نحو نسوية ماركسية

روز ماري هينيسي
2014 / 12 / 7 - 11:21     

السياسات الجنسية والحاجات الاجتماعية: نحو نسوية ماركسية
الكاتب/ة: روز ماري هينيسي.

ترجمه‫/‬ته الى العربية‫:‬ وليد ضو


ضمن الدراسات والحركات الكويرية، لم تحظ الهويات الجنسية للاهتمام وللبلورة. رغم ذلك استمرت العادات المتمثلة بنقد حركات مهيمنة للمثليين والمثليات، والنقاش والبحث لتوسيع تحالفات المثليات والمثليين ومزدوجي/ات الجنس والمتحولين/ات جنسيا (م.م.م.م.)، أو حتى اقتراح إصلاح جذري كويري للسياسات الجنسية. روز ماري هينيسي تقترح هنا الاعتماد على مقاربة ماركسية للحاجات الاجتماعية بهدف إعادة أفهمة الروابط بين الهويات والعلاقات الاجتماعية. وهي تفترض تأسيسا ماركسيا ونسويا للسياسات الجنسية، مدعوما بالتعددية وتوسيعا للحاجات المقموعة من قبل الرأسمالية.

مفهوم "النسوية المادية" هو أمر لا مفر منه داخل الوسط الأكاديمي النسوي. ويبدو لي واضحا أن "المادية" التي يطالب بها هذا التيار تعاني من قصور كبير: بحيث ترتكز حول مسائل ترتبط بـ"الخطاب" والثقافة وتحتقر في الوقت نفسه أبعاد أخرى موجودة في الحياة الاجتماعية. هذه "المادية الثقافية" الجديدة هي في الواقع على خلاف مع "المادية التاريخية" التي ألهمت النسوية المرتبطة باليسار الراديكالي تاريخيا، لدرجة أن هذه المقاربات الجديدة لـ"النسوية المادية" قد حجبت مساهمات النسوية الماركسية لفهم الظواهر الثقافية. لهذا السبب، برأيي، من الضروري إعادة التأكيد وبقوة على أهمية "النسوية الماركسية" (بوجه سياسات الرقابة المعادية للشيوعية وضد فكرة "أنه لا يوجد بديل" عن النظام القائم)، وتسليط الضوء على أهمية النقد المادي والتاريخي للرأسمالية. عن طريق الاستفادة من هذا التقليد، فضلا عن مجموعة كبيرة من الأفكار الماركسية والنسوية من القرن الماضي، النسوية الماركسية تعني أيضا التفكير المنهجي بين التشكيلات الثقافية والرأسمالية، وتعزيز سياسات التحالف والتحول الاجتماعي (1).

العلاقة بين تطور الأشكال الثقافية (النوع الاجتماعي، والجنسانية، والجنسية والعرق، على سبيل المثال لا الحصر) والاقتصاد السياسي- العلاقات الاجتماعية الأساسية التي تشكل أساس الرأسمالية- هي إحدى مسائل النقاش بين المادية الثقافية والمادية التاريخية (أو الماركسية). إذا كان هذا النوع من التحليل، المندرج في إطار النسوية الماركسية، ليس فقط ممكنا إنما أيضا ضروريا، فلأنه بالضبط يأخذ الرأسمالية كنقطة انطلاق للنظرية والممارسة: إنه التنظيم الاجتماعي المهيمن الذي من خلاله يعيد الأفراد شروط وجودهم؛ وعلاوة على ذلك، الكلفة الاجتماعية والبشرية لهذا التنظيم لا يزال ينمو بفعل تعولم هذا النظام. على الرغم من تقدم الرأسمالية- أو ربما هو علامة على تقدم النيوليبرالية- واحدة من أهم النظريات والسياسة النسوية خلال الجزء الأخير من القرن العشرين كان تراجعها عن تبني المفاهيم التي تنتقد ويلات هذا النظام. العديد من التيارات المابعدحداثية والسياسات الهوياتية حلت مكان المقاربات المرتكزة على الرأسمالية. في كتاب ربح ومتعة: الهويات الجنسية في الرأسمالية الحالية (2)، ساءلْتُ فرضية قُدِمَتْ في العديد من الأعمال الحديثة حول النظرية الثقافية، والتي من خلالها اعتبروا أن المادية التاريخية لا تقدم سوى القليل للنظريات والسياسات الثقافية. وضد هذا التيار، وددت الدفاع عن فكرة أن تاريخ الهويات، والهويات الجنسية على وجه التحديد، في كل تمثلاته الثقافية وفي كل تعبيراته، هو بشكل أساسي (وغير حصري) تنظمه العلاقات الاجتماعية الرأسمالية للعمل المأجور والمنزلي، وانتاج السلع، والاستهلاك، في فصل من كتاب "ربح ومتعة"، حللتُ ضرورة إعادة توجيه نظري واستراتيجي للسياسات الجنسية، بحيث تأخذ بعين الاعتبار لهذه العلاقات الاجتماعية. اقتراحي الأساسي أن يؤخذ بعين الاعتبار نقطة الانطلاق المتمثلة بـ"الحاجات الاجتماعية".

