ميكيس ثيودوراكيس: -ضِمن صفوف الحزب الشيوعي اليوناني عِشت أفضل سنوات حياتي-


الحزب الشيوعي اليوناني
2015 / 6 / 5 - 12:40     





عِبر إقامة تظاهرةِ حفلٍ ذي صلة، كرَّمت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني مساء يوم 3 حزيران/يونيو 2015 ، مرور 90 عاما على حياة و إبداع الملحن اليوناني الكبير ميكيس ثيودوراكيس في مسرح بِترا في بلدية بتروبوليس ( التي هي ضاحية شعبية غرب أثينا).



هذا و تكلَّم بإسم لجنة الحزب الشيوعي اليوناني المركزية، أمينها العام ذيميتريس كوتسوباس، حيث حضر الملحن بنفسه التظاهرة المذكورة و وجَّه خلاله كلمة تحية.



ضخمٌ هو إسهام ميكيس في الثقافة الشعبية



في سياق كلمته، صرَّح الأمين العام للجنة الحزب المركزية، ذيميتريس كوتسوباس أن أغاني ميكيس ثيودوراكيس تخاطب قلوب جميع الشعوب، والمظلومين والمضطهدين في أنحاء المسكونة: " إن العبقرية الموسيقية لميكيس ثيودوراكيس ساهمت بشكل حاسم في إعادة إحياء يونان ما بعد الحرب العالمية الثانية ثقافياً، لكن عطائه الثقافي كان دائماً متداخلاً مع نضالات شعبنا وهمومه (...) حيث بُنيت ألحانٌ وأغانٍ فوق أساس شعر عظيم يعود لأكبر الشعراء اليونانيين و شكَّلت وشاحاً لها.

و ذلك في أوقات صعبة، خلال أيام كفاح شعبنا الشاق، ضد الفاشية والرأسمالية والحروب والتدخلات الإمبريالية والانقلابات العسكرية.

أي في أيام الصعود البطولي للحركة و ميلاد عالم المُثُل الثورية، كما و أيضا في أيام الهزيمة والملاحقات و الإعدامات والتدابير اللاديمقراطية وتسريح العمال و البطولة التي لا تنثني التي أبداها أبناء شعبنا ضمن كفاحهم من أجل إشراق أيام أفضل، من أجل الاشتراكية - الشيوعية من أجل مجتمع خالٍ من استغلال الإنسان للإنسان".

و تطرّق ذيميتريس كوتسوباس و بتفصيل إلى النشاط الثقافي والسياسي للملحن الكبير، مشيراً إلى الدعم الذي أبداه نحو تظاهرة تجمع الحزب الشيوعي اليوناني التي جرت مؤخراً في ساحة السيندغما من أجل إلغاء جميع المذكرات و قوانينها التنفيذية المناهضة للعمال، وفق مشروع القانون المقترح من قبل الحزب الشيوعي اليوناني الذي ترفض حكومة حزبي سيريزا و اليونانيين المستقلين إحضاره للنقاش في البرلمان، واختتم كلمته بقوله: "إننا نحتفل اليوم بمرور 90 عاماً من الإبداع تحتوي ضمنها على إسهام هائل لميكي في ثقافتنا الشعبية، ولكنها تحتوي أيضا على مشاركته في نضالات تاريخية للشعب".



ميكيس ثيودوراكيس: "إن”سيرتي” مليئة بمعارك خضتها من ضمن صفوف الحزب الشيوعي اليوناني"


فور انتهاء كلمة الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني، ذيميتريس كوتسوباس، أعطيت الكلمة لميكيس ثيوذوراكيس.



"الرفيق ذيميتريس كوتسوباس،


الرفاق و الرفيقات،

أشكر الأمين العام و اللجنة المركزية على الشرف والفرح الذي يمنحونه لي.



إنني متواجد أمامكم هنا بتأثر و عاطفة كبيرين، لأنني عِشت أقوى و أجمل سنوات حياتي ضمن صفوف الحزب الشيوعي اليوناني. أي سنوات المقاومة الوطنية و الحرب الأهلية و الملاحقات التي تلت هزيمة جيش اليونان الديمقراطي، و سنوات النشاط السري العميق و المحاولة المسلحة عام 1944 في أثينا التي أغرقت بدمائها، و سنوات المنفى في إيكاريِّا و ماكرونيسوس و محاولة إعادة الإحياء عبر اليسار الديمقراطي الوحدوي و شبيبة لامبراكيس و النشاط السري لتأسيس الجبهة الوطنية، بعد عشرة أيام من سيطرة انقلاب المجلس العسكري. و في وقت لاحق، من موقع مرشح لرئاسة بلدية أثينا عن الحزب الشيوعي اليوناني و أخيراً حيث انتخبت نائباً عن الحزب في البرلمان لفترة 1981- 1985.



كما ترون، إن "سيرتي" مليئة بمعارك خضتها من خلال صفوف الحزب الشيوعي اليوناني، هي معارك ترابطت مع المؤلفات الموسيقية لتلك الحقبة، مع أعمال ""كبيرة مثل "روميوسيّني" و "غيتونييّس تو كوّسمو" حيث يعود شِعر كِلا العملين ليانيِّس ريّتسوس و ثانيهما هو مُهدىً مني لرفيقي العزيز خاريلاوس فلوراكيس.

لقد بقيت صداقتنا الكبيرة التي بدأت في السجن، قوية و لم تتغير حتى آخر أيام حياته. وعندما كنت نائباً أراد أن يكون مكتبي مقابلاً لمكتبه، في الطابق السادس من مقر الحزب في بِريسوس. كما ترون، لقد عبر كلانا أتون المقاومة الوطنية والحرب الأهلية، أما خلال زمن حكم المجلس العسكري، فكان يجري تقييد معصمي كِلانا معا بأصفاد مشتركة يداً بيد. و ذلك وقت ترحيلاتنا المختلفة من سجن لآخر و إلى المستشفيات حيث ربطنا هذا الأمر إلى الأبد.

لقد كان شيوعياً مخلصاً وقائداً عظيماً، منفتحَ الفَهم جادَّاً حكيماً و فولاذياً إنني أفتقده وأعتقد أننا جميعاً نفتقده. إني الآن أشعر بوجوده حاضراً معنا في هذه التظاهرة و هو أمر يملئني بتأثر و عاطفة عميقة.



و لذلك، فليسمح لي في ختام تحيتي هذه، أن أهدي تظاهرة اليوم إلى خاريلاوس فلوراكيس إلى رمز الشيوعي الحقيقي، و أن أشكركم مرة أخرى للشرف الذي منحتموني و هو الذي يُشكِّل بشكل ما، إحقاقاً لحياة كاملة".



لحظة مميزة



تجسدت لحظة مميزة مؤثرة على وجه الخصوص ضمن التظاهرة، عندما قدَّم ذيميتريس كوتسوباس إلى ميكيس ثيودوراكيس، و بالنيابة عن اللجنة المركزية، نسخة من أرشيف الحزب عن رسالة ميكيس التي كتبها في عيد الميلاد تعود لكانون الأول/ديسمبر 1969 كان قد أرسلها من سجنه في منطقة أوروبوس.



تلى ذلك تقديم عرض موسيقي كبير، تضمَّن أكثر من 30 أغنية معروفة لميكيس ثيودوراكيس، قام بأدائها فنانون معروفون.