تشويه فؤاد النمري للماوية – ردّ على مقال - ماو تسى تونغ صمت دهرا و نطق كفرِا - 1/9


ناظم الماوي
2015 / 3 / 12 - 22:24     

تشويه فؤاد النمري للماوية – ردّ على مقال " ماو تسى تونغ صمت دهرا و نطق كفرِا " 1/9
( ملاحظة : مع نهاية هذا شهر مارس تجدون نسخة بى دي أف لكامل المقال و ملاحقه بمكتبة الحوار المتمدّن )
يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع .
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
------------------------
على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة، تتفق مع مصلحة الشعب . و على الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلها ضد مصلحة الشعب .
( ماو تسى تونغ ، " الحكومة الإئتلافية " ، 24 أبريل - نيسان 1945 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث ).
------------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية.
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة، و العلم و الفلسفة " ، 2005).

مقدّمة :
فى شهر جوان 2014 ، نشر السيد فؤاد النمرى على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن ( العدد 4473 و 4476 و 4484 ) بمحور " أبحاث يسارية و إشتراكية و شيوعية " مقالا فى ثلاث حلقات . وحمل المقال من العناوين عنوانا جذّابا هو " ماوتسى تونغ صمت دهرا و نطق كفرا " فتلقّفه أعداء الماوية و كأنّه عطاء سماوي نزل عليهم بردا و سلاما فأسرع ، على سبيل الذكر لا الحصر ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد بتونس الشهير بإنتهازيته التى فضحنا فى أكثر من مقال و كتاب ، إلى إلصاقه فى صفحة إعلامه الفيسبوكية إلى جانب نصوص سابقة لفرنسيين يهاجمون الماوية ، على أنّها وثائق للتكوين النظري و نحن لا نلومهم فى ذلك لأنّنا نعرف حقّ المعرفة جوهر خطهم الإيديولوجي و السياسي الخوجي المتستّر و لكن نتحدّاهم أن يتحلّوا بالجرأة الأدبية و النظريّة و يضعوا ردّنا هذا بين أيدى المناضلين و المناضلات القريبين منهم و البعيدين عنهم لدراسته أيضا فى ذات إطار التكوين النظري ! و بعد ذلك بزهاء الشهرين ، بنفس موقع الحوار المتمدّن ، نشر السيد عبد الله خليفة مقالا يهاجم فيه الماوية على أنّها إيديولوجيا متطرّفة ( " الماويّة : تطرّف إيديولوجي " ،31 أوت 2014 ).
و حالما وقعت أعيننا على المقال الأوّل و المقال الثانى ، إنغمسنا فى قراءتهما على عجل بإعتبارهما يخصّان الماركسيين- اللينينيين – الماويين عموما و يخصّان محور إهتمام نشريّتنا " لا حركة شيوعية ثورية دون ماويّة ! " خصوصا . و قد هممنا بالردّ الفوري على التشويهات البيّنة فى المقالين إلاّ أنّنا تريّثنا قليلا لسببين إثنين أوّلهما أنّنا كنّا منكبّين على إنجاز أعمال مبرمجة منذ مدّة و نعدّها ذات أولويّة قصوى و ثانيهما أنّنا بتريّثنا ذلك نفسح المجال لغيرنا من الماويين ليقوموا بواجب الذود عن الماويّة ، سيما و أنّ المهمّة هيّنة نوعا ما نظرا لتوفّر مقالات و كتابات ماويّة بالعربيّة و بعدّة لغات أخرى تزخر بالتحاليل النظرية و الحقائق التاريخية و بعضها قد تناول التشويهات التى يكرّرهما السيدان النمرى و خليفة فى ما حبّراه .
و للأسف ، على حدّ علمنا ، ما من قلم ماوي إستجاب لنداء الواجب و خاض الصراع النظري اللازم بهذا المضمار بما هو جبهة من الجبهات الثلاث للنضال البروليتاري كما شرح ذلك لينين فى كتابه المنارة ، " ما العمل ؟ " ( الجبهات الإقتصادية و السياسية و النظرية - فقرة " إنجلس و أهمّية النضال النظري " ) فوجدنا أنفسنا بعد أشهر و بعد أن فرغنا من أعمال إشتغلنا عليها لمدّة طويلة ، مضطرّين إضطرارا إلى أن نترك جانبا الأعمال الأخرى التى تنتظرنا لنلبّى نداء رفع راية الماوية و كشف التشويهات الجديدة / القديمة لها و إبراز الحقيقة بشأنها ، الحقيقة التى هي وحدها الثورية حسب عبارات معروفة للينين .
