الضرورة والصدفه وماجد !


ادم عربي
2015 / 4 / 17 - 20:38     

الضرورة والصدفه وماجد !
تختلف اراء الفلاسفه في موضوع الصدفه والضرورة فينقسم الفلاسفه الى رايين ، فالاول يقول كل شئ في العالم ضروري ولا محل للصدفه ، والبعض الخر هو عكس الاول حيث يقول كل شئ في الكون صدفه . وباعتقادي كلا الطرفين مضحكين لكونهم يفصلون الصدفه عن الضرورة .

ولكن السوال : هل من رابط بينهما ؟ على انهما يبدوان متعاكسان الواحد ضد الاخر ، وللتوضيح فالضرورة هي ما يجب ان يكون كتعاقب الليل والنهار بسبب دوران الارض حول الشمس، فهي ناتجة من الطبيعة الداخليه للظاهرة ، الصدفه تحمل معنيان ، فاما ان تقع واما ان لا تقع ، كان ان يقتل انسان نتيجة لسقوط شباك من احد الشقق في عمارة على راسه وهو سائر في الشارع ، وهي لا يمكن تسميتها ضروريه لان المجريات الداخليه لتطور هذه الظاهرة باكملها لم يؤد إلى ما حدث، الى ما قد تم.

الميتافيزيقيون يقولون ما هو صدفه لا يمكن ان يكون ضروري والعكس ما هو ضروري لا يمكن ان يكون صدفه ، وينسبون الصدفه للقضاء والقدر وغير ذلك ، لكن ما طبيعة الحال وانا لا اريد التعمق في هذا الموضوع ؟ ان في الصدفة والظرورة الكثير من المشترك في الحياة انهما في ارتباط وثيق فيما بينهما في واقع الحياة . ولا انفصام بينهما ، فوراء الصدفه توجد الضرورة ، الظروف التي تنمو على اساسها الصدفة فلذلك لا يوجد في الكون ضرورية وبس أو صدفه وبس ، ان كلاهما يوجدان معا في الواقع الحقيقي، متداخلتين معا، فالضرورة من الممكن نن تتمظهر في شكل صدفة . وحتى نثبت كلامنا نرى ما حدث لنادر في القصة ! .

ماجد رجل فقير الحال يعمل عند طبيب كسكرتير ، يقوم باستقبال المرضى وترتيب ادوارهم وتنظيف العيادة بعد انتهاء الدوام مقابل خمسة دنانير في اليوم ، نادر في احد الايام مرت في نفسه خواطر كثيرة ، فهذا الطبيب يجني يوميا من عمله الف دينار وانا فقط خمسة دنانير ، كيف استمر في هكذا وضع فالولد لامع في صفه ومتفوق واريد له مستقبلا كهذا الطبيب ، واستطرد وقال ولكن من اين؟ فالخمسة دنانير لمن ؟ لمصروف عائلة من خمسة افراد ام لدفع اجرة البيت ! . لا بد من مخرج لهذه الازمه التي اعيش فيها .

فكر ماجد في الامر كثيرا حتى قفز في احد الايام يصرخ وجدتها وجدتها ، تخيل نفسة في تلك اللحظه ارخميدس .......
ذهب ماجد بعد انتهاء الدوام الى المكتبه واشترى دفتريا ذو الحجم الكبير ابو الماتين صفحه وقلم بارقر اصلي ووضع خطته حيز التنفيذ في اليوم التالي ، فقد قرر ان يصبح طبيبا ويجني الف دينار يوميا .
الامر بسيط خاطب نفسة ، ساسئل كل مريض ياتي الى العيادة اثناء تنظيم الدور مم يشكي ، وعند خروجه اساله عن الوصفه متظاهرا بالتاكد من كتابتها ، وعند ذلك اسجل المرض في خانة على الدفتر وفي الخانه المقابله اسم الدواء .

ظل ماجد مواظبا على هذا الفعل مدة شهر كامل دون كلل او ملل حتى امتلئ الدفتر بالامراض والوصفات الدوائيه ، حينها قال في نفسه الان اصبحت طبيبا فجميع الامراض والوصفات في دفتري مع كتابتها الصحيحه ، الان في مقدوري فتح عيادة في مدينه اخرى .

بالفعل رحل ماجد الى مدينه اخرى وفتح عيادة تحت اسم الدكتور نادر ، وما هي الا بضعة اسابيع حتى باتت عيادته تعج بالمرضى ويجني الف دينار يوميا ، فقد كان يسال المريض مم يشكو وبعد التظاهر بمعاينته يفتح دفترة ليكتب الوصفه .

وفي احد الايام بينما هو جالسا على مكتبه دخلت امراة فلاحة ريفيه تصرخ ...الحقني يا دكتور ، رفع ماجد راسه وقد اخذته الدهشه وسالها : ما الامر ؟ ، فردت على عجل ومكررة زوجي زوجي رح يموت ، ارجوك ساعدني ، فقال لها ماجد ولكن مم يشكو ، فردت بالقول : كان زوجي ياكل السمك وشبكت سفيرة في حلقه وهو الان لا يقدر على التنفس ارجوك ساعدني ، فتح ماجد الدفتر فلم يجد شئ ، فشعر بالحرج ، ولكنه تدارك نفسه وفتح درج مكتبه فوجد لزقة جروح ، فاعطاها للمراة ، فانطلقت المراة مسرعة للعودة الى زوجها ولكنها قبل وصولها الباب استدارت وسالت ماجد : اين اضعها؟ شعر ماجد بالحرج والتلعثم مرة اخرى فما كان منه الا ان قال : ضعيها على خصيتيه ، فانطلقت المراة مسرعه الى بيتها ودخلت المنزل ومباشرة اتجهت الى زوجها وبدات بسحل سحاب بنطالة من اجل وضع اللزقه كما قال الطبيب ، عندها شعر زوجها بحيصة شديدة ، فما كان منه الا ان عطس واذا بالسفيرة تخرج من حلقه وعلى مسافة امتار .

سرت الزوجة وارادت ان تشكر الطبيب بطريقتها فاحضرت في اليوم التالي سلة من اقراص الزعتر عملتها جيدا ودهنتها جيدا بزيت الزيتون وذهبت الى عيادة الطبيب ، وبدات بالشكر والمديح للطبيب ، بارك الله فيك انقذت زوجي ، هذه هديه ارجو تقبلها ، ما في شيئ من قيمتك يا دكتور ، عندها التفت ماجد وقد اصابته الدهشه ، وقال لها : ما الامر؟ فوضحت له ما حدث معها البارحة ، فما كان منه الا ان فتح دفترة وكتب سفيرة في الحلق وفي الخانة المقابله ، العلاج لزقة على الخصيتين .