الجنسانية والمجال الأوسع من المشاعر والعواطف هل تنفصل بشكل مطلق عن الحاجات الأساسية؟ وتشمل القدرة على تحسس وإدراك نظرية الحاجات، التفكير ببروز الوعي الثوري باعتباره تفاعل قدرة التحرك مع القدرات العاطفية: العواطف والأحاسيس التي تشجع على العمل ولكن أيضا على التدخل في العمل. وكيف يمكننا إعادة التفكير في النضال ضد الاضهاد الجنسي من حيث العلاقة بين الحاجة وتأثيراتها؟

للمادية التاريخية نقطة بداية تقوم على فكرة أن الحاجات المادية هي حجر الزاوية في التاريخ. الحاجات هي جسدية لكنها ليست "طبيعية"، والتوصل إلى إرضائها يتحقق من خلال العلاقات الاجتماعية. بهذا المعنى، التفاعل الاجتماعي هو بحد ذاته حاجة حيوية. من بين هذه الحاجات، يمكن أن تشمل أيضا القدر على ممارسة عدد من التصرفات البشرية. ككائنات حية، البشر لديهم القدرة الفكرية، والابداعية والقدرة على التواصل والقدرة على الاحساس، والقدرة على التأقلم الاجتماعي… العديد من القدرات العاطفية تشكل جزءا لا يتجزأ من تلبية الاحتياجات الإنسانية: تؤثر باستمرار في العلاقات الاجتماعية، وأشكال التعاون من خلالها تعيد الإنسانية إنتاج شروط وجودها. الحاجات العاطفية هي، بالتالي، جزء لا يتجزأ من حقيقة أن الإنسانية تحقق حاجاتها في المجتمع. لكنها تحتاج أيضا إلى حاجات بحد ذاتها حيث كل إنسان جدير بممارسة وتطوير مهاراته العاطفية.

المهارات العاطفية لا يمكن فصلها عن القدرات المعرفية والسياقات الاجتماعية التي تندرج فيها. وكما التصرفات البشرية، التي ترتبط كما غيرها من الحاجات البيولوجية- المعتمدة على الغذاء والسكن والصحة- وكلها تتطلب نوعا من التعاون الاجتماعي حتى تتحقق. كالجوع، الحاجة العاطفية تتحقق ضمن وعبر التاريخ؛ هذا الإشباع يأخذ أشكالا متعددة بحسب التكوينات الاجتماعية. القدرة على اعتبار العلاقات العاطفية جزء مما عناه ماركس من العمل- أي قدرة البشرية على تلبية احتياجاتها وتطوير امكاناتها بحرية. على الرغم من أن ماركس لم يسمها باسمها، فالحاجات العاطفية تشكل جزءا من إمكانية الإنسان لـ"تحقيق ذاته"- وهي إمكانية ترتبط بأن تطور الحاجات هي تاريخيا خاضعة لتطور إمكانيات وقدرات الإنسانية.

في ظل الرأسمالية، العمال والعاملات بعيدون كل البعد عن إمكانية إدارة قدراتهم الذاتية. وإحدى مجالات الصراع بين رأس المال والعمل يقوم تحديدا على قمع القدرات البشرية. في ظل العمل المأجور، على العمال التخلي عن تحقيق ذاتهم، إلى حد يضطرون فيه إلى بيع قوة عملهم. ويمكن القول أن القدرة على قمع هذه القدرات تميز كل علاقة إنسانية عندما يصبح التبادل السلعي مهيمنا. للحصول على معيشة بأقل مستوياتها، على العمال والعاملات أن يتخلوا لرأس المال عن "وقتهم للتعلم، وللتطوير الفكري، ولتحقيق المهام الاجتماعية، ولعلاقاتهم مع الأهل والأصدقاء، واللعب الحر بين الجسد والروح، وحتى للاحتفال يوم الأحد" (3).

والوجه الآخر لانتاج فائض القيمة يتمثل بانتاج "احتياجات محظورة". "الحاجة المحظورة" هو مفهوم مفيد جدا طرحته دوبورا كيلش من أجل فهم نتائج تسليع العمل في ظل الرأسمالية (4). بحسب الكاتبة كيلش، عندما يقدم العمال والعاملات قوة عملهم مقابل راتب، يتم استثناء العديد من القدرات والحاجات من هذا التبادل- وهذا الأمر هو كناية عن بند ضمني في عقد العمل. "الحاجة المحظورة" هي أيضا بُعدٌ آخر لإعادة انتاج قوة العمل. بهذا المعنى إعادة إنتاج قوة العمل لا تشكل جزءا من العمل الضروري اجتماعيا الذي يشمله الأجر، فالعمل المنزلي وارتداء الثياب والاهتمام بالأَشخاص هي مجموعة من الحاجات المخفية اجتماعيا. العمل للقيام بهذه الحاجات يقابله أجرا منخفضا أو غير مدفوع بالأصل، وغالبا ما يتم اعتباره عملا غير مرئي، لأنه يندرج ضمن "المهام الطبيعية للمرأة".

