ستالين و المعارضه التروتسكيه 3


عبد المطلب العلمي
2016 / 1 / 6 - 10:41     

ستالين و المعارضه التروتسكيه 3

يوسف فيساريونفتش ستالين

ترجمه :عبد المطلب العلمي
نص الكلمه التي القاها الرفيق ستالين في الاجتماع المشترك لرئاسه اللجنه التنفيذيه للامميه الشيوعيه و اللجنه الامميه للرقابه 27 ايلول 1927

ايهاالرفاق!تحدث الخطباء بشكل شامل و دقيق و جيد لذلك لم يبق لي إلا القليل لقوله.
لم استمع إلى خطاب فيوفتش لاني لم اكن في القاعة، وأستمعت فقط الى نهاية خطابه. من ما استمعت اليه، أدركت أنه يتهم الحزب الشيوعي (البلشفي) بالانتهازية، و في نفس الوقت يسمي نفسه بلشفي وينبري لتعليم الحزب الشيوعي (البلشفي) اللينينية.
ماذا يمكنني أن أقول عن ذلك؟ لدينا في الحزب لسوء الحظ ، العديد ممن يطلقون على أنفسهم لقب البلاشفة، ولكن في الواقع لا يوجد ادنى علاقة لهم باللينينية. أعتقد أنه لمثل هؤلاء ينتمي فيوفتش. عندما ينبري مثل هؤلاء الناس لتعليم للحزب الشيوعي (البلشفي) اللينينية، فمن السهل أن نتوقع النتيجه. أعتقد أن نقد فيوفش لا يستحق جوابا.
تذكرت قصه حدثت مع الشاعر الألماني هاينه. اسمحوا لي ان اسردها لكم. من بين مختلف النقاد الذين كتبوا في الصحافة ضد هاينه، كان هناك ناقد ادبي غير محظوظ وغير موهوب اسمه اوفينبرغ. وكانت السمة الرئيسية لهذا الكاتب انه بلا كلل "انتقد" و تحرش بشكل وقح بهاينه في الصحافة. هاينه على ما يبدو لم ير ضرورة للرد على هذا "النقد" و بقى صامتا بعناد. كل هذا صدم أصدقاء هاينه، و كتبوا له رساله يقولون فيها: كيف يمكن فهم ان الكاتب اوفينبيرغ ،كتب الكثير من المقالات النقدية ضد هاينه وهاينه لا يجد من الضروري الإجابة. واضطر هاينه للرد. ماذا قال ردا على استفسار أصدقائه؟ كتب هاينه في الصحافة بضع كلمات: " أنا لا أعرف الكاتب اوفينبورغ، أعتقد أنه يشبه دارلينكورا(1)، الذي ايضا لا اعرفه ".
بإعادة صياغة ما قاله هاينه، البلاشفة الروس ممكن ان يقولوا عن الممارسة الانتقاديه لفيوفتش :" نحن لا نعرف فيوفتش البلشفي ، ونحن نعتقد أنه مثل علي بابا، الذي أيضا لا نعرفه" .
حول تروتسكي والمعارضة. سوء حظ المعارضة الرئيسي هو أنها لا تفهم الأشياء التي تتحدث عنها. في كلمته تكلم تروتسكي عن السياسة في الصين. لكنه لا يريد أن يعترف أنه لا يوجد أي خط ، و لا اي سياسة، لدى المعارضة بشأن المسألة الصينيه. كان هناك تأرجح ،مراوحه في نفس المكان ، وتغير دائم من جانب إلى آخر، لكن لم يكن هناك خطا سياسيا للمعارضة . تجادلنا حول ثلاث قضايا في ما يخص الصين: حول مشاركة الشيوعيين في الكومينتانغ، حول السوفييتات وحول طبيعة الثورة الصينية. في كل هذه القضايا كانت المعارضة مفلسة، لأنه لم يكن لديها أي خط.
