مبدأ الدولة لميخائيل باكونين


مازن كم الماز
2015 / 4 / 18 - 00:54     

في الأساس , ليس الغزو هو أصل الدولة فقط , إنما هو الهدف المتوج لكل الدول , كبيرة كانت أو صغيرة , قوية أو ضعيفة , مستبدة أو ليبرالية , ملكية , أرستقراطية , ديمقراطية , حتى الاشتراكية , بفرض أن المثال الأعلى للاشتراكيين الألمان , أي الدولة الشيوعية العظمى , قد يتحقق ذات يوم . و أنه أيضا نقطة الانطلاق لكل الدول , القديمة أو الحديثة , غير قابل للشك من أي كان , لأن كل صفحة من التاريخ العالمي تثبت ذلك بما فيه الكفاية .
لا أحد اليوم ينكر أن الغزو ( أو الاحتلال ) هو الهدف المعترف به للدول الحالية الكبرى . لكن يقال لنا أن الدول المتوسطة أو الصغرى , تفكر فقط بالدفاع عن نفسها و سيكون من السخيف أن تحلم بغزو غيرها . اسخروا كما تشاؤون , لكن هذا هو حلمهم مع ذلك , كما هو حلم أصغر فلاح أن يزيد ملكيته على حساب جاره , أن يوسعها , يكبر , أن يحتل , و بأي ثمن .
إنها نزعة قاتلة متأصلة في كل دولة , مهما كان كبرها , ضعفها , قوتها , لأنها ضرورة صادرة عن طبيعتها . ما هي الدولة إن لم تكن تنظيم السلطة , و في طبيعة أي سلطة عدم قدرتها على تحمل أي متفوق أو مساوي لها - ليس للسلطة غرض سوى السيطرة , و تكون السيطرة حقيقية فقط عندما يتم إخضاع كل ما يعترضها . لا توجد سلطة تتسامح مع سلطة أخرى إلا إذا أجبرت على ذلك , فقط عندما تشعر أنها عاجزة عن تدميرها أو الإطاحة بها . إن التأثير المباشر لوجود سلطة مساوية هو نفي لمبدئها و تهديد دائم ضد وجودها نفسه , لأن هذا مظهر و دليل على عجزها . بالنتيجة , فإن الحرب دائمة بين كل الدول التي توجد جنبا إلى جنب و السلام بينها ليس إلا هدنة مؤقتة .
إنه من طبيعة الدولة أن تضع نفسها , سواء أمام ذاتها أو جميع رعاياها , كغاية مطلقة . و يصبح خدمة ازدهارها , و عظمتها , و قوتها , الفضيلة المتوجة للوطنية . لا تعترف الدولة بأي آخر ( من نوعها ) : كل ما يخدمها هو شيء جيد , أما كل ما يعاكس مصالحها فهو مجرم - هذه هي أخلاق الدولة .
ميخائيل باكونين , لوكارنو , سويسرا , 1871
نقلا عن
https://robertgraham.wordpress.com/2014/04/06/bakunin-the-principle-of-the-state-1871/