و فى مقالنا الحالى سنتولّى الردّ على تشويهات السيد فؤاد النمرى و نعلنها من البداية أنّنا سنقتصر هنا على ما ورد فى مقاله ( و التعليقات المصاحبة له ) دون سواها من مؤلّفات الكاتب الذى نعتقد أنّ الإحاطة العميقة و الشاملة بخطّه السياسي و الإيديولوجي و من جميع جوانبه تستحقّ قراءة قد تستغرق لا مقالا واحدا بل عدّة مقالات و كتابا أو أكثر ؛ و هذا ليس هدفنا فى الحيّز الزمنى المحدود الذى بحوزتنا الآن ، على أنّ هذا لا يعنى أنّنا لن نتناول بالبحث أطروحاته مستقبلا كلّما توفّرت الفرصة .
و لن نكفّ عن ترديد أنّنا فى جدالاتنا قد يكون نقدنا و تعليقنا حادا و لاذعا إلاّ أنّنا أبدا لا نقصد إلى النيل من الأشخاص أو شتمهم بقدر ما نسعى جاهدين إلى نقد الأفكار و لن نكفّ عن ترديد أنّه مثلما لنا حقّ نقد أفكار الكتّاب مهما كانوا ، لهم و لغيرهم حقّ نقد كتاباتنا بل و نرحّب بالنقاش القائم على النقد العلمي و الدقّة و الواقع الملموس الراهن و الوقائع التاريخية.
و ينهض مقالنا هذا على الأعمدة التالية :
I - هجوم لا مبدئي على الماوية :
1) صورة مشوّهة لماو تسى تونغ :
2) هدف المقال ليس البحث عن الحقيقة الموضوعية و إنّما النيل من الماوية :
3) الماوية و دلالة سنة 1963 :
II - النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير لدى فؤاد النمرى :
1- ماوتسى تونغ و النقد و النقد الذاتي :
2) النمرى و ذهنية التكفير :
3) تطبيق قانون التناقض – وحدة الأضداد :
III - ملاحظات سريعة بصدد منهج فؤاد النمرى :
1) النمرى لا يطبّق المنهج المادي الجدلي :
2) كلمات عن الذاتية و التكرار وعدم ذكر المراجع :
3) تضارب فى الأفكار من فقرة إلى أخرى و من صفحة إلى أخرى :
4) تصحيح معلومات خاطئة أصلا :
- الماوية و الفلاّحون :IV
1) السيد النمرى و الفلاحون :
2) لينين و ستالين و الفلاحون :
3) ماو تسى تونغ والفلاحون :
-V الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى : فشلت أم حقّقت إنتصارات تاريخية ؟
1) إنتصارات الثورة الثقافية
2) القيام بالثورة مع دفع الإنتاج :
3) الإنتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية يحتاج عدة ثورات ثقافية بروليتارية كبرى لا ثورة واحدة :
4) كبرى هي الثورة الثقافية لأكثر من سبب :
5) " الأشياء الإشتراكية الجديدة " :
VI - نضال ماوتسى تونغ ضد الخروتشوفية :
1) ماو يبادر بدحض التحريفية السوفياتية :
2) اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية-اللينينية لماو:

VII - " الستالينية " و الماوية :
1) لا " ستالينية " بل لينينيّة :
2) الموقف الماوي من مسألة ستالين منذ 1956 :
3) تطوير ماو تسى تونغ لفهم الإشتراكية :
VIII - من الخلافات التاريخية بين ستالين ماو تسى تونغ :
1) حول طريق الثورة فى الصين :
2) الإستسلام و العمل فى ظلّ دولة يحكمها الكيومنتانغ أم مواصلة الثورة ؟
3) كيف تعامل ستالين و ماو تسى تونغ مع هذه الإختلافات ؟
IX - كيف يسيئ " الستالينيون " / البلاشفة / البلاشفة الجدد الخوجيون فى جوهرهم إلى ستالين ؟
1- بصدد أخطاء ستالين مجدّدا:
2- ستالين يعترف بأخطائه بشأن الثورة الصينية و البلاشفة / الخوجيون يتمسّكون بهذه الأخطاء:
3- إحلال آراء البلاشفة / الخوجيين محلّ آراء ستالين:
4- البلاشفة / الخوجيون يجعلون من ستالين إنتهازيّا:
5- ستالين رفض " الستالينية " و البلاشفة / الخوجيون يستعملونها :
6- ستالين ألغى نعت " البلشفي" و البلاشفة / الخوجيون يريدون نفخ الحياة فيه :
خاتمة :
الملاحق :
1- مقال فؤاد النمري " ماو تسى تونغ سكت دهرا و نطق كفرًا " ( و ما صاحبه من تعليقات ).