مسألة المشاركة في الكومينتانغ. في نيسان 1926، أي بعد شهر من الاجتماع الموسع السادس ل اللجنه التنفيذيه للامميه الشيوعيه ، حيث كان قد اتخذ القرار لصالح مشاركة الشيوعيين في الكومينتانغ، طالبت المعارضة بالانسحاب الفوري للشيوعيين من حزب الكومينتانغ. لماذا هذا؟ لأنه خافوا من الهجوم الأول لشيانغ كاي شيك (اذار 1926)، في الواقع،طالبت المعارضة التكيف مع تشانغ كاي تشيك، فكرت في اخراج الشيوعيين من لعبة القوى الثورية في الصين.
ومع ذلك، فإن المعارضة لتبرير طلبها لاخراج الشيوعيين من الكومينتانغ،قالت أنه لا يمكن للشيوعيين أن يشاركوا في المنظمات الثوريه البرجوازية ، والتي لا يمكن تجاهل ان الكومينتانغ واحد منها. وبعد ذلك بعام، في نيسان 1927، طالبت المعارضة بمشاركه الشيوعيين في كومينتانغ اووهان. لماذا ؟ على أي أساس؟ هل الكومينتانغ توقف عام 1927عن كونه تنظيم برجوازي؟ أين هو الخط ،اوحتى ظل للخط ؟
مسأله السوفييتات. هنا ايضا لم يكن لدى المعارضة خط واضح. في نيسان1927 طالب جزء من المعارضة بتنظيم فوري للسوفييتات في الصين للإطاحة بكومينتانغ اووهان (تروتسكي). في نفس الوقت طالب جزء آخر من المعارضة التنظيم الفوري للسوفييتات، ولكن لدعم كومينتانغ اووهان، وليس للإطاحة به (زينوفييف). هذا هو ما يسمونه خط. في هذه الحالة، كلا الجانبين من المعارضة تروتسكي وزينوفييف، مطالبين بتنظيم السوفييتات، طالبوا بمشاركة الشيوعيين في حزب الكومينتانغ،مشاركة الشيوعيين في الحزب الحاكم. ليفهم من يستطيع! إنشاء سوفييتات والمطالبه بمشاركة الشيوعيين في الحزب الحاكم، اي في الكومينتانغ - هذا هراء، غير متاح لاي شخص ان يفكر به. وهذا ما يسمونه خط!
مسأله طبيعة الثورة الصينية. الامميه الشيوعيه اعتقدت وما زالت تعتقد أن أساس الثورة في الصين في الوقت الحالي هو ثوره فلاحيه. ما هو رأي المعارضة حول هذا؟ لم يكن لديها أبدا حول هذه المسأله رأي معين. حينا أصرت على أنه في الصين لا يمكن أن تقوم ثورة فلاحيه، حيث لا وجود للإقطاع هناك؛ و حينا اخر تصرح ان الثوره الفلاحيه في الصين ممكنة وضروريه ،مع عدم اعترافها بخطوره وجود بقايا للعلاقات الاقطاعيه ، وكان من المستحيل أن نفهم كيف في هذه الحالة ممكن ان تكون ثورة فلاحيه؛ مؤكده أن الأهم في الثورة الصينية ليس الثورة الفلاحيه، بل ثورة من أجل الاستقلال الجمركي. ليفهم من يستطيع!
هذا هو ما يسمى ب "خط" المعارضة حول القضايا المثيرة للجدل للثورة الصينية.
هذا ليس خطا، بل مراوحه في نفس المكان وارتباك، وانعدام كامل لوجود خط.
ويأخذ هؤلاء الناس بانتقاد الموقف اللينيني للأممية الشيوعية! أليس هذا مثير للسخرية ايها الرفاق؟
تحدث تروتسكي هنا عن الحركة الثورية في قوانغدونغ، وقوات هو لون و يه تينغ، يتهمنا أننا نؤسس هناك كومينتانغ جديد لترؤس هذه الحركة. أنا لن انكر هذه الشائعات التي امتصها تروتسكي من إصبعه(2). أريد فقط أن أقول إن هذا الأمر برمته يخص الحركة الثورية الجنوبيه ، خروج قوات يه تينغ وهو لون من اووهان، واتجاههم الى قوانغدونغ، واتحادهم مع الحركة الثورية الفلاحيه الخ - أريد أن أقول أن كل ذلك بدأ بمبادرة من الحزب الشيوعي الصيني. هل يعرف هذا تروتسكي؟ يجب أن يعرف ذلك، إذا كان بشكل عام يعرف أي شيء.
