- وصية لينين - ... قراءة أخرى


رفيق عبد الكريم الخطابي
2014 / 11 / 27 - 00:00     

" وصية لينين " ... قراءة أخرى


توطئة من المترجم :

بتناولنا لحقبة حساسة من تاريخ الاتحاد السوفياتي ، ولصفحة ناصعة من صفحات النضال البلشفي المبدئي ، واستكمالا لما بدأناه من قبل ، واستمرارا في تتبعنا لمختلف الأبحاث المنجزة عقب الإفراج عن الأرشيف السوفياتي ، وانكشاف مجموعة من الأقنعة التي تتستر بها التحريفية ومختلف الزمر الانتهازية ( التروتسكوية خصوصا ) ، ولأن الحرب التشويهية والتصفوية والاسترزاقية مازالت مستعرة إلى اليوم وبأساليب أحقر وأنذل ( الإشاعة الكذب ، تزوير التاريخ ، والدعاية المسمومة والممولة غالبا..) ، ليس ضد القادة العظماء وحسب ، وليس ضد التجربة الاشتراكية المجيدة الأولى وفقط ، بل ضد القيم الثورية تحديدا ، تلك القيم التي راكمتها البشرية طيلة مسار صراعها المرير ضد انظمة الاستغلال والاستعباد الطبقيين ، ضد ثقافة الاستيلاب التي تبغي تحطيم كل اسلحة المقاومة وأمضاها فكريا وأنجعها اليوم : الماركسية اللينينية . فعندما يهاجم الأعداء قائدا بحجم ستالين ، و حين نرفع نحن رايته وندافع عن إرثه ، فإن المعني والغاية ليس شخص ستالين ولا حبا فيه وإن وجد ـ فلو كان الأمر كذلك (ذاتي ) لما تجشمنا عناء الكتابة وخوض الصراع ـ بل المقصود هو اجتثاث كل قيم الثورة والبطولة والمجد والخلود ونكران الذات . إن الحرب على قائد كرس كل حياته لخدمة تقدم الشعوب ورقيها وتحررها دون أن يلتفت إلى أي مكسب شخصي مادي او نفسي ، والذي يمكن ان نذكر هنا ببضعة بطولات من بطولاته الخالدة فقط وبما يسمح به هذا الحيز : ففي 26 يونيو عام 1907 نظم ستالين عملية سطو على البنك الإمبراطوري تحديدا دون سواه من الأبناك العامة لأن أموالها أموال عامة ، سطا على بنك خاص بأموال القيصر الروسي ، وبرغم كثرة الحرس القيصري من حوله استطاع ستالين ورفاقه أخذ / استرجاع أوسلب حوالي 3 ملايين دولار سلمها ستالين إلى لينين من أجل تأمين نفقات الحزب . وبعد هذه العملية ستموت زوجته و المرأة الوحيدة التي احبها ستالين حقا نتيجة لمرض لم يجد مالا كافيا لعلاجها به .
لوحة أخرى من لوحات البطولة ، الجديرة بأي قائد خالد ، وليست هي الاخيرة :" في سنة 1942 وقع ياكوف ستالين إبن القائد ستالين رئيس أعظم دولة في العالم في يد القوات الألمانية ، والذي كان ملازما في الصفوف الأمامية في الجيش السوفياتي حينها ، اتصل الألمان بستالين لعقد صفقة تبادل أسرى يطلقون فيها إبن ستالين مقابل إطلاق سراح فريديك باولوس قائد الجيش السادس الألماني ، فكان رد ستالين الرفض ، رفض أن يميز إبنه عن أي اسير آخر ضمن أسرى الجيش الأحمر قائلا :" جميع جنود الجيش الأحمر هم أبنائي ولن أبادل ملازما بماريشال " ، قتل ياكوف وهو معتقل في اقسى معسكر ألماني للاعتقال برصاص أحد الحراس وهو يحاول معانقة الحرية متحديا قبضة السجان النازي .
فمن أي طينة جبل هذا القائد الثوري ، وأي تضحية وأي نكران ذات وأي صمود وأي إيمان وأي حب للجماهير المقهورة وأي قلب فولاذي وأي نموذج لكل بلاشفة الحاضر والمستقبل . هذا نموذج فقط عن القيم والمبادئ التي يسعى الانتهازيون الانهزاميون لتصفيتها والقضاء عليها خدمة لأسيادهم وتكريسا لقيم أخرى ، " قيم" : الوصولية والانهزامية والاسترزاق والحلول الفردية والفردانية و الحريات الفردية المزعومة والمغمسة بالذل والحاجة والقهر ، مهاجمة ستالين هو هجوم على كل قيم التضحية ونكران الذات والصلابة الموقفية والثبات والإخلاص للمبادئ الشيوعية . هنا نعيد التذكير بما كتبناه سابقا ، تذكير انفسنا ومعنا احفاد سبارتاكيس ورفاق ستالين وتلامذة لينين بلاشفة الحاضر ومعنا نذكر الانتهازيين ايضا بأي مستنقع يسبحون :" كل ما يستطيع فعله وقوله أكبر أعداء ستالين شراسة الآن أو بالأمس ، قاله ومارسه خروتشوف سنة 1956 ، منذ ذلك الحين كل حرب الاشاعات والدعاية التي سيقت ضد ستالين ، من النازيين إلى التروتسكيين مرورا بكسنجر إلى الثنائي خروتشوف غورباتشوف ، تحاول أن تظهر بمظهر الحقيقة .
هذا الصراع الذي ينخرط فيه كل ماركسي لينيني مبدئي من مشارق الأرض ومغاربها ، قد يحاول البعض يائسا تصويره على كونه ترف فكري أو استعراض بسيط لعضلات اللغة ومعطيات التاريخ ، هو في جوهره يندرج ضد صراع قيم ومبادئ حددنا سمة من سماته أعلاه ، وهو قبل ذلك يندرج مباشرة في الصراع العالمي المستعر بين قوى الاستغلال المتوحش لنظام رأسمالي يحتضر وبين قوى التقدم والتحرر والثورة الاشتراكية ، صراع قد يخاض عبر الكلمات تارة وقد يسطر دما وتضحيات شربها بلاشفة الحاضر وورثوها عن أسلافهم ثوار الكمونة وثوار الأحراش والفيافي في أمريكا اللاتينية وفي شوارع ودروب موسكو وبتروغراد الباردة والموحلة وفي الزنازين المعتمة لأنطمة الرجعية وفي كل بقعة من بقاع العالم من الضيعة إلى المعمل . تجند في هذا الصراع مراكز أبحاث ووسائل إعلام وكتب وميزانيات في محاولة يائسة لمحو ذاكرتنا وإخصاء إرادة الرفض والتغيير وتشويه التاريخ وأبطاله . لكن ما يحز في النفس فعليا ان يتنطع بعض هواة الكتابة والقراءة الصغار جدا والطارئين ، لتشويه ما عجزت عن تشويهه أشرس وأكبر آلة دعائية في العالم .
لقد سبق ان قلنا وسنظل نردد أن : الدفاع عن الإرث التاريخي لستالين والحزب البلشفي مهمة وإن كانت بالغة الصعوبة ، نتيجة للكتل الكبيرة المترسبة من جراء تلك الدعاية المكثفة ضده ، فإنها مهمة لا محيد عنها ، خصوصا بعد الارتماء السافر لأغلب النخب في التطبيل للرأسمالية العالمية وتحول جزء من أنصاف الشيوعيين إلى دعاة لأنسنة نظام الاستغلال والفوضى القاتلة .
كل الشيوعيين المبدئيين تنظيمات وأفراد مدعوون اليوم كما بالأمس إلى نفض ما تراكم من دعاية مسمومة منذ خمسينات القرن الماضي وفضحها ، ومواجهة الحرب الايديولوجية التي تخوضها أعتى الاجهزة الاعلامية في العالم وعلى امتداد عشرات السنين ، وبدعم من التحريفية السوفياتية منذ عهد خروتشوف ومن الآلة الدعائية للإمبريالية... إعادة اكتشاف والكشف عن الحقيقة الثورية لقادة الحركة الشيوعية السوفياتية والأممية البروليتارية مهمة جماعية ومتواصلة وملزمة لكل الشيوعيين المبدئيين بالعالم".
هذا المقال هو ترجمة لدراسة مهمة وحديثة قد تمزق آخر الخرق الرثة التي تتستر بها التحريفية التروتسكوية ومختلف الزمر الانتهازية ، وهي محاولة لنقض وفضح جزء من تلك الدعاية المسمومة وتلك الكتل المترسبة خلال عقود عديدة حول حقيقة التجربة الاشتراكية الأولى في التاريخ..


