اللينينية في مواجهة الذاتانية والموضوعانية - بيوتر فيدوسييف


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2015 / 9 / 19 - 13:55     

بيوتر فيدوسييف*

يزخر عصرنا يتغيرات هائلة في كل مجالات المجتمع الانساني، وتتطلب الظواهر الجديدة والعمليات لجديدة التي نشهدها تحليلاً نظرياً كاملاُ. وفي هذه الظروف تكتسب المادية الدياليكتيكية والتاريخية أهميةً متزايدة كمنهج لمعرفة الظواهر الاجتماعية.
ان التطبيق المتسق للمنهجية الماركسية اللينينية ذو أهمية خاصة في الصراع الأيديولوجي اليوم. فالتجربة تبين أن أي تحريف للماركسية، وأي ابتعاد عن منهجيتها في تفسير الظواهر الاجتماعية يؤدي في النهاية الى التخلي عن النظرية المادية للمعرفة. وقد أدرك لينين ذلك جيداً، ودافع عن النظرية المادية للعالم والفهم المادي للتاريخ وطورهما في نضاله الذي لا يكل ضد أعجاء الماركسية ومزيفييها.
وكشف لينين المواقع المنهجية الأولية لأعداء نظرية الماركسية الثورية وممارستها، وأوضح أن الأساس المنهجي للمفهومات البرجوازية عن التطور الاجتماعي هو اما الذاتانية في التاريخ-التي تتوافق معها الارادية في الممارسة- أو الجبرية التي تنطلق من التفسير الميكانيكي الميتافيزيقي للقوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي. وشهد لينين طيلة نشاطه صراعاً ضد هذين الاتجاهين في الحياة الاجتماعية، مبيناً تهافتهما النظري في مجال الفلسفة وعلم الاجتماع والاقتصاد السياسي، وكاشفاً عن اتجاههما الطبقي الرجعي.
ولا تقتصر اهمية نضال لينين ضد الموضوعانية والذاتانية بأي حال على مجرد الدفاع عن المنهج الجدلي في معرفة الحياة الاجتماعية، فلقد زودنا فلاديمير لينين بنماذج كلاسيكية لتطبيق هذا المنهج على ظواهر تاريخية جديدة، وساعد على اثرائه وتطويره، ولاحظ لينين مراراً أنه لا يكفي أن نعرف جيداً ونعتز بالتراث النظري الذي تركه لنا مؤسسو الماركسية بل أن من الضروري أن نطبق هذا التراث في الأوضاع الاجتماعية الملموسة، وفي تحليل كل تحول جديد للأحداث، وبخاصة حين تستلزم الظروف التاريخية المتغيرة اعادة النظر في بعض الصيغ السابقة، وطرح قضايا نظرية جديدة.

الذاتانية معادية للمادية
كثيراً ما يتهم نقاد الماركسية البرجوازيون لينين بالذاتانية والتقليل من شأن العمليات "التلقائية" الموضوعية للتطور الاجتماعي. ويقابل أمثال هؤلاء من مؤلي الماركسية بين لينين وماركس، مصورين الأمر وكأنما ماركس قد أكد وأبرز الأساس المادي والموضوعي للعملية لاالثورية، في حين أن لينين-في قولهم-قد أهمل هذه العمليات، وراهن بكل شيء على العوامل الذاتية في التاريخ. وهكذا نشر النمساوي ارنست فيشر مقالاً في صحيفة تايمز اللندنية في اغسطس 1969 زعم فيه أن لينين قد قلل العمليات التلقائية للحركة الثورية، وانتهى بالأمر كله الى مجرد تنظيم أقلية ثورية.
والواقع أن لينين اعتبر الذاتانية نقيضاً لمعالجة العلمية لمسائل النضال الثوري، فمنذ نهاية القرن التاسع عشر أوضح لينين في كتابات مثل (من هم اصدقاء الشعب، وكيف يحاربون الاشتراكيين الديمقراطيين) و(المحتوى الاقتصادي للشعبوية ونقده في كتاب ستروف) و(تشخيص للرومانسية الاقتصادية) التهافت المنهجي للذاتانية وما يرتبط بها من التشدق بالمشروعات الاجتماعية من جانب الأيديولوجيين البرجوازيين الصغار على اساس تحليل نقدي لعلم الاجتماع الذاتي للشعبويين، وللمفاهيم الذاتية في الاقتصاد السياسي.