2- مقالان لماو تسى تونغ باللغة الأنجليزية :
أ- " حول كتاب " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " ".
ب- " ملاحظات نقديّة لكتاب " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " ".
3- مضامين " كتاب الإقتصاد السياسي – شنغاي " 1974 ( مرجع هام آخر لمن يتطلّع إلى معرفة الإقتصاد السياسي الماوي من مصدره ، أو إلى النقاش على أسس دقيقة و راسخة ).
4- نماذج من المقالات و الكتب الماوية ضد التحريفية المعاصرة (1958- 1976) ؛
الموسوعة المناهضة للتحريفية على الأنترنت
EROL
Encyclopedia of Anti-Revisionism On-Line
=============================================================
مارس 2015
====================================================
I - هجوم لا مبدئي على الماوية :
لا يفوت المطّلع على مقال السيّد النمرى أبدا أن يلاحظ أنّ المقال يستهدف الماوية برمّتها و ليس يهدف إلى نقاش مسألة من المسائل أو نقطة من النقاط أو خطإ من الأخطاء التى يمكن أن يكون إرتكبها ماو تسى تونغ فلا هو و لا غيره معصومون من الخطإ . لقد إعتمد ناقد الماوية نقطة ثانوية فى الإقتصاد السياسي فقرتها أقلّ ما يقال فيها أنّها ليست أصلية ثمّ أوّلها تأويلا مغرضا سنعود له فى حينه و إنهال بسياط التجريح فى الماوية عموما . و لهذا الغرض توخّى كاتب المقال ترسانة من النعوت و الأوصاف تجعل القرّاء المعادين للماويّة أصلا فى غاية الرضا عن النفس و تجعل القرّاء الذين ليست لهم فكرة جيّدة عن الماويّة ينفرون منها و تجعل الماويين المطّلعين على التاريخ و الصراعات التى خاضتها الماويّة فى السابق و التى تخوضها اليوم يحتجّون شديد الإحتجاج فيقولون : ما هذه الإفتراءات ؟ أين كان الرجل و الحال أنّ الماويين قد ردّوا ردّا كاسحا على هكذا تخريجات خوجيّة منذ عقود ؟ يكفى أن يطّلع على كتاب شادي الشماوي ، " الماوية تدحض الخوجية و منذ 1979 " ليدرك أنّ ما يطرحه و يعتبره جديدا ليس سوى إعادة ممجوجة لأطروحات خوجيّة عفا عليها الزمن و تبيّن زيفها ؟ ...
لكن لتبيان الحقيقة ، نضطرّ أحيانا إلى التذكير بالوقائع التاريخية الموضوعية و بالأدلّة الساطعة و البراهين الدامغة و نحن نستغلّ هذه الفرصة لنناقش ما يطرحه السيد النمرى و نجلي للباحثين عن الحقيقة أنّه لا حركة ثوريّة دون ماويّة ، و الماويّة الثورية اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعية .
1) صورة مشوّهة لماو تسى تونغ :
ينال ماو تسى تونغ جملة من الرصاصات يطلقها عليه رشّاش كاتب المقال الذى ننقد راجيا إصابته فى مقتل . فبداية يشكّك فى" أهليّته للتنظير و النقد الماركسي " و ينتهي إلى أنّ " ماو تسى تونغ فى جوهره ليس شيوعيّا " و بين هذا الإفتراء و ذاك الكثير على غرار :
- نقده السلبي الهدام لأطروحات ستالين في كتابه " القضايا الإقتصادية للإشتراكية في الاتحاد السوفياتي " الصادر في العام 1952.
- استل ماو تسي تونغ خنجره ليطعن ستالين
- سفاهته في التشكيك بجدوى الخطة الخمسية الخامسة
- تأخر ماوتسي تونغ خمس سنوات ليعيد خطاب عصابة خروشتشوف وجنرالات الجيش الذين ارتدوا عن الإشتراكية في العام 1953، ذات الخطاب بالتفصيل
- ماو يؤيد الذين انقلبوا على الاشتراكية
- ما كان ماو لينزلق إلى مثل هذه السطحية إلا لأنه كان يضمر أهدافاً أخرى لا يليق إعلانها بماركسي...
