مالاتيستا : أسلوب الحرية


مازن كم الماز
2015 / 4 / 18 - 00:53     

مالاتيستا : أسلوب الحرية
"فرض ما هو جيد بالإكراه"

عندما قلت "إن افكارنا تجبرنا أن نضع كل آمالنا في الجماهير , لأننا لا نؤمن بإمكان فرض ما هو جيد بالإكراه" , أضفتم : "في الوقت الحاضر على الأقل" . بما يعني أنه فيما بعد , عندما نصبح الأقوى , سنقوم بفرض ما هو جيد .. أو ما نعتبره كذلك , بالقوة ( بالإكراه ) .
لكن ما هو الفرق بيننا , في هذه الحالة , و بين الأحزاب السلطوية ؟
إننا أناركيون لأننا نرى أنه لا أحد يملك الحقيقة المطلقة , و لا يوجد أحد معصوم ( لا يخطئ ) , لأننا نعتقد أن هذا النوع من التنظيم الاجتماعي الذي يجب أن يلبي بأفضل ما يمكن حاجات و أحاسيس كل فرد يمكن فقط أن يكون نتيجة - نتيجة قابلة للتعديل دائما - للفعل الحر لجميع الأطراف ذات المصلحة , و لأننا نؤمن أن القوة ( أو الإكراه ) تجعل كلا ممن يستخدمها و ضحيته في نفس الوقت متوحشين , بينما فقط من خلال الحرية و المسؤولية التي نستمدها منها يمكن للبشر أن يحسنوا أنفسهم أخلاقيا و فكريا للدرجة التي لا يعودون عندها قادرين على تحمل الحكومة .
إلى جانب ذلك , إذا جاء اليوم الذي تتوقعونه عندما يمكننا أن نفرض أفكارنا بالقوة , ما هي , بالتحديد , تلك الأفكار التي يجب فرضها ؟ أفكاري مثلا , أم أفكار الرفيق آ أو الرفيق ب ! ... لأنكم قد تتفقون معي أنه لا يوجد أربعة أناركيين يتفقون بالكامل مع بعضهم البعض , الأمر الطبيعي جدا بالمناسبة , و الذي يدل على حيوية حزبنا .
أعتقد أن النقطة الأساسية التي نتفق عليها جميعا , و التي جعلت منها أناركيين في المقام الأول , هو هذا المبدأ : ألا يستخدم اي إكراه أو قوة سوى قوة النقاش و المثال . إذا كنت مخطئا في هذا , فلا يمكنني أن أرى أي شيء آخر في الأناركية .
الآن , إذا ما اعتقدتم - بسبب ضعف الوضوح من جا
نبي - أنني أشير هنا إلى القوة كوسيلة ضرورية لدرء إجبار أو قوة الحكومة , لوضع كل وسائل الإنتاج التي تتسلط قلة عليها اليوم بقوة الحراب , تحت تصرف الجميع و فتح الطريق أمام تطور اجتماعي حر بمشاركة الجميع , عندها سأقبل الاستثناء في عبارة "في الوقت الحاضر على الأقل" التي نسبتوها إلي . لم تكن غايتي من المقال أن أتطرق لقضية اللجوء إلى السلاح , مع أني مع الرأي الذي يرى أنه في بلدان معينة و في ظروف معينة , أنه قد يكون حان الوقت لدرء العنف بالعنف .
إنني أعتمد , أيها الرفاق الأعزاء , على إحساسكم بالنزاهة و حبكم للحقيقة في نشر رسالتي هذه . ستفكرون مثلي أن أفضل طريقة لنتعرف بها على بعضنا البعض و نحقق أعلى قدر من الاتفاق بيننا , هو أن نترك لكل واحد حرية التعبير عن أفكاره كما هي , دون أية رقابة .
أفضل تمنياتي لكم و للقضية
إ . مالاتيستا , أكتوبر تشرين الأول 1894

في المقال الأصلي الذي نشر أول مرة عام 1894 : "واجبات اللحظة الراهنة" , قدم مالاتيستا بعض الأفكار كيف يمكن للأناركيين أن يردوا على القوانين شديدة القسوة التي كانت تهدف لتجريم المجموعات و الدعاية الأناركية . نشر مقال مالاتيستا في جريدة أناركية فرنسية , هي "واجب اليوم" , قامت بإضافة عبارة إلى نص مالاتيستا , مقترحة أن موقفه المقترح الذي يرفض "فرض ما هو جيد بالإكراه أو بالقوة" هو مجرد موقف مؤقت . في رسالته إلى الجريدة يحاول مالاتيستا تصحيح هذا التشويه .

نقلا عن
https://robertgraham.wordpress.com/2014/05/03/malatesta-the-method-of-freedom/