لقد حاول دعاة المنهج الذاتاني في علم الاجتماع ن. ميخايلوفسكي وغيره، أن يثبتوا أن الماركسية (محدودة) زاعمين أنها لا تضع في الاعتبار دور الشخصية في التاريخ، ولا تدخل في حسابها سوى (الضرورة التاريخية) و(المقولات الاقتصادية) وأكد لينين وهو يدحض هذه المزاعم أن (التاريخ كله، تصنعه أفعال الشخصيات، الذين لا شك في أنهم قوةً فعالة).
وأوضح لينين-مشيراً الى حجج الشعبويين عن الشخصيات (الأحياء) الذين يزعمون أن الماركسية قد تجاهلتهم- أن الشعبويين في الواقع انما يرددون خطأ فلاسفة القرن الثامن عشر، الذين سعوا الى المناقضة بين الفرد وأهجافه وأفكاره التي لا بد وأن تنشأ والبيئة الاجتماعية التاريخية. لقد انتقد الشعبويون الماركسية من مواقع فلسفة الأمس، فالشعبوي حين ينظر الى البيئة والى فرد مجرد ما فوق التاريخ كعاملين مستقلين ما فوق التطور التاريخي فانه (انما يمحو كل تطور العلم الاجتماعي منذ نهاية القرن الماضي، ويرتد الى التأمل العقلاني الساذج، الذي يتجاهل وجود العلاقات الاجتماعية المحددة وتطورها. انه يمحو بضربة قلم، كل ما أحرزه العقل البشري في محاولته لفهم الظواهر الاجتماعية وتطورها، وهو ما كلفه قروناً من البحث).
واعتبر لينين أن أعظم ما أنجزه العلم الاجتماعي في القرن التاسع عشر (وهو ما تجاهلته المدرسة الذاتية في علم الاجتماع) هو الفهم المادي للتاريخ الذي عرضته مؤلفات مؤسس الماركسية. وقد كان ماركس، هو الذي نجح في ازالة المقابلة بين الفرد والبيئة الاجتماعية التي غرق فيها واضعوا الأبنية العقلانية في القرن الثامن عشر.
لم يكن الفارق الحقيقي بين الشعبوي والماركسي-عند لينين- هو أن الأول يدرس (الأفراد الأحياء) في حين يعتبر الثاني مثل هذه الدراسة غير اساسية، وانما هو الفارق بين المعالجة غير العلمية لدراسة المجتمع، بما في ذلك أفعال وسلوك الأفراد الواقعيين الذين يتكون منهم المجتمع، ذلك ان امكانية وصف دوافع سلبوك الأفراد لم تنشأ للمرة الأولى الا حين ثبت أن هذه الوافع تتحدد في النهاية بالعلاقات الاقتصادية التي لا تتوقف على ارادتهم.
وقد بدأ لينين دراسة علم الاجتماع الذاتي للشعبويين بالسؤال عن مدى توافقه مع متطلبات المعرفة العلمية. وتوصل نتيجةً لتحليله الى استخلاص أن الأيديولوجيا الذاتية لا يمكن الا أن تكون شكلاً ايديولوجيا للتعبير عن (أفكار ومشاعر) واضعيها الذين يمثلون-بدورهم-مجموعة اجتماعية محددة. وبعبارة أخرى فان مشكلة القيمة العلمية لنظرية ما، تتخذ أبعاد مشكلة الجوهر الاجتماعي، الطبقي للنظرية.
ولمنطق هذه الحجة أهمية بالغة لأن نقاد اللينينية البرجوازيين يعزفون دائماً على فكرة أن لينين في زعمهم قد (فرض) مشكلة التحزب على النظرية الاجتماعية، وأنه (طالب) العلم الاجتماعي-وهو في قولهم محايد في جوهره النظري-المعرفي-بموقف طبقي محدد. بيد أن الأمر على العكس تماماً. فلقد وصل لينين الى استخلاصه عن الوظيفة الأيديولوجية للنظرية الاجتماعية بشكل محدد نتيجةً لتحليل جوانبها المتعلقة بالمعرفة.

