لامساومة ، لامتاجرة سياسية - القسم الثانى - 5 - ويلهيلم ليبكنخت


سعيد العليمى
2014 / 12 / 24 - 21:05     

شعار بلوشر
تقف البروليتاريا سياسيا وكذلك اجتماعيا فى اشد التناقضات خطرا ازاء الدولة الطبقية الحالية . فعليها ان تحاربها فى كل المجالات وتصارعها حول كل القضايا سواء تعلق الامر بالسياسة الداخلية او الخارجية . ومما لاريب فيه انه ليس من السهل دائما ان نقرر بصواب . فحين لاتكون المصالح مرئية بوضوح يمكن ان ينخدع الشعور بسهولة . ولحسن الحظ لدينا فى الامور التى يصعب التقرير حولها حد لايخطئ نراه فى افعال خصومنا . اذا ماكانت هناك قضايا يمكن ان توحدنا معهم بشكل مؤقت فمن غير المتصور ان يكون هناك اى شئ يمكن ان يقاتل من اجله اعداءنا بوصفه ذو اهمية كبري ، او اهمية حيوية بصفة خاصة لهم ، يمكن ان ترغبه البروليتاريا . لن نتصرف ابدا بشكل خاطئ اذا تصرفنا بمايعارض مصالح عدونا .من ناحية اخرى ، لن نصيب غالبا اذا ماامتدحنا اعداءنا . التطور التاريخى هو تنازع دائم ، تنازع مصالح ، تنازع اعراق ، تنازع طبقات . واذا لم يكن يعول على الصداقة فى الاعمال ( البزنس ) العادية ، فما اقل مايعول عليها فى حالات التنازع . ان طيب الطباع والنزعة العاطفية لامكان لها فى السياسة . فهما لم يحرزا نصرا ابدا ، لكنهما اتيا بهزائم لاحصر لها . ان شعار بلوشر القائل ، " اتبع دائما قصف المدفع وارم بنفسك على العدو " هو افضل قاعدة ايضا فى الحرب السياسية .
لدى كلمة بهذا الصدد . ان غريزة البورجوازية الطبقية متطورة لحد ابعد من غريزة البروليتاريا . وتعرف الطبقة الحاكمة بشكل طبيعى مصالحها افضل من المحكومين ، الذين تتاح لهم اقل الفرص ليصبحوا مطلعين او يخدعون ويضللون احيانا عن قصد واحيانا اخرى عن غير قصد بشكل منهجى عن ادراك مصالحهم . لاتقل انه الشكل الفظ الذى تنشر به الاشتراكية هو الذى يخيف البورجوازية وينغص عليها حياتها . فذلك زائف تماما . لاتكمن المسألة فى الشكل ، فما يكرهونه هو المضمون ، وبقدر مايبدو الشكل غير ضار كلما ظهر المضمون اشد خطرا لدى سادة البورجوازية . ان رهافة الشكل لاتصنع فارقا معهم . وهذا واضح من الطريقة التى يحسمون بها الامور داخلهم .
اى قدر من الاساءة والحكى قد جرى حول " نادى توللك ! " لم تمس مسألة " نادى توللك " اي احد كان بغير رفق . ولكن تاكتيكات النادى وجدت لعقود فى المانيا ، ولم تختف كلية بعد تماما . ولكن لا العمال ولا الاشتراكيين هم من يعدهم النادى الحجة الاخيرة ، والبرهان الحاسم .انها تكاكتيكات نبلاء الامة ، الليبراليون القوميون ، الذين نظموا فى الاقسام الوسطى والجنوبية الغربية من المانيا فرقا للشجار من ابطال النوادى ، وسعوا للحفاظ على مجالاتهم السياسية من خلال الارهاب الوحشى . ولكن الاشتراكية الديموقراطية المتقدمة قد قمعتهم مباشرة تماما .
يتبع