المقالة أدناه هي تحليل للوثائق التي يقال انها كتبت أو أمليت من طرف لينين قبل وفاته ، و التي كانت تنتقد جوزيف ستالين . نشرت بداية في صحيفة " مولنيا Molniya " ، تصدرها Trudovaya Rossiya (1) ، كتبها ساخاروف و ترجمها مايكل لوكاس ونشرت ضمن مجموعة المقالات المختارة " أكاذيب حول وصية لينين The lie of the Lenin Testament " (تورنتو، 1997) و ترجم من الإنجليزية من طرف الدكتور أديلارد باكين ، اختار لها كعنوان " تزييف وصية لينين " اعتمدنا في ترجمتنا إلى اللغة العربية عن ترجمة هذا الأخير بنسبة كبيرة و عقدنا مقارنة مع ترجمة أخرى غير موقعة على النيت وهما متطابقتين اللهم في بعض الصياغات اللغوية التي لا تمس المضمون . المقال استهل بمقتطفات من " رسالة إلى المؤتمر " ، التي أعلن على أنها مملاة من طرف لينين . ساخاروف يثير التساؤل حول من ألف هذه الرسالة والوثائق المتعلقة بها.


حول " رسالة إلى المؤتمر " .


1 ـ " الرفيق ستالين ، أصبح أمينا عاما ، ركز سلطة غير محدودة بين يديه ، ولست متأكدا من أنه لا يزال من الممكن أن يستخدمها بحذر . الرفيق تروتسكي ، من ناحية أخرى ، كما خاض صراعا ضد اللجنة المركزية في قضية مفوضية الشعب لخطوط الاتصالات فقد تم امتحانه ، إنه مميز ليس فقط من خلال قدراته البارزة . إنه بالنسبة لي يمكن أن يكون الرجل الأكثر قدرة في اللجنة المركزية الحالية ، لكنه كثير الخطأ جدا نتيجة الثقة الزائدة و الافتنان المفرط بالجانب الإداري المحض للأشياء . "
في 25 ديسمبر 1922
دونت من طرف . M.V
( لينين، الأعمال المختارة ، المجلد 36 ، موسكو ، 1971 ، ص 607- 608 ) .
2 ـ "ستالين شرس أو قاسي للغاية (trop brutal) وهذا العيب ، على الرغم من كونه مقبول تماما في وسطنا و في التعامل فيما بيننا كشيوعيين ، فهو ليس كذلك بالنسبة لمهام الأمين العام . أقترح على الرفاق إذن دراسة طريقة لإزالة ستالين من هذا المنصب وتعيين مكانه رجل آخر لا يختلف في جميع النواحي عن الرفيق ستالين إلا بميزة واحدة فقط ، وهي أن يكون أكثر تسامحا ، وأكثر إخلاصا ، وأكثر تهذيبا وأكثر مراعاة للرفاق وأكثر حلما معهم ، أقل تقلبا ، الخ . قد تبدو هذه الصفات كتفصيل صغير . ولكن في رأيي ، للحفاظ علينا من الانقسام ومع مراعاة ما كتبت أعلاه من تقارير حول ستالين و تروتسكي ، هذا ليس تفصيلا ، أو أنها هي واحدة مما يمكن أن يتخذ أهمية حاسمة " .
4 يناير 1923.
دونت من طرف L. F.
( مرجع سابق ص . 608 )
الحقيقة السياسية و العلمية لصراع مبدئي ضد أي شكل من أشكال الاستعارة المبتدعة المتعلقة بلينين ، تواجه الحركات الشيوعية المعاصرة . هذا الصراع ليس دفاعيا وحسب . الهدف ليس وضع أمام أعين العمال ، صورة للينين في عظمته ، و لكن هذا يجب أن يحمي ويعزز انتصار الثورة الشيوعية.
هذه الرسائل المزعومة المسماة وصية لا تنتمي إلى لينين.
من بين الأساطير التي ارتبطت بحياة وأعمال لينين ، وأكثرها مكرا ، والمنتقاة بعناية وفي نفس الوقت الأكثر تدميرا فيما يخص عواقبها السياسية والأيديولوجية ، هي الأسطورة المسماة ب " الوصية السياسية " للينين ، و التي بموجبها كان هناك مركب من الوثائق ، المعروفة أيضا باسم " المقالات والرسائل الأخيرة " . المشكلة العلمية في هذا هو التأكد من أن كل وثيقة كتبت بالفعل من قبل لينين . وبالتالي فحص جميع هذه الوثائق هي مسألة تحقق من مدى صحتها.
تم رقن هذه الرسائل على آلة كاتبة . لينين لم يوقع أيا من هذه الوثائق أو الرسائل وبالتالي يتعذر التحقق منها على هذا النحو الذي جاءت به . التوقيع تحت النص المطبوع بالآلة هو "AM.V." أو L. F. " " وهذه التوقيعات / الحروف لا يمكن أن تحل محل توقيعه أو محل نسخة موقعة من قبل لينين . حقيقة كون هذه الوثائق هي من تأليف لينين أم لا ، وعلنا منذ البداية ، للأسف، لم يكن أبدا موضع تساؤل أو شك . لقد اتخذت كأمر مقبول وبأنها كتبت من قبل لينين . كان هذا مقبولا حتى من قبل جوزيف ستالين نفسه . هذه الوضعية ، بطبيعة الحال ، قدمت مساعدة كبيرة للتحريفيين الذين كانوا لا يزالون بين قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي PCUS بعد وفاة لينين . التاريخ أظهر بأن هذه " الوثائق " أصبحت جزءا من " مؤامرة" .
لكن ، أي تحليل علمي يقتضي أن تفحص هذه الوثائق تاريخيا . لا ينبغي أن يصمم التحليل التاريخي لإظهار أو إثبات أن هذه الوثيقة أو تلك لا تنتمي إلى لينين . بدلا من ذلك ، ينبغي أن يكون عبء الإثبات في الاتجاه الآخر - التحليل يجب أن يثبت بأن هذه الرسائل هي بالشكل الصحيح تنتمي في الواقع إلى مجموع الأعمال ، التي تندرج في إطار ملكية لينين.
لقد درس هذا الكاتب كل الوثائق الأرشيفات الممكنة والمتاحة و كل المواد وهذا قاده إلى الاستنتاج التالي . بالحديث ملموسيا ، هذا المنطق في تحليل " الوصية المزعومة " ممكن التطبيق : يمكنك تقسيم الوثيقة إلى قسمين:
(1) ملكية لينين التي تأكدت بشكل كامل ومن دون أي مشاكل ، وبطرق مختلفة ، و
(2) الملكية (يقصد المؤلفات أو الكتابات ) التي لا يمكن إثبات تأليفها من قبل لينين بأي وسيلة علمية.
في هذا الصدد يجب أن نقول بشكل قاطع بأن أيا من نصوص لينين في شكلها الأكيد والأصلي ، لا يوجد بها فكرة أو عبارة معاداة ستالين . ولكن هذا هو بالضبط المعاكس ، في ذلك الجزء من " الوصية " للينين المثير للجدل (وهذا يعني أن ما نقف أمامه لا ينتمي إلى يد لينين ) ، و هو المملوء بمعاداة الستالينية وله دوافع سياسية لهذه الغاية .