- ومن النقودات السمجة التي يوجهها ماو لستالين...
- ماوتسي تونغ لم يتطهر تماماً من الروح البورجوازية .
- ماو لن يعبر الاشتراكية
- ويذهب ماو بعيداً في ابتذال النقد ليقول
- عندما يؤيد ماو إلغاء الخطة الخمسية الخامسة فهو ينطق كفراً ويأخذ جانب أعداء الإشتراكية .
- مزاعم ماو عن عدم إيلاء الفلاحين الاهتمام الكافي إنما هي لغو فارط .
- كان غرض ماو الحط من قدر ستالين طمعاً في خلافته فما كان من نقده السطحي إلا أن حطّ من قدر ماو نفسه ...
- أدركت أن ماو كان قد فقد رشده وأن الضرر الذي سيلحقه بالحركة الشيوعية قد يفوق الأضرار التي ألحقها خروشتشوف ... إلخ
2) هدف المقال ليس البحث عن الحقيقة الموضوعية و إنما النيل من الماوية :

فى الحلقات الثلاث المكوّنة لمقال النمرى ن لا نعثر على دوافع كتابة هذا المقال فى ذلك التاريخ بالذات أي جوان 2014 إلاّ أنّ التعليقات المصاحبة لمقال توفّر لنا تصريحا هاما للنمرى نورده كما صاغه هو يوم5 جوان 2015 :
" كتبت في نقد ماوتسي تونغ لسببين
السبب الأول هو أن جماعات عديدة في شمال أفريقيا وفي الهند وجنوب آسيا تتشبه بماو وتعتبره مثالاً للشيوعية وموئلاً للماركسية، وهو ليس كذلك، ولم يضف للماركسية فكرة واحدة بل هو أشبه بخروشتشوف حيث كلاهما يريد أن يعبر الاشتراكية بطبقة الفلاحين وهي الطبقة البورجوازية الوضيعة

والسبب الثاني هو أن نقده لأطروحات ستالين في قوانين الاشتراكية جاء نقداً مصطنعاً وليس خاطئاً فقط بل ويخدم أعداء الشيوعية الناشطين في الهجوم على ستالين

مؤملاً بعد كل ذلك أن يتعظ من يلقبون أنفسهم بالماويين من نقدنا الموضوعي ".

إذن هذا ما يتغيّاه النمرى من مقاله و فى المقام الأوّل: " أن يتعظ من يلقبون أنفسهم بالماويين من نقدنا ". و يؤكّد الرجل نفسه بأنّه توخّى الموضوعية ( " نقدنا الموضوعي " قال ) و الحال كما سنبيّن ، أو كما قد يكون تفطّن إلى ذلك بعض القرّاء ، غير ذلك بل عكسه تماما .
و يملى علينا الواجب هنا ، قبل ولوج معمعان النقاش ، أن نهمس فى أذن السيّد النمرى و أشباهه بأنّ الماويين فى قارات الكرة الأرضية لا يتشبّهون بماو و إنّما يستوعبون الماوية كمرحلة ثالثة فى علم الشيوعية و يرفعون رايتها و يطبّقونها و يطوّرونها و هم يقودون أو يتفانون فى العمل على قيادة الشعوب فى صناعة التاريخ و تحرير الإنسانية و كشيوعيين ماويين ثوريين لا حرج لديهم من التعلّم من أي كان حتّى من الأعداء إن أمسكوا بالحقائق ، أحبّ من أحبّ و كره من كره !
