الآن ظهرت الحقيقة: كيف تدعم امريكا , داعش في العراق و سورية


عبد الحسين سلمان
2015 / 6 / 4 - 22:06     

بقلم : سيوماس ميلن... Seumas Milne
ترجمة بتصرف : جاسم الزيرجاوي ( عبد الحسين سلمان)


نُشر هذا المقال يوم إمس 03-06-2015, في صحيفة الغارديان, ولحد هذه اللحظة , يوجد 1620 تعليق من القراء , مع مشاركة 24000 , sharing , في الفيسبوك وتويتر.

عقيمة جهود الدول الغربية في محاربة الارهاب , لن تنهزم الجماعات الارهابية من نفس القوة التي كانت حاضنه لها في المقام الأول.

الحرب على الإرهاب، تلك الحملة التي اطلقها جورج بوش قبل 14 سنة , والتي تبدو بلا نهاية , وشاركت بنفسها في اكثر الاعمال قبحاً و تشويهاً.

في لندن, انهارت وفشلت يوم الاثنين الماضي, محاكمة Bherlin Gildo , السويدي والمتهم بالارهاب في سوريا, لأن اتضح من سير التحقيق , ان المخابرات البريطانية , قد سلحت و دعمت المجموعة الارهابية التي كان السويدي يعمل معها....1
وقد تخلى الادعاء العام عن القضية, لتجنب الاساءة لجهاز المخابرات البريطانية.
وقال محامي المتهم, ان الاستمرار في القضية يشكل اهانة للعدالة, عندما اتضح ان هناك الكثير من الادلة تؤكد ان الدولة البريطانية قد دعمت بشكل واسع المعارضة السورية المسلحة.
وعلى ما يبدو , أن هذا الدعم لم يشمل فقط , المساعدات الغير فتاكة, والتي تتفاخر بها الحكومة البريطانية, بل يشمل ايضاً, التدريب و الدعم اللوجستي, وامدادات السلاح السرية.

وتؤكد التقارير, على تعاون جهاز المخابرات البريطاني, MI6 في عملية خط الجرذ , مع المخابرات المركزية الامريكية, CIA , على نقل السلاح من المخازن الليبية, الى التنظيمات المتطرفة في سورية ,بعد سقوط القذافي.....2

وبات بشكل واضح, ومن سخريات القدر , ان يُسجن شخص ما, لتهمة, هي نفسها التي يمارسها الوزراء و الاجهزة الامنية.

ولكن حادثة المحكمة ليوم الاثنين الماضي, لم تكن سوى احدث حلقة في هذا المسلسل.

التعيس أنس سردار , سائق التاكسي, البريطاني الجنسية, حوكم بالسجن مدى الحياة, لاتهامه بقتل جنود امريكان في العراق عام 2007 , في حين تُعتبر مقاومة الغزو و الاحتلال عمل مشروع حسب اتفاقية جنيف.....3 .

لكن الارهاب الان هو مباشر في عين الناظر. وفي نزوة مذهلة لصانعي القرار السياسي في اوروبا, حيث يبدو الارهابي اليوم , مقاتل ضد الطغيان غداً , وحلفاء امس اعداء اليوم , وخصوصاً في الشرق الاوسط.

خلال السنة الماضية, عادت القوات الامريكية والبريطانية ودول اوروبا الغربية, للعراق, على فرض تدمير قوات المتطرفين الدواعش والتي اعلنت دولة الخلافة الاسلامية بعد سيطرتها على مساحات واسعة من العراق و سورية.

لكن هذه الحملة تبدوا ليست على ما يرام. فقد احتلت داعش مدينة الرمادي و تدمر, بينما منحت امتيازات للقاعدة , تنظيم جبهة النصرة , من الاستلاء على المزيد من الاراضي السورية.

ويشكو بعض العراقيين ان امريكا جالسة تتفرج على ما يحصل . بينما يصر الامريكيون على القول, انهم يحاولون تجنب ضرب الاهداف المدنية.

لكن في واقع الحال و الحقيقة. ان امريكا لا تريد تغضب دول الخليج السنية من خلال ضربها لحلفائهم في العراق.

