مقدّمة و خاتمة - عبد الله خليفة يشوّه الماوية و يقدّم النصح للرجعية - ردّ على مقال - الماوية : تطرّف إيديولوجي- / 1-9


ناظم الماوي
2015 / 5 / 8 - 01:33     

مقدّمة و خاتمة " عبد الله خليفة يشوّه الماوية و يقدّم النصح للرجعية -
ردّ على مقال " الماوية : تطرّف إيديولوجي" / 1-9
إن الثورة الشيوعية تقطع من الأساس كل رابطة مع علاقات الملكية التقليدية ، فلا عجب إذن إن هي قطعت بحزم أيضا ، أثناء تطورها ، كل رابطة مع الأفكار و الآراء التقليدية .
( ماركس و إنجلز ، " بيان الحزب الشيوعي" )
------------------------------
جوهر ما يوجد فى الولايات المتحدة ليس ديمقراطية و إنّما رأسمالية - إمبريالية و هياكل سياسية تعزّز الرأسمالية - الإمبريالية . و ما تنشره الولايات المتحدة عبر العالم ليس الديمقراطية و إنّما الإمبريالية و الهياكل السياسية لتعزيز تلك الإمبريالية .
( بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 43 ، 16 أفريل 2006 )
----------------------------
ما نراه فى نزاع هنا هو الجهاد من جهة و ماك العالمية / ماك الحرب من جهة أخرى و هو نزاع بين شريحة ولّي عهدها تاريخيا ضمن الإنسانية المستعمَرة و المضطهَدة ضد الشريحة الحاكمة التى ولّي عهدها تاريخيا ضمن النظام الإمبريالي . و هذان القطبان الرجعيان يعزّزان بعضهما البعض ، حتى و هما يتعارضان . و إذا وقفت إلى جانب أي منهما ، فإنك ستنتهى إلى تعزيزهما معا .
( بوب أفاكيان ، " التقدّم بطريقة أخرى" ، جريدة " الثورة " عدد 86 ، 29 أفريل 2007 . )

