العمل غير مدفوع الأجر في العراق


جاسم محمد كاظم
2015 / 3 / 16 - 12:16     

من خلال دراسة مبسطة في بعض المؤسسات العراقية في وزارة الصحة حيث يعاني موظفو الكادر الوسطي في هذه المؤسسات من توقف نظام الأجر وعدم دفع العلاوات السنوية ومبالغ الترفيع بعد مرور ثلاث سنوات على الخدمة .
ويتحمل هذا الكادر الوسطي ثقل الوظيفة والعمل المضني والخفارات الطويلة لساعات متواصلة .
فمن المعروف أن عدد ساعات الدوام في هذه الوزارة يبلغ 8 ثمان ساعات متواصلة إضافة إلى نظام الحفارة البالغ بعدد ساعات دوامة 18 ساعة متواصلة بالنسبة للخفر .
لم ينتصف لهذا الكادر الوسطي على طول تاريخ الدولة العراقية سوى الزعيم عبد الكريم قاسم بعد انتصار تموز الظافر بقانون ذوي المهن الصحية عام 1962 ممن أجاز أعطاء مخصصات الخطورة لموظفي هذا الكادر أسوة بالأطباء واستمرت هذا القانون ساري المفعول طيلة عهود الدولة العراقية بنسبة 25 % من مفردات الراتب لكل الاختصاصات .
وبعد سقوط الدولة العراقية في التاسع من نيسان ألغت حكومة الجعفري هذا القانون واقتصرت مخصصات الخطورة على الأطباء والصيادلة فقط وبنسبة 100 % من مفردات الراتب بقرار عجيب لم تجرا على اتخاذه أكثر الحكومات دكتاتورية في العراق وكأنها أرجعت الوضع إلى ما قبل أيام الزعيم عبد الكريم قاسم .
وأصبح بون الرواتب شاسعا مابين الأطباء والصيادلة والكادر الوسطي بحيث يتعدى الضعف مرتين إلى ثلاث مرات بينما لم يكن هناك من فارق كبير أيام الدولة العراقية السابقة في عهد البعث .
وتأتي المشكلة الثانية لهذه الطبقة السليبة المجردة من الحقوق بانها متوقفة عند حدود الدرجة الثالثة من سلم الرواتب لا تستطيع تجاوزه أبدا ولن تستطيع الوصول إلى الدرجة الثانية من نظام الرواتب حتى ولو كانت مدة الخدمة لأحد أفرادها 40 سنة متواصلة بحيث يصبح صاخب الخدمة البالغة 35 سنة يساوى في مفردات الراتب مع شهادة البكالوريوس ال8 سنوات لغير الأطباء بينما يأخذ الطبيب البالغ سنة خدمة واحدة ما يعادل خدمة شهادة الدبلوم ذوي أل 20 سنة خدمة أو أكثر .
وتأتي المشكلة الأعظم التي تعاني منها هذه الشريحة بأنة لا احد يستمع إلى مقدار الظلم الذي تتعرض له لكي ينتصف لها في المستقبل مع العلم أن تعداد هذه الطبقة يبلغ أكثر من 75% من مجموع الكادر الصحي .
لا توجد في العراق أحزاب عمالية وشيوعية متخصصة تستمع إلى شكوى الطبقات العاملة وتستمع إلى ماساتها لكي تعرض شكوى هذه الشرائح والطبقات المسحوقة أمام أنظار السلطة التي تدعي عدالة علي بن أبي طالب وتطبيق نمط الاقتصاد الإسلامي حين يعمل الإنسان 8 ساعات متواصلة لكنة لا يجني سوى عمل 3 ساعات فقط .

جاسم محمد كاظم .