الوصية :


في الواقع ، هذا الجزء من " وصية " لينين استند على المقالات التالية:
ـ على " صفحات مواعيده في الجريدة اليومية "
ـ " كيف يجب علينا إعادة تنظيم اللجنة العمالية الفلاحية للتفتيش الرابكين Rabkrin " .
ـ " أفضل أقل ولكن أفضل" .
ـ " حول ثورتنا " .
هذه المقالات والمواد أفرج عنها للعموم وتم نشرها ابتداء من بداية شهر يناير إلى مارس 1923 . إظافة للمقالة المملاة : " رسالة إلى المؤتمر " التي وضعت في 26-29 دجنبر 1922 و التي تتناول إعادة تنظيم اللجنة المركزية ومعدل أو إيقاع عمليات التفتيش للعمال والفلاحين ومهام لجنة التخطيط الاقتصادي Gosplan .
أخيرا مقالة : " في التعاون " مؤرخة ب 04-06 يناير 1923.

جميع هذه الوثائق لم تكن موقعة من قبل لينين . لكن النص ، والعمل على هذه الوثائق ( أو على مراحلها الفردية ) هي ثابتة في الوثائق من طرف سكريتاريا لينين ، أثناء عملهم ذاك عليها . التواريخ هي أيضا مثبتة في وثائق المكتب السياسي . وكل هذا يؤكد صحتها . بعبارة أخرى ، فإن هذا يعني أن لينين عندما كان يعمل على هذه الوثائق ، أو بعد أن تم الانتهاء منها كان لا يزال قادرا على رصد وتتبع إنجازها ، وأنه كان هناك مؤشر سهل التتبع . كخلاصة ، هذه الوثائق تتفق في عدة أماكن و تم التأكد منها عبر الوثائق التي توصل بها لينين بعد الانتهاء منها من طرف السكريتاريا . لينين حصل عليها لمنحهم قبوله النهائي بها ، أو أنه استخدمها كمرجع ، عندما يكون النقاش لا يزال مستمرا داخل اللجنة المركزية للحزب . هذه الوثائق الداخلية ليست متناقضة ، أو أنها لا تظهر مواقف معارضة أوعدائية فيما بين الأشخاص في القيادة . هناك أفكار طورت في هذه الوثائق ، ولكن لا فروق أساسية فيها عن اهداف وثائق أخرى . أخيرا ، فإنها لا تتعارض مع نصائح أو تزكيات أخرى قدمها لينين . يمكن القول أن هناك اتساق داخل و فيما بين هذه الوثائق.


هجوم ضد ستالين :


المجموعة الثانية من الوثائق - حيث الأقسام التي لا تنتسب للينين يمكن أن تتبعها في ال " وصية لينين " ، تمثل بالمطلق مشكلة أخرى . هذه المشاكل يمكن تلخيصها على النحو التالي:
1 ـ نرى ملاحظة مميزة ، والتي تقرأ ك " إملاء من لينين ". حدث هذا في 24-25 ديسمبر 1922 و في 4 يناير 1923 . و في هذه ، سوف نجد الأساس لهجوم ضد جوزيف ستالين . كان ستالين طبعا ، و في الواقع ، الملازم أو نائب لينين ( lieutenant ) و أحد زعماء الحزب.
2 ـ تظهر هنا مقالة مزعومة " حول المسألة القومية " أو " في الحكم الذاتي " .
3 ـ بحجة مفترضة ، أنها رسالة سياسية ، " أمليت " في 05-06 مارس 1923 ( إلى تروتسكي ، مديفاني، ماخاردزي ) مع بيان تضامني معهم.
4 ـ الرسالة / المقالة الموجهة إلى ستالين تحتوي ضمنيا على " تهديد بوقف العلاقات الشخصية " بين لينين وستالين.

كل هذا يبين لنا على أن لينين نفسه لم يكن كاتبها و بأنه لا وجود لأي شاهد من الخارج بأن لينين كتب هذه الرسالة ! ولكن ، و مع ذلك يمكن للقارئ أن يتساءل من أين حصلنا على هذه المعلومة عن تلك الوثيقة ؟ تحليلنا يؤكده التالي:
أ ـ ما يسمى ب " الجريدة اليومية لسيكريتاريا لينين Journal Quotidien des Secrétaires de V. I. Lénine " و
ب ـ الأشخاص الذين سلموا هذه الوثائق إلى الجنة المركزية للحزب الشيوعي PCUS .
دعونا نبحث هاتين النقطتين بالتفصيل . جريدة السيكريتاريا هي الأكثر أهمية ، فحتى الآن ، لم توضع أي وثيقة أبدا موضع تساءل أو تشكيك . ولم يسبق بحثها وتدقيقها بالتفصيل العلمي والتاريخي . في الواقع لم تكن هناك حاجة للقيام بذلك العمل ، لأنه فقط الآن أصبح معروفا ومقبولا ، بأن هذه " الجريدة " بعد 18 دجنبر 1922 لا تعتبر بالمرة كوثيقة من العمل اليومي لسكريتارية لينين . هذا لأنه عمل لمؤلفين جدد ، بهدف تهيئ ترتيبات للتغييرات التي سوف ستباشر ، إذا أمكن ذلك حول المسألة النظرية والسياسية ، من قبل مؤلفين كانوا حتى ذلك الوقت مخبئين جيدا . من الناحية الواقعية ، إنها وثيقة ملفقة ، كاذبة.
انظروا إلى الأمر بأنفسكم . بداية مرض لينين خلال الفترة 18-22 دجنبر 1922 ، باعتبار لينين غادر المرحلة المركزة من عمله . لسوء الحظ ، في هذا الوقت الأمانة الخاصة أو سكريتارية لينين توقفت تقريبا عن العمل و الأعمال اليومية (الجريدة اليومية ) لم تعد تدون/ تسجل . الخطط سيتم تأجيلها . ولكن متى بدأت هذه " الجرائد/ اليوميات " في الظهور مرة أخرى ، سنحصل على "إصدارات/ نسخ " جديدة / غريبة بالكامل لما تم افتراض أن لينين أملاه . هناك صفحات كاملة كانت فارغة في " السجلات/ الجرائد " ، لا يتم وضع التصنيفات/ الهوامش إلا بشكل متقطع وغير منظم . ما بين بعض الصفحات حيث هناك بعض الهوامش ، هناك صفحات فارغة خلال تلك الفترة . هذا فعليا يعطي للمبادرين إلى " الوصية " الفرصة لملء الصفحات التي كانت فارغة.