من سيكون على راس هذه الحركة إذا نجحت، إذا حصل نهوض جديد للثورة فى الصين ؟ بطبيعة الحال، السوفييتات. اذا كان في السابق، في فتره ازدهار الكومينتانغ، لم تكن الظروف مواتية لتشكيل فوري للسوفييتات، الآن عندما انفضح الكومينتانغ و فقد سمعته لعلاقته مع الثورة المضادة - الآن السوفييتات في حال نجاح الحركة يمكن أن تصبح وستصبح القوة الرئيسية ،التي سيلتف حولها العمال والفلاحين الصينيين. و من سيقود السوفييتات؟ بطبيعة الحال، الشيوعيين. لكن الشيوعيين لن يشاركوا في الكومينتانغ ،إذا ظهر كومينتانغ ثوري مرة أخرى على خشبة المسرح. فقط الجهلاء يمكنهم الجمع بين وجود السوفييتات و إمكانية مشاركة الشيوعيين في حزب الكومينتانغ. الجمع بين امرين متنافيين - وهو ما يعني عدم فهم الطبيعة والغرض من السوفييتات.
والشيء نفسه يجب أن يقال عن اللجنة الأنجلو روسيه. هنا لدينا نفس التردد وعدم وجود خط للمعارضة. في البدايه، افتتنت المعارضة باللجنة الأنجلو روسيه. حتى أكددت أن اللجنة الأنجلو روسية هي وسيلة "لتحييد الإصلاحية في أوروبا" (زينوفييف). ناسيا، على ما يبدو، أن النصف الإنكليزي في اللجنة الأنجلو روسيه يتكون من الإصلاحيين.
ثم عندما تمكنت المعارضة في النهاية من رؤيه أن بيرسول وأصدقائه هم اصلاحيين، تحول الافتتان إلى خيبة أمل، وعلاوة على ذلك - إلى اليأس، وطالبوا بالقطيعه الفوريه معهم ، كوسيلة للإطاحة بالمجلس العام غيرمدركين أنه من المستحيل من موسكو إسقاط المجلس العام. من غباء إلى غباء اخر – هذا هو ما يسمى "خط" المعارضة بشأن مسألة اللجنة الأنجلو روسيه.
تروتسكي ليس قادرا على فهم انه عندما تنضج مسأله القطيعه، فالقضية الرئيسية ليست القطيعه بحد ذاتها، بل السؤال الذي على اساسه تتم القطيعه ، الفكرة، التي تُظهر وجود قطيعه. ما هي الفكرة التي يتجلى منها انه بالفعل هناك قطيعه؟ فكرة التهديد بالحرب، فكرة الحاجة إلى مكافحة خطر الحرب. من يستطيع أن ينكر أن هذه الفكرة هي الآن قضية رئيسية في عصرنا في أوروبا؟ من هذا يتضح ، انه من هذه المسأله الأهم كان ينبغي ان يجري تصادم الجماهير العاملة مع خيانة المجلس العام، و هذا ما قمنا به. حقيقة أن المجلس العام أجبر على أخذ زمام المبادرة وتحمل الكراهية لقطيعته، في وقت خطر نشوب حرب جديدة - هذه الحقيقة، افضل ما يمكن تفضح في عيون الجماهير العاملة الخيانه و "الطبيعة" الاشتراكيه- الإمبريالية الغادرة للمجلس العام في السؤال الأساسي حول الحرب. لكن المعارضة تقول أنه كان من الأفضل لو أخذنا المبادرة و الكراهية كذلك و قاطعناهم!
