النقد الماركسي يكشف المزيد من الحقائق الموضوعية عن فرق و أحزاب يمينية و يسارية - مقدّمة العدد 21 من - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! -


ناظم الماوي
2014 / 12 / 7 - 22:39     

النقد الماركسي يكشف المزيد من الحقائق الموضوعية عن فرق و أحزاب يمينية و يسارية -
مقدّمة العدد 21 من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! "
( العدد بأكمله فى نسخة بى دي أف متوفّر للتنزيل من مكتبة الحوار المتمدّن )
راسلنا أحد القرّاء مقيّما بعض كتاباتنا المنشورة فى المدّة الأخيرة وناقدا إيّاها و مماّ ورد فى ما صاغه من تعليق فكرة أنّ مقالاتنا تسير ضد التيّار العام الذى تمضى فيه الغالبية الساحقة من فرق اليسار قطريّا و عربيّا و أنّنا ، حسب ما جاء على لسانه ، نحلّق خارج السرب و بالتالى سنجد أنفسنا فى عزلة .
و نستغلّ هذه المقدّمة لنتفاعل مع هذه المسألة التى أثارها ذلك القارئ الذى نقدر تعاطيه الجدّي مع كتاباتنا و إن كنا نختلف معه فى بعض ما ذهب إليه ، فإنّنا نشجّعه على مواصلة النقاش الرصين على أساس علم الشيوعية و خدمة الشعب و الثورة البروليتارية العالمية . و نظرا لكون المجال هنا ، لا يسمح بالدخول فى تحاليل مفصّلة ، سنسوق ملاحظات ثلاث مقتضبة لا غير آملين توضيح هذه المسألة بالقدر الكافي حاليّا من وجهة نظر علم الشيوعية .
أوّلا ، لقد أصاب القارئ كبد الحقيقة حينما أقرّ بواقع أنّ كتاباتنا تسير ضد التيّار العام الذى تمضى فيه الغالبية الساحقة من فرق اليسار قطريّا و عربيّا . و نردف ملاحظته لهذه الحقيقة بأنّنا نسير حتى ضد التيّار الذى تمضى فيه فرق ماوية أو تدّعى الماوية وهي فى تقييمنا غارقة فى الدغمائية و الديمقراطية البرجوازية و القومية . و نحن لا نعدّ هذا سيّئا أصلا بل بالعكس تماما إذ أنّنا لا نحدّد مواقفنا الإيديولوجية و السياسية إنطلاقا من ما يطرحه " التيّار العام " بل إنّنا نبحث أساسا و رئيسيا عن الحقيقة التى هي وحدها الثورية حسب عبارات لينين . فقد علّمتنا الماركسية الحقيقيّة ، الماركسيّة الثورية أنّ تغيير الواقع تغييرا ثوريّا من منظور علم الشيوعية و الثورة البروليتارية العالمية يستدعى بلا أدنى شكّ الفهم الصحيح للواقع . و لن يتأتّى لنا الفهم الصحيح و إكتشاف الحقائق الموضوعية إلاّ بتفحّص الواقع المتغيّر و تحليله و تلخيصه بإستمرار من وجهة نظر شيوعية ثوريّة و بمنهج علمي مادي جدلي . و من هنا شغلنا الشاغل فى تفسير العالم و تغييره ليس ما يرشح عن فرق اليسار الإصلاحي أو فرق ثورية بقدر ما هو بلوغ الحقيقة الموضوعيّة التى على قاعدتنا نمارس التنظير و العمل الشيوعيين الثوريين .
ونحن بهذا نكرّس عمليّا ما أوصانا به ماركس و لينين و نكرّس أيضا مقولة صاغها ماو تسى تونغ ألا وهي " السير ضد التيّار مبدأ ماركسي " و لا نكتفى بذلك بل ندعو الشيوعيين قلبا و قالبا إلى " السير ضد التيّار" كلّما كان التيّار رجعيّا أو إصلاحيّا أو تحريفيّا .
و ثانيا ، إن العزلة التى يتحدّث عنها القارئ- إن وجدت عزلة - والناجمة عن عدم التنازل عن المبادئ ، بالنسبة للشيوعيين الحقيقيين و الشيوعيات الحقيقيات أفضل بكثير ( بما لا يقاس ) من معانقة التحريفية و الإصلاحية و بالتالى الفكر البرجوازي و خيانة علم الشيوعية و الثورة البروليتارية العالمية . التحّول إلى الإصلاحية و التحريفية يعنى ببساطة فقدان البوصلة و تصفية الشيوعية هدفا أسمى و علما و منهجا و حركة عالمية غايتها تحرير الإنسانية منكافة أشكال الإستغلال و الإضطهاد الجمدري و الطبقي و القومي . فهل نرضى الغالبية و نخسر الشيوعية . أبدا !
فمن أوكد واجبات الشيوعيين الحقيقيين الدفاع عن علم الشيوعية والخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح و نشرهما فى صفوف المنظّمة و الحزب و الجماهير العريضة مهما كانت العراقيل و ذلك لأنّه كما قال لينين " لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " أو كما قال ماوتسى توزنغ ملخّصا عقودا من الصراع الطبقي و صراع الخطين داخل الأحزاب الشيوعية ،" صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء " .
و ثالثا ، الحقيقة التى شدّد ماو تسى تونغ فى أكثر من مناسبة خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين ( 1966-1976 ) أثبتها التاريخ مرارا وتكرارا وهي أنّ الحقيقة عادة ما يمسك بها فى البداية عدد قليل من الناس و تحتاج أن يتمّ النضال بصرامة من أجل نشرها و ترسيخها . و هذا هو اليوم حال الماركسية – اللينينية - الماوية فى مظهرها الثوري – الخلاصة الجديدة للشيوعية – التى نسعى جاهدين لإستيعابها و تطبيقها و نروّج لها خدمة للثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى لا أقلّ من الشيوعية على النطاق العالمي .
و من يتمتّع بإطلاع و فهم كافيين للمادية الجدلية كما طوّرها لينين و ماو تسى تونغ لن يصعب عليه إدراك أنّ العزلة و الإنتشار وحدة أضداد / تناقض و أنّ كلّ مظهر من المظهرين يتبادل موقعه الرئيسي و أو الثانوي و المهيمن أو المهيمن عليه مع الآخر فالعزلة فى ظروف ملموسة معيّنة ( موضوعية و ذاتية ) تغدو إنتشارا و الإنتشار هو الآخر فى ظروف ملموسة معيّنة يتحوّل إلى ضدّه فيمسى عزلة . و الأمثلة من حولنا فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية لا تحصى ولا تعدّ.
و بفهمنا هذا نتابع إعمال سلاح النقد لكشف حقائق عن اليمين و عن اليسار تنير الطريق لمن يتطلّع لتفسير الواقع من أجل تغييره شيوعيّا . و المقالات الأربعة الموثّقة فى هذا العدد 21 من نشريّنا تتنزل فى هذا السياق :
1- إسلاميون فاشيون ، للشعب و النساء أعداء و للإمبريالية عملاء !
2- النقاب و بؤس تفكير زعيم حزب العمّال التونسي
3- الوطنيون الديمقراطيون و وحدة الشيوعيين الحقيقين وحدة ثوريّة
4- فرق اليسار التحريفية و إغتيال روح النقد الماركسي الثورية
و لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! والماوية الثورية هي الخلاصة الجديدة للشيوعية !
---------------------------------------------------------------------------------------------------------