المعجزات الكرونولوجية :


سيتأكد هذا لاحقا مع الوقت أو عبر التحليل الكرونولوجي ، والذي سوف يحاول إظهار أن فوتييفا L. A. Fotieva ( واحدة من المحررين في سكريتارية لينين ) كان يتوجب عليها القيام بفهرسة او بتدوين الملاحظات (notation ) ليوم 28 ديسمبر 1922 ، و أيام 4-9-19-24 يناير 1923 . كان فولديشيفا " Volodicheva M.V. " قد وعد بملء تلك التواريخ في 26 دجنبر وفي 17 مارس .
لكن هذا ليس كل شيء ، لقد حصل أو استحدث شيء ما ، إما في الأجندة الزمنية للصحيفة ، أو في أجندة الأمانة / السكريتارية ، تم من طرف فوتييفا أو فولديشيفا . نتج عن ذلك تسلسل غريب في التواريخ . بعد 30 يناير كان هناك تدوين /ملحوظة مسجلة يوم 26 يناير ، بعد ذلك تدوين/ملحوظة في 30 يناير من جديد . يبدو أن التدوين في اليوم 24 ليس أسوأ من التدوين في اليوم 31 . التدوين النهائي ، و للمرة الثالثة ، كان أيضا في يوم 30 يناير 1922 . كانت تدوينات فبراير أسوء من تلك التي كتبت في يناير : يوم 10 فبراير، في " الصحيفة " كتب الأمناء / السكريتاريا تدوينة في الصباح من 7 فبراير ، بعد ذلك ، في الصباح من يوم 9 ، ثم تدوين في فترة المساء من 7 ، ثم بعد ذلك تدوينة من صباح 9 ثم في مساء 7 . ولكن في صباح 9 ، قرروا أن يضلوا أو يشردوا تماما وظهرت ايضا 7 فبراير و للمرة الثانية . نهاية هذا القفز في التدوينات أو تصنيفات في الجريدة سيصل إلى يوم 9 فبراير.
هذا يبين إذن بإيجاز كبير بأن جميع هذه التواريخ تم التلاعب بها ، وبأن ما يوجد أمامنا ، ليس الوثيقة التي يحاول الأعداء تقديمها إلينا على أنها النسخة الأصلية . تحليلات علمية تبين لنا أنه بعد 18 دجنبر، في الكتابات داخل الجريدة اليومية ، زوجة جوزيف ستالين ، ناديا سيرجيفنا آلولييفا ، لم تكتب أبدا في الجريدة ، باعتبارها جزء من سيكريتارية لينين ، على الرغم من أنها استمرت في العمل في السكيرتاريا ضمن واجبات أخرى.
داخل " الجريدة اليومية " تظهر إذن ملصقات أو إلصاقات " insertion" ، على الصفحات المتعلقة بيوم 23 و24 دجنبر وأيام 17 و 30 يناير . وهذا يدل على أنه كانت هناك إضافات حتى بعد ان ملئت الجريدة . كل هذه الأساليب غير الشرعية التي اتبعت داخل الجريدة ، تفسر على أساس أن العمل عليها لم يكن منتهيا بعد . شيء ما يبدو أنه منع هذه الجريدة من أن يكتمل إصدارها حسب تصميمها المنطقي.
بجانب التدوينات اليومية للسكريتاريا ، توجد الكتابات اليومية للأطباء الذين يعتنون بصحة لينين . بين التدوينات اليومية للأمناء/سيكريتايا وبين الوثائق المكتوبة من طرف الأطباء ، نجد العديد من الاختلافات المتعلقة بتفاصيل التواريخ وتصنيفات الأخرى.
كمثال ، الأمناء/ سكريتاريا في " الصحيفة " التزموا الصمت و بدوا هادئين اتجاه عمل لينين ، في حين كتب الأطباء : في 25 و29 و 31 دجنبر ، ومن 01 إلى 04 و 10 و13 ومن 16 إلى 27 يناير ، ثم في فبرايرأيام 18، 20، 25-27 ، ثم في مارس 2، 3 . هذا يصل إلى 20 يوما من الاختلافات بين تصنيفات الأطباء والفراغ الكامل من التدوينات من قبل الأمناء / السكريتاريا .
انه لمثير جدا للاهتمام ما حدث خلال تلك التواريخ المريبة ، عندما كان العمل ينجز ظاهريا من طرف الأمناء / السكريتاريين . في هذا الوقت بالذات ستظهر المعلومة حول وصية لينين وانتقاداته ضد جوزيف ستالين حول مسألة تشكيل " الدولة القومية - والذي يحتوي على كل العناصر الأساسية لقنبلة توضع ضد ستالين.
يترتب على ذلك ، بأن هذه المعلومة ، التي تم " إقحامها أو تضمينها " في الجريدة ، هي التي أضحت الأساس المفترض لأطروحة تأليف لينين لهذه " المقالة " حول " بصدد المسألة القومية أو الحكم الذاتي " ولرسائل 5-6 مارس 1923.


عمل تروتسكي :


