- يا نساء العالم إتّحدن من أجل تحطيم النظام الإمبريالي و الأصولية الدينية البطريكيين ! -


شادي الشماوي
2015 / 3 / 7 - 19:31     


جريدة " الثورة " ، 5 مارس 2015
www.revcom.us
أخبار " عالم نربحه " ، 2 مارس 2015
فيما يلى بيان أصدرته منظّمة نساء 8 مارس ( إيران – أفغانستان ) .
يقترب 8 مارس آخر ، اليوم العالمي للمرأة . و يحيى هذا اليوم ذكرى النضال البطولي لعاملات النسيج بنيويورك ، الذى ألهم النضال المنظّم للنساء عبر العالم . و يذكّرنا كذلك 8 مارس بالنضال الذى لا ينسى و بمقاومة النساء الإيرانيّات ف8 مارس 1979 للباس الإجباري للحجاب إثر إفتكاك الإسلاميين للسلطة و تركيز جمهورية إسلامية معادية للنساء . و يذكّرنا أيضا 8 مارس بكلّ النساء اللاتى ناضلن ضد النظام القمعي و واصلن نضالهنّ فى المنازل و فى الشوارع و فى الجامعات و المعاهد و السجون و غيرها من الأماكن ضد النظام البطرياركي / الأبوي وإخضاعه للنساء و كافة السياسات المناهضة للنساء .
لقد كان نضال النساء على النطاق العالمي مصدر إلهام لنا و لكلّ المصمّمين و المصمّمات على إجتثاث إضطهاد النساء و إخضاعهنّ . و لا شكّ فى أنّ الطريق أمامنا شائك و متعرّج . بيد أنّ وضع ملايين النساء و ظروفهنّ فى إيران و فى منطقة الشرق الأوسط و فى العالم على نحو يجعل أنه لم يعد بالوسع بعدُ تحمّل هذه المعالمة الشتيمة و هذا الإزدراء .
إنّنا نقترب من 8 مارس فى زمن تواجه فيه نساء أفغانستان و العراق و ليبيا و سوريا ضغطا لا يتصوّر جرّاء الغزوات الإمبريالية و الإحتلال من ناحية ، و جرّاء صعود الأصولية الإسلامية من الناحية الثانية. تبحث القوى الإمبريالية عن طريق الإحتلال محرّك الحرب و العنف عن السيطرة على المنطقة بتعلاّت شتّى ، و تتنافس القوى الإسلامية الصاعدة مع بعضها البعض حول التخلّف ، ما فرض وضعا أقسى حتّى على النساء فى المنطقة .
و الوجه الشديد الغضب للنساء فى المنطقة بيان بصوت عالى على أنّه لم يعد من الممكن للنساء أن تتحمّل هذا الوضع و لم يعد من المقبول أن نظلّ غير آبهين بما يجرى . لقد بات النضال الثوري و المنظّم لوضع نهاية للأصولية الدينية و الإمبريالية البطريكيين ضرورة أكيدة إلى أقصى حدّ .
لم يتحسّن وضع النساء فى أفغانستان فى ظلّ إحتلال القوى الإمبريالية للبلاد . وبالفعل ، تضطهدها الآن و بقسوة القوتين الأصوليتين ، النظام الذى أرسته الإمبريالية وطالبان المعارضة له .
مع إحتلال العراق و الحرب فى سوريا التى أدّت إلى إفتكاك داعش للسلطة فى مناطق معيّنة ، أُجبِرت النساء فى المنطقة وخاصّة النساء اليزيديّات على أن تصبحن عبيدا للجنس و سلعة يتاجر بها . و تُحرم ملايين النساء فى العراق وسوريا من كافة حقوقهن الأساسية و الإنسانية و تقع معاملتهن بإستمرار بالإغتصاب و العنف ، سواء ظّللن فى قراهنّ أو مدنهنّ أو أجبرن على الهجرة إلى الجبال فى ظلّ ظروف فظيعة .
إنّنا نقترب من 8 مارس هذه السنة فى وضع حيث النساء فى ما يسمّى بالبلدان الرأسمالية المتقدّمة تعانى من الإضطهاد . أجسادهنّ و حياتهنّ يُسيطر عليهما التفوّق الذكوري بأشكال متباينة . و حتىّ و إن إعتبرت النساء فى البلدان الغربيّة مساوية للرجال فى القانون ، فإنّ التمييز ضد النساء بأشكال مختلفة و على نطاق واسع موجود تتمّ بإستمرار إعادة إنتاج نظام الشوفينية الذكوريّة . و العنف ضد النساء بواسطة الإغتصاب و العنف الأسري مستشريين . و يقع التضييق على حقّ الإجهاض فى عديد البلدان . و قد نجمت عن الوضع فى هذه البلدان عدّة أشكال من الإحتجاج ضد إهانة النساء .
