الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....9


محمد الحنفي
2015 / 11 / 10 - 20:16     

لا يمكن أن تصور الديمقراطية بدون انتخابات كما أن الانتخابات لا يمكن أن تكون هي الديمقراطية.

القائد العمالي الخالد:

المرحوم أحمد بنجلون.

الإهداء إلــــى:

ــ شهداء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وكل من فقدناهم ممن كان لهم أثر بارز على جميع المستويات.

ــ الفقيد القائد العمالي الكبير: أحمد بنجلون، الذي قاد تجربة حزبية مناضلة في ظروف عسيرة.

ــ مناضلي حزبنا الأوفياء للمبادئ الحزبية، وللقيم النضالية المتقدمة، والمتطورة.

ــ كل من ترشح باسم الحزب، من أجل إحداث ثغرة، لها شأن، في الوعي المقلوب للجماهير الشعبية الكادحة.

ــ من أجل مغرب متقدم، ومتطور.

ــ من أجل انتخابات حرة، ونزيهة، بعيدا عن كل أشكال التزوير، التي تفسد الحياة السياسية.

ــ من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

محمد الحنفي


أي دور لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ولفيدرالية اليسار الديمقراطي في الانتخابات؟:.....2

3) وفي إطار اتخاذ قرار المشاركة الحزبية بشكل منفرد، أو في إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي، فإن الحزب، أو الفيدرالية، يصير كل منهما معنيا بعملية الأجرأة من خلال:

ا ـ الدعوة إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية، مع استحضار موقف الحزب، أو الفيدرالية، من اللوائح بشكلها القائم، والقاضي بضرورة إعداد لوائح جديدة، خالية من كل الشوائب، التي تسيء إلى الانتخابات، خاصة اعتماد البطاقة الوطنية، لتسجيل كل الحاملين لهذه البطاقة، من أجل التخلص من الشوائب المشينة، وفي نفس الوقت، لتمكين كل حاملي البطاقة الوطنية، من التسجيل في اللوائح الانتخابية، التي لا يستثنى من التسجيل فيها إلا الذين لا يحق لهم التصويت، بموجب القانون، أو بموجب حكم قضائي.

ب ـ إعداد لوائح المرشحين الحزبيين، أو الفيدراليين: اللائحية، والفردية، على المستوى الوطني، والجهوي، والإقليمي، والمحلي، في إطار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وفي إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي، على أن يعتبر الترشيح نضاليا، من أجل نشر الوعي الديمقراطي، في صفوف المواطنين / الناخبين، وإعدادهم لممارسة الاختيار الحر، والنزيه، ودون خضوع لأي شكل من أشكال الإغراءات، التي يمارسها المرشحون الفاسدون، كما تمارسها الأحزاب الفاسدة، وتمارسها الطبقة الحاكمة.

ج ـ خوض الحملة الانتخابية، إما باسم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وإما باسم فيدرالية اليسار الديمقراطي، من أجل توعية المواطنين / الناخبين، بأوضاعهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبمختلف البرامج الانتخابية، وخاصة برنامج الحزب، أو الفيدرالية، في أفق صيرورة المواطنين / الناخبين، مالكين لوعيهم الكامل، وقادرين على الاختيار الحر، والنزيه.

د ـ ضرورة تكثيف المراقبة على مكاتب الاقتراع، طيلة اليوم، وإحصاء كافة الخروقات التي يقوم بها أعوان السلطة، والمرشحون الفاسدون، والأحزاب الفاسدة، أثناء إدلاء المواطنين / الناخبين بأصواتهم، بطريقة تنتفي فيها الحرية، والنزاهة، والتبليغ بكل الخروقات، وممارسة الاحتجاج المشروع، إذا اقتضى الحال ذلك، حرصا من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومن فيدرالية اليسار الديمقراطي، على حرية الاقتراع، ونزاهته.