الوضع لا يمكن إنقاذه بواسطة مختلف مذكرات/ذكريات تروتسكي وسكريتاريي لينين " فوتييفا ، فولوديشيفا ، غلياسير : Fotieva ، Volodicheva، Glyasser " . كل هذه المذكرات تحاول في الواقع إعطاء حجج ومنح صدقية للادعاء بأن تلك الوثائق كتبها لينين . الكل حاول إظهار " الأسس التاريخية والحقيقية " لهذه الوثائق.
ولكن بمقارنة هذه الوثائق الثانوية نفسها (بعضها ببعض) ، تظهر بوضوح عدد من التناقضات الخطيرة - في وثائق وكتابات الأطباء ، تناقضات فيما بينها ، بما أن معلوماتهم لا يمكن قبولها على نحو صحيح ولا يمكن إذن أن تساعد في البرهنة على تنسيب هذه الوثائق والنصوص إلى لينين . المنطق البسيط لا يساعدنا على الاقتناع – يبقى لنا فقط أن نصدق كلامهم هكذا ، ولكن هذا يشكل متعة فقط لأولئك الذين يريدون أن ينخدعوا.
تاريخ نشر هذه الوثائق واستخداماتها في الصراعات السياسية لا علاقة له بشكل المعالجة باعتبارها الوصية الأخيرة ، التي قدمها لينين للحزب من قبل رئيس اللجنة المركزية للحزب ، و المكتب السياسي و الرفاق الأكثر قربا داخل الصراع.
في المقام الأول ، مثل هكذا نداء سري لم يكن في تفكير لينين ، و لم يتبع لمنهجه السياسي في العمل.
ثانيا ، هذه الوثائق المكتوبة لم يتم إملاؤها في وقت عادي ، لأن لينين كانت لديه الفرصة الكافية يدعو الحزب علنا بأي مقترح من الاقتراحات التي كان يعتبر أنها مناسبة وضرورية . لم يكن هناك أي " نظام سجني " ، الذي من المفترض أنه تأسس من قبل جوزيف ستالين عندما كان لينين على قيد الحياة . وجود مجموعات سياسية مختلفة داخل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي PCUS و المكتب السياسي والصراع فيما بينها ، يضمن هزيمة وفشل أي محاولة لإخفاء وثائق لينين.
ثالثا ، كان هذا أمر غير منطقي أن يوضع أي قرار بشأن أي مسألة من المسائل التي " ترتبط بها أو تتوقف عليها حياة الحزب ، أو مستقبل الثورة - إلى وقت ما في المستقبل بعد أن اتخذ القرار ، إلى مؤتمر للحزب . وكان من غير المؤكد بأنه بعد وفاة لينين المرتقب في مثل هكذا مستقبل ـ سيعقد مثل هذا الاجتماع المنتظر ، لأنه لم يكن مؤكدا متى سيفارق لينين الحياة ، باعتبار أن مرضه كان يمر بمرحلة حرجة .
تظهر كل هذه الأمثلة أن الوثائق لم تكن حقيقية . ولكن لنخمن من يكون مؤلفوا " الوصية " ؟ من الذين يمكن أن يستفيد منها ؟ كتاب هذه الأسطورة " وصية / عهدة لينين " هم تروتسكي فوتييفا Fotieva ، زينوفييف ، بوخارين . لقد قاموا ب " إدراج/ إدخال" هذه النصوص في الحلبة السياسية قبل فترة طويلة من وفاة لينين الفعلية . لقد انتظروا حتى ذلك الوقت عندما لم يعد لينين قادرا على الكتابة ، أو الإملاء أو قراءة النصوص ، لقد كتبوا هذه الوثائق كوسيلة سياسية لمحاربة جوزيف ستالين . تروتسكي ، بمساعدة من أحد الأمناء/ أعضاء السيكريتاريا ، فوتييفا Fotieva ، قام بتركيب ما يسمى " مقالة " ، " حول مسألة القوميات أو الاستقلال الذاتي " . عندما فعلوا هذا ، صرحوا علنا بانهم لم يتلقوا توجيهات ، ولكنهم قاموا به بناء على طلب من لينين وأنهم لا يعرفون متى تم ذلك .
لكن هذا التحرك من قبل هذه العناصر لم يكن ناجحا ، لأن دولة الاتحاد السوفياتي كان قد أعلن عليها في المؤتمر الثاني عشر للحزب . في هذا المؤتمر حاولوا ، بناء على " نص لينين تفتيت الاتحاد السوفياتي ، الذي كان قد تم إقراره للتو من طرف المؤتمر .
على الرغم من جهودهم ، كانت هذه العناصر غير قادرة على حل الاتحاد السوفياتي الذي تشكل حديثا . وقد تم قيادة المعركة ضدهم من قبل جوزيف ستالين . خلال هذا الوقت بالضبط من النقاش حول الاتحاد السوفييتي سيتم توزيع " المقالة " ـ التي من المفترض أن كاتبها هو لينين ـ من طرف تروتسكي بالضبط وكانت قد أعطيت إلى الأمانة الخاصة / سكريتارية لينين ليتم حفظها في " الجريدة " !
بعد المؤتمر، دخل الصراع المكثف الذي خاضه تروتسكي ضد جوزيف ستالين في طور جديد . في أواخر شهر مايو عام 1923 ، (زوجة لينين ـ المدونة ) كروبسكايا أعطت لزينوفييف نصا حول "مادة مملاة " في الفترة من 24-25 دجنبر 1922 وهو جزء من " مميزات الأشخاص داخل اللجنة المركزية " . ولم تسلمها لسكريتارية/ أمانة الجنة المركزية ، كما ينبغي أن يكون ، كما لم تسلم إلى أيدي المكتب السياسي ، ولكن سلمت إلى يد واحدة فقط من أعضائها ، والتي كان صاحبها يطمح بدور قيادة البلاد.
أيضا ، كان زينوفييف حانقا جدا وغيورا من نمو تأثير وهيبة جوزيف ستالين . زينوفييف أخبر إذن الأعضاء والأعضاء المرشحين في المكتب السياسي ورئاسة لجنة الرقابة المركزية / البريزيديوم . حول الرغبة التي أعرب عنها لينين سابقا ، أما فيما يخص المادة المملاة ، بما أن هذه الرسالة كانت موجهة للمؤتمر ، كروبسكايا لم تشر حتى لذلك و لم تعط في الوقت للمؤتمر . وقالت بأن هذه " الوثيقة ينبغي أن تسلم فقط إلى اللجنة المركزية ". .
أسطورة هذه الرسالة ستعاود الظهور كثيرا وكانت لها تداعيات جدية . ولدت هذه الرسالة أثناء الصراع الداخلي المحتد داخل الحزب . بعد شهرين ، زينوفييف و بوخارين أبلغا جوزيف ستالين ، الأمين العام للحزب الشيوعي ، المنتخب في المؤتمر الأخير ، بوجود هذه " الرسالة " ( يعني " الرسالة المملاة " في 4 يناير 1923 ) . كان هذا خلال مناورات زينوفييف وبوخارين التي تهدف لوضع عمل ستالين ، تحت قيادة الحزب الذي كانت تحت سيطرتهم ، مع تروتسكي.
حاولوا استخدام سلطة لينين . هذه الرسائل " التي قالوا أنها مملاة " أصبحت الأداة لتجريد ستالين من سلطته ، ثم أنهم هم أنفسهم لم يكن لديهم ما يكفي من المؤهلات الشخصية ليحلوا محل جوزيف ستالين . أعداء الداخل كانوا جمعوا القوة لتحدي ستالين ، باستنادهم فقط على خطابات مزورة ادعوا بأن لينين أملاها .
آلية التزوير
تاريخ هذه الوثائق وتاريخ نشرها ، لا يعطي أي مثال ملموس حول إمكانية أن تكون هذه الوثائق مكتوبة من طرف لينين . كذلك البرهنة ضد هذا النسب ( نسب الوثائق إلى لينين ) هو الأسلوب المتبع في هذا التركيب وغير ذلك من ميزات أخرى . المحتوى و المميزات ، كما كانت عن سبق إصرار وتصميم ، ازدادا تعقدا وعتمة بفعل مرور الزمن . تعقد إلى درجة أن الجدل حول محتوياته يناقش كذلك حتى اليوم.
أول جواب لتومسكي Tomsky، على سبيل المثال ، كان التالي:
" ضمن جمهور واسع لا أحد هنا سوف يفهم ما يعنيه ذلك." .
في النص ، لا يمكننا العثور على أي معطى لإثبات كونها كتبت وأمليت من طرف لينين . ولكن هناك بعض الضوء في الماء العكر لهذا النص . في كل هذه اللاصدقية والأفكار الغير مفهومة ، والتي حاول كاتب هذا النص أن ينقلها ، لا يمكن الشك فيما كان من المفترض أن يقوله المؤلف :
تخلصوا من جوزيف ستالين كأمين عام للجنة المركزية. .
ويمكن قول الشيء نفسه عن رسائل 05-06 مارس . لا يوجد أي توقيع للينين ، و ليس هناك أي تسجيل لهذه الرسالة في ملفات الأمانة / السكريتاريا . يمكننا تفسير هذا . نحتاج أن نفهم لماذا لم تستخدم هذه " الرسائل " من قبل تروتسكي مديفاني Mdivani وآخرين ، في المؤتمر الثاني عشر للحزب في محاربة جوزيف ستالين بشأن مسألة بناء الدولة الوطنية/القومية.
كان الصراع شرسا وقد حاول الأعداء استخدام سلطة لينين والوثائق بشكل كامل . لكن لم تعط هذه الوثائق كاملة إلى العالم إلا في وقت متأخر بعد ذلك . لم يبدأ تروتسكي باستخدام تلك الوثائق إلا في خريف 1923 . قدمت هذه الرسائل للجمهور الواسع فقط بعد المحاولة الفاشلة للتخلص من ستالين كأمين عام . حاول تروتسكي الترويج لفكرة أن هناك حزمة من التفاهمات والتعاون بينه وبين لينين ضد جوزيف ستالين . التعسف والإساءة ، سياسيا ونفسيا ، سارا بأقصى سرعة . ولكن ستالين قاوم وصمد ضد هذا الهجوم.



