مقدمة كتاب - نصوص عن الإنتفاضات فى بلدان عربية من منظور الخلاصة الجديدة للشيوعية -


شادي الشماوي
2015 / 3 / 16 - 23:51     

مقدمة كتاب " نصوص عن الإنتفاضات فى بلدان عربية من منظور الخلاصة الجديدة للشيوعية "
( نسخة بى دي أف من الكتاب متوفّرة بمكتبة الحوار المتمدّن )
مقدّمة الكتاب 19 :
ينافى الحقيقة و يجافيها القول بأنّ ما جدّ فى بعض البلدان العربية ثورة و توصيفه بأنّه ربيع عربي . الحقيقة الموضوعيّة التى ما فتأت تتجلّى أمام الكثيرين هي أنّ الأحداث بدأت تحرّكات نضاليّة فإنتفاضات عفويّة حوّلت القوى الرجعيّة المحلّية و الإمبريالية العالمية مسارها و أوهمت السواد الأعظم للشعب بانّها ربيعا و أنّها ثورة و أنّها ديمقراطية و أنّها غيّرت الواقع تغييرا نوعيّا .
لقد وقع التآمر على نضالات الجماهير الشعبيّة و مطالبها و لم يحصل فى أفضل الحالات ( تونس و مصر ) سوى إعادة ترميم دول الإستعمار الجديد و حفاظ الطبقات السائدة على مكانتها و رصّ صفوفها و مواصلته الحكم بتقديم وجوه جديدة على أنّها حاملة التغيير المنشود لمغالطة الجماهير الشعبية و تضليلها . أمّا فى أسوء الحالات ، فقد نجمت عن حبك المؤامرات الرجعية و الإمبريالية فى ليبيا و سوريا حرب أهلية رجعية بين أطراف رجعيّتها باتت بيّنة أكثر من أي زمن مضى لمن له عيون ليرى.
و قد أفلحت الرجعيّة و الإمبريالية فى مسعاهما لقوّتها من ناحية و لضعف شديد أو غياب كامل للحركة الثورية المسترشدة بالنظرية الثوريّة ، بالشيوعية الثوريّة على وجه الضبط . و مباشرة ، دون مراوغة، تبدو هذه النتيجة منطقيّة تاريخيّا من زاوية الوعي السياسي و الإيديولوجي المتدنّى للجماهير الشعبية صانعة التاريخ و من زاوية هامشيّة أو إنعدام وجود البديل الشيوعي الثوري حقّا و إنصهاره فى صفوف الطبقات الشعبية المعنيّة بالتغيير الثوري الحقيقي .
الطريقان اللذان فرضا فرضا على الجماهير الشعبيّة أن تسير فيهما لن يترتّب عليهما عدا تأبيد الإستغلال و الإضطهاد للطبقات الشعبيّة فلا الإمبريالية و ديمقراطيّة الطبقات العميلة أو عسكرها ( كما فى مصر مثلا ) قد يحقّقون المطامح الشعبيّة فى تحسين الأوضاع المعيشيّة فما بالك بالتغيير الثوري الذى لا يتمّ إلاّ بالنضال الطبقي الواعي و المنظّم لحركة ثوريّة تسترشد بنظريّة ثوريّة يكون محورها حزب طليعي شيوعي ثوري ؛ و لا الأصوليّة الدينية الرجعية بكافة المقاييس قادرة على تحرير البلدان العربية من براثن شتّى ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي . و الحقيقة التى سطع نورها حتّى أكثر فى هذه السنوات الأخيرة هي أنّ الإمبريالية و عملائها فى السلطة و الأصوليّة الدينية خارج السلطة يتنازعان لكنّهما يعزّزان بعضهما البعض و لا يخرجان عن نطاق النظام الإمبريالي العالمي . و للأسف لا يزال هناك من يعدّون أنفسهم من اليساريين و التقدّميين و حتّى الثوريين من ينكرون هذه الحقيقة و يدسّون رؤوسهم فى الرمال سالكين سياسة النعامة و يتذيّلون عمليّا لأحد هذين القطبين الرجعيين ، الممثّلين لأعداء الشعوب و تطلّعاتها .
