الذكرى السبعون .... للانتصار السوفييتي على النازية الألمانية....(الأخير )


علي الأسدي
2015 / 4 / 29 - 21:01     

ان أكثر المؤرخين والقادة العسكريين الذين كتبوا عن أحداث الحرب على الجبهة الشرقية (الاتحاد السوفييتي) يتفقون بأن مستوى الوحشية التي استخدمها النازيون الألمان ضد المواطنين السوفييت الذين وقعوا في قبضتهم خلال غزوهم لأراضيهم غير قابلة للوصف. كان ذلك خلال تلك الحرب وبعدها ببضع سنين أما الآن فمن النادر أن يتحدث أحد عن تلك الفظائع وخاصة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وكأن تلك الفظائع ارتبطت بالنظام السوفييتي وربما لهذا السبب لم يعد مسوغا للحديث أو الكتابة عنها. أنا شخصيا لا ارى علاقة بين الاعتراف بتلك الفظائع ( الجرائم ) والزمن الحالي أو بينها وبين وجود أو عدم وجود الاتحاد السوفييتي السابق ، لأن الجريمة تظل جريمة ولا تسقط بالتقادم وان جرى الصفح عن بعض مرتكبيها. وفي اعتقادي ان الكتابة عن جرائم الابادة الجماعية والتمييز العنصري والاسلحة المحرمة ضرورة انسانية لمنع تكرارها في أي وقت وفي أي بلد ومن قبل أي رجل دولة. فقد اصدر الزعيم النازي هتلر الى قادته العسكريين والى الملايين من جنوده وهم في طريقهم لغزو الأراضي السوفييتية عام 1941 : أخلوا الأرض من سكانها أو اتركوهم يموتون جوعا ، اقتلوا الشيوعيين واليهود والمثقفين والروما والمقاومة وقد تم تنفيذ تلك الأوامر فورا دون أي سبب جرمي أو مسوغ قانوني أو أخلاقي ودون تردد أو خشية من مسائلة أو عقاب. ولم يكتفوا بكل ذلك ، بل قام النازيون بقتل سكان القرى واضرام النار في بيوتهم بعد أسر القادرين على العمل وارسالهم الى معسكرات العمل الاجباري كعبيد. لم تشهد دول أوربا الغربية مثل بلجيكا والدنمارك وهولندا والنرويج وغيرها التي خضعت للاحتلال النازي مثل هذه الوحشية ، نعم قام النازيون الألمان وحلفائهم من الرومانيين والهنغار والايطاليين والاسبان بنهب كل شيئ ذي قيمة وارساله الى داخل المانيا بالقطارات لكنهم لم يستخدموا الاساليب الوحشية ضد الاهالي كالتي استخدموها ضد المواطنين السوفييت. أحد أسباب كراهية النازيين الألمان للمواطنيين السوفييت هو نظامهم الاشتراكي الذي وجدوا فيه تهديدا لنظامهم الامبريالي الساعي للهيمنة على الثروات الطبيعية التي تسخر بها البلاد السوفييتية.

المؤرخون المبتذلون تجاهلوا كل هذا وأكثر من ذلك اتهموا السوفييت بأنهم من تعامل بهمجية مع النازيين الالمان الذين وقعوا في أسرهم وليس ذلك فحسب بل أنكروا أن تكون مقاومة الجيش والشعب السوفيتي للغزو النازي ومن ثم دحره على الجبهة الشرقية قد لعب دورا حاسما في هزيمة النازية الألمانية وأفشال خططها لاحتلال أوربا ، بل هي الجيوش الامريكية والبريطانية على الجبهة الغربية هي من حسم نتيجة الحرب ودحر الجيوش النازية. لكن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون جيرجيل الذي عايش أحداث الحرب العالمية الثانية حتى نهايتها رفض تلك الادعاءات الزائفة في مذكراته التي نشرها وأكد في الوقت نفسه على الدور الحاسم الذي قامت به الجيوش السوفييتية على الجبهة الشرقية في دحر العدوان الألماني وتحقيق النصر للحلفاء في الحرب.