ه ـ ضرورة التتبع الدقيق، لفرز الأصوات في المكاتب الفرعية، وعلى المستوى المركزي، ورصد الخروقات المرتكبة أثناء عملية الفرز، والتبليغ بها، إلى الجهة المسؤولة، وفضح كل الممارسات الهادفة إلى التزوير، على مستوى المكاتب الفرعية، والمركزية، وعلى المستوى الوطني، واعتبار الانتخابات مزورة، في حالة سيادة التزوير، وعدم نزاهتها بنسبة معينة، إذا كانت حالات التزوير قائمة، ونزيهة، إذا انتفت حالات التزوير من كل الدوائر الانتخابية، وعلى المستوى الوطني.

وكيفما كان الأمر، فإن على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وعلى فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن يعلن كل منهما موقفه الصريح، والواضح، من إجراء عد الأصوات، ومن الخروقات المرتكبة أثناء العد، وعلى جميع المستويات، حتى يتم الحكم على عملية العد بالنزاهة، أو عدم النزاهة.

و ـ تحديد الموقف من النتائج المعلنة:

هل جاءت مطابقة لتوقعات المواطنات، والمواطنين / الناخبات، والناخبين أو غير مطابقة لتلك التوقعات؟

وهل جاءت مطابقة لإجراء عد الأصوات، أو غير مطابقة له؟

لأن الجهات المشرفة على الانتخابات، تتصرف في النتائج على هواها، لتعلن من تشاء فائزا، من بين المرشحين، دون أن يحظى بتصويت المواطنات، والمواطنين / الناخبات، والناخبين على برنامجه الحزبي.

وقد تعرف تلك الجهات حدودها، وتلتزم بإعلان نتائج صناديق الاقتراع، كما هي، ودون أن تتصرف فيها، مما يعطي للنتائج مصداقيتها، التي تنعكس إيجابا على الواقع.

وفي جميع الحالات، فإن على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وعلى فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن يعلنا موقفهما الإيجابي، أو السلبي، من نتائج الانتخابات، سواء كانت معبرة عن احترام إرادة الشعب المغربي، أو غير معبرة عن احترام تلك الإرادة.

ز ـ والأمر لا يتوقف عند مجرد إعلان النتائج، بل لا بد من تتبع ما يجري أثناء تشكيل المجالس الحضرية، أو القروية، من أجل رصد الخروقات التي ترتكب في هذه المرحلة، وكيف يتم شراء ضمائر الناخبين الكبار بالملايين، التي تتعدى كل الحدود، وتفسد العملية الانتخابية جملة، وتفصيلا، وقد لا ترتكب تلك الخروقات، من أجل أن يصير تشكيل المجالس من الأعضاء الفائزين في الانتخابات المباشرة، الذين يختارون عن طريق التصويت السري، من يترأسهم في اجتماعاتهم، ويصير في نفس الوقت، رئيسا للجماعة الحضرية، أو القروية. وهو ما يجب أن يتخذ فيه حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أو فيدرالية اليسار الديمقراطي، موقفا إيجابيا، أو سلبيا، حتى يبقى ذلك الموقف للتاريخ.

ح ـ وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وفيدرالية اليسار الديمقراطي، لا يتوقفان عند حدود تشكيل المجالس، وإعلان الموقف منها؛ لأن من المهام اليومية لهما، تتبع عمل المجالس، واداءها اليومي، وما تمارسه باسم الناخبين في حق الجماعة، وما ترتكبه من خروقات، تقتضي من الحزب، ومن الفيدرالية، الفضح المستمر، ودون هوادة، ومن أجل إشاعة الوعي بين المواطنين، بنتائج الفساد الانتخابي، الذي ليس إلا امتدادا لممارسة الفساد السياسي، مع ضرورة إصدار بيانات في الموضوع، في إفق تنظيف الانتخابات، من كل أشكال الفساد.

