دور الفرد فى التاريخ بين الفهم المثالي و الفهم المادي -- عبد الله خليفة يشوّه الماوية و يقدّم النصح للرجعية -3-9


ناظم الماوي
2015 / 5 / 27 - 01:09     

دور الفرد فى التاريخ بين الفهم المثالي و الفهم المادي
" عبد الله خليفة يشوّه الماوية و يقدّم النصح للرجعية -3-9
ردّ على مقال " الماوية : تطرّف إيديولوجي" /
إن الثورة الشيوعية تقطع من الأساس كل رابطة مع علاقات الملكية التقليدية ، فلا عجب إذن إن هي قطعت بحزم أيضا ، أثناء تطورها ، كل رابطة مع الأفكار و الآراء التقليدية .
( ماركس و إنجلز ، " بيان الحزب الشيوعي" )
------------------------------
جوهر ما يوجد فى الولايات المتحدة ليس ديمقراطية و إنّما رأسمالية - إمبريالية و هياكل سياسية تعزّز الرأسمالية - الإمبريالية . و ما تنشره الولايات المتحدة عبر العالم ليس الديمقراطية و إنّما الإمبريالية و الهياكل السياسية لتعزيز تلك الإمبريالية .
( بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 43 ، 16 أفريل 2006 )
----------------------------
ما نراه فى نزاع هنا هو الجهاد من جهة و ماك العالمية / ماك الحرب من جهة أخرى و هو نزاع بين شريحة ولّي عهدها تاريخيا ضمن الإنسانية المستعمَرة و المضطهَدة ضد الشريحة الحاكمة التى ولّي عهدها تاريخيا ضمن النظام الإمبريالي . و هذان القطبان الرجعيان يعزّزان بعضهما البعض ، حتى و هما يتعارضان . و إذا وقفت إلى جانب أي منهما ، فإنك ستنتهى إلى تعزيزهما معا .
( بوب أفاكيان ، " التقدّم بطريقة أخرى" ، جريدة " الثورة " عدد 86 ، 29 أفريل 2007 . )