مقدّمة :
فى 31 أوت من سنة 2014 ، نشر السيد عبد الله خليفة ، مقالا عنونه " الماوية : تطرّف إيديولوجي " ، على صفحات موقع الحوار المتمدّن . ومقاله هو المقال الثاني فى فترة وجيزة الذى يطلق على الماوية طلقات ناريّة من العيار الثقيل فقد سبقه إلى ذلك السيد فؤاد النمرى فى جوان من نفس السنة . و هما كما هو معلوم كاتبان لهما باع كلّ فى ميدانه و نظرا لكوننا من المقصودين مباشرة أو بصفة غير مباشرة بهذين المقالين ، حقّ علينا أن ندافع عن الماويّة التى تتعرّض إلى الهجوم دون سابق إعلام و بلا داعى ، ظاهريّا ، فجاءت ثمرة جهودنا الأولى فى ممارسة حقّنا فى الردّ مقال صغناه و حمل من العناوين عنوان " تشويه فؤاد النمرى للماوية – ردّ على مقال " ماو تسى تونغ صمت دهرا و مطق كفرا " . و حان الأوان لنخصّص من الوقت ما يتطلّبه الردّ على إفتراءات السيد عبد الله خليفة على الماوية . و مثلما قلنا فى مقدّمة مقالنا ردّا على السيد فؤاد النمرى : " لن نكفّ عن ترديد أنّنا فى جدالاتنا قد يكون نقدنا و تعليقنا حادا و لاذعا إلاّ أنّنا أبدا لا نقصد إلى النيل من الأشخاص أو شتمهم بقدر ما نسعى جاهدين إلى نقد الأفكار و لن نكفّ عن ترديد أنّه مثلما لنا حقّ نقد أفكار الكتّاب مهما كانوا ، لهم و لغيرهم حقّ نقد كتاباتنا بل و نرحّب بالنقاش القائم على النقد العلمي و الدقّة و الواقع الملموس الراهن و الوقائع التاريخية. "
و إليكم المحاور التى سنتناولها بالبحث و النقاش فى مقالنا هذا :
I - فيما يشترك مقال السيد عبد الله خليفة و مقال السيد فؤاد النمرى و فيما يختلفان ؟
II - دور الفرد فى التاريخ بين الفهم المثالي و الفهم المادي :
1- الفهم المثالي للسيد عبد الله خليفة .
2- الشعب صانع التاريخ .
3- و الشعب يحتاج قيادة البروليتاريا و الحزب الشيوعي الثوري .
4- دور الفرد و الضرورة و الصدفة .
5- تطوّر ماو تسى تونغ تطوّرا جدليّا تصاعديّا لولبيّا و ليس خطّيا .
6- ماو تسى تونغ ضد " عبادة الفرد " .
III - ماو تسى تونغ قومي أم أممي ؟
1- ماذا وراء إتّهام ماو تسى تونغ بالقومية ؟
2- أمميّ نظريّة .
3- أممي ممارسة .
IV – من مكاسب الثورة الماويّة فى الصين :
1- لمحة عن الصين قبل الثورة الماوية .
2- من مكاسب الثورة الماوية فى الصين .
V - الماوية و الدين :
1- لينين وستالين و ماو و الدين .
2- الصين الماوية و الدين .
3- السيّد خليفة يقدّم النصح للرجعية .
VI - ماو تسى تونغ منظرّ ماركسي لامع أم " صاحب فقر نظري " ؟
1- إفتراء قديم متجدّد .
2- ردّ على أراجيف .
3- الماويّون الحقيقيّون على خطى ماو تسى تونغ سائرون .
VII - الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة :
1- إنعدام إمكانية ثورة ديمقراطية قديمة فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية .
2- الثورة الديمقراطية الجديدة .
VIII - تأبيد الإضطهاد و الإستغلال أم الثورة عليهما ؟
1- تأبيد الأوضاع السائدة هدف رجعي .
2- نقد " الديمقراطية الغربية " و تجاوزها .
خاتمة :
ملاحق :
1- مقال السيد عبد الله خليفة ، " الماوية : تطرّف إيديولوجي " .
2- محتويات كتاب شادي الشماوي ، " الثورة الماوية فى الصين : حقائق و مكاسب و دروس ".
3- فهرس كتاب بوب أفاكيان ، " المساهمات الخالدة لماوتسى تونغ ".
4- فهرس كتاب " المعرفة الأساسية للحزب ".
5- فهرس كتاب " و خامسهم ماو " .
======================================
خاتمة :
إستهلّ ماركس و إنجلز " بيان الحزب الشيوعي " ، سنة 1848 ب " هناك شبح يجول فى أوروبا – هو شبح الشيوعية . و قد إتّحدت كلّ قوى أوروبا العجوز فى حلف مقدّس لملاحقته و التضييق عليه : من البابا و القيصر إلى مترنيخ و غيزو ، و من الراديكاليين فى فرنسا إلى رجال الشرطة فى ألمانيا ."
و على ما يبدو أنّ اليوم " هناك شبح يجول فى العالم و فى البلدان العربية – هو شبح الماوية . و قد إتحدت كلّ القوى الإمبريالية و الرجعية و التحريفية فى حلف مقدّس لملاحقته و التضييق عليه : من الإسلاميين الفاشيين إلى " الليبراليين " ، و من التحريفيين المعاصرين الخروتشوفيين و التروتسكيين و الخوجيين بشتّى ألوانهم إلى رافعي راية الماوية لإسقاطها " .
و مثلما قال ماو تسى تونغ سنة 1939 :
" أرى أنّه لأمر سيئ بالنسبة لنا ، إذا كان رجل منّا أو حزب أو جيش أو مدرسة لم يتعرّض لمهاجمة العدوّ ، لأنّ ذلك يعنى أنّنا إنحدرنا بالتأكيد إلى مستوى العدوّ . أمّا إذا هاجمنا العدو فذلك أمر حسن لأنّه يبرهن على أنّنا رسمنا خطّا واضحا فاصلا بيننا و بين العدوّ . و أحسن من هذا أن يهاجمنا العدو بعنف و يصمنا بكلّ عيب و يقول عنّا إنّنا لا نحسن شيئا البتة ، إذ أنّ هذا يدلّ على أنّنا قد رسمنا خطّا واضحا فاصلا بيننا و بين العدوّ ، و يدلّ كذلك على أنّنا قد حققنا نجاحا كبيرا فى أعمالنا . " ( ماو تسى تونغ ، " هجوم العدو علينا أمر حسن لا سيء ." ( 26 مايو- أيار- 1939 ).
هذا درس من الدروس نستخلصه من الهجمات المسعورة على الماركسية – اللينينية – الماوية و روحها الثورية المتطوّرة أبدا ، و الدرس الثانى هو أنّه يترتّب على الشيوعيين الحقيقيين أن يثابروا على نشر الماوية المتطوّرة و الدفاع عنها و تطبيقها و تطويرها فالصراع الإيديولوجي ضد الأفكار الرجعية و التحريفية صراع ليس باليسير و الهيّن و إنّما هو عسير و طويل المدى و طريقه شائك . و لا ينبغى أن ينسينهم الدرس الأوّل محافظتهم على تواضعهم و تمسّكهم بما قاله ماو تسى تونغ ذاته فى مناسبة أخرى :
" إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب . فيجوز لكلّ إنسان - مهما كان شأنه - أن ينبهنا إلى نقائصنا . فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، اصلحنا نقائصنا ، و إذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به . "( ماو تسى تونغ - " لنخدم الشعب " ( 8 ديسمبر – أيلول- 1944) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث )
لا همّ للماويين الحقيقيين كشيوعيين ثوريين غير خدمة الشعب و الهدف الأسمى ، الشيوعية على النطاق العالمي و ينادون بأعلى أصواتهم وما تجود به حناجرهم من قوّة " الثوريين و الشيوعيين فى كلّ مكان، ... كل الذين يطمحون لعالم آخر ، مختلف راديكاليا وأفضل بكثير : دعونا لا نتراجع إلى و نتخندق فى الماضي ، بأي شكل كان ، دعونا بدلا من ذلك ، نتقدّم بجرأة صوب هدف الشيوعية وتحرير الإنسانية من آلاف السنين من سلاسل التقاليد . " ( خاتمة ، " الشيوعية : بداية مرحلة جديدة ، بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، 2008 ).