شكل آخر من الاحتياجات المحظورة هو تسليع الوعي الذي يترافق حتما مع انتاج السلع، السيرورة التي وصفها ماركس في قسم من كتاب رأس المال بالفيتشية. في ظل الرأسمالية، يفقد الناس إدراكهم للعلاقات التي تحكم تنفيذ السلع التجارية والتي يستهلكونها، وهذه العملية تكسر قدرتها على أن تكون عاطفية، وحسية واجتماعية. وفقط عن طريق فصل المهارات الانتاجية عن حاجاتها يصبح البروليتاري/ة مالكا/ة لقوة عمله/ا. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنه/ا أن يتاجر/تتاجر بقدراته/ا حتى تلك الشخصية منها.

من الواضح أن الحاجات الإنسانية لا يمكن أن تعبر عن نفسها- عليها أن تكون قابلة لـ"الإظهار". في ظل الرأسمالية، القدرات العاطفية والحسية يتم بناؤها تاريخيا؛ هذه القدرات يتم تنظيمها وتعزيزها من خلال "التجارب" والعلاقات الاجتماعية الشرعية- في وقت يتم قمع بقية العلاقات أو التجارب. الخطاب حول الجنسانية يقدم معنى حول المشاعر والأحاسيس: حيث يتم بناؤها باعتبارها رغبات وتعبيرات جنسانية متوافقة مع المعايير أو "منحرفة". "الحاجات العاطفية المحظورة" لا تمثل فقط الهويات والرغبات التي يهمشها الخطاب السائد (من خلال رهاب المثليين والمثليات ورهاب المتحولين/ات جنسيا على سبيل المثال). وهي أيضا مشاعر وعواطف لا توصف، مشاعر وتصورات تختفي خلف التصنيفات (الهوياتية) المحددة. العلاقة بين العواطف و"السياق الاجتماعي"، الذي ينظمها ويجعلها مفهومة، لا تزال غير مكتملة. القدرات الإنسانية على الإحساس، وتشكل ما نسميه "الخبرة"، لها محتوى أكثر غنى من الهويات الحالية. فالأخيرة تضع جانبا الأحاسيس والمشاعر والممارسات التي لا يسميها الخطاب المهيمن، ولا يمكنه أن يسميها.

الكثير من هذه الأحكام الإنسانية تشكل مجالا للحاجات المحظورة؛ فهي "خارج الحالة الاندماجية بالرأسمالية". لا يمكننا استعادة هذه القدرات دون إلغاء شروط استخراج فائض القيمة. ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار، دائما، الحاجة المحظورة- فهي تمثل تهديدا مستمرا ومتناميا للرأسمالية؛ إنها "الحاجة المتوحشة" للنظام الرأسمالي التي تسوده (5). جعل هذه الحاجات المحظورة نقطة بداية العمل السياسي يقدم الامكانية لإعادة توجيه الحركة الاجتماعية على أسس اجتماعية جديدة، قائمة على هذا الوحش الخارج من الرأسمالية.

بالطبع، من الضروري، عند تحقيق إعادة التوجيه هذه، أن نأخذ بعين الاعتبار استمرارية الاستخدامات السياسية القصيرة المدى للهويات وجميع أمتعتها العاطفية. إعادة التوجيه التي أقترحها تأخذ بعين الاعتبار العنف الذي يمارسه رأس المال من خلال مؤسسات الدولة التي تنظم وتضبط الهويات. الحركة الاجتماعية لا يمكن أن تتجاهل تجارب الناس الذي يعرفون عن أنفسهم/ن بـ(مثليات، مثليين، مزدوجي/ات الجنس، متحولين/ات جنسيا…)- من واجبها مواجهة سلعنة هذه التجارب ضمن سلسلة من الفئات الهوياتية. العمل والتطور الجماعي يجب أن يولد وعيا نقديا يربط بين قمع الحاجات الاجتماعية والمعاني التي تبنيها الثقافة المهيمنة.