مقدّمة :
فى 31 أوت من سنة 2014 ، نشر السيد عبد الله خليفة ، مقالا عنونه " الماوية : تطرّف إيديولوجي " ، على صفحات موقع الحوار المتمدّن . ومقاله هو المقال الثاني فى فترة وجيزة الذى يطلق على الماوية طلقات ناريّة من العيار الثقيل فقد سبقه إلى ذلك السيد فؤاد النمرى فى جوان من نفس السنة . و هما كما هو معلوم كاتبان لهما باع كلّ فى ميدانه و نظرا لكوننا من المقصودين مباشرة أو بصفة غير مباشرة بهذين المقالين ، حقّ علينا أن ندافع عن الماويّة التى تتعرّض إلى الهجوم دون سابق إعلام و بلا داعى ، ظاهريّا ، فجاءت ثمرة جهودنا الأولى فى ممارسة حقّنا فى الردّ مقال صغناه و حمل من العناوين عنوان " تشويه فؤاد النمرى للماوية – ردّ على مقال " ماو تسى تونغ صمت دهرا و مطق كفرا " . و حان الأوان لنخصّص من الوقت ما يتطلّبه الردّ على إفتراءات السيد عبد الله خليفة على الماوية . و مثلما قلنا فى مقدّمة مقالنا ردّا على السيد فؤاد النمرى : " لن نكفّ عن ترديد أنّنا فى جدالاتنا قد يكون نقدنا و تعليقنا حادا و لاذعا إلاّ أنّنا أبدا لا نقصد إلى النيل من الأشخاص أو شتمهم بقدر ما نسعى جاهدين إلى نقد الأفكار و لن نكفّ عن ترديد أنّه مثلما لنا حقّ نقد أفكار الكتّاب مهما كانوا ، لهم و لغيرهم حقّ نقد كتاباتنا بل و نرحّب بالنقاش القائم على النقد العلمي و الدقّة و الواقع الملموس الراهن و الوقائع التاريخية. "
و إليكم المحاور التى سنتناولها بالبحث و النقاش فى مقالنا هذا :
I - فيما يشترك مقال السيد عبد الله خليفة و مقال السيد فؤاد النمرى و فيما يختلفان ؟
II - دور الفرد فى التاريخ بين الفهم المثالي و الفهم المادي :
1- الفهم المثالي للسيد عبد الله خليفة .
2- الشعب صانع التاريخ .
3- و الشعب يحتاج قيادة البروليتاريا و الحزب الشيوعي الثوري .
4- دور الفرد و الضرورة و الصدفة .
5- تطوّر ماو تسى تونغ تطوّرا جدليّا تصاعديّا لولبيّا و ليس خطّيا .
6- ماو تسى تونغ ضد " عبادة الفرد " .
III - ماو تسى تونغ قومي أم أممي ؟
1- ماذا وراء إتّهام ماو تسى تونغ بالقومية ؟
2- أمميّ نظريّة .
3- أممي ممارسة .
IV – من مكاسب الثورة الماويّة فى الصين :
1- لمحة عن الصين قبل الثورة الماوية .
2- من مكاسب الثورة الماوية فى الصين .
V - الماوية و الدين :
1- لينين وستالين و ماو و الدين .
2- الصين الماوية و الدين .
3- السيّد خليفة يقدّم النصح للرجعية .
VI - ماو تسى تونغ منظرّ ماركسي لامع أم " صاحب فقر نظري " ؟
1- إفتراء قديم متجدّد .
2- ردّ على أراجيف .
3- الماويّون الحقيقيّون على خطى ماو تسى تونغ سائرون .
VII - الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة :
1- إنعدام إمكانية ثورة ديمقراطية قديمة فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية .
2- الثورة الديمقراطية الجديدة .
VIII - تأبيد الإضطهاد و الإستغلال أم الثورة عليهما ؟
1- تأبيد الأوضاع السائدة هدف رجعي .
2- نقد " الديمقراطية الغربية " و تجاوزها .
خاتمة :
ملاحق :
1- مقال السيد عبد الله خليفة ، " الماوية : تطرّف إيديولوجي " .
2- محتويات كتاب شادي الشماوي ، " الثورة الماوية فى الصين : حقائق و مكاسب و دروس ".
3- فهرس كتاب بوب أفاكيان ، " المساهمات الخالدة لماوتسى تونغ ".
4- فهرس كتاب " المعرفة الأساسية للحزب ".
5- فهرس كتاب " و خامسهم ماو " .
======================================
II - دور الفرد فى التاريخ بين الفهم المثالي و الفهم المادي :
يعدّ دور الفرد فى التاريخ أحد أبرز المعضلات النظريّة و العمليّة فى تحليل التاريخ و تأويله وهو موضوع خلاف كبير فى الآراء بين الفهم المثالي الذى بتغاضيه عن الظروف المادية و العلاقات الإجتماعية يجعل التاريخ نهبا لسيادة القوى العمياء واللامعقول و الفهم المادي و خاصة الفهم الماركسي المادي الجدلي الذى يحمل على محمل الجدّ حقيقة الربط الجدلي بين الفرد وطاقاته ومواهبه و حاجيات الزمن الإجتماعية و القوى الإجتماعية و العلاقات الإجتماعية و السياق التاريخي ، على أساس أنّ الناس يصنعون تاريخهم ضمن شروط يجدونها سابقة لهم و موروثة من الماضي ...
1- الفهم المثالي للسيد عبد الله خليفة :
بيسر يلاحظ المطّلع على مقال السيد عبد الله خليفة الناقد للماوية بأنّ الكاتب يجعل من ماو تسى تونغ كفرد بطلا أسطوريّا خارقا إذ جاء فى كلامه أنّ " ماوتسى تونغ ... تقدّم لتغيير كلّ تلك القرون " ( ويقصد قرون النظام الإقطاعي فى الصين ) و أنّه كان " مركز القرار و الدكتاتور القادم ، غير القابل بوجود سلطة أخرى " و كان " يشكّل التاريخ المستقلّ الجديد للصين " و قام ب " إختزال التاريخ " .
بعبارات أخرى ، هنا يصوّر لنا ناقد الماوية ماوتسى تونغ كلّي الجبروت أشبه بآلهة و أنصاف آلهة اليونان القديمة و أبطال أساطير الشرق ، و من سواهم قادر على " تغيير القرون " و " تشكيل التاريخ " و " إختزاله " ؟
لا ظلّ لأدنى شكّ أنّ هذا الفهم لدور الفرد فى التاريخ فهم مثالي يسبح فى عوالم نائية بعيدة كلّ البعد عن العالم المادي الذى نعيش فيه وعن تاريخ المجتمعات البشريّة الذى نعرفه و دور الأفراد فيه . إنّه مسخ لدور الفرد فى التاريخ نابع عن نظرة مثالية للعالم لا تعكس الواقع الموضوعي و بالتالى ليست صحيحة.
و يقينا أنّ الفهم المادي للتاريخ لا ينكر دور الفرد فيه أبدا و إنّما يربطه بالصراعات الطبقيّة و صراعات القوى الإجتماعية و السياسية و العسكرية و مدى تعبير الفرد عن مصالح هذه المجموعة أو الفئة أو الطبقة أو الطبقات و تلك و تطلّعاتها و هذا كلّه فى حدود ما يسمح به الواقع الملموس للقوى الفكريّة و المادية للمجتمع المعني و الزمن المعني . و قد شرح بليخانوف ، عندما كان ماركسيّا و لم يرتدّ بعدُ ، شرحا جيّدا المسألة فى كتابه الذى لا يزال يعدّ أحد أهمّ المراجع فى تناول القضيّة ، " دور الفرد فى التاريخ " ، دار دمشق للطباعة و النشر ، 1974 . و قد وردت فى صفحته قبل الأخيرة فقرة غاية فى الأهمّية :
" إذا إستطعت أن أحيط علما بالإتجاه الذى تأخذ فيه العلاقات الإجتماعية طريق التبدّل ، نتيجة التغيّرات التى تطرأ على التطوّر الإجتماعي و الإقتصادي للإنتاج ، فبوسعى عندئذ أن ألمّ بالإتجاه الذى تتعدّل طبقا له ، و بدورها ، البسيكولوجيا الإجتماعية . ويصبح لدي ، حينئذ ، إمكان [ و لاحظوا معنا إمكان لا حتميّة – صاحب المقال ] التأثير فى هذه البسيكولوجيا . إنّ التأثير فى البسيكولوجيا الإجتماعية معناه التأثير فى الأحداث التاريخية . و تبعا لذلك أستطيع ، بوجه من الوجوه [ و هنا أيضا لاحظوا بوجه من الوجوه ] ، أن أصنع التاريخ و لست بحاجة لإنتظاره حتى " يصنع نفسه ". "
2- الشعب صانع التاريخ :
ما قدّمه ماو تسى تونغ فى النضال العام للشعب الصيني ليس سوى مساهمة فرد فى تغيير الصين تغييرا ثوريّا و إن كانت المساهمة متميّزة بإعتبار أنّه كان من قادة ذلك العمل الثوري . و من موقعه القيادى فى الحزب الشيوعي الصيني ، تسلّح ماو تسى تونغ بالماركسية – اللينينية كقمّة ما بلغه تطوّر علم الثورة البروليتارية العالمية حينها و حلّل الواقع و المجتمع و الطبقات و حدّد الأصدقاء و الأعداء و أساليب النضال و أشكاله و رسم الخطط ( إعتمادا على تقارير و بحوث ودراسات و تجارب إلخ قام بها هو أو غيره ) و قاد ( مع آخرين و إن كان أحيانا القائد الأعلى ) الجيش الأحمر ، جيش التحرير الشعبي طوال عقود فى حرب الشعب طويلة الأمد التى شهدت مدّا و جزرا ومنعرجات وإلتواءات وكاد الجيش الثوري يتعرّض للتحطيم الكلّي فى أكثر من مناسبة منها سنة 1927 وأثناء المسيرة الكبرى سنة 1935 التى خسر خلالها ما يفوق الثمانين بالمئة من عناصره . و من هزيمة إلى إنتصار و من إنتصار إلى هزيمة و من إنتصار إلى إنتصار و من الهجوم إلى الدفاع و من الدفاع إلى الهجوم و من الحملات ضد الأعداء و كسر حملات التطويق و الإبادة و من محاربة الأعداء الصينيين إلى محاربة اليابان إلى الحرب الأهلية ضد الكيومنتانغ المدعوم من قبل الإمبريالية الأمريكية ، تواصل الصراع الطبقي على الجبهات جميعها ضاريا إلى تحقيق الظفر سنة 1949 .
و فى خطاب له يعلن فيه تكوين جمهورية الصين الشعبية ما قال ماو تسى تونغ إنّه شكّل التاريخ و لا إنّه إختزله إلخ بل قال إنّ الشعب الصيني وقف على رجليه و أعلن أنّ إنتصار الثورة فى 1949 ليس سوى مقدّمة لصراعات مسار متعرّج و طويل ينتظره .
فى تلك المناسبة و غيرها من المناسبات الكثيرة ، لم يتوانى ماو تسى تونغ إنطلاقا من نظرته المادية للعالم و فهمه الصحيح لدور الفرد فى التاريخ يؤكّد :
" إنّ الشعب ، و الشعب وحده ، هو القوة المحركة فى خلق تاريخ العالم . " ( " الحكومة الإئتلافية " ( 24 إبريل – نيسان – 1945) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث ).
" الجماهير هم البطال الحقيقيون ، أمّا نحن فنبدو فى كثير من الحالات سذجا نثير الضحك ، و بدون هذا الفهم يستحيل علينا تحصيل أبسط المعارف ." ( " مقدّمة و تذييل " تحقيقات فى الريف " ( مارس و إبريل – آذار و نيسان – 1941) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث ).