لم يكن بوسع ونستون جيرجيل أن يتجاهل الدور السوفييتي في هزيمة النازيين الألمان لأنه والرئيس الأمريكي روسفيلت كانا شاهدين وعلى اطلاع كامل بما كان يجري على الجبهة الشرقية. ومع اعترافهما بضرورة تخفيف الضغط عن الدولة السوفييتية على الجبهة الشرقية حيث كانت تواجه لوحدها غزوا ألمانيا واسعا لم يسارعا لتقديم العون لها ، بل وجها اهتمامهما الى مناطق أخرى بعيدا عن حلبة الصراع الرئيسية في الشرق وهذا يفسر لماذا تكبد الاتحاد السوفييتي القسط الأكبر من الخسائر في الأرواح والمعدات العسكرية والموارد المادية.

فالرئيس البريطاني جيرجيل حبذ الهجوم على ايطاليا أولا فيما كان الرئيس الأمريكي روسفلت يحبذ الاندفاع نحو فرنسا أولا وفي نهاية المطاف قرر روسفلت الأخذ برأي جيرجيل. فقاما باحتلال روما في الرابع من حزيران - يونيو 1943 ثم سيسيلي في تموز - يوليو من نفس العام تبعاه بانزال قواتهما في النورماندي الفرنسية في 6 يونيو - حزيران من عام 1944. وفي الحالتين كان النشاط العسكري للدولتين موجها نحو الجبهة الغربية والابتعاد ما أمكن عن الجبهة الشرقية واللعب على الوقت وترك السوفييت لوحدهم يواجهون الغزو النازي لبلادهم الذي وصل الى مشارف موسكو. وكان واضحا أن الزعيمين كانا بانتظار ان يحسم النازيون الألمان أمرهم ويطيحوا بالدولة الاشتراكية وزعيمها جوزيف ستالين فبالنسبة لهما سيان من يطيح أولا برأس الآخر. ولذلك تعمدا ترك السوفييت والألمان يقاتل بعضهما بعضا تطبيقا للفكرة الخبيثة " لنتركهم عسى نارهم تاكل حطبهم. "

لكن القيادة السوفييتية لم تراهن على أحد غير قوى شعبها فبينما كان الحليفان الغربيان منشغلان بانزال النورماندي عام 1944 كان السوفييت قد دحروا العدوان النازي في معركتين ستراتيجيتين دمر فيها أكثرية الجيش النازي وحددتا المصير النهائي للنازية الألمانية في أوربا هما معركة ستالينغراد ومعركة كورسك في عام 1943. وقد شقت الجيوش السوفييتية طريقها بعد ذلك لملاحقة الجيوش النازية المهزومة. وبنتيجة ذلك تحملت الدولة السوفييتية العبئ الأكبر من تكاليف الحرب العالمية الثانية ، حيث كان عدد ضحاياها أجمالا حوالي 26,6 مليون مواطن بما فيهم العسكريين وعددهم 8,7 مليون عسكري. أما الولايات المتحدة فكان مجموع ضحاياها400 ألفا وبريطانيا أربعمائة الفا وتسعمائة مواطنا بمافيهم المدنيين.

كان السائد بين الألمان وغيرهم أن الجيش الألماني لا يقهر ، لكن معارك ستالينغراد وبعدها معارك كورسك أزالت ذلك الوهم الذي أشاعته النازية عن نفسها فقد أثبت الجنود السوفييت اثناء دفاعهم عن بلادهم العكس تماما عندما رد الغزاة على اعقابهم وتحرير المدينة. ويعود الفضل في نسبة كبيرة منه الى الجنرال فاسيلي جوكوف الذي استلم مهمة الدفاع عن المدينة فترة قصيرة بعد فرض الحصار عليها من قبل الجيش السادس الألماني. لقد استدعى الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين الجنرال فاسيلي جوكوف ( 1900 – 1982) لقيادة الجيش المدافع عن مدينة ستالينغراد وتحريرها. وعندما وجه السؤال للجنرال فاسيلي جوكوف : كيف تفسر مهمتك المكلف بها رد قائلا : "We will defend the city´-or-die، " الدفاع عن المدينة أو الموت " وقد أوفى جوكوف بماقاله فقد دافع عنها ببطولة ومهنية نادرة وانتصر. وقد نجح جوكوف في تضييق الحيز بين قواته والقوات الالمانية الى أضيق الحدود لتعطيل فعالية المدفعية الالمانية لأن القصف المدفعي الالماني عن قرب كان سيضع الجنود الألمان الذين يحاصرون المدينة في مرمي اطلاقاتها.