تشكيل الذات ضمن مواضيع جماعية، تحويل الواقع الاجتماعي، ليسا مجرد عملية معرفية وعقلانية؛ فالأمر يتعلق أيضا بالمشاعر المستثمرة من الأفراد من خلال هوياتهم. يمكننا تعريف هذه السيرورة كشكل من "نزع الهوية". نزع الهوية يتطلب العمل على الهويات التي من خلالها نعرف عن أنفسنا والتي تميز تجربتنا. هذه السيرورة تنطوي على مواجهة الهويات التي نعتبرها مكتسبة ضمن شروط الامكانية التاريخية، ونزع الهويات من السياق العام للاضطهاد- حقل من الاستياء المختار- من أجل إعادة طرح الموضوع في إطار مفاهيمي مختلف، إطار يضيء على مدى أن هذا العذاب هو نتاج للعلاقات الاجتماعية التي تحظر مجموعة واسعة من الحاجات الاجتماعية. نزع الهوية يتطلب استبدال الهوية السياسية الضيقة من السياسات الهوياتية بقوة التحرك الجماعي- هذه القدرة التي يستفيد منها في الوقت الحالي رأس المال.

عمل نزع الهوية يشكل مواجهة مع المعرفة المهيمنة؛ إنه يشكل بلورة لوجهة نظر جماعية تتشكل خارج الرأسمالية المتوحشة. وهي وجهة نظر لا تتبنى هوية إنما تنطلق من احتياجات جماعية للذين واللواتي جرى حظر حاجاتهم. التأكيد على الفرق بين الهويات الذي تروج لها الثقافة السائدة و"الخبرة" المعاشة ضمن العلاقات الاجتماعية هي نقطة البداية لهذا النهج. فالأمر يتعلق ببناء سياستنا على شعور غامض بعدم القدرة على أن نحدد أنفسنا بشكل كامل وفق هويات محددة. سيرورة نزع الهوية يمكنها أن تعتمد على عدم كفاية ذاتية ونتيجتها العاطفية، بهدف التشكيك بطبيعة التصنيفات الهوياتية السائدة. نزع الهوية يتطلب إعادة سرد لهذه العواطف غير المندمجة وربطها مع الانتاج الممنهج للحاجات غير المشبعة من رأس المال. من خلال التدخل في مشاعر الاغتراب بالنسبة إلى هوية أو أخرى، نزع الهوية تسمح بفهم كيف أن التنظيم المهيمن للرغبات والهويات هو مجال للاستثمار العاطفي- التي تدعو أيضا إلى "نسيانها". نسيان الاستثمارات العاطفية هو دائما عمل غير كامل وغير مكتمل- وهو درس حول المحدودية التاريخية لكل شخص. هذا الوعي المستمر للمحدودية التاريخية لم يكن ساحقا أو مذلا؛ قد يأخذ شكلا لتمثلٍ عاطفي يتعهد به الجميع، بطريقة نقدية وتاريخية، ضمن مشروع سياسي أكثر طموحا، يقول أن العوامل الخارجية الجذرية للحاجات الانسانية غير المشبعة تشكل نقطة انطلاق لتعبئة مناهضة للرأسمالية.

فهم تشكل الهويات، والهويات الجنسية على وجه التحديد، وعلاقتها الوثيقة بالحاجات الانسانية غير المشبعة، يطرح أفقا لتخيل قدرة عمل جماعي، طبقي، وغير مذوِت [من تذويت] لـ"البروليتاريا"، لا يستبعد الجنسانية، ولا يقصيها إلى مرتبة ثانوية. إعادة تحديد السياسات الجنسية في مجال الحاجات البشرية يسمح بربط التنظيم الهوياتي والجنسي للعواطف والمشاعر مع ضرورة تلبية الاحتياجات الأساسية الأخرى- ويشكل نقطة انطلاق لحركة راديكالية ديمقراطية. هذا التحول يعني على وجه الخصوص النقد الراديكالي لبنى الرأسمالية، التي تنتهك باستمرار الحاجات الانسانية، ووضعه على جدول الأعمال- الذي لن يكون أقل من أفق مطلق لخيال جماعي.

الهوامش:

(1) Rosemary Hennessy et Chrys Ingraham, eds., Matérialist Feminism : A Reader in Class, Difference, and Women’s Lives (New York : Routledge, 1997).

(2) Rosemary Hennessy, Profit and Pleasure: Sexual Identities in Late Capitalism (New-York, Routledge, 2000).

(3) Karl Marx, Le Capital, Livre I.

(4) Deborah Kelsh, « Desire and Class : The Knowledge Industry in the Wake of Post-structuralism » (Ph.D Dissertation, State University of New York at Albany, 2000).

(5) Ibid, 76-77

نشر النص باللغة الفرنسية في موقع revueperiode.net بتاريخ ١١ حزيران ٢٠١٤،

ترجمته من الإنكليزية مورغان ميرتويل

النص الأصلي هنا:

Rosemary Hennessy, « Reclaiming Marxist Feminism for a Need Based Sexual Politics », in The Socialist Feminist Project, Monthly Review Press, 2002, p. 83-87.