3- والشعب يحتاج قيادة البروليتاريا و الحزب الشيوعي الثوري :
لقد تعلّمت الطبقات الشعبيّة الصينية التى تألّمت وعانت طويلا و إستغلّت و إضطُهدت لقرون ، فى خضّم الصراعات الطبقية و أتون الحروب الأهلية ، أن تصنع التاريخ عن وعي حصلت عليه تدريجيّا و بفضل جهود الشيوعيين وغيرهم من الثوريين و حتى بفضل الرجعيين إذا فهمنا ذلك بتعرية وجوههم البشعة الحقيقيّة أي برامجهم و ممارساتهم و تحالفاتهم و جرائمهم و ما إلى ذلك .
و صحيح كما قال ماركس و إنجلز فى " بيان الحزب الشيوعي " أنّ " تاريخ كل مجتمع إلى يومنا هذا ( ثم يضيف إنجلس فيما بعد ما عدا المشاعية الإبتدائية ) لم يكن سوى تاريخ نضال بين الطبقات . " و الثورة الصينية كانت نتيجة لصراع طبقي واعي من قبل الطبقات الشعبيّة العريضة من الفلاحين الفقراء أساسا و الصغار و المتوسّطين إلى البرجوازية الصغيرة المدينية إلى فئات من البرجوازية الوطنية و جميعها كانت تقودها البروليتاريا وحزبها الشيوعي ببرامج و أهداف وسياسات وتكتيكات مدروسة مستندة إلى التحليل الملموس للواقع الملموس تحليلا علميا ماديّا جدليّا و النضال بلا هوادة و مهما كلّف الأمر من أجل تغيير الواقع تغييرا ثوريّا من منظور البروليتاريا و مهمّتها التاريخية ، تحرير الإنسانية من كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي .
و لولا قيادة البروليتاريا وحزبها الشيوعي الصيني ، ما كانت الثورة لتنجح و تنتصر سنة 1949 على أعداء مدجّجين بالأسلحة .
- " القوّة القائدة لثورتنا هي البروليتاريا الصناعية ". ( المؤلّفات المختارة لماو تسى تونغ ، المجلّد 1، ص 24).
- " لا يمكن إنجاز الثورة الديمقراطية ضد الإمبريالية و الإقطاعية بدون هذه القوى الثورية الأساسية ، و بدون قيادة الطبقة العاملة. " ( المؤلّفات المختارة لماو تسى تونغ ، المجلّد 2 ، ص 328- 329).
- فى " الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني" أشار إلى كون البروليتاريا " أصبحت القوة المحرّكة الأساسية الأولى للثورة الصينية. و بدون قيادة البروليتاريا لن تتمكّن الثورة الصينية بالتأكيد من الظفر ".( المؤلّفات المختارة لماو تسى تونغ ، المجلّد 2، ص 449).
لقد درس ماو تسى تونغ التجارب التاريخية للثورة الديمقراطية الصينية و الثورات الديمقراطية والإشتراكية عبر العالم و درس العصر و الواقع العياني و بفضل مراكمة التجارب و تحليلها وتلخيصها عبّر ماو تسى تونغ أفضل تعبير عن مستلزمات الثورة الديمقراطية الجديدة فى الصين و عمل و رفاقه و رفيقاته و الجماهير الشعبية من أجل توفيرها و تطويرها و هي ما أطلق عليه الأسلحة السحرية الثلاثة وهي طبعا لا صلة لها بالسحر و السحرة و الماورائيّات و إنّما هي وصفت بذلك لأنّها الدواء الشافي لداء الجبال الرواسي الثلاث الذى أرهق كاهل الجماهير الشعبية الصينية وهي الإقطاعية و الرأسمالية الكمبرادورية / البيروقراطية و الإمبريالية العالمية :
" حزب قوي النظام مسلّح بالنظرية الماركسية - اللينينية ، يستخدم أسلوب النقد الذاتي و يرتبط بجماهير الشعب ، و جيش يقوده مثل هذا الحزب ، و جبهة متحدة تضمّ مختلف الطبقات الثورية و الجماعات الثورية و يقودها مثل هذا الحزب - هذه هي الأسلحة الرئيسية الثلاثة التى ننتصر بها على العدوّ. "( " الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " ( 30 يونيو – حزيران – 1949) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع .)
و من هنا ، صنع الشعب الصيني التاريخ و شكّله والبروليتاريا كجزء من هذا الشعب و حزبها الشيوعي الصيني فى ظلّ ماو تسى تونغ قاداه فى ذلك و كان ماو تسى تونغ قائد من قادة ذلك الحزب إلى سنة 1935 ، ثمّ بات قائد قادة الحزب أي اللجنة المركزية منذ ذلك التاريخ إلى وفاته سنة 1976 .
هل كان ماو تسى تونغ كفرد قادرا على إنجاز تلك الثورة ؟ لا طبعا . هل كان الشعب دون قيادة البروليتاريا و حزبها الشيوعي قادرا على ذلك ؟ لا طبعا . لو ظلّ الحزب الشيوعي الصيني و ماو تسى تونغ يتبعان طريق المدن أوّلا كما نصحت الأممية الثالثة و كما مارست ذلك قيادة وانغ مينغ إلى 1935، هل كانت الثورة لتحقّق الظفر ؟ لا طبعا لأنّ الخطّ كان سيظلّ خاطئا و صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء كما أعلن ماو نفسه .
لماذا لم يعتل ماو مركز قائد القادة ، رئيس اللجنة المركزية قبل سنة 1935 لو كان " يشكّل التاريخ " و " يختزله " ؟
الفهم المثالي للتاريخ يتجاوز كلّ هذه الحقائق و الوقائع و الفهم المادي وحده قادر على تفسير الأحداث التاريخية تفسيرا صحيحا .
4- دور الفرد و الضرورة و الصدفة :
لقد جدّت مجازر فى حقّ آلاف الشيوعيين منذ عشرينات القرن الماضى و إلى إنتصار الثورة سنة 1949 وكان من الوارد جدّا أن يكون ماوتسى تونغ من الذين طالتهم يد الأعداء السفّاحين من المحتلّين اليابانيين و الرجعيين المحلّيين المدعومين من قبل الإمبريالية العالمية . كما كان من الوارد أيضا أن يُقتل ماو تسى تونغ على جبهات القتال و أثناء المسيرة الكبرى إلخ . و زيادة على ذلك ، كان من الممكن أن يفتك الأعداء به عندما وقع فى الأسر لولا أنّه إستطاع الفرار .
نذكر هذا كلّه لنؤكّد أنّ قيادة ماو تسى تونغ للحزب الشيوعي الصيني لم تكن أمرا مقدّرا خطّطت له قوى ما وراء الطبيعة قبلا و ما كان أمرا حتميّا مثلما تذهب إليه القراءات المثالية للتاريخ بل كانت أقرب إلى الصدفة التى لعبت فيها الظروف المحلّية و العالمية دورا كبيرا دون أن ينفي هذا بديهيّا الجهود الكبرى التى بذلها ماو تسى تونغ ذاته لفهم الواقع و تغييره ولفهم الصراعات الداخلية فى الحزب و تغييره ثوريّا.
الضرورة الموضوعية لنجاح الثورة حدّدها ماو تسى تونغ كما مرّ بنا فى إيجاد الأسلحة السحريّة الثلاثة أي الحزب الشيوعي الثوري و الجيش الشعبي و الجبهة المتحدة بقيادة البروليتاريا الثورية . هذه هي الضرورة الموضوعية وإن غيّب الموت ماو قبل إنتصار الثورة فى سنة 1949 كانت إمكانية الإنتصار تظلّ قائمة شرط توفّر تلك الأسلحة السحرية الثلاثة و طبعا صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي المحدّد فى كلّ شيء .
ومرّة أخرى ، لم يشكّل ماو تسى تونغ التاريخ و لم يختزله و لو كانت امكانية إنتصار الثورة غير متوفّرة ما كانت الثورة لتحدث و كذلك لم ماو يكن مركز القرار و لا دكتاتورا كما سنجلى الأمر لاحقا .
كان ماو تسى تونغ مناضلا شيوعيّا ثوريّا على رأس حزب شيوعي ثوري يقود الطبقات الشعبية و يمثّل مصالحها القريبة و البعيدة المدى فساهم فى إستنهاض قوّة الشعب و تنظيمها و توحيدها وساهم فى توجيهها توجيها صحيحا ضد الأعداء و فى تمكين الشعب و الشعب وحده من صنع تاريخ الصين .
السيد عبد الله خليفة و أمثاله كثيرون لا يفقهون شيئا من الفهم العلمي للتاريخ و يبثّون مفاهيما خاطئة تغالط القراء و تضلّلهم .
5- تطوّر ماو تسى تونغ تطوّرا جدليّا تصاعديّا لولبيّا و ليس خطّيا :
ماوتسى تونغ قائد شيوعي لامع قاد بإقتدار الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية و كذلك الثورة الإشتراكية وقمّتها الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى . إلاّ أنه ليس لا إلاها و لا نصف إلاه و لا قائد مثالي أسطوري . إنّه إنتاج للتاريخ و للصراع الطبقي فى بلده و عالميّا . فلو لم توصل طلقات مدافع ثورة أكتوبر ، كما كتب ماو نفسه ، الماركسية - اللينينية إلى الصين لما أضحى ذلك المتمرّد شيوعيّا و من مؤسّسي الحزب الشيوعي الصيني و لما إرتبطت حياته بالثورة فى الصين . و ماو تسى تونغ عينه لم يتطوّر تطوّرا تصاعديّا خطّيا أي لم تكن نهايته تحدّدت ببدايته التصاعدية دون تراجعات و لم تكن مراكمته للمعارف و نظريّاته و ممارساته دون أخطاء . لقد صرّح ماوتسى تونغ ذاته أنّه مثلا قد إرتكب أخطاء خلال القفزة الكبرى إلى الأمام كما يشهد على ذلك النقد الذاتى الذى قدّمه فى ندوة لوشان 1959( " ماو تسى تونغ و بناء الإشتراكية " منشورات سوي ، باريس 1975 ؛ ص 23 ) . و إرتكب حزبه العديد من الأخطاء التى دفع ثمنها غاليا سواء فى عشرينات القرن العشرين أو فى ثلاثيناته أو بعد ذلك و كتابات ماو تسى تونغ عن تصحيح الأخطاء و النقد و النقد الذاتى تزخر بالأمثلة عن ذلك .
و بالنسبة لإعتباره " مركز القرار " فهذا خاطئ تاريخيّا من ناحية أنّ الخطّ الذى ناضل ماوتسى تونغ من أجل تكريسه ، خطّ حرب الشعب الطويلة الأمد ، أو محاصرة الريف للمدينة ، كان مستبعدا من الحزب إلى 1935 و من ناحية أنّ الحزب الشيوعي الصيني على حدّ ما لخّصه كتاب " المعرفة الأساسية للحزب " الذى ألّفه أنصار ماو تسى تونغ فى شنغاي سنة 1974 قد عرف صراعات خطيّن عددها عشر كادت لو كسب فيها خطّ تحريفي أن تحوّل لون الحزب و تجعله حزبا برجوازيّا لا حزبا بروليتاريا . و صراعات الخّطين العشر هي :