وبحسب التفاصيل التي نشرت في مذكرات القادة العسكريين السوفييت وصل متوسط حياة الجندي السوفييتي في المدينة المحاصرة منذ دخوله وانضمامه للقوات المدافعة عنها 24ساعة فقط بسبب كثافة النيران من الجانب الألماني التي لم ينجو من نيرانهم غير 25 جندي من كل 100 يحاولون اختراق الحصار عبر نهر الفولغا الى الجانب الآخر حيث المدينة المحاصرة. ومن مجموع عشرة آلاف جندي من قوات النخبة للجيش السوفييتي التي زج بها خلال المعارك قتل منها 30% في الأربعة والعشرين ساعة من وصولها ولم يبق من أفرادها على قيد الحياة حتى فك الحصار عنها غير320 جنديا. لقد قاتل الجنود من شارع لشارع ومن بناية لأخرى وأحيانا من غرفة لغرفة واضطروا للقتال وجها لوجه بالسكاكين والقنص وقد أطلق على تلك العمليات ( أكاديمية قتال شوارع ستالينغراد).

وبفضل بسالة القوات السوفييتية واصرارها التي ضمت الى جانب الجنود المحترفين متطوعين ومتطوعات من عمال وطلبة أمكن في 19- 11 - 1942 من تغيير ميزان القوى لصالحها والانتقال بالمعارك من الدفاع الى الهجوم المضاد. حيث بدأ أكثر من مليون جندي سوفييتي بمعية 14 ألف مدفعا ثقيلا و1000 دبابة ت34 الحديثة و1350 طائرة مختلفة المهام هجوما مضادا نجح بالالتفاف حول الجيش السادس الألماني ومحاصرته بعد أن كان هو من حاصر ستالينغراد لمدة ستة أشهر كاملة. لقد طلب الجنرال السوفييتي جوكوف من قائد الجيش السادس فون بولوس بالاستسلام ثلاث مرات ليضمن معاملة حسنة لكنه رفض. وكان هتلر قد أصدر أمرا بترقيته الى فيلد مارشال وخلال ذلك ذكره بانه لم يحدث أبدا أن وقع فيلدمارشال ألماني في الأسر حيا طوال التاريخ الألماني ، لكنه هو و24 جنرالا ألمانيا آخر و2500 ضابطا قد استسلموا في اليوم التالي. وقد اقترح بولوس على السلطة السوفييتية تشكيل لجنة وطنية تعمل من أجل ألمانيا حرة من النازية ووجه نداء الى الجيش الألماني للوقوف ضد هتلر.
بعد انتصار ستالينغراد رقي الجنرال فاسيلي جوكوف الى رتبة فيلدمارشال بينما كان يواصل مطاردة الجيش الألماني المتقهقر حتى العاصمة برلين الذي انتهى بتوقيع استسلام ألمانيا النازية في الثامن من مايو - أيار عام1945. استمر جوكوف في خدمة الجيش السوفييتي حتى وفاته عام 1982 ودفن في مدينة ستالينغراد نفسها بناء على وصيته الى جانب جنوده الذين استبسلوا في الدفاع عنها بقيادته. هذه الحقائق وغيرها الموثقة بشهادات القادة العسكريين ومذكراتهم المنشورة يجري التعتيم عليها أو تشويهها من قبل كتاب أمريكيين وبريطانيين قدموا أنفسهم للعامة من الناس كمؤرخين من أمثال J.T Dykman.