ولننتقل الان الى دراسة مواقف ميخايلوفسكي المنهجية في (من هم اصدقاء الشعب وكيف يحاربون الاشتراكيين لديمقراطيين).
لقد اتهم ميخايلوفسكي ماركس بالعجز عن تقديم تعريفات من طراز (ما هو المجتمع عموماً؟) و(ما هو التقدم عموماً؟) وما الى ذلك. وعلى هذا الأساس استخلص ميخايلوفسكي أن الفهم المادي لتاريخ الذي وضعه ماركس لم يوجد أصلاً.
ولاحظ لينين في المقام الأول أن صياغة ميخايلوفسكي ذاتها للمشكلة تتعارض مع معايير البحص العلمي. فالفهم العلمي للمجتمع والتقدم وما الى ذلك يمكن أن يكون نتيجة لا مقدمة للدراسة. وليس أمام العلم سوى طريق واحد للتوصل الى لمعنى (المجتمع) وهو: من خلال تعميم وتحليل الوقائع التجريبية التي تشكل محتوى لحالات الاجتماعية التاريخية الواقعية، وابراز أكثر الخصائص اساسيةً من بين هذه الوقائع، وتبيان ظهورها في مختلف الظروف الاجتماعية. وبالعكس، فان ما طالب به ميخايلوفسكي علم الاجتماع هو، حسب ما يقول فلاديمير لينين: (أوضح أعراض الميتافيزيقيا التي بدأ بها كل علم: فطالما لم يكن الناس يعلمون كيف يبدأون دراسة الوقائع، فقد ابتدعوا- بشكل مسبق- نظريات عامة كانت عقيمةً دائماً).
ولفت لينين الانتباه الى حقيقة أن تسعة أعشار النظريات الاجتماعية في عصره كانت تتألف بالتحديد من مثل هذه الحجج التأملية. وبالطبع لا يمكن تفسير هذا كله بمجرد أوهام فردية للعلماء. فاذا كان العلماء رغم هذا يستخدمون مرةً بعد الأخرى مثل هذه المناهج التي (لا تتقدم شعرةً واحدة بفهم ولو بضع علاقات اجتماعية قليلة لكنها واقعية)، فانها بالتالي لا تؤدي وظيفةً متعلقةً بالمعرفة وانما وظيفة اخرى. ووصف لينين هذه لوظيفة كما يلي: (... ان مثل هذه المناهج بدلاً من أن تسهم في دراسة المشكلة وايضاحها، انما تضفي على مفهوم "المجتمع" اما الأفكار البرجوازية للبدال البريطاني أو المثل الاشتراكية البرجوازية الصغيرة للديمقراطيين الروس-ولا شيء أكثر من ذلك). ومثل هذه النظرة لمشكلة القيمة العلمية للنظرية الاجتماعية تقودنا الى مشكلة الطبيعة الطبقية والحزبية لهذه النظرية.

ان النظرية الماركسية اللينينية انما تسجل الحالة الواقعية للعلم الاجتماعي في مجتمع طبقي، وادائه الفعلي لوظيفة ايديولوجية الى جانب وظيفته المتعلقة بالمعرفة، ومن هنا فان اتهام الماركسية اللينينية بأنها تثير (بشكل مصطنع) و(غير مشروع) مسألة الطبيعة الطبقية للمعرفة الاجتماعية هو اتهام خال من اي اساس.
وينبغي ان نؤكد أن لينين لم ينتقد النظريات الشعبوية فحسب على اعتبار انها ايديولوجيا-قد عكست مصالح مجموعة محددة وأمانيها، بل لقد انتقد علم الاجتماع الشعبوي في المقام الأول لأن وظائفه الأيديولوجية والمعرفية كانت متناقضة ولأنه أحل محل المنهج العلمي أبنية ذاتانية.