" (1) قام الصراع الأول ضد الانتهازية اليمينية التى يتزعمها تشيان توسيو(1879-1942) وهو السكرتير العام للحزب الشيوعي من 1921 الى حد آب 1927. لعب دورا هاما خلال حركة 4 أيار 1919 . فقد دافع عن خط سياسي كان يتمثل فى اسناد قيادة الثورة الديمقراطية البرجوازية الى البرجوازية ، و مطالبة العمال أن يترقبوا حتى تنجز هذه الثورة ليشرعوا فيما بعد فى النضال من أجل الثورة الاشتراكية . كما يتمثل فى اهمال قوة الفلاحين . ثم كون تشيان توسيو بعد ندوة 7 آب 1927 التى تم فيها عزله "كتلة اليسار اللينيني المعرض" و أصدر 81 عضوا فى الحزب بيانا ينص على أن هدفهم كان يتمثل فى تقسيم الحزب . لكن هذه المحاولة باءت بالفشل فما كان من تشيان توسيو الا أن خان نهائيا الحزب والتحق بمعسكر التروتسكية.

(2) جرى الصراع الثاني ضد المسؤول عن "الخط الأمامي لليسار " وهو تشوتشيو باي (1889-1935) السكرتير العام للحزب من آب 1927 . تميز خطه من شتاء 1937 الى ربيع 1928 بالانقلاب اليساري القئم على العنف و الارهاب و اعطاء الأولوية لافتكاك المدن مع اهمال العمل الثوري فى الأرياف . سيقع تعويضه فى خريف 1928 بلي لي سان . ثم أعدمه الكومنتغ فى 1935.

(3) تمحور الصراع الثالث حول التناقض بين الرئيس ماو و خط لي لي سان الذى رجع الى الصين سنة 1921 بعد أن انتمى الى فرع الحزب الشيوعي الصيني بفرنسا و انخرط فى احدى المنظمات النقابية. كان يرى أن المسار الثوري يرتكز على العمال و المدن فقط.فيما بين حزيران و أيلول 1930دعا الى انتفاضة عامة فى أهم المدن و الى أن يشن الجيش الأحمر هجوما عاما على المدن فنتجت عن هذا الاتجاه خسائر جسيمة فى التنظيمات السرية للحزب فى الجهات الخاضعة لسيطرة الكومنتنغ . وقع تصحيح الأخطاء التى تسبب فيها خلال أيلول 1930لي لي سان و ذلك أثناء الدورة الكاملة لللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر السادس للحزب. تم اقصاء لي لي سان نهائيا من قيادة الحزب خلال الدورة الكاملة الرابعة لللجنة المركزية فى كانون الثاني 1931 من قبل كتلة "يسار" جديدة بقيادة فانغ مينغ.