لكن بنفس الوقت هناك الكثير من المؤرخين المهنيين والأكادميين ممن انحازوا للحقائق التاريخية لا للابتذال بينهم المؤرخ البريطاني John Erickson. ففي كتابه لعام 1975 : The Road to Stalingrad وكتابه الآخر لعام 1983 : The Road to Berlin بين بوضوح دور الجبهة الشرقية في تقرير مصير النازية الألمانية. كما أكد ذلك أيضا المؤرخ الأمريكي David M. Glantz في عديد كتبه التي وصلت الى 16 كتابا قام بنشرها في الفترة 1989- 2006 ومن بينها :
“When Titans Clashed: How the Red Army Stopped Hitler”. .
أما المؤرخ البريطاني Norman Davies فقد كان أكثر صراحة ففي كتابه الذي نشره في عام 2006 بعنوان :
" Europe at War 1939 - 1945:No Simple Victory " أدان نرجسية الأمريكيين الذين يحاولون بعبثية حمقاء اقناع مواطنيهم بأن أمريكا هي من دحر هتلر. وبحسب ديفيز أن 400 فرقة عسكرية ألمانية وسوفييتية استمرتا في حرب على الجبهة الشرقية التي يصل طولها الى 1600 كم لأربع سنوات ( ورد في انسكلوبيديا بريتانيكا ان طول الجبهة الشرقية 1800 ميل ) ، بنفس الوقت الذي كان على الجبهة الغربية 15- 20 فرقة عسكرية فقط. وقد خسر الألمان على الجبهة الشرقية 88% من قواتهم. الجيش الأحمر هو الذي حطم قدرات ومعنويات الجيش الألماني عام 1943. وان معركة " كورسك " هي الأسم الذي يجب أن يتذكره المؤرخون للدور البطولي الذي لعبته في دحر النازية الألمانية وانه لمن المخزي ( والقول لديفيتز) أن يكتب مؤرخوا المستقبل أن الدور الأهم في ذلك النصر يعود للأمريكيين والبريطانيين."

لكن المؤرخ ديفتز لم يستطع التخلص من أيديولوجية معاداة الشيوعية المتأصلة في نفوس أكثر مثقفي الطبقة الوسطى في الغرب ابان الحرب الباردة. فهو في نهاية كتابه يكرر ما روجت له أجهزة الاستخبارات الأمريكية والاعلام الغربي المعادية للاشتراكية والدولة السوفييتية. إذ يقول : " ان النظام الأكثر بربرية لم يدحر بالديمقراطية ، بل بواسطة نظام بربري آخر ، بعبارة أخرى ان ديكتاتورا أطاح بديكتاتور آخر". لكنه مع ذلك لم يجد بدا في خاتمة كتابه غير الاعتراف بدور الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين شخصيا في النصر الذي حققه السوفييت في الحرب على النازية الألمانية. وكان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أنتوني ايدن قد أكد هو الآخر على ذلك أيضا في مذكراته التي نشرت في ستينيات القرن الماضي اذ أشاد بشجاعة ودور القائد السوفييتي في قيادة شعبه وصموده حتى تحقيق النصر على الغزاة الألمان .

المؤرخ الأكثر مصداقية كان جيفري روبرتز ، ففي كتابه " حروب ستالين : من الحرب العالمية الى الحرب الباردة 1939- 1953" قال " لقد ظهر ستالين من تحت الرماد وبعد عدد من الاخطاء حقق لبلاده انتصارا لا مثيل له وأنقذ الديمقراطية في العالم." لكن ستالين نفسه قال الحقيقة التي أغفلها كثيرون ، حيث قال " ان من أنقذ العالم من النازية هو الشعب السوفييتي وليس ستالين ". لقد أدلى ستالين بذلك عام 1945عند استقباله قادة الجيش الأحمر في الكرملين احتفاء بالنصر التاريخي على النازية. حيث قال موجها كلامه الى القادة العسكريين : "كانت الحرب بالنسبة للشعب السوفييتي نضالا بطوليا عظيما ضد النازية الشر المطلق الذي أتى به الغرب الينا ". عبارة ستالين تلك صحيحة حتى اليوم ، فالشر المطلق الذي اتى به الغرب الينا تحت شعار الصليب المعكوف في الثلاثينيات يرفع اليوم الراية السوداء وشعار الله أكبر!!!
ان ذكرى النصر التي يحتفل بها هذا العام تذكر بأهمية السلام والتعاون لخير الحياة البشرية لا تدميرها وبنفس الوقت هي رسالة واضحة لأولئك الذين مايزالون يعتقدون بأن السيطرة على العالم والتحكم فيه ما تزال ممكنة فعلى هؤلاء أن يبحثوا عن دواء شاف لعلة فقدان الذاكرة.
علي الأسدي 29 - 4 - 2015
أ‌- مراجع لمزيد من الاطلاع :
1-Paul Craig Roberts - President Zeman Tells Washington That The Czech Republic Is Not An American Protectorate — (4/6/2015
2- Aleksander B. Krylov- World War II: The Decisive -of Role of the Russian People in defeating Nazi Germany, Global Research Newsletter ,June 9/2013
3- JT. Dykman ,"The Soviet Experience in World War Two", The Eisenhower Institute,
4- Thomas A. Hughes, Invasion of Soviet -union- 1941 Second World War, Encyclopadia Britanica, 18/ 12 /2014
5- Allan Hall, Secret archive reveals how Russia showed huge support for crusader Nazi invaders who had come to fight godless communists, Mailonline, 14/ 6 / 2011
6- Essays, 2World War2.com
7- Evan Andrews ," 8 Things You Should Know About WWII’s Eastern Front ", 27/5/2014