هذا هو ما يسمونه خطا! وهؤلاء الناس، من اختلط الامر عليهم ، ينتقدون الموقف اللينيني للأممية الشيوعية! أليس هذا مثير للسخرية ايها الرفاق؟
والأسوأ من ذلك هو حال المعارضة بشأن مسألة حزبنا، في مسأله الحزب الشيوعي (البلشفي). تروتسكي لا يفهم حزبنا. و ليس لديه فكرة صحيحة عن حزبنا. انه ينظر الى حزبنا كنظره الارستقراطي الى العبد او كنظره البيروقراطي الى مرؤوسيه. و إلا لما ادعى انه في حزب المليون عضو ، في الحزب الشيوعي (البلشفي)، يمكن "الاستيلاء"على السلطة ،"اغتصاب" السلطه من قبل بعض الأفراد، بعض الاداريين. "الاستيلاء" على السلطة في حزب المليون عضو ، الحزب الذي قام بثلاث ثورات هزت أسس الإمبريالية العالمية – بهكذا حماقات يتكلم تروتسكي! .
هل من الممكن "الاستيلاء" على السلطة في حزب المليون عضو ، ذو التقاليد ثورية؟ لماذا، إذن لماذا لم يستطيع تروتسكي "الاستيلاء" السلطة في الحزب و للوصول الى قيادة الحزب؟ كيف يمكن تفسير ذلك؟ هل تروتسكي لا يملك الإرادة، والرغبة في القيادة؟ اليس حقيقة انه لأكثر من عقدين يناضل تروتسكي ضد البلاشفة في سبيل قياده الحزب؟ لماذا أخفق في "الاستيلاء" على السلطة في الحزب؟ هل مهاراته الخطابيه اضعف من مهارات القادة الحاليين لحزبنا؟ و الاصح أن أقول إنه بوصفه خطيبا، تروتسكي يتفوق على العديد من القادة الحاليين لحزبنا؟ كيف تفسرون إذن، أن تروتسكي، رغم مهاراته الخطابيه، على الرغم من ارادته في القياده، على الرغم من قدراته، وجد نفسه مرميا بعيدا عن قيادة الحزب العظيم، المسمى الحزب الشيوعي (البلشفي)؟ تروتسكي يميل إلى تفسير هذا بأن حزبنا، حسب رأيه، هو قطيع خراف ، يسير بعمى خلف اللجنة المركزية للحزب. ولكن هكذا يمكن أن يتحدث عن حزبنا، فقط من يحتقرونه و يعتبرون اعضائه عبيدا. انها نظرة ارستقراطي حزبي رث،يرى الاعضاء قطيع للتصويت. هذه هي علامة على ان تروتسكي فقد الشعور الحزبي، فقد القدرة على تمييز الأسباب الحقيقية لعدم ثقة الحزب بالمعارضه.
في الواقع، كيف تفسرون أن الحزب الشيوعي (البلشفي) يعبر عن عدم الثقة التامه بالمعارضة؟ السبب هو أن المعارضة تهدف إلى استبدال اللينينية بالتروتسكية، استكمال اللينينية مع التروتسكية، إلى "تحسين" اللينينية مع التروتسكية. لكن الحزب يريد أن يبقى وفيا ل اللينينية، على الرغم من كل أنواع الحيل من الأرستقراطيين الرثين في الحزب. هذا هو السبب الاساسي، الذي جعل الحزب الذي مر بثلاث ثورات، يجد من الضروري أن يدير ظهره لتروتسكي والمعارضة بشكل عام.
وسوف يتصرف الحزب بهذه الطريقة مع كل أنواع "الزعماء" و "المدراء" الذين اعتزموا تجميل اللينينية بالتروتسكية، أو أي نوع آخر من الانتهازية.
تروتسكي بتصويره حزبنا كالقطيع المصوت،يعبر عن ازدرائه لجماهير الحزب الشيوعي (البلشفي). فما هو المستغرب هنا ، إذا كان الحزب بدوره يرد على هذا بازدرائه لتروتسكي و التعبير عن عدم الثقة التامه به ؟
كذلك سيئ هو موقف المعارضة بشأن مسألة النظام في حزبنا. تروتسكي يصور الوضع و كأن النظام الحالي في الحزب الذي تشمئز منه المعارضة، هو شيئا مختلفا بشكل جذري مقارنة مع النظام في الحزب، الذي تم وضعه في ظل لينين. يريد أن يصور المسألة على نحو و كأنه لا يعارض النظام الذي أنشأه لينين بعد المؤتمر العاشر، و انه ليس ضده، وأنه يناضل، في الواقع، ضد النظام الحالي في الحزب، الذي لا يجمعه اي شئ ، حسب رأيه، بالنظام الذي أنشأه لينين.