3) الماوية و دلالة سنة 1963 :
فى مقدّمة المقال يذكر لنا فؤاد النمرى خلافه بداية من سنة 1963 مع قيادة الحزب الذى إنتمى إليه . و فى تقديم الكاتب فى القسم الفرعي لموقع الحوار المتمدّن المخصّص له ، نقرأ الجمل التالية ( وهي جمل إمّا أن يكون صاغها هو أو هو قابل بها على أنّها تعكس حقائق و إلاّ لما أبقاها هناك ):
" واعتقل عام 1959... اختلف مع الحزب [ الحزب الشيوعي الأردني الذى كان هو من كوادره لدى تأسيسه عام 1951] في السجن عام 1963 إذ رأى في انحراف خروشتشوف خطراً يتهدد مصير المعسكر الإشتراكي
أطلق سراحه مع الشيوعيين عام 1965 بعفو عام لكن الحزب لم يوافق على استئناف نشاطه قبل أن يتخلى عن معارضة سياسة خروشتشوف المعارضة للماركسية اللينينية " . و الرابط :
http://www.ahewar.org/m.asp?i=1781
حينئذ تبرز لنا أهمّية هذا التاريخ بالذات فى مسيرة هذا الشخص و لكن ما لا يذكره صاحبنا هو علاقة موقفه تحديدا فى تلك السنة ، 1963 ، بالصراع العالمي المناهض للتحريفية و خاصة بصدور وثيقة تاريخية غدت مرجعيّة بالنسبة للحركة الماركسية – اللينينية العالمية كتتويج لعديد الوثائق الماوية التى خيضت فى خضمّ صراع لحوالي الثمانى سنوات خاضه الحزب الشيوعي الصيني و ماو تسى تونغ على رأسه ضد التحريفية المعاصرة السوفياتية منها و اليوغسلافيّة و الفرنسية والإيطالية ... و هذه الوثيقة هي التى وضعت أسس الحركة الماركسية – اللينينية التى ستتشكّل فى الستينات و كانت إشارة صريحة لضرورة الإنفصال التنظيمي للشيوعيين الحقيقيين عن الأحزاب التحريفية و تكوين أحزاب جديدة ترفعاية الماركسية – اللينينية و تتبع الخطّ العام المرسوم فى " إقتراح حول الخطّ العالم للحركة الشيوعية العالمية " المعروف أيضا برسالة ال25 نقطة . إضافة إلى " حول مسـألة ستالين " و السلسلة التالية من الوثائق التى صاحبته أو سبقته ( و لا نذكر تلك التى لحقته ) :
حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا ( أفريل 1956)
مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا ( ديسمبر 1957)
عاشت اللينينية (أفريل 1960)
لنتحد تحت راية لينين الثورية ( أفريل 1960)
الى الأمام على طريق لينين العظيم ( أفريل 1960)
الخلافات بين الرفيق تغلياتي و بيننا ( ديسمبر 1962)
مرّة أخرى حول الخلافات بين الرفيق تغلياتى و بيننا (1963)
لنتحد على أساس تصريح موسكو و بيان موسكو( جانفى1963)
أصل الخلافات و تطورها بين قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي و بيننا (1963)
هل يوغسلافيا بلد اشتراكي ؟ مدافعون عن الحكم الاستعمارى الجديد
خطان مختلفان حول مسألة الحرب و السلم (1963)
سياستان للتعايش السلمى متعارضتان تماما (1963)
حقيقة تحالف قادة الحزب الشيوعي السوفياتي مع الهند ضد الصين ( نوفمبر1963)
من أين أتت الخلافات؟ رد على توريزو رفاق آخرين ( فيفري 1963)
سبع رسائل
قادة الاتحاد السوفياتي أكبرانشقاقيى عصرنا
الثورة البروليتارية وتحريفية خروتشوف
اللينينية و التحريفية المعاصرة (1963)
مرآة التحريفيين (1963) )

و هكذا يتجلّى لنا الإطار العالمي الذى دفع فؤاد النمرى إلى الإختلاف مع قيادة حزبه الذى كان ينصاع للخطّ التحريفي السوفياتي الذى عرّاه الشيوعيون الصينيّون . و ما جعل تلك القيادة تعتبره ماويّا هو أنّه على حدّ علمنا ، أنّ ما من حزب نهض بمهمّة الصراع المبدئي ضد التحريفية المعاصرة كما فعل الحزب الشيوعي الصيني ؛ و ما من حزب صاغ وثائقا فى غاية من الأهميّة كتلك التى صاغها الماويون الصينيّون ؛ و ما من حزب كان يقود معارضة تلك التحريفية و التلوينات التحريفيىة الأخرى المشابهة لها بصلابة و جسارة كالحزب الذى كان ماو رئيسه و هذا بإعتراف حتّى أنور خوجا و حزب العمل الأباني الذى سينقلب على ماو تسى تونغ ويطعنه فى الظهر بعد وفاته و حصول الإنقلاب التحريفي فى الصين :
" فى وثيقة مؤرخة فى 9 أوت 1960، سجلت اللجنة المركزية لحزب العمل الألباني وقائع لقاء بوخارست. وتحت عنوان " رسالة من اللجنة المركزية لحزب العمل الألباني موجهة الى كل التنظيمات القاعدية للحزب فى ما يتعلق بسير لقاء بوخارست فى جوان 1960و الخلافات التى ظهرت بين الحزب الشيوعي السوفياتي و الحزب الشيوعي الصيني " كتب : " ظهر عدد معين من نقاط الخلاف الإيديولوجية و السياسية الهامة بين الحزب الشيوعي السوفياتي و الحزب الشيوعي الصيني . و بدأت الإشارة إلى هذه الخلافات كذلك فى الصحافة الصينية و السوفياتية كما فى خطابات قادة البلدين ، طبعا دون ذكر أسماء هؤلاء و أولئك بشكل مباشر، لكن بتقديم إشارات بإمكان كل امرئ فهمها. وعولجت و نوقشت هذه المسائل بصورة مفتوحة في اللقاء الذي دار في بوخارست بين ممثلي الأحزاب الشيوعية و العمالية التي حضرت المؤتمر الثالث لحزب العمل الروماني" (الصفحة 265 من كتاب " الشيوعيون الألبان ضد التحريفية " باللغة الفرنسية ) ( الصفحة 25 من العدد الثالث من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماويّة !" لناظم الماوي ) .
