لماذا الإشتراكيه ؟!!


وليد فتحى
2015 / 8 / 17 - 21:41     

حينما أختفى الإتحاد السوفيتى وسقوطه نهائيا أعلن الكثيرون بموت الإشتراكية وإنتصار الرأسماليه الى الإبد ، ولكن أكتشف الجميع بإن الإشتراكيه ورؤيتها ومفهومها حلما يلوح فى الآفق ويداعب غالبية شعوب العالم فى إنتفاضتها وثوراتها ، ومازال الجميع يطالب بالعدل الإجتماعى وتطبيق رؤى الإشتراكيه فى المساواه ..
فالإشتراكية هى إتجاه فكرى وإجتماعى ثورى لا يسعى الى مجرد إصلاح الإنظمه القائمه ولكن الى تغييره تغييرا جذريا وهدم الإنظمه القديمه وبناء قواعد إساسيه فى الفكر والإقتصاد لكى يتشبع الجميع بالعدل الإجتماعى نظريا وعمليا ، ولإن الإشتراكيه تعتمد فى المقام الإول فى أسس رؤيتها على فكرة صراع الطبقات كمحور رئيسى لتغيير التاريخ من نظام الى آخر ومنذ نشأه الطبقية فى المجتمعات ، بإن الطبقه التى تمتلك المال والقوه والنفوذ فهى تسيد المجتمع فى حين الطبقات المظلومه والمقهوره فهى تتقبل هذا القهر والإستبداد برحابه صدر لإنه يعتبر بمفاهيم التاريخ البرجوازى من حقائق الإمور ولابد من تقبله كإمر واقع طالما لا أحد يستطيع تغييره .
ولكن الإشتراكيه فى الدوام يدعو الى الثورة ضد هذا العبث الجدلى فى التاريخ الإنسانى وإنهاء حاله الطبقية بإلغاء الملكيه الخاصه لإدوات الإنتاج لإن الإصل فى الملكيه هى الملكيه العامه لجميع الناس دون تفرقه عرقية ولا طبقية ولا دينيه ، ويمتلك الجميع تلك أدوات الإنتاج وإدراتها للمصالح العامه وليس لمصالح فئه صغيره من الناس التى يتركز فى يديها الثروه وبالتالى تظهر قيمه إقتصاديه مضافه لتلك الطبقه المسيطره على أدوات الإنتاج وهى ما نسيمها فائض القيمه ، ولذلك تظل القاعده الرئيسية فى المجتمع الطبقى بإن الإغنياء يتوارثون المال والنفوذ والسلطه من جيل الى جيل ضد الغالبية العظمى من الشعب الذين يعيشون على الفتات بمبرر أن من لا يمتلك ليس من حقه الحياه بشكل كريم إلا من عمل يده وهذا ما لا يكفيه / ويظل هذا العبث الطبقى فى دائرة مغلقه لا تنتهى فى الدوران !!
فالفئه الصغيره التى تمتلك الثروه والنفوذ يسيطرون على المجتمع على أسس بيروقراطيه وقوانين تعبر عن مصالحها الذاتيه تحت مظله وحمايه إجهزه الدوله الإمنيه التى أسست لحمايه تلك المصالح لمواجهه العدل الإجتماعى / وبالتالى فهم يسلكون سلوكا محددا فى هذا الصراع الطبقى والذى يعبر عن مصالحها ..
ومن الإمثله الحيه لهذا الصراع الطبقى هى الثورة المصرية المغدوره التى بدأت ملحماتها التاريخية والثورية منذ 25 يناير 2011م فكانت فى الإساس من إجل تطبيق العدل الإجتماعى ورؤية الإشتراكيه فى تغيير المجتمع ضد الطبقه المسيطرة على الثروه والسلطه والنفوذ ، وبسبب عدم وجود إتحاد مابين الشعب العامل والفئات المقهوره وإنشغال الكثيرون فى الصراع السياسى وبالتالى تجويلها من مسار إجتماعى ثورى الى مسار سياسى إصلاحى فكانت النتيجه هى تلاحم مصالح الفئات التى تمتلك الثروة ضد جميع فئات الشعب المقهور وتم تحوير المسار الى مجرد إصلاحات تافهه فى إطار السياسه دون تغيير جوهرى حقيقى لثورة إشتراكيه نحو العدل الإجتماعى وإلغاء الطبقية والملكيه الخاصه !!!

ولكن وبعد الإستفاده من الدرووس السابقه نصل الى نتيجه هامه وهى إن الطريق الوحيد لفهم المجتمع القائم هو الإنخراط فى تغيير هذا المجتمع بالتلاحم معه فى الإنتفاضات المؤجله وتصادمها الحتمى مع السلطه وطبقيتها ، ولذا فالإشتراكيه لا تحمل حلولا سحريا وإنما الحلول ستنشأ حتما من الممارسه العمليه ذاتها ومن التفاعل الإيجابى ...