أؤكد أن تروتسكي هنا يكذب بشكل مباشر.
وأوكد أن النظام الحالي في الحزب هو التعبير الدقيق للنظام الذي تأسس في الحزب في ظل لينين خلال المؤتمرين العاشر والحادي عشر لحزبنا.
أؤكد أن تروتسكي يناضل ضد النظام اللينيني في الحزب، الذي تم أنشائه في ظل لينين وتحت قيادة لينين.
أؤكد أن نضال التروتسكيين ضد النظام اللينيني في الحزب بدأ في ظل لينين ،و أن الصراع الحالي للتروتسكيين هو مواصله للصراع ضد النظام في الحزب، الذي بدأ في ظل لينين.
ما هي أسس هذا النظام؟ الديمقراطية داخل الحزب والسماح بنقد أوجه القصور والأخطاء في الحزب، مع عدم السماح باي شكل من اشكال التكتل، تحت طائلة الطرد من الحزب.
متى تم إقرار هذا الوضع في الحزب؟ في المؤتمرين العاشر والحادي عشر لحزبنا، أي في ظل لينين.
أؤكد أن تروتسكي والمعارضة يقاتلون ضد هذا الوضع في الحزب.
لدينا هذه الوثيقة ، "بيان 46"، الذي وقعه تروتسكيين مثل بيتياكوف، بريوبروجينسكي، سيريبرياكوف، آلسكي وآخرون، الذي ينص صراحة على أن النظام القائم في الحزب بعد المؤتمر العاشر، قد تقادم واصبح لا يطاق.
ما هي مطالب هؤلاء الناس؟ طالبوا السماح بالتكتلات في الحزب وإلغاء قرار المؤتمر العاشر بخصوصها. كان ذلك في عام 1923. اؤكد أن تروتسكي ، تضامن تضامنا تاما مع "مجموعه46 " من خلال النضال ضد النظام في الحزب، الذي اعتمد بعد المؤتمر العاشر. حينها بدأ نضال التروتسكيين ضد النظام اللينيني في الحزب. (تروتسكي : "أنا لم أتحدث عن المؤتمر العاشر، انت تخترع"). تروتسكي يعلم أنني يمكني إثبات ذلك من خلال الوثائق. و هذه الوثائق سليمة، وسوف اوزعها على الرفاق، وبعد ذلك سوف يكون واضحا من منا هو من لا يقول الحقيقة (3).
انا أؤكد أن التروتسكيين، الموقعين على "بيان ال 46"، حاربوا النظام اللينيني في الحزب في زمن لينين.
انا أؤكد أن النضال ضد نظام لينين، ايده تروتسكي طوال الوقت، و كان الملهم، والداعم و مسير المعارضة إلى الأمام.
انا اؤكد أن صراع تروتسكي الحالي ضد النظام في حزبنا هو استمرار لذلك النضال ضد اللينينية، التي تكلمت عنه للتو.
مسأله المطبعه التروتسكيه اللاقانونيه المعاديه للحزب. تروتسكي أسس خطابه المكتوب بحيث أنه لم يتعرض لمسأله المطبعة الغير قانونية، معتبرا، على ما يبدو، أنه ليس مضطرا للاشاره الى مثل هذه "التفاهات" كالمطبعة التروتسكيه الغير قانونيه المعارضه للحزب. خطابه ليس خطابا لمتهم بل،اعلانا للمعارضه ، اعلانا لاتهامته الموجهة للامميه الشيوعيه وللحزب الشيوعي (البلشفي). في الوقت نفسه، من الواضح أن مسألة، المطبعه التروتسكيه اللاقانونيه المضادة للحزب. تفضح تماما تروتسكي وأنصاره في المعارضة كأعداء للحزبية، كانشقاقيين ومشوشين للقضية البروليتاريه.
في هذه القضيه، تروتسكي يعتقد أن المعارضة محقة - لذلك لديها الحق في تكوين مطابع غير مشروعة.