واضح جلي أنّ الجماهير الشعبيّة تحتاج إلى طريق آخر و يقع على عاتق الشيوعيين الثوريين حقّا صياغة طريق آخر ، طريق التحرير الفعلي للإنسانيّة قاطبة من سلاسل الإضطهاد و الإستغلال القومي و الطبقي و الجندري ، بإتجاه مجتمع شيوعي عالمي ممكن و ضروري و مرغوب فيه ؛ و النضال بكلّ ما أوتوا من جهد و بلا هوادة وبالسبل و الطرق و الأشكال الممكنة و الضرورية جميعها – دون دوس المبادئ أو التنازل عنها و المساومة بها - فى سبيل السير فيه تحقيقا لهذا المشروع الشيوعي الثوري .
يحتاج المناضلون و المناضلات و الثوريّون و الثوريّات إلى القطع مع الأوهام الديمقراطية البرجوازية و التذيّل للقوميّة و الأصولية الدينية ، يحتاجون إلى الشيوعية الثورية حقّا و لا شيء غير الشيوعية الثورية حقّا بما هي الدواء لداء الإمبريالية و عملائها و طاعون الأصولية الدينية . و الشعب كي يصنع التاريخ فى حاجة ماسّة و أكيدة إلى قيادة أحزاب شيوعية ثورية تطبّق نظرية شيوعية ثوريّة و تطوّرها .
زبدة الكلام ، ثمّة حاجة موضوعية لا أمسّ منها للتقدّم بطريقة أخرى .
لهذا إنتخبنا لهذا الكتاب جملة من النصوص التى نشرناها سابقا و إليها أضفنا مقالات أخرى للماويين الإيرانيين و الأمريكان من أنصار الخلاصة الجديد ، لكونها تعالج هذه الحاجة الموضوعيّة الأكيدة من أجل دفع عجلة التاريخ إلى الأمام . و الغاية من كتابنا هذا ليست قراءة هذه النصوص فحسب بل إتخاذها منطلقا لتعميق النقاش الذى لا يعنى طبعا رفض الكلّ أو القبول بالكل عن عمى أو بدوغمائيّة و إنّما التفاعل النقدي و الجدال و إستخلاص الدروس و العبر بإتجاه مزيد الوضوح و إستيعاب النظرية الثورية و تطبيقها و تطويرها و الإرتقاء بالممارسة العمليّة الثورية لإنجاز المهام الملقاة على عاتق الشيوعيين الثوريين حقّا فى سبيل تغيير الواقع تغييرا شيوعيّا ثوريّا و المساهمة فى الثورة البروليتارية العالمية و أسمى غاياتها ، الشيوعية على المستوى العالمي .
و ينطوى الكتاب 19 ( أو العدد 19 من " الماوية : نظرية و ممارسة " ) على :
مقدمة :
الفصل الأوّل : بيان بوب أفاكيان و نصّ محاضرة ريمون لوتا :
1- بيان بوب أفاكيان :
مصر 2011 : ببسالة إنتفض الملايين ... لكن المستقبل لم يكتب بعدُ.
2- نصّ محاضرن ريمون لوتا ( بباريس و لندن فى جوان 2011) :
الإنتفاضات فى الشرق الأوسط و شمال أفريقيا أو لماذا ينبغى أن يتحوّل التمرّد إلى ثورة ضد الإمبريالية و الإضطهاد برمته .
الفصل الثاني : مقالات تحليلية من جريدة " الثورة " :
1- يمكن لملايين الناس أن يخطئوا : الإنقلاب فى مصر ليس ثورة شعبية .
2- إضطرابات فى مصر : أسطورة " سلطة الشعب " والثورة الحقيقية اللازمة.
3- أحداث ليبيا من منظور تاريخي ... و معمّر القذّافي من منظور طبقي ... و مسألة القيادة من منظور شيوعي .
4- سقوط نظام القذّافي فى ليبيا ... و دور الولايات المتحدة و الناتو فى ذلك .
5- أجندا الولايات المتحدة فى سوريا – إمبريالية و ليست إنسانية .
6 - خطاب أوباما بشأن سوريا : أكاذيب لتبرير حرب لا أخلاقية .
الفصل الثالث : إلى الرفاق فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - الحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي – اللينيني – الماوي ):
الفصل الرابع : مصر و تونس و الإنتفاضات العربية : كيف وصلت إلى طريق مسدود و كيف الخروج منه - مقال من مجلّة " تمايزات " :
ملحق 1 : من المقالات الهامة الأخرى .
ملحق2 : مقال إسرائيل ، غزّة ، العراق و الإمبريالية : المشكل الحقيقي والمصالح الحقيقيّة للشعوب
ملحق 3 : فهارس كتب ش999999999
23