خرافة ..اسمها التغيير الشعبي المجرد ...العراق نموذجا


جاسم محمد كاظم
2015 / 10 / 11 - 20:16     

خرافة ..اسمها التغيير الشعبي المجرد ...العراق نموذجا
هلهل البعض من الكتاب المعتاشين على مساعدات المنظمات الخيرية ومردودات الصحافة والرواتب التقاعدية فرحا بخروج المظاهرات المليونية في العراق واعتبر هذا الحدث في فكرهم خارقا للمألوف ينبأ بتغيير شعبي هائل يغير البني التحتية للدولة العراقية السائرة نحو الهاوية بعد إصابتها بالسكتة الدماغية .
وسار الزمن مغايرا لأفكارهم ولم تثمر شجرة التغيير التي اعتمدت على هذا النسق الشعبي من المظاهرات كثيرا بل بقيت بلا أغصان وفروع وتقلصت أخيرا نحو الانكماش والذبول مثلما تلاشت أفكارهم .
ولم يفطن ببال هؤلاء المفكرين الأفذاذ دور الحزب الطليعي في التنظيم والتخطيط وما يلعبه الوعي الطبقي من ثورة فكرية في التغيير فاعتمدوا على خرافة الاستقلالية غير المرتبطة بالحزب القائد .
ولهذا تلاشت التظاهرات شيئا فشيئا لم تحق شعارات التحرير العراقية ولو جزئا بسيطا من أهدافها ومطالبها المرفوعة وان كانت اغلب هذه المطالب نابعة من العقلية الجمعية البسيطة للواقع الطبقي المتمثلة بالعدالة والمساواة في توزيع الثروة وتغيير الظرف الاجتماعي نحو الأحسن عبر ترديد الخطاب ورفع اللافتة .
وبسبب طبيعة هذا الوعي البسيط الذي لا يرى ابعد من أنفة في التغيير التاريخي والجانب الإعلامي الهزيل والتكميم المتعمد الذي تفرضه أكثر القنوات الفضائية لاختلاف الرؤية مع ما تؤمن بة والاعتماد فقط على مواقع التواصل الاجتماعي وغياب القيادة الحقيقية المقتدرة المكافئة للسلطة استطاعت السلطة السياسية بذكاء من تخدير الوضع وإطالة الأمد عبر الوعود المهلهلة والمتغيرة الشكل والمضمون في كل حين .
وبسبب عدم وجود الوعي الطبقي الحقيقي للمتظاهرين الذي هو في حقيقته انعكاس للوجود الاجتماعي فان اغلب هؤلاء المتظاهرين مازال ينظر إلى هرم السلطة وسيدها الأعلى بعين التهويل ونظرة العقل الأبوي البدائي ويرى في شخصية أعلى الهرم مثل ما يرى في الأرباب المتعالية من قداسة الكلام والوعد دون أن يعي الجوانب الطبقية المهيمنة على هذا التفكير والوعي الزائف .
لذلك كان الوعي الطبقي العراقي رجعيا في اغلب أفكاره ونظرته إلى السلطة التي كانت مظهرا من مظاهرة ثم يعود ليكون أكثر ارتجاعية عبر مطالبته الجانب الروحي بالتدخل لتحقيق التغيير المنشود بدون معرفة أن هذا التغيير السلطوي سيكون نهاية للوجود الروحي الذي خلقة وكان واحدا من تجلياته المشهورة .
وهكذا تبقى الشعوب المعتمدة على النداء والشعار الخاوي من اجل التغيير حبيسة الوهم لافتقار واقعها إلى وعي اجتماعي منظم وقيادة فاعلة تستطيع من جمع كل الأوراق والتلاعب بها ومهما حلمت بالتغيير الوردي والجنة الموعودة المليئة بالرياحين وأصناف الفواكه فإنها لن تحصد سوى الحصرم .

///////////////////////////////
جاسم محمد كاظم