لماذا الشيوعي ؟


منظمة العمل الشيوعي - تونس
2015 / 7 / 19 - 03:25     

إفتتاحية العدد الأول لجريدة "الشيوعي" الصادرة عن منظمة العمل الشيوعي.
لماذا الشيوعي ؟

«ليس صحيحًا أنّه لا يوجد لدينا خيار ما بين الموت البطيء والصلح المرهق للغاية».

فلقد سلكنا طريقًا أخرى بخطوات جريئة وبعزم مكافح وبأمل متصاعد في مسيرة التحرر والانعتاق.
وقد كانت خطوتنا الأولى، تأسيس منظمة العمل الشيوعي في 6 فيفري 2013، بمثابة نداء جدي للثوريين ولعموم الكادحين بضرورة التنظم. فخوض معركة التنظم لازمة من لوازم الدفاع عن الانتفاضة وعمل دؤوب مع الكادحين وانخراط جدي في معاركهم التي هي معاركنا كشيوعيين واستحضار «للغائب» في مسار الانتفاضة المتمثل في بناء التنظيم الثوري الكفاحي كشرط رئيسي من شروط التغيير الثوري. وبالاضافة إلى أنّ تأسيس منظمتنا كان نداء للتنظم فقد أردنا منه أنْ يكون أيضًا نداء مقاومة: مقاومة سياسات النظام بنية ومسارا ووظيفة.
هذا النظام الذي ما انفك يفقر الشعب ويبيع ثرواته بابخس الأثمان ويفتك بقوت الكادحين ويعرضهم لأبشع أشكال الاستغلال والتجويع والعمل على إفقادهم معاني الكرامة خدمة لسادته الامبرياليين معيدًا انتاج نفسه عبر قمع المحتجين والتستر على من أجرموا طوال عقود من الزمن إستبدادا وفسادا واستغلالا وعمالة وعبر اتباع سياسات مراوغة وكاذبة من انتخابات فاسدة واعلام مضلل وقضاء يحتكم للاوامر. وبالتالي فاصدار نشريتنا هذه التي اخترنا لها من الاسماء «الشيوعي» يتنزل ضمن الدفاع عن الشيوعية كرؤية شاملة للتغيير الثوري وللدعاية لرؤانا في المقاومة الشاملة واستنهاضا لهمم المقاومين بضرورة بناء حركة جماهيرية مناهضة للنظام.
إنّ الثوريين ليس من سماتهم الجري إلى منابر إعلام النظام بحثًا عن الأضواء ولنشر أراء تسهم في تضليل الجماهير وايهامها بديمقراطية الشاشات الكاذبة بلْ هم لا يترددون في بناء إعلامهم كاعلام مضاد للدمج والادماج ضمن شبكات النظام القاتلة ومتحرر من سطوة المال واستراتيجيات الضبط والتوجيه.

إنّ هذه المهمة ليست يسيرة ولكنْ فلنتذكر جميعا لينين حين كان اليأس يهم بسكنى نفوس أنصاره ورفاقه كان كثيرا ما يستشهد بصورة للأديب تولستوي يصف فيها رجلا متربعًا في منتصف طريق توحي حركاته المتنافرة والمجنونة للمارة بأنّه مجنون وحين يقترب منه المارة يرون حركات تنطوي على نشاط فعال وكله معنى لأنّ الرجل كان يشحذ سكينًا على مِسنّ.
فلنساهم إذن في شحذ ارادة شعب قادم على مهل يزف لنا حدث الثورة وللننخرط في نضالات من ليس لديهم ما يخسرونه سوى قيودهم.