فى هذه البلدان ، أجساد النساء عبارة عن نوع من أنواع السلع ، و من ثمّة يقع إمتلاكها و التحكّم فيها و المتاجرة بها . و سنويّا ، آلاف الشابات و المراعقات من الطبقات الدنيا و المحرومة فى هذه البلدان و كذلك من بلدان ما يسمّى بالعالم الثالث أو أوروبا الشرقيّة يجرى التغرير بهنّ و يورّدهنّ إلى سوق الجنس متاجرون بالبشر ، كي تعملن كعبيد للجنس فى الدعارة فى البلدان الغربية المعاصرة أو فى " صناعة " البرنوغارافيا . وهكذا يتمّضمان إهانة النساء و إضطهادهنّ العنيف ، بالطبع ب " طريقة معاصرة " ، تدرّ على قياصرة رأس المال ملايين الدولارات .
و يُبيّن وضع النساء عبر العالم قاطبة بأنّهن إمّا تغطّى بالبرقع كملكية للرجل ، أو تصبح إجسادهنّ سلعة يجرى التحكّم فيها أو المتاجرة بها فى السوق . فى كلا الحالتين ، تهان النساء و تخضعن ، و هنّ عرضة لعنف البطرياركيّة و النظام الشوفيني الذكوري . إنّه بلا لفّ و لا دوران النظام نفه و إضطهاد النساء نفسه . يضطهَد الأصوليّون الإسلاميّون مثل جمهوريّة إيران الإسلامية و طالبان و داعش النساء بالشكل الأعنف إلاّ أنّ تحرير النساء لا يمكن التوصّل إليه فى إطار النظام الرأسمالي القائم على التفوّق الذكوري لأنّ هذا النظام عينه هو السبب الأساسي وراء تصاعد إهانة النساء على الصعيد العالمي .
هذه السنة ، مع إقتراب 8 مارس ، شنّت جمهوريّة إيران الإسلاميّة حملة مناهضة للنساء على نطاق واسع . اكثر من مجد سلسلة من السياسات الإضطهاديّة بأجزء و مكزّنات متباينة ، تمثّل هذه الحملة هجوما منظّما لمزيد تنزيل مكانة النساء فى المجتمع ، و إنتاج مثال رجعي للتعاطى مع النساء فى المنطقة ، و السماح للنظام بالتنافس مع قوى أمتخلّفة أخرى و معادية للنساء فى المنطقة مثل داعش .
و يشمل مشروع النظام للأسرة و زيادة عدد السكّان ، المسمّى ب " السياسات السكّانية الشاملة" لتشجيع " إمتياز الأسرة " و " الأسرة الإسلاميّة " ، يشمل تحديد توفير وسائل منع الحمل . و هذا من شأنه أن يقلّص أكثر مشاركة النساء فى المجتمع . و حتّى النساء اللاتى قد تدبّرن أمر دخول المجال الإجتماعي رغم جبال من التحديدات و الحواجز و التمييز الجندري ستضطرّ إلى العودة إلى المطبخ و بيت النوم . و قد أفرز هذا المخطّط العام قوانينا مختلفة تقطع كلّ التسهيلات ولإعتمادات المستخدمة لمنع الحمل غير المرغوب فيه . و علاوة على ذلك ، سيعدّ كلّ تحرّك للنساء للتحكّم فى أجسادهنّ و حياتهنّ غير قانونيّة ، و ستتعرّض للعقاب بالسجن و الجلد .
ويبدو أنّ خطابات القادة العسكريين تشير إلى أنّ النظام يهدف إلى إعداد نفسه لنزاع عسكري فى المنطقة و لضمان قوّة عسكريّة كثيفة العدد أي كبش فداء ، من أجل تطوّرات مستقبليّة محتملة ، يعوّل على الزيادة فى عدد السكّان . و هكذا يسعى النظام إلى تعزيز قدرته على التأثير على ميزان القوى فى المنطقة . إنّه يبحث عن فرصة التحوّل إلى مشارك فى الألعاب التى تديرها القوى الإمبريالية بتشكيلها كتلا قصد السيطرة على المنطقة و العالم .
