حقائق عن جورج أورويل / 5


حسين علوان حسين
2015 / 9 / 18 - 01:43     

4 . الاسماء الأخرى "للشيوعيين المتخفين و رفاق الدرب" حسب حكم الأخ الأكبر للإمبراطورية البريطانية أورويل و التي قام بإدراجها (بالتعاون مع كوئيستلر و ريس) في دفتر ملاحظاته الفضيحة و سلم غالبيتهم العظمى للآي آر دي

بالإضافة إلى (38) اسماً ممن زود أورويل الآي آر دي بهم مقرونة بملاحظاته (الصبيانية و الافترائية) ضدهم ، فإن دفتر ملاحظاته يشتمل على مائة و خمس و ثلاثين اسماً لشخصيات لامعة و ذات اعتبار و تقدير عالمي أطلق أورويل حكمه الاعتباطي عليهم بكونهم "شيوعيين متخفين ، أو رفاق الدرب" . علماً بأن أورويل كان قد كتب مرة لصديقه دوايت ماكدونالد متفاخراً بأن بمستطاعه "شم رائحة" الشيوعي المتخفي ؛ و لكن الأكيد هو أننا هنا حيال شمنا للرائحة العطنة التي تزكم الأنوف لشرطي الإمبراطورية القديم ، ليس غير . و الجدير بالذكر أن كاتب سيرته (برنارد كريك ، 1980) يثبِّت واقعة أن أورويل قد زود المخابرات البريطانية بأسماء ست و ثمانين من تلك الشخصيات الجليلة . هنا يعلق صديقه ريتشارد ريس (الذي انتدبه أورويل لجلب دفتر ملاحظاته من جزيرة جورا كي يتسنى له اعتماده كقاعدة بيانات لإعداد قوائمه السوداء) أنهما – هو و أورويل – كانا يطلقان على أولئك الكتاب و الفنانين اللقب الفرنسي القبيح : (Bête noire) و تعني : البهيمة السوداء ! من هو البهيمة السوداء قولاً و فعلاً : جورج برنارد شو و كاثرين هيبورن ؛ أم جورج أورويل و ريتشارد ريس ؟ و لم يغفل أورويل عن تضمين قائمته هذه أسماء كل ناقدي أكاذيبه ، بل و حتى اسم مفتشه من دائرة ضريبة الدخل ! "إنهم شيوعيون دمويون ، مفتشي الضريبة هؤلاء !" يدوِّن "شرطي التفكير المجنون" أورويل في دفتره العائد لعام 1945 .
أدناه "باقة" بأسماء "الشيوعيين المتخفين" و رفاق دربهم الذين أدرج أورويل أسماءهم في دفتره ، و سأضع ملاحظاته عنهم بين (قوسين) بعد الاسم :

الكاتب المسرحي الايرلندي : جورج برنارد شو (ليس من النوع المربوط على نحو محكم ، و لكنه مؤيد موثوق للاتحاد السوفيتي في كل شيء)
الروائي الأمريكي : جون شتاينبيك (كاتب مُزيَّف . نصف غرير)
الكاتب المسرحي الايرلندي : شون أوكيسي (غاية في الغباء)
الشاعر : ستيفن سبندر (متعاطف وجداني ، لوطي التوجه ، مصاب بمرض السكري)
المغني الأمريكي الأسمر : پول روبسن (زنجي أمريكي ، يعادي بشدة الجنس الأبيض)
الكاتب و عضو البرلمان البريطاني و الوزير في حكومة هارولد ولسن لدورتين : ريتشارد كروسمن
الكاتب و عضو البرلمان البريطاني : هاري والاس (مُساند)
عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال : كوني زلياكوس (فنلندي . يهودي)
عالم الأحياء : ج . ب . برنال (ايرلندي)
الصحفي : أيان ميكاردو (سخيف . يهودي)
الكاتب و المترجم الأمريكي : لويس آدَمِتش (يوغو- سلافي . معادي جداً لبريطانيا)
المغنية الأمريكية فيرا دين : (روسيّة)
الشاعر : سيسل داي- لويس (لا يمكن الوثوق به دائماً)
الكاتب الفرنسي : إي مونييه (زَلِق)
المؤرخ : ج . ب . تايلر (معادي لأمريكا)
عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال : جون بلاتس- مِلز
عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال : بيسي برادُك
الكاتب و داعية السلام : اليكس كَمْفَرْت
الناشطة اليسارية : نانسي كَنَرْد
الممثلة الامريكية : كاثرين هيبورن
السياسي و عالم الإقتصاد : هارولد لاسكي
الروائي الإيرلندي : ليام أوفلاهيرتي
الشاعر و الكاتب و الناقد : راندل سوينغلر
عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال : ستيفن سوينغلر
المخرج و الممثل السيمي : أورسون ويلز
عالم الأحياء : سولي زوكرمن
الكاتب و عالم الاقتصاد : ج. د. هـ . كول
إلخ ، الخ ، الخ !
يلاحظ في هيكلية القائمة أعلاه أن العدد الأكبر فيها الذي يتخيره أورويل إنما هو لليهود و للايرلنديين . و من المعلوم و المفروغ منه أن أورويل لاسامي دنف (سأعود لهذا الموضوع ) . و لكن ماذا عن حقده على الايرلنديين ؟ السبب في ذلك هو أن الشرطي الإمبراطوري القديم أورويل كان حاقداً حد اللعنة على الايرلنديين بسبب كفاحهم المشروع لنيل الاستقلال لبلدهم عن بريطانيا العظمى ، و هو الأمر الذي كان يعتبره إضعافاً لمكانتها الإمبريالية . طوال حياته اشتهر أورويل بعدائه الحاد و الثابت لنضال الشعوب التي تستعمرها بريطانيا لنيل حقها في تقرير المصير ، من بورما و الهند إلى ايرلندا . و لذلك تجده يصب جام غضبه على غاندي (الذي اعتبره سياسياً فاشلاً) ، و على أوبراين (الذي يعطي اسمه لبيروقراطي المخابرات في روايته : 1984) .
في عام 1946 ، كتب الأخ الأكبر للإمبراطورية البريطانية يقول :
“I think we should pay more attention to the small but violent separatist movements which exist within our own island. They may look very unimportant now, but, after all, the Communist Manifesto was once an obscure document, and the Nazi party had only six members when Hitler joined it.”
الترجمة :
أعتقد أن علينا إيلاء انتباهاً أكبر للحركات الانفصالية الصغيرة و العنيفة التي تتواجد ضمن جزيرتنا . قد يبدوا أنها غير مهمة كثيراً الآن ، و لكن ، و بعد كل شيء ، فإن البيان الشيوعي كان في يوم ما وثيقة مجهولة ، و الحزب النازي لم يكن فيه سوى ستة أعضاء عندما التحق به هتلر . "

