أكاذيب عن جورج أورويل


يعقوب ابراهامي
2015 / 9 / 4 - 16:28     

كيف عرفتُ أن أزمة الكهرباء في بغداد لم تُحَل بعد ؟
عرفتُ ذلك من مقالٍ ينشره هذه الأيام حسين علوان حسين في "الحوار المتمدن" تحت عنوان "حقائق (غلطة مطبعية : أكاذيب) عن جورج أورويل". فقط انقطاع التيار الكهربائي يمكن أن يفسر هذه الكمية الهائلة من الأكاذيب والإفتراءات التي امتلأ بها المقال. ولا عجب أن المقال حاز إعجاب فؤاد النمري (ناهيك طبعاً عن علاء الصفار).
هذا مقالٌ مخزٍ بكل معنى الكلمة. اتهام قادة پوم وجورج أورويل بالتواطئ مع الفاشيين ضد الجمهورية الأسبانية في الحرب الأهلية في اسبانيا يعيد إلى الذاكرة أياماً سوداء كنا نعتقد أنها قد اندثرت إلى غير رجعة. حسين علوان حسين يكذب (متأسف. كنتُ أود أن استخدم كلمة أخرى لكنني لم أجد كلمة مناسبة أخرى) عندما يقول: "لقد كان شك المخابرات السوفيتية به (في أورويل) في محله لأن الثابت الآن هو أنه كان يزود الفاشيين بستراتيجيات قوات الجمهوريين و تحركات قطعاتهم العسكرية".
هناك (إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي) تفسير آخر لهذا المقال المشين وهو أن حسين علوان حسين لا يجيد اللغة الإنكليزية وأنا استطيع أن أثبت ذلك بسهولة.
يقول حسين علوان حسين: "فإن أورويل يصرح في معرض مراجعته الفضيحة لكتاب هتلر "كفاحي" عام 1940 (عندما كان بلده في حالة حرب عالمية مع ألمانيا النازية) ، بأنه : "لا يستطيع أن يكره هتلر" . إذن ، هتلر - الذي كان يضرب المدنيين الإنجليز العزل في لندن و غيرها بصواريخ أرض- أرض - لا يمكن كراهيته ، أما كراهية الشيوعيين (الذين أنقذوا بريطانيا من الهزيمة) فهي واجب وطني عند أورويل الذي لا يخفي إعجابه بهتلر فيقارنه بالأبطال التاريخيين : بروميثيوس و نابوليون".
ليست هناك كلمة صحيحة واحدة في هذه الفقرة. كل الفقرة هي مجموعة أكاذيب ملفقة. ليست بها حقيقة واحدة. أنا أعرف ذلك لأنني قرأت هذه "المراجعة الفضيحة" في نصها الإنكليزي الأصلي واستطيع أن أؤكد لكم أن حسين علوان حسين (في أحسن الأحوال) لم يفهم كلمة واحدة مما كتبه جورج أورويل.
المقال "Review of Mein Kampf" (إذا كان حسين علوان يشير إلى مقالٍ آخر، غير الذي نُشِر في آذار 1940، فليقل ذلك وأنا مستعد لمراجعة نفسي) هو مقال ضد هتلر وضد النازية وأنا أتحدى حسين علوان حسين أن يأتي بالنص الإنكليزي للجملة التي يدعي حسين علوان أن أورويل يقول فيها بأنه : "لا يستطيع أن يكره هتلر". لا وجود لجملة كهذه، أو حتى ما يشابهها، رغم علامات الإقتباس التي يضعها حسين علوان حسين.
في هذا المقال يصف أورويل هتلر بال: Mono-maniac. هل يعرف حسين علوان حسين معنى هذه الكلمة؟ الكلمة Maniac على كل حال تعني وفقاً لأحد القواميس العديدة التي بحوزتي: شخصٌ يتصرف بطريقة غبية أو خطيرة – مهووس، معتوه. هذا كُتِب عام 1940.
هل أنا وحسين علوان حسين قرأنا نفس المقالة لجورج أورويل أم إن حسين علوان لا يفهم اللغة الإنكليزية؟
هناك احتمال آخر طبعاً وهو أن حسين علوان لم يقرأ "المراجعة الفضيحة" على الإطلاق واعتمد على مصادر خدعته. في هذه الحالة يكون هو أيضاً قد خدع القراء.