ومازالت دول الرأسمال... رأسمالية


جاسم محمد كاظم
2016 / 1 / 4 - 13:06     

يقول البعض بان الرأسمالية انتهت من الوجود وان إنتاج السلعي اليوم ليس رأسماليا بل يعود إلى ما قبل الحقبة الرأسمالية ولا أريد الدخول في التفاصيل .
ومن خلال عملي كمتخصص في الاقتصاد وإدارة الإعمال الدولية ومن خلال الاطلاع المباشر على عمل الشركات من خلال البيانات والجداول الإحصائية ولمناهج التدريسية وما ينشر على صفحات النت ومن خلال الزيارات الميدانية إلى مواقع هذه الشركات وتدريسه في الأكاديميات والجامعات العلمية .
حينما نقول بان الرأسمالية انتهت من الوجود فان هذا يعني تلاشي الإنتاج الرأسمالي تماما بانتاج بديل للسوق وحلول نظام اقتصادي آخر للسوق .
لكننا نلاحظ اليوم فيض الإنتاج الهائل وإغراق السوق وحين نقارن هذا الكم الهائل للسلع المنتجة اليوم ونقارنه بما كان ينتج قبل 40 سنة فان الرقم يكون خيالي وغارق في الخيال وتكون النسب الإحصائية مرتفعة بشكل خيالي عن عالم الأمس القريب .
وحين ندخل في تفاصيل عمل الشركات الرأسمالية فإنها لازالت تنتج بكفاءة أكثر من سابقتها مثل شركات GMC التي تنتج ألاف السيارات الحديثة المصدرة إلى مختلف بقاع العالم ولو اعترفنا أن واردات هذه الشركة من النقد تفوق أكثر ميزانيات أكثر من 10 دول من دول الشرق متوسطية ..
وإذا تطلعنا أكثر في المعرفة فان ملكية هذه الشركة تعود لفرد مالك واحد مثلما تعود مدينة ميدانتا الطبية الهائلة لمالك واحد يتحكم بكل شي .
ولا تختلف بقية الشركات الأوربية الأخرى في شكل الملكية للمالك الواحد مثل FIAT..وRENOUT و و PEGOUTواليابانية MITSUBESHI-TOYOTA..
تعمل هذه الشركات ببيع أنتاجها بأسعار خيالية تفوق قيمة الواردات والمواد الداخلة في الصناعة بما لا يقاس ويعمل ألاف العمال من مخترعين . مهندسين وتقنيين وعمال مهرة .مسوقين .وكلاء مبيعات في هذه الشراكات ليل نهار.
وان الأجر الذي يتقاضاه العامل أو المهندس الاختصاص يقل كثيرا جدا عن قيمة الواردات التي تحصل عليها هذه الشركات وكأن العامل يعمل بربع الأجرة ,
لا تخضع هذه الشركات للدولة بل أن هذه الشركات هي الدولة والصانعة للقرار .
لا تسمح هذه الشركات لغيرها أبدا من الدول والمؤسسات المؤممة بالمنافسة والظهور في السوق وإنتاج الصناعة المولدة للصناعة مثل ما قامت عليها أكتوبر الظافرة وهاهي اليوم تحارب حد الموت وتنفق كل شي في سبيل تعويق كل من يحاول الإنتاج البضاعي ومنافستها في السوق.
فتتدخل السياسة بعنف وتحرك حاملات الطائرات ويظهر مجلس الأمن على السطح ونسمع بالعقوبات العقوبات الاقتصادية ويصل الأمر إلى تخفيض أسعار النفط مثلما نرى اليوم من اجل قتل كل نفس تحرري .
وأن المالكين لهذه المؤسسات من ملوك المال وباستطاعتهم شراء دول كاملة وإثارة حروب وتمويل جيوش هائلة ومليشيات تستطيع خوض الحروب لسنوات عديدة وبتشريع دولي مقنون .
ويذهب البعض بعيدا بان زعيمة الرأسمال العالمي أميركا قد انتهت وإنها أصبحت من الدول المدينة وتوقف فيها فيض الإنتاج تستورد أكثر مما تنتج .
والذي يسمع عن أميركا غير الذي يدخل فيها ويقرءا كتب التدريس والمناهج ويشاهد كم الإنتاج الهائل .
يظن البعض بان اليابان هي الملك الالكتروني بالإنتاج العالمي لكن من يرى الإنتاج الأميركي للالكترونيات يجد أن اليابان متخلفة جدا أمام هذا الإنتاج الأميركي المتقدم .
ولازالت هذه الشركات هي الرائدة في عالم اليوم بامتلاك حصص السوق والهيمنة علية منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية إلى اليوم بانتاج الأشياء والسلع غير المسبوقة باختراعها وتقديمها كأول مرة وتقوم هذه الشركات بالدراسات المتقدمة جدا في مجال الاختراع والتسويق وتمتلك تفوقها غير المسبوق بالميزة التنافسية المحتكرة لديها لمواجهة المنافسين .
طبقت الشركات الأميركية بعد منتصف التسعينات نظرية نقل خبراتها إلى دول الشرق لاستغلال العمالة المتدنية هناك والتوسع بالإنتاج من خلال تنزيل التكلفة وطبقت نظام الهيكل التنظيمي الفدرالي التوجيهي من خلال حرية التكيف مع هذه البيئات المحلية .
وحذت الشركات الأوربية نفس المنحنى بالتنظيم الفدرالي اللامركزي وحرية عمل الفروع بعيدا عن الشركة الأم .
بينما بقيت الشركات اليابانية تتبع الأسلوب المركزي حتى مع شركاتها في ما وراء البحار والشركات التابعة لها بأخذ نظرية المركز وعدم السماح لغير اليابانيين بتولي مناصب الإدارة العليا فيها لذلك بقيت هذه الشركات قليلة الفعالية بعدم الانتشار في الأجواء المحلية .
أن عالم اليوم المعولم قد كفل لهذه الشركات حرية العمل والإنتاج الهائل من خلال سياسية امبريالية متوحشة تقضي بسرقة كل الموارد الأولية للدول وامتصاصها ووصلت ذروتها إلى تغيير ملامح العالم وشكله السياسي وخريطته الجغرافية من خلال سياسة متوحشة جدا تضمن البقاء الرأسمالي في أعلى أدوارة وأطواره المتسلسلة .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جاسم محمد كاظم