الماركسية ..ما بين التنظير .العمل والواقع


جاسم محمد كاظم
2015 / 10 / 2 - 21:20     

ربما أصبحت الماركسية اليوم تنظير كتابي يبتعد عن روح الثورة والتنظيم وتناولها البعض كمذهب ديني له مفسريه وشراحة كما يفعل كتاب اليوم .
يوضح انجلز في كتاب النظرية والممارسة بالقول .
"الشيوعية حركة وليست مذهبا ؛ أنها تنبثق من الحقائق لا من المعتقدات. وبقدر ما هي نظرية، بقدر ما هي تعبير نظري عن موقف البروليتاريا داخل هذا الصراع.. وشروط تحررها".
لكن الشيوعية اليوم تخالف هذه المقولة وتعاكسها بالاتجاه لأنها مذهب له مفسريه وأنبيائه وأئمته وربما يبالغ بعض الماركسيين بان يصف لنا غائبا في السرمدية يخرج لنا في حين من الزمن ليفسر لمنا ما قال الأولون .
مشكلة الماركسيون اليوم بأنهم يكتبون من وراء السحاب وهم جالسون في بلاد الجليد يفتحون صفحات الانترنت وليس لهم من عمل سوى فتح الشاشة على ما كتبة ماركس وانجلز بنظرية COPY>>PAST مع ترجمة الانترنت أو قواميس وبستر وأكسفورد .
وهكذا أصبحت الماركسية كلمات مجردة وتراشق نظري مابين معتنقيها وكل ماركسي يعتبر نفسه وريث ماركس الشرعي ولا يجوز مخالفته أبدا .
وأصبح الواقع والعمل الفعلي الحياتي لا يمثل لنا شيئا بل أن كل همنا الفكري يتمركز حول أسئلة حائرة تبحث عن إجابة مثل اللغز .
هل ثورة 1905 برجوازية أم عمالية ؟؟
وكل اختيار يوقع صاحبة في متاهة الخصام والردود العنيفة .
وهل اختلف ماركس عن لينين ؟؟
والأغرب من هذا سؤالا محير جدا تقول كلماته
"هل لينين ماركسي أم لا ؟؟؟؟
وبالنتيجة أصبحنا فرقا أسلامية تتطاعن بالكلمات مثل الفقهاء وأسئلتهم الجافة التي لا تمت للحياة بشي مثل :-
هل النوم يفسد الوضوء ؟؟..وشارب الخمر في النار .. وأيهما أعظم عند الله .. الكذب أم الغيبة .. وأيهما أنجس البول أم المني .؟؟؟
الماركسية عمل خلاق لتغيير الواقع وقلب لشروطه الحياتية وهي نظرية فكر وممارسة تنفيذ واقعي كما يصفها ماركس نفسه ..
"ليس بمقدور الأفكار وحدها تنفيذ شيء على الإطلاق. إن تنفيذ الأفكار بحاجة لرجال بمقدورهم ممارسة القوة العملية".
ومن اجل ما امن بة ماركس وانجلز فأنهم خاضا قتالا شرسا مع كل الثورات والطبقات العمالية مجسدين بحق نظريتهم الأممية من بون إلى باريس ثم إلى بروكسل ولندن متحدين قمع البوليس و رصاص الجيش لتغيير الواقع وتجسيد الحلم إلى حقيقة .
يقول ماركس بعد أن قمع البوليس والجيش أحدى الثورات العمالية التي شارك بها ..
"كان علينا أن نستسلم وننسحب من قلعتنا، لكننا نفعل ذلك ولكن معنا أسلحتنا وعتادنا... وراياتنا ترفرف... كلمتنا الأخيرة ستكون دائماً وفي كل مكان: تحرر الطبقة العاملة."
لا ينظر ماركسيو اليوم إلى الواقع المعاش وكيف نتفاعل مع الطبقة العاملة و عملها السليب ..و ماهي الشروط التي تحسن ظرف الواقع. ومن هي الطبقات المستغلة "بالكسر" التي تسرق عمل العمال اليوم ..
وكيف ننظم إضرابا في بلد ما ونساهم ببث الفكر التنويري وتقليل ساعات العمل ..زيادة الأجر للطبقة العاملة .
وتناست حتى الأحزاب الشيوعية أيامها المجيدة ودماء مناضليها الذي صبغ صالات السجون وقاعات الإعدام وكيف عملت المستحيل في زمن المنشور السري بالدفاع عن المظلومين في الأرض .
لا يعرف الماركسي الحالم الجالس في قلب لندن أو باريس كم هو عدد العمال في العراق وأيهم يعمل في قطاع الإنتاج البضاعي أو الخدمي .. وكم هو العدد في القطاع الخاص وما يقابله في القطاع العام ؟؟
وهل يختلف راتب شهادة البكالوريوس في وزارة الخدمة عن الوزارة التي تعمل بالإنتاج البضاعي .
ومن هي الطبقات المنكوبة و المغضوب عليهم .
وهل يعرف بان طبقة المهندسين تعاني إذلالا هائلا في المرتب قي وزارات الري والزراعة ..وان موظفو المالية والمصارف هم اقل الطبقات الوظيفية في مرتبات الراتب .
وان طبقة السائقين في القطاع الخاص تعمل الليل والنهار من اجل سد رمق عوائلهم فقط لارتفاع أسعار البنزين والزيت ...وغيرة الكثير الكثير .
كل هذا لا يعرفه ماركسيي الانترنت الجالسين وراء السحاب البعيد المتصارعين على الثرثرة .
كم هو رائع ثائر أكتوبر حينما يعجن ويشرح الواقع بين يديه ويشرح لمن يأتي من بعدة بان الماركسية لا تأخذ من الكراريس والكتب قدر أخذها من الواقع المعاش لأنة يتكلم بعقلية القائد الفذ لا عقلية الشاعر الحالم الذي يرصف حروف الثرثرة الجوفاء فقط .