(4) لقد قرر لوتشانغ لونغ (1901-1949) وهو عضو آخر من مؤسسي الحزب السيطرة على الحزب فى نهاية 1930 فكون كتلة يمينية مع هومنغ هيشوةنغ. و عندما وقع طرده من الحزب اثر المجلس العام الرابع لللجنة المركزية فى كانون الثاني 1931 كون لجنة مركزية موازية و أصبح فيما بعد تروتسكيا.

(5) وقع الصراع الخامس ضد وانغ مينغ وهو كنية تشان تشاويو (1907-1974) و قد عرف هذا الخط باعتباره " الخط اليساري الثالث" و قد انتمى وانغ مينغ الى الحزب فى موسكو سنة 1925 و كون فيها كتلة بتنظيم (الثمانى و العشرين بلشفى و نصف) و لما رجع الى الصين تبوأ هو و جماعته قيادة الحزب فى 1931 و حافظ عليها لمدة أربع سنوات . و يتمثل خطهم فى نفي التغييرات الهامة على الوضع السياسي الداخلي فى الصين اثر الغزو و اعتبر الكتل العديدة للكومنتانغ و المجموعات كلها معادية للثورة و بنفس الدرجة. و طالبوا الحزب تبعا لذلك بالصراع حتى "الموت" و بدون أي تفريق و تتميز هذه الزمرة بالانعزالية المفرطة.
و فى نهاية 1932 خير الرئيس ماو قيادة الجيش الأحمر و تمكن وانغ مينغ من تطبيق خطه العسكري . حرب المواقع و احتلال الموافع الهامة حتى النهاية و نجح ماو و أعضاء آخرين من الحزب بعد معارك طويلة من دعوة ندوة موسعة للمكتب السياسي لللجنة المركزية فى كانون الثاني 1935 فى تسويني مقاطعة كواتشو. و قد أزاحت هذه الندوة الخط الانتهازي "اليساري " و انتصر خط ماو القيادي.

(6) لم يتمكن تشانغ كيوتا و عضو المكتب السياسي من حضور ندوة تسويني فنعت سياسة القواعد الثورية ب"أخطاء" و "المسيرةالكبرى" بالفشل و اقترح على الحزب سحب فرقه الى مكان آخر آمن كالتيبت أو شينكيانغ و تبعا لهذا الاتجاه رفض مغادرة قاعدته فى سياتشوان و الالتحاق بشمال شانسي كما اقترح ذلك الرئيس ماو و نقل فرقه فى اتجاه الغرب نحو التيبت.و كان مفروغا منه أن يتعرض الى خسائر جسيمة ، و عندما وصل الى ينان سنة 1936 كان فشله ذريعا الى حد أنه لم يكن بوسعه معارضة الرئيس ماو الفعلية. و نظرا لضعف تأثيره السياسي فر فى منتصف سنة 1938 الى الاقليم الذى يوجد تحت مراقبة الكيومنتانغ.

(7) وقع الصراع السابع بعد تحرير الأراضي الصينية فى 1943 و تقابل فى هذا الصراع اللجنة المركزية بقيادة الرئيس ماو و تحالف مضاد للحزب تحت قيادة كاوكانغ (1902-1954) . و كان هذا الأخيرمسؤولا فى الأربعينات عن جهة الشمال الشرقي و يجمع بين قيادة الحزب و ادارة الجيش . و باعتباره المسؤول على المنطقة الأكثر تصنيعا فقد لعب دورا هاما جدا فى بيكين و أصبح سنة 1952 رئيس لجنة الدولة للتخطيط و بفضل نفوذه المتزايد استطاع اقامة مملكة مستقلة فى منشوريا القديمة و كون كتلة مع جاو شوتشا (السكرتير الأول للمكتب السياسي فى شرق الصين) من أجل الاستحواذ على السلطة السياسية .و قد وقع فضح هذا التحالف و سحقه خلال الدورة الرابعة الكاملة لللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر السابع للحزب الشيوعي الصيني سنة 1954. و قد نقد جماهيريا خلال الندوة الوطنية (31 شباط ) و علمنا أنه انتحر فى شباط 1954 اثر التحقيقات فى شأن نشاطه المضاد للحزب و قد وقع نشر قرار الندوة الوطنية فى ملحق "شعب الصين" 16 نيسان 1955.

(8) تفجر الصراع الثامن فى اجتماع لوشيان خلال آب 1959 أثناء الندوة الثامنة الكاملة لللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب و ذلك عندما عارض وزير الدفاع بانغ تاه هوا " الأعلام الحمراء الثلاثة" أي الخط العام لبناء الاشتراكية و الكمونات الشعبية و الوثبة الكبرى. و هاجم فى رسالته المؤرخة فى 14 تموز 1959 الخط السياسي العام للرئيس ماو الذى وافقت عليه اللجنة المركزية. و قد كون هوا كذلك كتلة مضادة للحزب فوقع نقده بصراحة فى اجتماع لوشان ثم أطرد خلال الدورة الموسعة للهيئة العسكرية لللجنة المركزية للحزب التى دعي اليها اثر الاجتماع الكامل للجنة المركزية للحزب.

(9) تفجر الصراع التاسع جماهيريا مع الثورة الثقافية البروليتارية و كانت هذه الثورة ذات اتساع لا يقارن بفضل التجنيد الكامل للجماهير الشعبية ضد الخط التحريفي الذى دافع عنه خاصة ليوتشا وشى . ذلك الخط الذى لو صودق عليه و طبق لكان بامكانه جر الصين فى الاتجاه الرأسمالي . و قد ساند المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني فى نيسان 1969 ساند الخط السياسي لماو تسىتونغ الذى يرتكز على مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية الربليتاريا.

(10) و أخيرا ظهر الصراع العاشر بجلاء خلال الدورة الثانية الكاملة للجنة المركزية للحزب المنبثقة عن المؤتمر التاسع المنعقد فى لوشان فى آب 1970 حيث طلب لين بياو و تشان بوتا تسمية رئيس للجمهورية و طورا أطروحاتهما حول " عبادة النوع" و أظهرا عداءهما لخط المؤتمر التاسع.
و يحدد شوآن لاي فى تقريره للمؤتمر العاشر طبيعة خط الزمرة التى يقودها لين بياو كما يلى : " اغتصاب السلطة العليا للحزب و الدولة . و الخيانة التامة لخط المؤتمر التاسع و التغيير الجذرى للمبادئ الأساسية التى وقع تحديدها بالنسبة للفترة التاريخية الاشتراكية كما يهدف الى جعل الحزب الشيوعي الصيني الماركسي – اللينيني حزبا تحريفيا فاشيا و قلب دكتاتورية البروليتاريا عن طريق التخريب و اعادة الرأسمالية"( المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني ،( وثائق)

و سوف لن يكون الصراع العاشر آخر صراع يعيشه الحزب الشيوعي الصيني فقد استطاع الرئيس ماو أن يؤكد من قبل ، خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى " ليست الثورة الثقافية الكبرى الحالية الا الأولى من نوعها و ستقوم مثل هذه الثورات فى المستقبل حتما مرات عديدة وتتطلب مسألة نتيجة الثورة و من ذا الذى سيتغلب فى النهاية فترة تاريخية طويلة حتى يقع حلها فإن لم نخضها بنجاح فإن عودة الرأسمالية سيكون ممكنا فى كل لحظة و على كل أعضاء الحزب و الشعب فى كل البلاد أن يحذروا من الإعتقاد بأنه فى إمكانهم النوم هادئين و أن كل شيئ سيسير على ما يرام بعد ثورة أو إثنتين أو ثلاث أو أربع ثورات ثقافية كبرى ، يجب أن نتحلى بحذر خاص تماما و ألا نتخلى فى شيئ عن يقضتنا " (مجلة بيكين عدد 22- 29 ماي 1967 ص43 . رينمين ريباو فى 23 ماي 1967).