ولكن غير مجموعة تروتسكي في الحزب الشيوعي (البلشفي) لا تزال هناك جماعات معارضة أخرى، "المعارضة العماليه" السوبرانيين.. الخ. كل من هذه المجموعات الصغيرة تعتبر نفسها صحيحه. إذا سرنا على خطى تروتسكي، يجب علينا أن نفترض أن كل من هذه المجموعات لها الحق في تاسيس مطابع غير مشروعة. لنفترص أنهم يأسسون مطابعهم الغير قانونيه، و الحزب لا يقود حربا ضد هذا الشر، - ماذا سيتبقى من الحزب؟
ماذا يعني السماح بوجود المطابع الغير قانونية لأي ولجميع الكتل في الحزب؟ هذا يعني السماح بوجود عدة كتل في الحزب، مع "برنامجهم" و "منصاتهم"، و "خطوطهم". ماذا سيبقى بعد ذلك من الانضباط الحديدي في حزبنا، الذي اعتبره لينين أساس دكتاتورية البروليتاريا؟ هل من الممكن وجود الانضباط بدون مركزا قياديا واحدا موحدا ؟ هل يفهم تروتسكي، في اي مستنقع يخطو بدفاعه عن حق الكتل المعارضه في تنظيم مطابع مناهضه للحزب؟
حول مسألة البونابارتية.في هذه المسأله، تظهر المعارضة جهلا تاما. متهمه الغالبية العظمى من حزبنا في البونابارتية، مما يظهر ان تروتسكي يجهل جهلا تاما ولا يفهم جذور البونابارتية.
ما هو البونابارتية؟ البونابرتية هي محاولة لفرض إرادة الأقليه على الأغلبية عن طريق العنف. البونابارتية هي الاستيلاء على السلطة في الحزب أو في بلد من قبل الأقلية ضد الأغلبية بالقوة. ولكن إذا كان أنصار خط اللجنة المركزية للحزب الشيوعي (البلشفي) تمثل الغالبية العظمى في الحزب وفي السوفييتات، كيف يمكن قول مثل هذا الكلام الغبي، إن الاغلبيه تحاول فرض إرادتها على نفسها عن طريق العنف؟ اين حدث مثل هذا في التاريخ، إن الغالبية كانت تفرض ارادتها على نفسها عن طريق العنف؟ من ما عدى المجانين، يمكن أن يعتقد في إمكانية حدوث مثل هذه الأمور التي لا يمكن تصورها؟ .
أليس حقيقة أن مؤيدي خط اللجنة المركزية للحزب الشيوعي (البلشفي) تمثل الغالبية العظمى في الحزب وفي البلاد؟ أليس حقيقة أن المعارضة تمثل حفنة صغيرة؟ يمكن للمرء أن يتصور أن غالبية حزبنا تفرض إرادتها على الأقلية، اي على المعارضة. وذلك أمر مشروع تماما بالمعنى الحزبي للكلمه. ولكن كيف يمكن لك أن تتخيل أن غالبية فرضت إرادتها على نفسها، وكذلك بالقوة؟ أي نوع من البونابارتية يمكن أن يكون هذا؟ اليس من الاصح القول أنه من بين الأقليه، أي في صفوف المعارضة، قد يكون هناك ميول لفرض إرادتها على الأغلبية؟ إذا ظهرت هذه الاتجاهات فان هذا لن يكون مثيرا للدهشة،لانه للأقلية، اي للمعارضة التروتسكية، ليس هناك الآن خيارات أخرى للاستيلاء على القياده، الا عن طريق العنف ضد الأغلبية. لذا، إذا جاز التعبير عن البونابارتية، ليبحث تروتسكي عن مرشحين للبونابرتيه في مجموعته.
كلمتين عن الانبعاث والنزعات التيرميدوريه. أنا لن اقوم بتحليل تلك التهم الغبية والجاهلة عن الانبعاث والنزعات التيرميدوريه، اللتين في بعض الأحيان تتهم المعارضة بهما الحزب. لن افعل ذلك لأنهما لا تستحق التحليل. وأود أن اثير المسألة من وجهة نظر عملية بحتة.