أعداء الاتحاد السوفياتي ضد لينين وستالين :


مسألة الرسالة المفترض أنها موجهة من لينين إلى ستالين و التي تشير أن لينين مستعد لإنهاء علاقاته الشخصية مع ستالين تقتضي المزيد من الدراسة . يجب أن نشير هنا إلى أن كل تاريخ الرسائل المملاة و تسليمها المفترض إلى جوزيف ستالين هو غامض جدا ومتناقض . لنترك القارئ يقوم بتحليلاتها الخاصة . لهذا سنستند كمرجع إلى النص التالي:
" إيليانوفا M.I. Ulyanova و فولديشيفا M.V. Volodicheva " ( في الأعمال الكاملة للينين ، مجلد 45 ، صفحة 486 ، ازفستيا اللجنة المركزية للحزب الشيوعي 1989 رقم 12، الصفحات 198-199 ) .
فولديشيفا Volodicheva صرحت أنها هي نفسها كتبت الرسالة المملاة . لكن ، بطريقة أو بأخرى هذه الوثيقة توجد في نسختين مختلفتين ، نصين وروايتين مختلفين ، واحدة كانت مكتوبة وموقعة من طرف ستالين (أو شخص آخر قد يكون وقعها ؟) ، والأخرى (كما لو كانت بفعل فولديشيفا Volodicheva ) ، والتي كانت من البداية حتى النهاية ، تحمل التغييرات التي تجعل التعرف عليها صعبا للغاية . فكيف تم هذا بحيث أن النسخة الثانية موقعة أيضا ؟ لماذا يوجد هناك جوابان لستالين ؟ لماذا كتب جوزيف ستالين نسختين مختلفتين لرسالة واحدة موجهة إلى لينين حول مسألة الانتقادات المفترضة من لينين ضد ستالين ؟ و لماذا كذلك ولا حتى واحدة من هذه الردود لستالين لم تصل إلى يد لينين ؟ الفترة ما بين جواب ستالين (7 مارس ) وعدم قدرة لينين الجسدية على العمل بشكل طبيعي ( 10 مارس) ، لقد كان هناك ما يكفي من الوقت ليقدم جواب من مكتب إلى آخر.
المقالة التي تناولت كموضوع المسألة القومية لا تصدق ومثيرة للاستغراب ، في العديد من النقاط . ليس فقط الحالة السياسية في ذلك الوقت ، والتي لم تكن متوقعة تماما من قبل لينين ، فمن غير الممكن أن نعزو الروسوفوبيا إلى لينين ، لكن صياغتها أيضا تجعل من المستحيل التعرف على لينين من خلالها .
على سبيل المثال : " لقد كتبت سابقا في نصوصي عن المسألة القومية " . ومن جديد : يقترح الكاتب الانتظار ، حتى يصبح جهاز الحكومة بأيدينا . لينين لم يتصد لمثل هذه القضايا في دجنبر 1922 .
إذا اتبعنا هذا " المنطق من التحليل " ، ليس فقط الاتحاد السوفياتي لن يكون موجودا ، ولكن الجمهورية السوفياتية القوقازية لن يتم تشكيلها . ولكن لينين خاض صراعا من اجل تشكيل هذه الجمهورية ضد ميدفاني Mdivani وأتباعه . إذا تجاوزنا هذا ، إذن سيترتب على ذلك ، حتى الجمهورية الاشتراكية الاتحادية السوفيتية في روسيا ، لن يتم تشكيلها ، ما دام جهاز الحكومة ما يزال خارج أيدينا أو ليس " لنا"! .
يركب المؤلف بين تحقيق حق أمم الجمهوريات في الانفصال عن الاتحاد السوفياتي ، كضمان بموجب الدستور ، جنبا إلى جنب مع مسألة نوعية الجهاز الحكومي للدولة!
ولكن ، " جهاز الحكومة " ليست الشخصية الاعتبارية الشرعية كي تقوم بإعطاء هذا الحق . إنهم نواب وممثلو الشعوب الموجودين في مجلس السوفييتات الأعلى للاتحاد السوفياتي من يفعل ذلك - الجهاز الحكومي هو مجرد موظف و مرسل للقرارات . كان لينين يدرك جيدا ، فيما يتعلق بمن وأين وكيف سيتم تقرير هذه المسألة . سيتم تقريرها فقط في ظل نظام ديكتاتورية البروليتاريا ، الذي شكله وأرسى دعائمه .
الحجة المقترحة في " الرسائل " ، لم تؤخذ من الترسانة اللينينية . هذه الأنواع من الحجج نجدها فقط في النقاشات الداخلية للانفصاليين القوميين . كخلاصة ، لمقاربة مسألة " الحكم الذاتي " ، بعد أن تقررت مسألة تشكيل الاتحاد السوفياتي ، لم يكن اقتراحا من لينين ولا من مبادئه . هذا كان يفترض العودة إلى مسألة ، كانت قد رفضت وأزيحت منذ فترة طويلة .
في نهاية عام 1922 ، لا أحد تحدث حتى ، عن هذه المسألة المتعلقة بتشكيل الاتحاد السوفياتي على أساس الحكم الذاتي . لهذا السبب تحدث الجميع ضد قضية الحكم الذاتي ، الذي كان يعني في الواقع تصفية الجمهورية السوفياتية الاتحادية الاشتراكية الروسية . أين هي الآن مسألة لينين في هذا الصدد ؟ كاتب هذه " المقالة اللينينية " يجب البحث عنه بين أعداء وحدة الجمهوريات السوفياتية وعدو الفيدرالية.
لينين لم يكن ينتمي إلى هذه العناصر ـ هؤلاء أعداء وحدة الجمهوريات السوفياتية . داخل هذه الجبهة كانت هناك ثلاث كتل مختلفة تحت تأثير مديفاني Mdivani، سفانيدزي Svanidze ، راكوفسكي Rakovski . هوية كاتب هذا المقال ينبغي بحثها ، ولكن هناك وقائع تشير إلى أن صاحبه لم يكن شخصا آخر غير تروتسكي . لينين لم يكن من الممكن أن يكون ذاك الكاتب . للأسف ، لا يوجد حتى الآن أي دليل دامغ على هوية صاحبه ، لكن الوقائع تشير إلى أن صاحب المؤلف لا يمكن أن يكون سوى تروتسكي.