كما أعلن خلال محادثة فى أكتوبر 1968: " لقد أحرزنا الى حد الآن على انتصارات كبرى لكن الطبقة المهزومة ستواصل التخبط و اذلك لا يمكن لنا الحديث عن انتصار نهائي حتى بالنسبة للعشرينات القريبة القادمة فلا يجب أن نتخلى عن يقظتنا . ان الانتصار النهائي لبلد اشتراكي ما لا يستدعي حسب وجهة النظر اللينينية جهود البروليتاريا و الجماهير الشعيبة الواسعة لهذا البلد فحسب و لكنها تتوقف أيضا على انتصار الثورة العالمية و على الغاء نظام استغلال الانسان للانسان من الكرة الأرضية مما يمكن الانسانية قاطبة من التحرر و تبعا لذلك فان الحديث بلا ترو عن انتصار نهائي لثورتنا خاطئ و مضاد لللينينية وهو بالاضافة الى ذلك لا يتطابق مع الواقع" ( من تقرير لين بياو الى المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني ، مقتطفات وثائق المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني بيكين 1969 ص 68-69 ) و حول هذا التقرير تقرير شو آن لاي الى المؤتمر العاشر ص5: " كلنا يعلم أن التقرير السياسي المقدم الى المؤتمر قد وقع انجازه تحت اشراف الرئيس ماو الشخصي و قد حرر لين بياو بالاشتراك مع شين بوتا قبل المؤتمر التاسع تقريرا سياسيا يعارض مواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا... و يعتبر أن المهمة الأساسية بعد المؤتمر التاسع يجب أن تكون تطوير الانتاج ، انها طبعة أخرى و فى ظرف جديد للطرح التحريفي السخيف الذى مرره ليوتشاوتشي فى قرار المؤتمر الثامن و القائل بأن التناقض الرئيسي داخل البلاد ليس التناقض بين البروليتاريا و البرجوازية و لكنه تناقض بين " النظام الاشتراكي و قوى الانتاج الاجتماعية المتخلفة " و بالطبع فان هذا التقرير السياسي الذى أعده لين بياو و تشان بوتا رفضته اللجنة المركزية " (وثائق المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني، الملاحظة حول المؤتمر الثامن) .
و قد أعلن الرئيس ماو فى 28 أفريل 1969 خلال الدورة الثانية لللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر التاسع : " قد يتحتم فى سنوات عديدة القيام بثورة " ( تابع ص4 من مجلة بيكين عدد51 ، ديسمبر 1975 ، ص5 هونغكى عدد9، 1975) . ونقرأ الآتي :" يلح الرئيس ماو دوما على ضرورة أن نكون واعين بالمدة الطويلة التى يستغرقها الصراع بين الخطين . و قد قال سنة 1971:" إننا نغنى النشيد الأممى منذ خمسين عاما و قد وجد فى حزبنا أناس حاولوا عشر مرات زرع الانشقاق ، فى رأيى هذا يمكن أن يتكرر عشر مرات ، عشرين ، ثلاثين مرة أخرى . ألا تعتقدون ذلك؟ أنا أعتقد ذلك على كل حال . ألن توجد صراعات حين ندرك الشيوعية ؟ أنا ببساطة لا أعتقد ذلك. إن الصراعات ستستمر حتى حينها، لكن فقط بين الجديد و القديم و بين الصحيح و الخاطئ." "( إنتهى المقتطف)