ب - هوامش توضيحية :
*- تتضارب الأرقام عن عدد الضحايا المدنيين والعسكريين السوفييت خلال الحرب فبعض المراجع تضع المجموع بحدود 48 مليون ضحية ، بينما أوردته اخرى بـ 28 مليون. وجرت محاولة في عام 1993 لاعادة النظر في تلك الارقام وتم الوصول الى الرقم الأكثر دقة وهو 26,6مليونا بما فيهم العسكريين ومجموعهم 8،7 مليون جندي وضابط.
*- كان الغزو الألماني الناجح المباغت للدولة السوفييتية في صيف عام 1941 واحتلال أجزاء واسعة من البلاد السوفييتية قد أصابت الزعيم النازي هتلر بالغرور فاتخذ في نيسان - ابريل عام 1942 قراره بان يقوم هو بقيادة تقدم جيوشه على الجبهة الشرقية تاركا لقادة جيشه دورا ثانويا في توجيه العمليات العسكرية. وكانت خطته التي رسمها على الوجه التالي :
1- دفع القوات الالمانية على الجانب الجنوبي من الجبهة الشرقية لتدمير القوات السوفييتية هناك والتقدم بعدها باتجاه المركز الصناعي في جنوب البلاد.
2- التقدم جنوبا عبر جبال القفقاس للسيطرة على آبار النفط على بحر قزوين.
3- التقدم شرقا نحو مدينة فولغاغراد (ستالينغراد) وهي منطقة صناعية هامة ومركز المواصلات على الجبهة الغربية من نهر الفولغا الذي يعتبر الطريق النهري في الداخل الروسي والمتجه نحو شمال موسكو والى بحر قزوين في الجنوب.
لقد اعتقد هتلر أنه بنتيجة قصف مدينة ستالينغراد بكثافة فسيجبر الجيش السوفييتي فيها على الاستسلام ومن ثم احتلالها وعدم الانسحاب منها وسينهار النظام الشيوعي مرة واحدة ، لكنه ارتكب خطأ قاتلا في تقييمه لقوته أولا ولقوة الزعامة السياسية وعزيمة الجيش والشعب السوفييتي.
*- الثامن من مايو- أيار عام 1945 في الساعة الحادية عشرة مساء هو تاريخ استسلام ألمانيا يصادف بنفس الوقت يوم التاسع منه بحسب التوقيت المحلي في موسكو. ولهذا يحتفل الروس بعيد النصر في يوم التاسع بينما تحتفل بقية دول أوربا بيوم الثامن من نفس الشهر وهو التاريخ الرسمي للتوقيع على وثائق استسلام ألمانيا للقيادة العسكرية السوفييتية في برلين.
*- هناك تناقض صارخ في المعلومات الاحصائية عن الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها الاطراف المشاركة في الحرب ويعود ذلك الى فداحة تلك الخسائر بما فيها الوثائق التاريخية ذات العلاقة بعدد القتلى والجرحى والأسرى من العسكريين والمدنيين. ولهذا استحدثت بابا للمفقودين وهؤلاء اضافة الى معلومات أخرى لم يصل الى رقمهم الحقيقي أبدا وخاصة في الدولة السوفييتية السابقة التي لحقها دمارا واسعا حيث كان الهدف النازي ابادة الجنس والحياة على أراضيها. ويقدر عدد الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية في أوربا وحدها بين 60-70 مليون ضحية حيث فقد الألمان 8 جنود من كل 10 اشتركوا في الحرب. ويقدر ضحايا الحرب في العالم أكثر من 120 مليونا اذا ما أضيف اليها ضحايا الغزو النازي للدول الأوربية والصين والقارة الهندية ودول الهند الصينية بما فيها الفلبين وفييتنام وكوريا وغيرها.