لينين مع ستالين ، تروتسكي ضد :


تحليل الأفكار السياسية بهذه " الوصية المزورة " يبين أنها لا تعرض بواقعية الصراع السياسي الذي كان يختمر في اللجنة المركزية للحزب ، والتي لعب فيه لينين الدورا النظري الرئيسي . الحقيقة السياسية هي أن ستالين لم يعين كأمين عام . ولكن لينين ، باحثا عن شخص ما من شأنه أن يحل محله ، هو من كان في مؤتمر الحزب الحادي عشر يبذل كل جهد ممكن لضمان أن يصبح ستالين الأمين العام.
لينين لم يقم إذن بإرسال وثائق ولا رسائل أو مقترحات ، تقول ان ستالين لم يكن قادرا على أن يصبح أمينا عاما . لينين لم يستخدم مثل هذه اللغة أو الخطاب في أي من خطاباته ، في نصائحه أو تعليقاته . " عهد ة / وصية " لينين لا تعكس هذا على الإطلاق . لتحكموا بأنفسكم .
رأى لينين في " حول ثورتنا " آفاقا جيدة ، في حين واصل تروتسكي تكرار الحاجة إلى ثورة دائمة (من يناير إلى نوفمبر 1922) . لينين كان يقوم بتشجيع اندماج محتمل بين الحزب والحكومة ، في حين كان تروتسكي ضد هذا ، مقترحا تقصيره أي الحد منه . كان لينين مع إعادة تنظيم مراقبة العمال والفلاحين ، بينما كان تروتسكي مع تصفيتها . لينين كان مع تنمية وتفتح لجنة التخطيط الاقتصادي ( الغوسبلان ) بوصفها لجنة من الخبراء ، تروتسكي كان مع أن يصبح التخطيط فعالا الخ الخ .
في هذه الحالة ، فإنه من غير المحتمل أن لينين كتب هجوما شخصيا ضد ستالين ، أقرب حلفائه السياسيين و أن يقوم بذاك الاقتراح إلى المنصب الأعلى كي يذهب إلى خصمه المسعور تروتسكي ؟ لا يمكننا تبني هذا الرأي على الإطلاق . الفهم الواقعي لل" عهدة / وصية " لينين هو مختلف . إنه يعطي في أيدي حلفاء لينين ، ذخائر للصراعات الجديدة ضد تروتسكي في القضايا الخطيرة للثورة الاشتراكية.
دعونا نتوصل الى خلاصة.

لدينا أساس معين كي نعلن أن لينين لم يكن كاتب تلك المقالات والخطابات أو وثائق أخرى . هذا المعطى يحتاج إلى تصحيح تاريخي يجري خلاله تنظيف تعاليم لينين من هذا التزوير . نحن بحاجة إلى فهم " وصية " لينين ، في سياق الحياة السياسية في ذلك الوقت ، في الصراعات السياسية التي جرت من قبل لينين في 1921 - 1922 ضد تروتسكي . هذا الصراع خاضه لينين وستالين كحليف له مخلص ، وهذا الأخير هو من روج وتابع خط النضال اللينيني ، و الذي بعد وفاة لينين حمل على كتفيه العبء الثقيل في استمرار الصراع مع تروتسكي . المعزوفة المفبركة " الوصية " يمكن أن تفهم فقط في سياق أكثر اتساعا ، في سياق الصراع داخل اللجنة المركزية للحزب ضد تروتسكي ومجموعته . ولكن هذا الصراع ، والذي كان معاديا للينينية ، والذي رعاه وروج له من طرف زينوفييف ، كان متداخلا ويسير جنبا إلى جنب مع الصراع ضد ستالين . بموضوعية ، الخطة الكاملة لهاتين المجموعتين كانت إبعاد ستالين خارج القيادة بمساعدة من سلطة لينين وتغيير المسار السياسي للحزب الشيوعي الروسي .

يجب أن نكون على دراية بأن أساس الصراع من أجل القيادة ، كان صراعا تاريخيا حول السؤال الرئيسي للثورة الاشتراكية . المساحة لا تسمح ان ندفع بمناقشة المزيد هنا ، يمكننا فقط شرح أنه في " أرشيف تروتسكي " ما بعد " رسالة " لينين حول خصائص او مميزات ستالين ، النسخة تتضمن تعديلا في الكتابة بخط تروتسكي الذي قال : " لقد قمت بنشر نسختي " ليون تروتسكي.


التزييف متواصل :