هذه هي إذن الظروف التاريخية المادية الموضوعية و الذاتية و الصراعات المتعدّدة الأوجه التى حفّت بتشكّل ماو تسي تونغ كقائد عظيم من أعظم قادة البروليتاريا العالميّة .
6- ماو تسى تونغ ضد " عبادة الفرد " :
و من مكوّنات طبخة السيّد عبد الله خليفة السحريّة ضد الماوية مكوّن " تقديس كنفيشيوس وبوذا و ماو " أي عبادة الفرد وهي ذات التهمة التى أطلقها السوفيات منذ أواسط خمسينات القرن الماضي ضد ستالين و منذ أواخره ضد ماو تسي تونغ و ردّدها بعدهم التحريفيّون بمختلف تفرّعاتهم سالكين نفس الطريق الذى سلكته البرجوازية العالمية فى دعايتها المعادية للشيوعية .
و بما أنّ المسألة ليست جديدة و لا نودّ أن نكرّر ما كتبناه فى مناسبات سابقة ، نقتطف لكم هذه الفقرات من الجدال الذى خضناه ضد الخوجيين المفضوحين منهم و المتستّرين فى العدد 4 / أوت 2011 من نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " ، مقال " دحض خزعبلات "الوطد" الخوجية المتستّرة حول الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى " و على وجه الضبط فى نقطة : " تركيز عبادة الشخصية " ليس موقف ماو تسي تونغ بل موقف التحريفيين " بالإمكان مطالعة الفقرات التالية :
" ... منطلقين من "عبادة الشخصية " نقول إن هذا تعبير غير ماركسي إستعمله خروتشوف و أخذه عنه خوجا و الخوجيون فى هجومهم الهستيري على ماو . مجددا تنكشف الخيوط الرابطة بين نقاد ماو . و نردف ذلك بقول ان " إقرؤوا آراء ماو تسي تونغ " و"عن آراء ماوتسي تونغ " لا يمكن أن يرى فيها أحد سوى الإنتهازيين عبادة شخصية. أن يطلب من الشيوعيين و من الجماهير قراءة آراء رئيس الحزب الشيوعي أو أن يقتطف كاتب مقال "آراء ماوتسى تونغ " للاستشهاد بها فهذا من مقومات الكتابة العلمية و لا يعنى البتة عبادة شخصية ماو. تصوروا كم إقترف ستالين من عبادة شخصية لينين على هذا النحو ، فى مؤلفاته ، والشيئ عينه بالنسبة للينين فى تعامله مع ماركس و انجلز و غيرهم . وأكثر من ذلك حتى، لينين دعانا حتى إلى قراءة بليخانوف و كاوتسكى بعد أن إرتدا فهل هو يدعونا إلى عبادة شخصيتهم ؟
لعل " نقاد ماو " أرادوا أن تقع الدعاية الشيوعية فى الصين حسب : " لا تقرؤوا آراء ماوتسي تونغ "! انه موقفهم هم بالأمس و اليوم من ماو الداعى إلى الجهل و هم لم يقرؤوا ما يلزم من وثائق لإنجاز بحث علمي عن الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى التى هزت الصين هزا و حركت العالم تحريكا وهي ثالث أهم الثورات البروليتارية فى القرن العشرين، فى المرتبة الثالثة بعد ثورة أكتوبر وإنتصار الثورة الصينية فى 1949 وهي قمة ما بلغته تجارب دكتاتورية البروليتاريا عالميا .
و عن وسائل الإعلام و الحرس الأحمر الذين يقال إنهما دعيا إلى عبادة شخصية ماو فلا نجد لدى " الجماعة " مثالا واحدا عن نشرة ، عن جريدة و ما الى ذلك . غير جدّي .
يترك " نقاد الماوية " الواقع الملموس و الحقائق الدامغة و ينهمكون سيرا على خطى التحريفيين السوفيات و خوجا و الخوجيين فى تخيل تهم ينسبونها لماو ثم يحطمونها ليرفعوا أيديهم فى الأخير علامة على الانتصار .
أما نحن فنذهب معكم فى البحث عن تفاصيل الأحداث و الوقائع لمسك الحقيقة بمختلف جوانبها .
إثر لقاء مع الرفاق الصينيين، سجل خوجا فى جويلية 1972 :" لقد قالوا لنا أيضا أن الرئيس ماو لم يكن موافقا على المديح الذى يكيله لين بياو لفكره و عمله [ فكر ماو و عمله ، إضافة منا ] . كل هذا المديح الذى كان يرفع ماو إلى السماء معاد للماركسية بما هو يرفعه فوق الماركسية-اللينينية . و الجنود و الضباط كانوا يعلقون فى أعناقهم صور ماو و كانوا يركعون كل صباح أمام صوره و كانوا يقومون بنقدهم الذاتي أمام صوره (كما لو كانوا أمام تمثال المسيح)..."( " ملاحظات حول الصين " ) .
ماو صراحة كان ضد لين بياو و خطه التحريفي و ناضل على رأس الشيوعيين الثوريين لإلحاق الهزيمة به و طرده من الحزب و كان للماويين ما أرادوا .
يعود الصراع بين الخط الماوي و الخط اللين بياوي بالأساس إلى بدايات الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و سيحتد منذ خريف 1970. ورد بهذا المضمار على لسان استوارد شرام فى الصفحة 51 من " ماو يتحدث الى الشعب 1956-1971 " الطبعة الفرنسية ، نشر الصحافة الجامعية الفرنسية بفرنسا سنة 1977 نشر قبلها بالانقليزية فى لندن سنة 1974 فهو بالتالى مكتوب قبل الهجوم المحموم لخوجا على ماو وهوالكتاب الذى سنعتمد لاحقا مع كتب أخرى عوض " تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية فى الصين …" [ جون دوبيه ، دار الطليعة ] لوقوف هذا الأخير عند 1969، ورد :
" حسب رسالة وجهها ماو لتشانغ تشنغ ، مؤرخة فى 8 جويلية 1966 و نشرت فى صفوف الحزب الشيوعي الصيني فى 1972 فى إطار حملة شرح جذور الصراع بين ماو و لين بياو ، منذ بداية الثورة الثقافية أخذ ماو حذره من طرق عمل وريثه و غاياته و لم يدع أي من شكوكه تتسرب فقط لأنه كان يحتاج لمساندة لين ضد ليوشاوشى وخصومه فى الحزب. مهما يكن بعد أقل من سنة من سخريته من فكرة هيمنة عسكرية على صفوف الحزب الشيوعي الصيني إنتهت المشادات بين ماو و لين إلى مواجهة حادة و غير مسكوت عنها خلال الاجتماع الثانى للجنة المركزية التاسعة فى خريف 1970".
و الرسالة المعنية نشرتها الصحيفة الفرنسية " لوموند" فى 2 ديسمبر 1972 و فيها إضافة إلى ما جاء فى الاستشهاد أعلاه ، أكد ماو أن :" العصابة السوداء تهدف إلى الانقلاب على الحزب و علي أنا " وأن صراعا آت لا محالة ضدها فى السنوات التالية قدرها ب"سبع أو ثمان سنوات" و عارض بشدة المبالغات التعظيمية التى اليها التجأت العصابة السوداء خدمة لإعدادها لإفتكاك السلطة و شرح لماذا كان عليه تكتيكيا ألا يشن فى الحال نضالا صارما ضدها فذلك سنة 1966 كان سيصب فى صالح اليمين (ليوتشاوشى و دنك سيوبينغ...) و يعرقل تطوير النضال الجماهيري ضده."
إذن منذ البداية كانت رؤية ماو واضحة و ثاقبة بحيث سنحت له بكشف تحريفية مقولات لين بياو حول الجيش و عبادة الشخصية و مراميه بقلب سلطة البروليتاريا فخاض ضده صراعا مفتوحا منذ 1970 إستمر فى التصاعد وتيرة و حدّة . فى دورة تفقد للجهات ، فى سبتمبر 1971 ، عرض ماو بعضا من خلافاته مع اليسراوى (ص282-283 من المصدر السابق) :