وبدأت الحقائق الناصعة تظهر للوجود , بعد ان تم اطلاق تقرير وكالة الاستخبارات الامريكية في عام 2012 والذي توقع , بتأسيس امارة سلفية , تحكمها داعش في شرق سوريا وغرب العراق بدعم تركي خليجي ودول غربية.....4
ويؤكد تقرير البنتاغون: بالضبط هذا ما نريده, انشاء امارة سلفية لعزل النظام السوري و غلق العمق الاستراتيجي لايران في المنطقة....5

وهذا بالضبط ما حدث بعد سنتين في العام 2014.

ورغم ان التقرير لا يعتبر وثيقة سياسية ورغم لغته غامضة, لكن بدأت اثاره واضحة الان.
في البداية دعمت امريكا المعارضة السورية التي يهمين عليها الجماعات المتطرفة , وقد بدأ الامريكان بدعم معنوي لتأسيس نوع من امارة اسلامية رغم الخطر المحدق بوحدة العراق, كل ذلك من اجل عزل سورية...6

وهذا لا يعني ان امريكا اسست داعش, على الرغم من ان حلفائها في الخليح هم الذين لعبوا دورا في تأسيسها, كما اكد نائب الريس جو بايدن , Joe Biden العام الماضي,
ومع احتلال العراق من قبل امريكا و بريطانيا, لم تكن القاعدة موجودة في العراق
وقد استغلت امريكا وجود داعش التي تقاتل فصائل اخرى كجزء من حملة واسعة للسيطرة.

ولكن بعد مشاهدة قطع الرؤوس الغربيين من قبل داعش , تغيرت الحسابات, وبدأت دول الخليج تدعم جبهة النصرة.

نفس اللعبة تلعبها امريكا بعد ان لعبتها في افغانستان في الثمانيات عندما اسست , CIA تنظيم القاعدة
وتم تعديل الخطة المطبقة في افغانستان عند احتلال العراق , عندما طبق الجنرال باترويوس خطة الحرب القذرة في السفادور, لاضعاف المقاومة العراقية للاحتلال وتم تطبيقها مرة اخرى في ليبيا في 2011 .....7 .

وفي الواقع, فأن سياسة امريكا و الغرب هي اشعال الحرائق الهائلة, التي اساساً هي نمط كلاسيكي من سياسة الامبريالية: فرق تسد.

ويتضح هذا , عندما تلقي امريكا القنابل على داعش في العراق و تساندهم في سوريا , وتساند القوات الايرانية في العراق في الوقت نفسه تدعم السعودية في حربها ضد الحوثيين.

ان نهج امريكا هو ان يبقى العراق وسورية دول ضعيفة.

واقعياً, لن تنهزم داعش من القوات التي جلبتها الى العراق و سورية, او من صناع الحرب السرية .

التدخل اللانهائي للقوات الغربية في الشرق الاوسط لم يجلب غير الدمار و الانقسام.

شعوب المنطقة هي التي تستطيع ان تعالج مرضها وليس الدول الغربية الحاضنة للفيروس.

نص المقال
http://www.theguardian.com/commentisfree/2015/jun/03/us-isis-syria-iraq#comments

روابط لها علاقة بالموضوع
1. http://www.theguardian.com/uk-news/2015/jun/01/trial-swedish-man-accused-terrorism-offences-collapse-bherlin-gildo

2. http://www.theguardian.com/uk-news/2015/jun/01/trial-swedish-man-accused-terrorism-offences-collapse-bherlin-gildo


3. http://www.theguardian.com/uk-news/2015/may/21/london-cab-driver-guilty-ied-bombs-us-soldiers-iraq

4. http://www.judicialwatch.org/wp-content/uploads/2015/05/Pg.-291-Pgs.-287-293-JW-v-DOD-and-State-14-812-DOD-Release-2015-04-10-final-version11.pdf

5. https://medium.com/insurge-intelligence/secret-pentagon-report-reveals-west-saw-isis-as-strategic-asset-b99ad7a29092

6. http://www.huffingtonpost.com/alastair-crooke/syria-iraq-fractured_b_7471540.html?utm_hp_ref=tw

7. http://www.theguardian.com/world/2013/mar/06/el-salvador-iraq-police-squads-washington