ما أنقصه الرفيق سعيد زازا من الحساب


جاسم محمد كاظم
2016 / 1 / 11 - 20:10     

قرأت مقالة الرفيق سعيد زازا المنشورة على الحوار المتمدن بعنوان ..لم تعد دول الرأسمال رأسمالية ..
في البداية لم يعطنا الرفيق سعيد زازا الصيغة البديلة والتسمية الجديدة لها و ما هو البديل عن النظام الرأسمالي الذي انهار حسب ما يقول ..ولا أريد الدخول في متاهات كلامية بعيدة لأن طرحي يعتمد على الدراسة الميدانية كما هي الدراسة الأكاديمية التي اختص بها ..
سأبدأ هذه المقالة بالعراق مثلا ازدهرت حركة الرأسمال بعد انهيار الدولة العراقية السابقة التي كانت نظامها رأسمالية دولة اقرب للتطبيق الاشتراكي .
حيث لم يسمح لأحد بحرية التجارة لان الدولة هي المسئولة فقط بنظرية الاقتصاد المركزي المطلق وصرف العملة من خلال المصرف المركزي لا غير . .
انهار هذا النظام بعد سقوط الدولة العراقية وانتشر الرأسمال في العراق مثل السرطان في الجسد حيث بدأت مصانع الزيوت والأغذية كمثل بسيط والتي تعود ملكتيها للكومبرودوريات والمتنفذين من مالكي رؤوس الأموال حيث تعمل هذه الشركات والمعامل بنظرية "نقد ..سلعة ..نقد ""همها الأول تكديس رؤوس الأموال الهائلة .
وجدت هذه الأموال المتراكمة طريقها للسوق من جديد لتدور بالعمل من خلال قطاع الخدمات للسيطرة التامة على السوق فظهرت على السطح المدارس الخاصة في كل المستويات الدراسية من الابتدائية حتى الكليات ..ولم تسلم حتى رياض الأطفال من ذلك وكذلك المستشفيات الخاصة .
ولا اعتقد بان الحال يختلف في دول الرأسمال الأوربية التي زرنا بعضها .
المسالة التي لا ينتبه أليها بعض رفاقنا الأعزاء بان حركة الرأسمال اختلفت اليوم عن الزمن الذي عاش فيه ماركس فبعض الرفاق لازالوا يكتبون عن الرأسمالية وكأنها في زمن كتابة رأس المال ..
ولم يحسبوا أن الرأسمال يتطور ويسير كالحلزون في مساره الديالكتيكي .
ولم تدخل في الحسبان الثروات الطبيعية المكتشفة في هذه الدول من نفط بحر الشمال إلى المحطات النووية والمؤسسات الهائلة للسكك الحديد وشركات النقل الحكومية وسيطرة الدولة الضرائبية وظهور الضمان الاجتماعي للفرد ونظام الإعانات وحق المواطنة التي كانت مفقودة أيام ماركس والتي عانى منها منظر الشيوعية الألم والحرمان .
ينظر العمال في الدول الأوربية بأنهم مكفولون في حق المعيشة بنظام الدولة .النظام الصحي والتعليمي فهم لا ينظرون إلى ابعد من ذلك و لا يرون فرقا أبدا بمن يملك مفاتيح الحكم سواء أكان العمال أم الرأسماليين .
ونتيجة الازدهار في هذه الدول فأنها أصبحت تستقدم اللاجئين من مختلف الدول للقيام بأعمال الخدمات المتدنية التي يأنف منها مواطنها القاطن ..ولهذا نجد تدفق اللاجئين على هذه الدول ..
أما بخصوص الخدمة الحديثة وظهورها وارتباطها بالسلعة ارتباطا وثيقا .
فأكثر السلع تنتج من اجل تقديم الخدمة وإذا كانت السلعة تملك خاصيتها ألاستعماليه والتبادلية فإنها تستعمل للخدمة وبدون هذه الصفة فإنها تفقد خاصيتها التبادلية مثل الطائرة المخصصة للنقل فإنها صنعت كسلعة استعماليه لتوفير هذه الخدمة وكذلك حال الثلاجة . المجمدة .. شركات الاتصال. فلا قيمة لأي فودافون إذا كان لا يتلقى خدمة الاتصال وكذلك الحاسبة التي لا تربط على خط النت وكذلك السلع الأخرى التلفزيون الستلايت ...
ربما يتناسى الرفيق سعيد زازا أن شركات التصنيع اليابانية .الكورية .الأميركية والأوربية قد صنعت مليارات الأجهزة من الهاتف النقال والحاسبات المحمولة والمنضدية من اجل هذه الخدمة فهل كان الأمر كذلك في الزمن السالف ..
وهل كان أعداد التلفزيون الملون من مختلف الماركات ذو الشاشة المسطحة أو التلفزيونات الحديثة بشاشات LCD>>LED بهذا العدد مع ما يرافقها من أجهزة الساتلايت والصحون لاستلام البث الفضائي والمحلي أنها توجد في كل بيت وربما فاقت أعدادها بما يقارب ال100 ضعف عن ما يوجد منها قبل أربعين سنة .
أما بخصوص أعداد السيارات الأميركية فان ما يوجد منها في الشارع العراقي من موديلات ما بعد 2003 فأنة يصل إلى أكثر من 300000 ثلاثمائة ألف سيارة في العراق وحدة .
أما أعداد السيارات اليابانية والكورية والصينية فان العدد في زيادة يومية هائلة تتفوق على أعداد السيارات الأميركية بما يقارب ال10 أضعاف ..
هذا في العراق وحدة .. ولا ادري فكيف يكون الحال في بقية الدول ..
ما أريد ذكره للرفيق سعيد زازا هذا المقطع من المنهج الذي درسناه في مرحلة الماجستير عام 2009 في كتب الاقتصاد والتي يقول احد نصوصها ..
"" لم تزل بعض الدول تعتمد على نظام السياسية الاقتصادية الكمر كية الصارمة وغلق الحدود بوجه البضاعة وتعتمد على سياسية نقدية مركزية ولا زالت تغلق حدودها إلى اليوم بوجه السوق و الحرة مثل سوريا والعراق إيران وبين قوسين ( الدول الاشتراكية ويوغسلافيا سابقا ) ..

رفيقنا العزيز سعيد زازا تطورت الرأسمالية كثيرا جدا وهاهي اليوم تحتل الشعوب والدول بصيغ التصنيع ونقل الشركات العابرة وتجرد هذه الدول حتى من أسمائها السابقة لتصنع لها مسميات جديدة بقانون وحشي يعتمد على الصراع الدامي المكفول بحاملات الطائرات والجيوش والصواريخ الفتاكة .

//////////////////////////////////////
جاسم محمد كاظم