" تحدثت مع الرفيق لين بياو و من ضمن ما قاله ثمة أشياء غير صحيحة و مثلا قال إن عبقري لا يظهر فى العالم إلا مرة فى عدة قرون و فى الصين مرة فى بضعة آلاف السنين . هذا لا يتوافق ببساطة مع الواقع. ماركس و إنجلز كانا معاصرين و قرن واحد لم يمر حتى كان لدينا لينين و ستالين، اذن كيف يمكن قول إن عبقري لا يظهر إلا مرة فى عدة قرون ؟ فى الصين وجد تشان تشانغ و يوكوانغ و هونغ سيو تشي يوان و صان يات صان اذن كيف يمكن قول إن عبقري لا يظهر الا مرة فى بضعة آلاف السنين ؟
ثم إن هنالك كل تلك الحكايات عن القمم و " جملة لها قيمة عشرة آلاف جملة " ألا تجدون أن هذا ذهاب بعيدا نوعا ما ؟ فى الأخير ، جملة هي جملة فقط ، كيف يمكن لجملة أن تكون لها قيمة عشرة آلاف جملة؟ لا يجب أن نسمى رئيس دولة. لا أريد أن أكون رئيس دولة. لقد قلت ذلك بعدُ ستة مرات . لو فى كل مرة استعملت جملة لقول ذلك تكون الحصيلة الآن ستون ألف جملة. لكنهم لا يستمعون أبدا. اذن كل جملة من جملي لا تساوى حتى نصف جملة . فى الواقع ، قيمتها منعدمة. هي فقط جمل تشان بوتا التى تساوى عشرة آلاف جملة. إنهم يتحدثون عن تركيز للعظمة الشيئ الذى يعطى إنطباعا بالحديث عن تركيز هيبتى . لكن اذا ما نظرنا من قريب ، فانه يتحدث عن ذاته هو فى الحقيقة. كانوا يقولون أيضا إننى أنا الذى بنى جيش التحرير الشعبي و قاده و لين بياو كان يقوده شخصيا. إن الذى أسسه ليس بإمكانه قيادته على ما يبدو ! علاوة على ذلك لم أأسسه بمفردى."
هكذا يلمس ماو عمق تحريفية نظرية العبقري و يتخذ منها موقفا ساخرا و ناقدا مبرزا ما تنطوى عليه من إنكار للوقائع و واضعا نفسه فى صدام معها بإعتباره شيوعيا ثوريا يعترف بدور الفرد كقائد لكنه يشدد بإستمرار على " ان الشعب و الشعب وحده هو القوة المحركة فى خلق تاريخ العالم". ( مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسي تونغ و المجلد الثالث من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ضمن " الحكومة الائتلافية " ) .
وهو يدحض الخزعبلات التحريفية اليسراوية للين بياو ، كان ماو يعزز البناء الماركسي - اللينيني-الماوي للحزب فبينما كان لين بياو يدعو إلى أن محتويات المؤلفات الماركسية الكلاسيكية بنسبة 99 بالمائة موجودة بمؤلفات ماو تسي تونغ لذلك يجب التركيز على هذه الأخيرة " ، كانت حركة تتشكل ، منذ اجتماع لوشان فى سبتمبر 1970 لأجل التشجيع على دراسة مؤلفات ماركس و انجلز و لينين و ستالين" ( " ماو يتحدث الى الشعب..."، ص 327) .
و مسجلا هذا التوجه الذى تحول إلى إنجازات ملموسة ، ذكر جلبار موري بالصفحة 137 من الجزء الثاني من " من الثورة الثقافية الى المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني " الطبعة الفرنسية ، ذكر مقتطفات من إفتتاحية " الرنمين ريباو" بتاريخ 6 جويلية 1972 :" وهو يحوصل تجربة الصراع بين الخطين داخل الحزب ، صاغ الرئيس ماو ، قائدنا العظيم توجيها فى غاية الأهمية : " القراءة و الدراسة الجدية للتمكن الجيد من الماركسية ". منذ الإجتماع الثاني [سبتمبر 1970] للجنة المركزية التى أفرزها المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني ، تدرس الكوادر لا سيما الكوادر القيادية للجان الحزب فى المقاطعات و الجهات و ما فوقها ، تدرس بجدية مستجيبة لدعوة الرئيس ماو ، مؤلفات ماركس و انجلز و لينين و ستالين و الرئيس ماو. و هكذا تركزت عادة و تحققت إنتصارات . فى مرحلة أولى ، ربط الرفاق القياديون فى عديد الوحدات هذه الدراسة بنقد التحريفية و إصلاح طريقة العمل. درسوا ستة مؤلفات لماركس و انجلز و لينين كما درسوا الخمس محاولات الفلسفية للرئيس ماو وهي كتب أوصت بها اللجنة المركزية للحزب و نقدوا بعمق الخط التحريفي الذى مارسه المخادعون أمثال ليوشاتشى و نقدوا بعمق المثالية و الميتافيزيقية – الأساس النظري لهذا الخط...".
و الكتب المشار إليها هي : البيان الشيوعي ، الحرب الأهلية فى فرنسا ، نقد برنامج غوتا ، ضد دوهرينغ ، الدولة و الثورة ، المادية و مذهب النقد التجريبي ، فى التناقض، فى الحل الصحيح للتناقض فى صلب الشعب ، مداخلة فى الندوة الوطنية للحزب الشيوعي الصيني حول العمل الدعائي ، فى الممارسة العملية و من أين تأتى الأفكار الصحيحة ؟ وهي كتب لم تقرأ لأول مرة بل تمت دراستها بتمحيص و عن كثب بهدف مباشر حينذاك وهو دحض الأفكار التحريفية التى كان يروج لها لين بياو و تشين بوتا.
لين بياو ينظّر للعبقرية و ماو يسخر منه و ينقده ، لين بياو يستهين بمعلمي البروليتاريا و ماو يشدد على قراءة مؤلفاتهم و دراستها . يتهم الجماعة ماو بالتشجيع على عبادة الشخصية و الحال أنه قاتلها جهده لينتصر الخط الشيوعي الثوري و يتوج الانتصار فى المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني : فى " تقرير حول تغيير القانون الداخلي للحزب " نقرأ (ص303 من كتاب مورى ) :" إن الفقرة الخاصة بلين بياو و التى وجدت فى البرنامج العام فى القانون الداخلي للمؤتمر التاسع حذفت كليا . بإجماع هذا هو مطلب كل الحزب ، كل الجيش وكل الشعب ، إنه أيضا النتيجة الحتمية لخيانة لين بياو للحزب و للوطن و قطعه التام معهما ". وبعد صفحات :" الأساس النظري الذى يقود حزبنا الشيوعي الصيني فى تفكيره هو الماركسية – اللينينية - فكر ماوتسي تونغ "( ص312 من الجزء الثانى من المصدر السابق ).
الماركسية – اللينينية - فكر ماوتسي تونغ [ صارت منذ تسعينات القرن العشرين ، عالميا ، الماركسية – اللينينية – الماوية ] صرحُ علم الثورة البروليتارية بني و تطورعلى أساس الماركسية - اللينينية و التجربة الثورية الصينية الجديدة نوعيا فى مرحلتها الديمقراطية الجديدة ثم فى مرحلتها الإشتراكية وعلى أساس صراع و صدام مع التحريفية داخل الصين و عالميا . "
( إنتهى المقتطف )
إنّ السيّد عبد الله خليفة كمثالي لم يبذل أي جهد لفهم دور الفرد فى التاريخ و لفهم الصراع الطبقي فى الصين و مساهمات ماو تسى تونغ فيه و مع ذلك يطلق العنان لجمل إقراريّة و لتأكيدات لا أساس لها من الصّحة .
" إنّ المثالية و الميتافيزيقا هي الشيء الوحيد فى العالم ، الذى لا يكلّف الإنسان أي جهد ، لأنّها تتيح له أن يتشدّق كما يشاء دون أن يستند إلى الواقع الموضوعي و دون أن يعرض أقواله لإختبارات الواقع . أمّا المادية و الديالكتيك فهي تكلّف الإنسان جهدا ، إذ أنّها تحتّم عليه أن يستند إلى الواقع الموضوعي و أن يختبر أمامه ، فإذا لم يبذل جهدا إنزلق إلى طريق المثالية و الميتافيزيقا. "( ماو تسى تونغ ، ملاحظة على" المعلومات الخاصة بطغمة خوفنغ المعادية للثورة "( مايو- أيار– 1955) ).
--------------------------------------------------------