لقد درس لينين هذه المدرسة كمظهر من المظاهر الممكنة للذاتانية في العلم. ومن هنا فان لانتقاده مغزىً كلياً، فجذر الذاتانية في علم الاجتماع-كما أوضح لينين-هو عجز علماء الاجتماع أو عدم رغبتهم في أن (يميزوا المهم وغير المهم في شبكة الظواهر الاجتماعية المعقدة) كي يجدوا معياراً موضوعياً لهذا التمييز.
ونحن نجد الذاتانية كمنهج نظري في كل مكان، حيثما يوجد أفكار لوجود حقيقة موضوعية ومعايير موضوعية لمعرفة للمعرفة الاجتماعية، وحيثما يحل محل استكشاف الحقيقة العلمية التأمل والسفسطة، والنسبية التاريخية والسوسيولوجية. غير أن خطر الذاتية لا يوجد فحسب عندما تصاغ في نسق كامل من المبادئ. فاحلال غير الهام محل الهام، وخلط الأساسي بغير الأساسي، واضفاء صفة المطلق على القضايا النظرية، يمكن أن يقود الباحث الى أخطاء ذاتية في كل مرحلة من مراحل تغلغله الى جوهر الظواهر الاجتماعية.
والذاتانية لا تقف دائماً بصورة مكشوفة ضد المعالجة العلمية، او تقيم ابنية طوباوية في مواجهة الدراسة العلمية الدقيقة للعلاقات الاجتماعية. فالطوباوية و(الرومانسية) باعتبارهما سببين نموذجيين وفي نفس الوقت نتيجتين للانحرافات الذاتانية عن منهج الدراسة العلمي، كثيراً ما يظهران في شكل حقائق تستند الى العلم، وتضع في اعتبارها-في زعم اصحابها-انجازات الفكر العلمي. وقد اولى لينين هذا الشكل (بالتحديد) أهميةً بالغة، منتقداً-بشكل خاص المفهومات الرومانسية في مجال الدراسات الاقتصادية.
فالنظرة الذاتانية يمكن ان تسجل نفس الظواهر ونفس عمليات الحياة الاجتماعية التي تندرج ايضاً في اطار النظريات العلمية. وقد أكد لينين بشكل خاص في كتابه (تشخيص الرومانسية الاقتصادية) أن مفهوم الرومانسيين الاقتصاديين ونظرية ماركس يشيران الى ذات التناقضات في الاقتصاد الاجتماعي في ظل الرأسمالية. ومن الممكن كذلك ان نلحظ ظاهرة اجتماعية (موضوعية) من ظواهر اقتصاد المجتمع الرأسمالي مثل وجود الأزمات والبحث عن اسواق اجنبية، وزيادة الانتاج في وقت هبوط الاستهلاك، ووجود الاحتكارات، والتأثير الضار للصناعة الالية على العامل وما الى ذلك دون أن نخرج عن حدود نظرية اقتصادية ذاتانية وفي هذا الصدد يواجه النقد العلمي للذاتانية مشكلتين: الأولى، اين وفي اي مستوى من الدراسة ولأي سبب يبدأ ابتعاد (الرومانسي) عن متطلبات المنهج العلمي، والثانية كيف ينبغي للنظرية العلمية (الماركسية) ان تنظر الى الأبحاث التي يقوم بها في علوم اجتماعية معينة باحثون لا يتمسكون بموقف الفلسفة العلمية الماركسية.
اما عن اجابة السؤال الأول فقد أوضح لينين أن انحراف (الرومانسي) عن متطلبات المنهج العلمي يبدأ حيث يتطلب تحليل حالة اقتصادية واقعية للمجتمع مقدماً تقديراً لهذه الحالة من زاوية افاق صراع القوى والاتجاهات الاجتماعية، من زاوية الصراع الطبقي، وحيث يدخل الموقف الأيديولوجي للباحث في التناقض مع موقفه كعالم.
واما عن اجابة السؤال الثاني فنجدها في مؤلفات لينين اللاحقة وبخاصة في (المادية والنقد التجريبي) حيث ميز لينين بين الدراسات الخاصة في العلوم الاجتماعية والاستخلاصات التي تعبر عن الموقف الحزبي للعالم. ومهمة الماركسي-كما أكد لينين-هياستيعاب واعادة تفكير النتائج الملموسة التي تحققت في اطار هذه الدراسات، والقدرة على التغلب على خطها الرجعي.