وهكذا، يتبين أن أجرأة الانتخابات، تقتضي من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتلراكي، ومن فيدرالية اليسار الديمقراطي، الوقوف على أجرأة التسجيل في اللوائح الانتخابية، وعلى عملية الترشيح، وعلى فرز الأصوات، وعلى إعلان النتائج، وعلى تشكيل المجالس المختلفة، وعلى أداء تلك المجالس، حتى يصيرا فاعلين، ومستوعبين في نفس الوقت، لما يجري ميدانيا، في العملية الانتخابية من بداية التسجيل في اللوائح الانتخابية، إلى إعلان النتائج، متخذين في كل مرحلة، الموقف المناسب، وتبليغه للجماهير الشعبية الكادحة.

4) حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وفيدرالية اليسار الديمقراطي، لا يمكنهما القيام بدورهما، في أي انتخابات، على مستوى الجماعات الترابية، أو على مستوى الجهات، أو على المستوى الوطني، مالم يقم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وما لم تقم فيدرالية السار الديمقراطي، بالارتباط بالجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، ارتباطا جدليا، وعضويا في نفس الوقت.

فالاتباط الجددلي، يقتضي التفاعل الإيجابي مع الجماهير الشعبية الكادحة، عن طريق العمل على رفع مستوى وعيها بأوضاعها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والتنظيمية، وبالبرامج الانتخابية المختلفة، بما فيها البرنامج الذي يطرحه حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أو تطرحه فيدرالية اليسار الديمقراطي، سواء تعلقت البرامج الحزبية، أو الفيدرالية، بالمقاطعة، أو بالمشاركة في الانتخابات. والتفاعل مع الجماهير الشعبية الكادحة، يقتضي الاستفادة من هذه الجماهير، والتعلم منها، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى يصير حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وفيدرالية اليسار الديمقراطي، بتفاعلهما ذاك، معبرين عن إرادة الجماهير الشعبية الكادحة، فيما يصوغه الحزب، أوتصوغه الفيدرالية، مما يجري ميدانيا، وخاصة من السياسات المتبعة، في مختلف المجالات، انطلاقا من الاختيارات الرأسمالية التبعية، اللا ديمقراطية، واللا شعبية.

أما الارتباط العضوي، فهو الذي يتحول فيه حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وفيدرالية اليسار الديمقراطي، إلى جزء لا يتجزأ من الجماهير الشعبية الكادحة، يفكران بفكرها، ويرسمان الخطط انطلاقا من حاجتها، وينخرطان معها في النضالات التي تخوضها ضد الأوضاع القائمة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تستهدف مصلحتها، وتكرس استغلالها المادي، والمعنوي.

والارتباط بالجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، لا يعني الارتباط بالنخبة، التي تتجمع فيها كافة الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وتدعي أنها هي التي تملك كافة المفاتيح، في العلاقة مع الواقع، ومع الجماهير الشعبية الكادحة، لتفرض، بادعائها ذاك، قدرتها على جلب المصلحة للحزب، أو للفيدرالية، وعلى حساب المبادئ التي قام على أساسها الحزب، أو قامت على أساسها الفيدرالية. وإذا تم المس بالمبادئ، إرضاء للنخبة، وإرضاء لممارسي الانتهازية بأشكالها المختلفة، ذهب الحزب، وذهبت الفيدرالية. وهو ما يعني أن الارتباط بالنخبة، لا يعكس بالضرورة الارتباط بالجماهير، خاصة، وأن النخبة غالبا ماتكون فاسدة، وخاصة، عندما يتعلق الأمر بالانتخابات. فهذه النخبة هي التي تمارس الفساد الإداري، وتمارس الإرشاء، والارتشاء، والمحسوبية، والزبونية، وغيرها من المسلكيات التي تسيء إلى العمل الحزبي، والفيدرالي. وقلما تجد جزءا صغيرا من النخبة، لا يمارس الفساد بأنواعه المختلفة. فالارتباط بالنخبة شيء، والارتباط بالجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، ودون واسطة النخبة، شيء آخر. وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وفيدرالية اليسار الديمقراطي، ليسا في حاجة إلى النخبة، بقدر ما هما في حاجة إلى التعامل مع النخبة النظيفة، كجزء من الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.