أنظر عزيزي القارئ إلى الربط الديماغوجي الذي يلفقه أورويل بين حركة الجيش الجمهوري الايرلندي من جهة ، و البيان الشيوعي من جهة ثانية ، و الحزب النازي و هتلر من جهة ثالثة . ما هو الربط المنطقي بين كل هؤلاء ؟ لا يوجد أي رابط البتة . طيب ، كيف يمكن لأي يساري حقيقي ، بل لأي باحث منصف ، الربط بين مؤلفي البيان الشيوعي ماركس و إنجلز و بين هتلر ؟ كما أن الحزب الألماني الذي التحق به هتلر كان أسمه في حينها "حزب الفلاح" ، و ليس الحزب النازي . طيب ، الحزب النازي لم يكن حزباً انفصالياً و لا حركة من حركات التحرر الوطني و لا حركة شيوعية ، فكيف يمكن الربط بينه و بين الجيش الجمهوري الايرلندي و البيان الشيوعي مثلما يزيف الديماغوجي أورويل ؟ من الواضح جداً أن هذا الرجل امبريالي بريطاني أكثر من امبريالية أساطين الإمبريالية البريطانية انفسهم لكونه يجهر بمناسبة و بدون مناسبة بعدائه و حقده على كل شيء ثوري تقدمي . الفرق بينه و بين تشرتشل هو فقط ادعاءاته اللفظية الديماغوجية و المزيفة على طول الخط بكونه يسارياً ؛ و لقد كان طفيلياً نهماً في هذا ، حيث اتقن ببراعة فعل التقمم على اليسار بعد عودته لبريطانيا من بورما عام 1927 . و لو لم يدس نفسه في حينها دساً محسوباً بخبث بين أوساط اليساريين البريطانيين الشرفاء (مثلما فعل و يفعل العديد من الموتورين في مختلف أرجاء العالم) لما قامت له قائمة . و لقد رعاه اليساري غولانكز أكرم رعاية ، و لولاه لما عرف أورويل شيئاً عن اوضاع الطبقة العاملة البريطانية ، و لا استطاع دفع مصاريف زواجه ، و لا عرفته الأوساط اليسارية . لم يكن أورويل مفكراً سياسياً كبيراً ، و لا روائياً موهوباً ، و لا كاتباً فذ الأسلوب المتميز ، و لا ناقداً ملهماً ، و لكنه كان تاجر بوليتيكا عرف كيف يسوق نفسه زوراً كيساري . و لهذا ، فليس بمستطاع المرء الوقوف على أي فكر أو موقف يساري حقيقي له غير زعماته الكاذبة ، و كل ذلك بسبب مواقفه المتطرفة و الشديدة التقلب بين عشية و ضحاها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مثلما رأينا و سنرى . كيف يمكن لأي اشتراكي أو يساري أو ثوري في العالم ان يعتبر النضال المشروع لحركات التحرر الوطني حركات انفصالية عدوانية خطرة يجب الانتباه ضدها مثل وجوب الانتباه ضد النازية التي يساويها بالشيوعية ؟ الحقيقة التاريخية الساطعة تثبت أن يساريته المزيفة بقيت على طول الخط مجرد فقاعة لفظية متضخمة ، تعمَّد أورويل و أسياده الإمبرياليين النفخ بقيحهم فيها حتى انفجرت و فاحت نتانتها عام 2003 بنشر قائمته المخابراتية السوداء المزيفة عن أعداء الإمبراطورية بريطانيا العظمى و قوامها لفيف من ألمع التقدميين الشرفاء في بريطانيا و أمريكا . عندها أكتشف العالم حقيقة قباحة شرطي التفكير الامبريالي هذا الأفاك الحاقد ضد كل شيء تقدمي ؛ و هي الحقيقة التي سبق و أن عرفتها و أدانتها محكمة مكافحة الجاسوسية للجمهورية الإسبانية منذ عام 1938 ، مثلما سبق و أن مر بنا . و بالمناسبة ، فأن أورويل يصرح على رؤوس الأشهاد بأن الجمهورية الإسبانية كانت حكومة فاشية ، مثلما سنرى ! هكذا يثبت أورويل "كياسته العمومية و عدالته" التي ما فتئ يتبجح بها في احترام الحقائق التاريخية . لقد كان أورويل شخصاً عصابياً موتوراً مولعاً بقلب أشرف الشرفاء إلى مجرم حقير ؛ و تصوير أحقر المجرمين (مثله و مثل هتلر) إلى بطل تاريخي ، بل إلى بطل صليبي يقارع منفرداً كتائب القتلة المهرطقين بالإنغليكانية و المحيقين به من كل حدب و صوب !

يتبع ، لطفاً .