ويوضح كتاب (المادية والنقد التجريبي)، التهافت الكامل التفسير الذاتي المثالي لمشكلة الحقيقة، ويكشف أهمية الفهم المادي الدياليكتيكي للحقيقة الموضوعية في نظرية المعرفة والعلم والنشاط العملي.
ومن المشكلات الرئيسية التي درسها لينين في هذا المؤلف مشكلة موضوعية الحقيقة، فمن المعرفو أن محاولات تفسير الحقيقة بروح النسبوية والاصطلاحية قد سادت في هذه الفترة تحت تأثير التطور السريع للمعرفة العلمية، واعادة النظر في افكار علمية كانت تبدو ثابتة، وانهيار كل النظريات واحلال اخرى محلها.
وواجهت هذه الاتجاهات معارضة الفلسفة الماركسية على يد فلاديمير لينين عن دياليكتيك المعرفة، والعلاقة بين الحقيقة المطلقة والحقيقة النسبية، ووقف لينين-مدركاً الطبيعة النسبية لمعرفتنا-ضد العقائدية، ضد تحجر الفكر، ومن أجل التطوير الخلاق للنظرية. وفي نفس الوقت أكد موضوعية المعرفة الانسانية، وأوضح دياليكتيك تحول المعرفة النسبية الى حقيقة مطلقة، وخاصة المعركة ضد النسبوية التي تنكر صحة القضايا الأساسية للعلم، بما في ذلك النظرية الماركسية عن التطور الاجتماعي.
وعادةً ما يحاول الذاتانيون ان يبدوا في صورة أعداء الجمود العقائدي، لكنهم يفهمون العقائدية ذاتها كمجرد مرادف لكل ما هو محافظ ومعترف به عموماً، نتيجةً لذلك فانهم يحولون الصراع ضد الدوغما الى انكار عدمي لكل قيم الماضي، والحقائق المثبتة، وبحث عن الابتكار من أجل الابتكار.
اما عن لينين، فقد كانت الدوغما دائماً الوجه الاخر للذاتانية، وانحرافاً وابتعاداً عن الحقيقة الموضوعية، ومن هنا فقد أكد أنه (لا يمكن أن توجد دوغما حيث يكون المعيار الأسمى والوحيد لمذهب ما هو توافقه مع العملية الفعلية للتطور الاجتماعي والاقتصادي).
وأوضح لينين وهو يكشف الذاتانية والنسبوية، ويعرض دياليكتيك الحقيقة المطلقة والنسبية في عملية المعرفة دور الممارسة كأساس للمعرفة، وكمعيار موضوعي للحقيقة.
كما أكد-على عكس البراغماتية التي ترى في المنفعة والفائدة معيار الحقيقة-ان الحقيقة الموضوعية لا تتوقف على أهداف ونوايا الانسان. فالمعرفة من حيث هي معرفةيمكن أن تكون مفيدة بالتحديد لأنها تحوي حقيقة موضوعية. وصاغ لينين بوضوح القضايا الأساسية للنظرية المادية عن المعرفة في هذه المسألة: (ان المعرفة لا يمكن أن تكون مفيدة بيولوجياً، مفيدة في الممارسة الانسانية، مفيدة في المحافظة على الحياة، مفيدة في المحافظة على النوع، الا حين تعكس الحقيقة الموضوعية، الحقيقة المستقلة عن الانسان).


بيوتر فيدوسييف* 1908-1990، أكاديمي وفيلسوف ماركسي سوفييتي، عالم اجتماع، وعضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي من السنوات 1961-1989 وناشط اجتماعي،بطل العمل الاشتراكي، كان عضو شرف في اكاديمية العلوم الهنغارية، وعضو أجنبي في أكاديمية العلوم البلغارية، والمانيا الديمقراطية، كان متخصصاً في المادية الجدلية، والالحاد العلمي، وناقد لعلم الاجتماع البرجوازي