دعونا نفترض للحظة أن المعارضة التروتسكية هي حقا السياسة الثورية، وليس الانحراف الاشتراكي الديمقراطي - كيف نفسر في هذه الحالة، ان كل المرتدين و المنحطين والمطرودين من الحزب و الامميه الشيوعيه ،هذه العناصر الانتهازية تتجمع حول المعارضه التروتسكيه ، و تجد هناك المأوى والحماية؟
كيف تفسرون ان روث فيشر وماسلوف، شوليم واوربانس، الذين طردوا من الامميه الشيوعيه والحزب الشيوعي الألماني ،بسبب ردتهم . حصلوا على الدعم والترحيب الحار، على وجه التحديد من قبل المعارضة التروتسكية؟
كيف تفسرون أن مثل هؤلاء الانتهازيين والساقطين مثل سوفارين و روزمير في فرنسا، اسوفسكي وداشكوفسكي في الاتحاد السوفياتي، يجدون الحمايه على وجه التحديد لدى المعارضة التروتسكية؟
هل يمكن أن تسمى صدفة ان الامميه الشيوعيه و الحزب الشيوعي (البلشفي) ،يطردون من صفوفهم هؤلاء الساقطين الذين هم حقا تيرميدورون ، اما تروتسكي وزينوفييف فيأخذونهم بالاحضان، مانحينهم الدعم والحماية؟
الا تشير هذه الحقائق الى أن العبارات "الثورية" للمعارضة التروتسكية تبقى عبارات، و في الواقع فان المعارضة هي مركز حشد للعناصر الساقطه؟
الا يشير كل هذا الى أن المعارضة التروتسكية هي عش و مرتع الساقطين ذوي النزعات التيرميدوريه؟
على أي حال، لدينا في الحزب الشيوعي (البلشفي)، مجموعة واحدة تجمع مختلف الأوغاد، مثل ماسلوف وروث فيشر، مثل سوفارين واسوفسكي. هذه المجموعة هي مجموعة تروتسكي.
هذا هو بشكل عام ايها الرفاق، الوجه السياسي للمعارضة
وما هي النتيجة، سوف تسألون؟
استنتاج واحد. المعارضة ناورت و اربكت نفسها بشكل حاذق،اوصلها الى طريق مسدود لا يوجد مخرج منه، و وجدت نفسها في مواجهة خيار: إما الامميه الشيوعيه والحزب الشيوعي (البلشفي).و اما ماسلوف، روث فيشر والمرتدين من المطبعه غير المشروعة المعاديه للحزب.
لا يمكن التأرجح أبديا بين المعسكرين. حان الوقت لاتخاذ خيار. إما مع الامميه الشيوعيه والحزب الشيوعي (البلشفي)، و حينها - الحرب ضد ماسلوف وروث فيشر، ضد جميع أنواع المرتدين و الساقطين. أو ضد الحزب الشيوعي (البلشفي) والامميه الشيوعيه، حينها - الى بئس المصير،الى جماعه ماسلوف وروث فيشر، الى جميع المرتدين والساقطين، الى جميع اشكال شيرباكوف و القمامات الأخرى. (تصفيق).

مجلة "الأممية الشيوعية" رقم 41
14 أكتوبر عام 1927.

ملاحظات المترجم
(1)مؤرخ و روائي فرنسي اشتهر في بدايه القرن التاسع عشر و سمي امير الرومانسيه.
(2) مقوله روسيه شائعه، تعني ان الامر مختلق.
(3)قام الرفيق ستالين بعد انتهاء الاجتماع بتقديم الوثائق التاليه لاضافتها للمحضر:
أ.بيان" مجموعه46" موقع عليه ممن تم تسميتهم في الخطاب.
ب.مداخله تروتسكي في اللجنه المركزيه(8اوكتوبر1923)و التي جاء فيها[هذا النظام الذي اعتمد قبل المؤتمر الثاني عشر، يبعد عن الديمقراطيه العماليه،بشكل اكبر من النظام الصارم لفتره الشيوعيه الحربيه]
(هنا يجب الاشاره انه قبل المؤتمر الثاني عشر.انعقد المؤتمر العاشر1921و المؤتمر الحادي عشر1922،اللذان ترؤسهما الرفيق لينين.هنا اشاره واضحه من قبل تروتسكي لرفضه النظام الداخلي اللينيني-المترجم)