاتورية البروليتاريا والنجاح في بناء الاشتراكية في بلادنا. الجميع يعرف أن المناشفة في جميع البلدان ، أولا وقبل كل شيء، يحاولون تقويض الانضباط الحديدي في حزبنا. في وقت من الاوقات كان تروتسكي يفهم ويقدر وجود الانضباط الحديدي في حزبنا. خلاف حزبنا مع تروتسكي، في الواقع، لم يتوقف في اي وقت. ومع ذلك، كان تروتسكي والتروتسكيين قادرين على الامتثال لقرارات حزبنا. الجميع على دراية بتصريحات تروتسكي المتكررة مؤكدا انه مهما كان حزبنا، فانه مستعد "للوقوف وقفه عسكريه" كلما أمر الحزب بشئ. ويجب القول أنه في كثير من الأحيان التروتسكيين نجحوا في البقاء مخلصين للحزب وهيئاته التشريعية.
والآن؟ هل يمكن القول أن التروتسكيين، والمعارضة الحالية، على استعداد لإطاعة قرارات الحزب، والوقوف وقفه عسكريه الخ ؟ لا، الآن لا يمكن قول ذلك. بعد الاخلال بوعودهم مرتين حول الخضوع إلى قرارات الحزب ، بعد خداعهم المزدوج للحزب ، بعد تنظيم المطابع الغير الشرعية بالتعاون مع المثقفين البرجوازيين ، بعد التصريحات المتكررة من زينوفييف وتروتسكي من على هذا المنبر بأنهم خرقوا وسيواصلوا خرق الانضباط الحزبي - بعد كل هذا لا يكاد يكون في حزبنا شخص واحد على الأقل ، يجد الشجاعة للثقه بأن زعماء المعارضة على استعداد لاحترام الحزب. الآن انتقلت المعارضة إلى سكه جديده، إلى سكه تقسيم الحزب، إلى سكه تشكيل حزب جديد. الكتيب الأكثر شعبية الان بين المعارضين ليس كتيب لينين البلشفي "خطوة إلى الأمام، خطوتين إلى الوراء" ، بل الكتيب المنشفي القديم لتروتسكي "مهامنا السياسية" ،كتيب موجهة ضد المبادئ التنظيمية اللينينية ضد كراس لينين "خطوة إلى الأمام ،خطوتين الى الوراء".
هل تعلمون أن جوهر كتيب تروتسكي القديم هو التنصل من الفهم اللينيني للحزب و للانضباط الحزبي. في هذا الكتيب تروتسكي يسمي لينين، "ماكسمليان لينين"، ملمحا إلى أن لينين هو تكرار لماكسمليان روبسبير، الساعي للدكتاتورية الشخصية. في هذا الكتيب يقول تروتسكي بوضوح أن الخضوع للانضباط الحزبي ممكن بالقدر الذي لا تتعارض قرارات الحزب، مع رغبات وآراء أولئك الذين يجب عليهم طاعة الحزب. هذا مبدأ تنظيمي منشفي بحت. هذا الكتيب مثير للاهتمام. و الجدير بالذكر، ان تروتسكي يهدي الكتاب الى المنشفي أكسلرود. هذا هو ما كُتب هناك: "إلى معلمي العزيز بافل بوريسوفيتش أكسلرود" (ضحك أصوات: "إنه منشفي صريح!") .
من الولاء للحزب إلى سياسة شق الحزب من كتيب لينين، "خطوة إلى الأمام، خطوتان للوراء" الى كراسة تروتسكي، " مهامنا السياسية"، من لينين إلى أكسلرود - هذا هو المسار التنظيمي للمعارضة.
تغير التروتسكيين. فيجب أن تتغير السياسة التنظيمية للحزب تجاه المعارضة التروتسكية.
حسنا، إلى بئس المصير، إلى "معلمي العزيز بافل بوريسوفيتش أكسلرود"! بئس المصير! فقط استعجل سعاده السيد تروتسكي ،لأن "بافل بوريسوفيتش" نظرا لعجزه، قد يموت قريبا، و يمكن أن لا تصل الى "المعلم". (تصفيق لفترة طويلة)(9).

برافدا"، العدد 251
2 نوفمبر عام 1927


ملاحظات المترجم
(1)الحياه الجديده ،جريده منشفيه صدرت في بيتروغراد في نيسان1917.
(2)مجموعه مضاده للثوره ،اسمها المجموعه العماليه ،تراسها ميسنياكوف .طُرد اعضائها من الحزب عام1923.
(3)جريده الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني،بعد انتفاضه اكتوبر،اصبحت احد مراكز الدعايه المناوئه للسوفييت.
(4)المقصود التمرد(28آب1924) الذي نظمته بقايا الاحزاب البرجوازيه-القوميه و الحكومه المنشفيه في المهجر،بتمويل و تحريض من الامبرياليين و قاده الامميه الثانيه.استمر يوما واحدا ،و تم الاجهاز عليه على يد العمال و الفلاحين الجورجيين.
(5) هجوم الشرطه و الجيش على الممثليه السوفياتيه في بكين بهدف جر السوفييت الى حرب مع الصين.
(6) هجوم الشرطه الانجليزيه على الممثليه التجاريه السوفياتيه .
(7) الحمله العدائيه التي نظمتها الحكومه الفرنسيه ضد كل المؤسسات السوفياتيه في فرنسا.
(8)اتجاه سياسي برجوازي برز بين ممثلي المثقفين الروس و البرجوازيه الجديده في الخارج.مراهن على انحطاط الدوله السوفيتيه المطرد بسبب اقرار السياسه الاقتصاديه الجديده.سموا نسبه الى صحيفتهم سمينافيخ(التغير الكلي للموقف).
(9) بسبب خداع الحزب و الصراع التكتلي،قررالاجتماع الموسع طرد تروتسكي وزينوفييف من اللجنة المركزية، وقرر أن يرفع إلى المؤتمر الخامس عشر للحزب، جميع المواد حول الأنشطة الانفصالية لقادة المعارضة التروتسكيه الزينوفييفيه.