و فى سنة 1966، سجّل شارو مازومدار القائد الهندي الماوي البارز الذى أسّس الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي- اللينيني ) و قاد إنطلاق حرب الشعب فى الهند المتواصلة إلى اليوم بقيادة الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) سليل تجربة الحزب الذى قاده مازومدار ، حقيقة موضوعية عيانية ملموسة حينها أنّ ماو كان نظريّا و عمليّا يقود الحركة الماركسية – اللينية العالمية المناهضة للتحريفية المعاصرة ، فكتب فى " المهمّة المركزية اليوم هي النضال من أجل بناء الحزب الثوري الحقيقي عبر النضال بلا مساومة ضد التحريفية " :
" قائد الثورة الصينية العظيمة ، الحزب الشيوعي الصيني ، و على رأسه الرفيق ماو تسى تونغ يقود الآن البروليتاريا و نضالات ثورية عبر العالم . بعد لينين ، تبوّأ اليوم الرفيق ماو تسى تونغ مكانة القيادة العالمية. "( الفصل الرابع من كتاب شادي الشماوي ، " قيادات شيوعية ، رموز ماوية " ).
و على الصعيد العربي ، من المشرق والمغرب ، تؤرّخ أكثر من وثيقة لحقائق لا ينكرها إلاّ المثالي . و فى هذا المضمار للماويين و الماويّات فى شمال أفريقيا الذين يريد السيّد النمرى تلقينهم دروسا لو كانت من صميم علم الشيوعية لرحّبوا بها و به ، كتابات عديدة تجدونها على الحوار المتمدّن ؛ و لأنّنا سنعتمد بالأساس على مؤلّفاتنا السابقة و على مؤلّفات شادي الشماوي ، يفرض علينا الواجب التنويه بمقالات الماويين و الماويات بالمغرب فى هذا الشأن و نخصّ منها بالذكر :
- " لمحات من تاريخ صراع الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفية المعاصرة ".
- " الموقع التاريخي للثورة الصينية و الموقع النظري لماو تسي تونغ ".
- " دفاعا عن التاريخ - موقع فكر ماو تسي تونغ في تجربة الحملم بالمغرب ".
و لسائل أن يثير سؤالا إستفزازيّا أين هي سلسلة نصوص أعداء الماوية من السيّد فؤاد النمرى إلى بقيّة " الستالينيين " أو " البلاشفة " أو " البلاشفة الجدد " المناهضة للتحريفية السوفياتية فى تلك السنوات التى عرفت بالكتابات الماوية ؟
و عندئذ نستشفّ أنّ ماو تسى تونغ و الحزب الذى كان يقوده كان لهما الفضل الكبير على فؤاد النمرى و غيره و على الحركة الماركسية – اللينينية عموما و عالميّا فى فتح العيون على خطر التحريفية و أطروحاتها و خياناتها للشيوعية و إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي . و بالتالى يصحّ على هذا المناهض للماوية مثل شعبي بشأن نكران الجميل إستخدمناه لتلخيص موقف أشباه النمرى فى القطر و منهم من شكّلوا الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد ( الذى لم يرحّب فقط بمقال النمرى بل جعله مادة للتكوين النظري نشره على صفحة إعلامه على شبكة التواصل الإجتماعي ) فى تعاطيهم مع الماوية التى كان لها الفضل عليهم فى عدّة مسائل لكنّهم سرعان ما أداروا ظهرهم للحقائق و أنكروها و صاروا من أشرس أعدائها . و هذا المثل هو " يأكل الغلّة و يسبّ الملّة " .
---------------------------------------------------------------------------------------------