مانفيستو التهريج


عبد الحسين سلمان
2015 / 9 / 13 - 02:08     

مانفيستو التهريج

Well, you’ve given away all your other rightful titles. The title of “fool” is the only one left……Shakespeare

لم تعرف العرب , لفظ , المهرج.
وجاء في لسان العرب: الهَرْجُ الاختلاط هَرَجَ الناس يَهْرِجُون بالكسر هَرْجاً من الاختلاط أَي اختلطوا وأَصل الهَرْج الكثرة في المشي والاتساعُ والهَرْجُ الفتنة في آخر الزمان والهَرْجُ شدَّة القتل وكثرته
ورجل مُهْرِجٌ إِذا أَصاب إِبلَه الجرَبُ فطليت بالقطران

أصل كلمة مانفيستو, هو ايطالي manifesto والمنحدرة من اللاتينية, manifestum والتي تعني: واضح, بارز, جلي.
وترجمها الراحل منير بعلبكي:
بيان رسمي يصف الأهداف او الدوافع أو وجهات النظر.

واستخدم ماركس اللفظ الالماني , Manifest, عندما اصدر البيان الشيوعي 1848.

وشهد التاريخ المئات من المانفيستو , واولها منفيستو بغداد 1011, Baghdad Manifesto ,الذي اصدره أبو العباس أحمد القادر بالله (947 – 1031), ضد الاسماعيلين, واخر مانفيستو , عام 2012, هو :
The Rich and the Rest of Us
الذي حرره ,كل من , Tavis Smiley (مواليد 1964), و Cornel West (مواليد 1953).

وعندنا حرر السيد فؤاد النمري, مانفيستو , تحت عنوان: المانيفيستو الشيوعي اليوم , بتاريخ 25-08-2015
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=481978

وحقيقة الامر , أن ما كتبه السيد النمري هو تهريج في تهريج وليس له علاقة لا بالشيوعية لا من قريب ولا من بعيد.

يبدأ السيد النمري , هلوساته بهذا النداء:
أعزائي الشيوعيون !
اسمحوا لي أن أدعي بأن الموضوع أدناه إنما هو البيان الشيوعي المكمل اليوم لبيان ماركس 1848
أعزائي الشيوعيون : هكذا يصف النمري, ألد اعدائه .

متى كان السيد النمري, والذي قاموسه لا يخلى من هجوم كاسح على الشيوعيين, يصفهم بالأعزاء ؟
لا بأس, ربما هي خطوة للأمام.

ولكن ان يصف , بأسلوب تهريجي, بالبيان المكمل, للبيان الشيوعي 1844, فهذه الطامة الكبرى, لا بل المهزلة الكبرى.
بيان 1844 غني عن التعريف وهو بيان سياسي تاريخي مهم في تاريخ البشرية, ويعتبر واحداً من 100 كتاب غيرت العالم.

لنقرأ خزعبلات السيد النمري:
1. في السادس من آذار 1919 افتتح لينين في موسكو الاجتماع التأسيسي للأممية الشيوعية الثالثة بحضور ممثلي 37 حزباُ ومنظمة اشتراكية وشيوعية من أوروبا والولايات المتحدة واستراليا واليابان . أكد لينين في خطابه الافتتاحي .. " أن انتصار الثورة الشيوعية في العالم غدا مؤكداً......

A. هذا التأكيد مع الأسف لم يتحقق : لم يكن لينين نبياً ولم يكن كذاباً أو مهرجاً, كان لينين يتحدث في خطاب سياسي محض عن الثورة الروسية و كان يأمل باندلاع الثورة في أوروبا الغربية.
B. ثم أن لينين يعرف تماماً أن الشيوعية مرحلة متقدمة على الثورة الاشتراكية.

C. لذلك نعتقد ان لينين كان يقصد اندلاع الثورة ( والتي اطلق عليها الشيوعية), من الاحزاب الشيوعية المنضوية تحت راية الاممية الثالثة.

D. هذا مع الاسف لم يتحقق, لا في زمن لينين ولا بعد وفاة لينين ولا في يومنا هذا, لأسباب ليس هنا المجل لذكرها.

2. ثم يقول النمري:
وأضاف ( يقصد لينين).. " لقد برهنت البروليتاريا الروسية على أنها متقدمة على البروليتاريا في بريطانيا وحتى في ألمانيا ".

لم يقل لينين هذا الكلام, هذه الفقرة هي من الخيال الخصب للسيد النمري.

3. ويقول السيد النمري ان لينين ,خلص إلى القول .. " إن مستقبل شعوب العالم سيتقرر هنا في موسكو من قبل البروليتاريا الروسية "
وهذه كذبة ثانية , اخترعها السيد النمري اختراعاً ولفقها تلفيقاُ.

ويمكن للقارئ ان يطلع على نص الخطاب في المصدر التالي.
https://www.marxists.org/archive/lenin/works/1919/mar/comintern.htm#s4

4. ثم يدخل السيد النمري في حكايته المفضلة عن :
ستالين العظيم!
و انتصار السوفيت في الحرب,
و خرتشوف ,
ثم الى تسمم ستالين
والمؤتمر العشرين.....
و البورجوازية الوضيعة السوفياتية هربت في العام 1953.......الخ

5. هذه أسطوانة قديمة جداً, لا يمل السيد النمري من تكرارها , حتى اصبحت محفوظة يرددها السيد النمري يومياً اثناء النشيد البلشفي الصباحي.

6. ثم يتطرق الى النظام العالمي ونفس الاسطوانة:
ماتت الرأسمالية.

7. لقد وضح الزملاء و كذلك وضحنا للسيد النمري, مراراً و تكراراً:
أن العمل المأجور هو :الخاصية المهمة و الأولى لنمط الإنتاج الرأسمالي, سواء كان تجارياً, المركنتيلية , Mercantilism , او اقتصاد السوق الحر ( الليبرالية الكلاسيكية), او اقتصاد السوق الاجتماعي Soziale Marktwirtschaft , او رأسمالية الدولة.

8. أن الحديث عن موت الرأسمالية بدلالة متهافتة, مثل مشكلة الديون, يعبر عن عجز كبير في فهم حركة رأس المال المعولم.

9. واعتقد , وآسف جداً على هذا الاعتقاد, أن السيد النمري , يعاني من حالة تدعى: cauchemar , ويعتقد ان الكرة الارضية توقفت عن الدوران عام 1953 , ولن تعيد حركتها الأ بعودة المهدي المنتظر: ستالين.