و بديهي أيضا الهجوم على النساء فى مشاريع وقوانين أخرى ، مثل " قانون الحفاظ على الخصوصيّة و التواضع و الحجاب " و إجراءات مثل تقليص عدد النساء الموظّفات و تشجيع الموظّفات على التقاعد المبكّر ،و تحديد تعليم النساء و تقليص حقوقهنّ فى البحث عن الطلاق و فتح حساب بنكي لأطفالهنّ و السفر .
وهذا القانون المقترح و قانون آخر يناديان ب " تشجيع الفضيلة منع الرذيلة " لا يمكّنان الرجال من السلطة داخل الأسرة و حسب بل يسمحان أيضا لأيّة قوى تابعة للنظام و بالفعل لأيّ عنصر متخلّف و معادى للنساء بأن يتحكّم فى سلوك أيّة إمرأة و ثيابها و غطائها – شرطة نساء .
و سلسلة الأحداث التى وقع خلالها قذف الحامض الكيميائي [ أسيد ] على وجوه النساء فى الأشهر القليلة الماضية ، فى مدن كأصفهان وطهران و شهرزاد و تبريز ، جزء من ذلك الهجوم. و بالرغم من إنكار النظام ، هذا إستمرار لسياساته معادية للمرأة و شكل من أشكال تكريسه ل " تشجيع الفضيلة و منع الرذيلة " . وتجدر الإشارة إلى أنّ إحتجاج النساء و الرجال فى أصفهان على وجه الخصوص ، و كذلك ردّ الفعل الغاضب للشعب معارضاهذه الهجمات بالحامض الكيميائي [ أسيد ] قد عرّت إلى درجة معيّنة دور النظام و أهدافه .
وكان إعدام ريحانة جبّاري فى نوفمب الفارط جزء كذلك من هجمات النظام الراهن ضد النساء .لقد أعدمت الشابة لأنّها تجرّأتعلى الدفاع عن نفسها ضد مغتصبها الذى كان موظّف مخابرات . و زوّر النظام الملفّ ضد ريحانة و شنقها كتحذير للشابات الأخريات بأن من تتجرّأ على الدفاع عن أنفسهنّ ضد مغتصب أو مجرمى النظام ستعاقب أشدّ العقاب .
و خلف هذا الهجوم الوحشي الحديث ضد النساء بديهيّة هي نقاط ضعفالنظام . فقد حالت الروح التمرّديّة و المحدّية لدى الشباب مع مرور السنين دون النظام الإسلامي و تكريسه التام لسياساته ضد النساء . إزدراء النساء لسياسات النظام علامة عن هزيمة بالنسبة له . و قد لعب يأس الجمهوريّة الإسلامية دورا هاما فى الحملة الحديثة . يأس النظام ميزة هامة للشعب وخاصةللنساء كي تنظّم أنفسهنّ و تقف ضد هذا الهجوم الرجعي .
و الواقع هو أنّ الحرب ضد النساء التى تخوضها الجمهوريّة الإسلامية بعد إستيلائها على السلطة سنة 1979 ، لم تنته بعدُ . و يعدّ الهجوم الشامل الراهن للتشديد من قبضة الإهانة للنساء حملة فى تلك الحرب . و على الرغم من كلّ قوّتها العسكريّة و السياسيّة ، للجمهوريّة الإسلاميّة نقاط ضعف حقيقيّة .نظرتها و تفكريها ينتميان إلى قرون مضت . و وجودها مرتبط بالإضطهاد و الإستغلال . و نظرا لطبيعتها الرجعيّة ، عليها أن تعوّل على القوّة و القسوة .
و بالعكس ، لا تملك النساء لا قوّة سياسيّة و لا قوّة عسكريّة لكنّهنّ ديناميكيّات و متحمّسات و مصمّمات على بلوغ تحريرهنّ . نضال النساء ضد الإضطهاد جريئ و ملهم . و وحده توسيع النضال الثوري المنظّم للنساء و الجماهير الشعبيّة الواسعة يمكن أن يحقّق الإنتصار و يضع نهاية للهجمات الوحشيّة لهذا النظام المعادي للشعب . فقط عبر النضال المنظّم و المثابر وأفقُه الجلي مجتمع خالى من الإضطهاد و الإستغلال ، يمكن التقدّم بإتجاه الإطاحة بالجمهوريّة الإسلامية و التفوّق الذكوري الإمبريالي . دون هذا النضال و دون هذا الأفق ، ستتواصل إعادة إنتاج النظام البطرياركي .