الأساطير التي جرى الترويج لها على أساس آخر مقالات وخطابات لينين لم تتوقف حتى بعد مرور سنوات على وفاة لينين . أعطيت لها إضافات وتفسيرات خاصة بهؤلاء في هذا المستنقع من قبل خروشوف وغورباتشوف . و تم استخدام أجزاء من خطابات لينين لسد حاجة أعداء معاصرين في الحاضر . كانت تستخدم أساسا في محاربة خط ستالين . على سبيل المثال ، في الرسالة المؤرخة ب 23 دجنبر ، هناك عبارة " أريد أن أشارك هذا معكم ... " وفي إشهار هؤلاء المعاصرين ، كتب التالي : " معك " وهكذا أعطيت حمولة جديدة للمعنى بأكمله لما عرضه لينين . لينين عرض ذلك في مؤتمر الحزب ، مانحا إياه لقب " أنتم Vous " ، الذي يستحقه . و هذا مخالف ل " إليكم à vous " التي توجه كل واحد ، بدلا من التوجه لهيئة منتخبة من قبل الشعب .. هذه الرسالة حتى هي تم تسجيلها في أمانة لينين باعتبارها رسالة إلى ستالين من أجل المؤتمر . ولكن ، هذا يؤكد أكثر مضمونها /جوهرها ، عند المخاطبة ب " أنتم " . لكن نيكيتا خروشوف قرر ، أنه بالنسبة إليه ، سيكون توجيه النقد لستالين أكثر فائدة . في الجملة : " إن له تأثيرا هائلا على الاطلاق " على كل " مسار الحزب " ـ تم تغيير كلمة مسار/ تيار ـ cours بكلمة " مدونة قانون code de loi " . هذا تزييف ليس فقط لكلمات لينين ، لكنه يترك الجملة دون أي معنى حقيقي . كم عدد التيارات التي كانت هناك في الحزب وأي نوع من التيارات هي ؟
في القاموس السياسي للينين في السنوات الأخيرة ، الأمور واضحة . في كلمة " تيارات cours " ، يعنى بها في المقام الأول مختلف المعارضين ، الذين حاولوا دوما انتقاد الحزب وتغيير مساره . من بين هؤلاء " النقاد " كان هناك في المقام الأول تروتسكي و زمرته ، إنه ضد هؤلاء " النقاد " خاض لينين صراعا مريرا كما فعل أيضا جوزيف ستالين ، الذي كتبت له هذه الرسالة ، الصديق و السند الرئيسي للينين . إنهم هؤلاء " النقاد أو المحاكمون " ، الذين سموا في هذا الإطار ب " النقاد " و ب " سوهانوفيينا " ، والتي قيلت فيما أملاه لينين في 26 دجنبر وكذلك في مقال " حول ثورتنا " (لينين مجلد 45، صفحات 347، 383، 385) . إن جملة : حزبنا يجب أن يطلب من البروليتاريا 50 إلى 100 عضوا من أجل اللجنة المركزية " تم تغييرها إلى "... لحزبنا الحق .." . لينين صرح بأن اللجنة المركزية تتطلب من 50 إلى 100 عضو جديد في اللجنة المركزية الموسعة ، في حين يقول المزورون " الحزب يطلب " . مثل هكذا تلفيق كان ضروريا ، لكي يتم اعتبار الرسالة إلى ستالين ، كرسالة إلى مؤتمر الحزب ، بدلا من أن تكون مجرد تبادل للأفكار ما بين لينين وستالين .
في المقالة التي كتبها لينين " كيف ينبغي لنا إعادة تنظيم اللجنة العمالية الفلاحية للتفتيش ـ رابكرين Rabkrin" ، والتي تم العبث بها وتزويرها من قبل الأعداء ، الوثيقة جاء فيها بأن : " أية سلطة ، لا للأمين العام ولا لأي عضو آخر من اللجنة المركزية ، يمكن لها أن تتدخل في عمل لجنة الرقابة المركزية ، أو لديه الحق في إعطاء أو طرح أي أسئلة/مسائل تتعلق بعملها... " (لينين " الأعمال الكاملة " (باللغة الروسية)، المجلد 4 (كذا) ص 387) ، الغرض من ذكر إسم الأمين العام يجب ان يفهم ويستخدم ضد ستالين . ووفقا للسجلات أو الأرشيف (كما هو مكتوب في برافدا العدد 25 يناير 1923) كلمات مثل الأمين العام غير مثبتة وليست موجودة في أي مكان من تلك الوثائق . وكانت العبارة التي تم استخدامها " لا يمكن استخدام أية سلطة.. " وهذا تزوير مفتوح [ ومفضوح] ، في محاولة لإظهار و لإثبات كونها " وثيقة " متعلقة بموضوع انتقادات من قبل لينين إلى ستالين ، وبالتالي تزوير أي إمكانية لفهم أو استيعاب أي معنى لل " الوصية / الرسالة ".



الاستفزاز الأيديولوجي :


نحن نعرف الآن ، الدلالة التي أعطيت لمقالة " في التعاون " ، خلال مرحلة البيريسترويكا . عبر هذه المقالة التي كتبها لينين ، حاول التحريفيون إقصاء كل ما كتبه لينين من قبل . و تحت هذا الشعار ، أعلنوا أنه من الضروري إعادة تقييم كل أوجه الاشتراكية . على الرغم من أنه لا توجد هناك على الإطلاق أي كلمة من هذا النوع بالنسبة للينين ، إلا أنهم حاولوا مع ذلك استخدام هذا وفقا لإيديولوجيا "البيريسترويكا ". إنها مسألة تزوير كاملة . في كتابات لينين لا توجد هناك كلمة أو مقالة " في التعاون "، ولكن هناك " طبعة " أولى وثانية من هذه المقالة . لينين ، عندما كان يعمل على هذه المقالة كان غير راض عن كتاباته (مخطوطاته الأولية ) بعد ، ومن المرجح أنه كان في قرارة نفسه يفكر أنه يستطيع أن يعرضها بوضوح أكبر من ذلك بكثير . هذا ما تؤكده ملاحظاته على هامش النص ، والتي كانت معروفة جيدا من قبل هؤلاء الأعداء ، الذين تبلغوا بكون لينين يعمل حول مسائل هامة . كتب لينين في ملاحظاته على الهامش:
" ولا تبديلة/تغير تروق لي ، لأن بعضها يحتوي على أشكال/نماذج تتطلب تطويرا وإعدادا جديدا من وجهة نظر إيديولوجية و كليهما يتطلبان ضمن نطاق معين بعض التصحيحات " .
النص الفرنسي للملاحظة الهامشية
“Pas une variation ne me plaît, parce que certaines d’entre elles contiennent des formes qui ont besoin d’une nouvelle élaboration d’un point de vue idéologique et tout les deux ont besoin dans une certaine mesure de quelque correction "
تاريخ هذه الملاحظة الهامشية هو 7 يناير 1923 . وبالطبع هذه الملاحظات لا تسري على النص بأكمله . فعلينا محاولة معرفة ما الذي كان لينين غير راض وغير مرتاح في عمله على هذه الوثيقة الهامة.


من بوخارين إلى خروشوف وغورباتشوف :


مقالة " في التعاون " هي زبدة فكرية (الخلاصة الفكرية الأسمى ) ، سقطت بين أيدي بوخارين . ومن خروتشوف ذهبت هذه " الوثيقة " الى غورباتشوف ، ومن هنا و أمام أعيننا ، كانت هذه القنبلة الأيديولوجية ، المقنعة والمخبأة ، كما لو كان لينين المؤلف النهائي لها . لقد مددت/ ووسعت واستخدمت كأداة تشويه من الداخل من طرف خروتشوف بداية عندما بدأ في تقطيع أوصال الدولة الاشتراكية . ما جعل هذا الأمر ممكنا سببه أن هذا الكذاب المخادع كان له تأثير سياسي مهم وراء الكواليس . في حقبة بوخارين تم استخدام ذلك لفائدة الكولاك ، لإنقاذهم كطبقة . في زمن خروتشوف – استخدم ذلك كأداة ووسيلة لانتقاد أطروحة ستالين ، والذي في حقبة الحصار الرأسمالي ، النجاحات الاشتراكية سوف تصبح أكثر فأكثر أهمية ، في حين أن بقايا الطبقات المستغلة ( بكسر الغين ) التي أضعفت وفرقت " تحاول بكل الوسائل المتاحة لديها قلب نظام الدولة الاشتراكية ، وسوف تواصل التخريب بشكل متزايد ضد الدولة السوفياتية كوسيلة أخيرة لديها لإنقاذ مواقعها و امتيازاتها الطبقية .

النقد الموجود ضمن هذا النص ساعد خروتشوف بشن حملة ضد ستالين . في عهد غورباتشوف استخدم لكيلا تواصل الشعوب اعتقادها وإيمانها بالطريق الإيديولوجي لبناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي ، وفي سياق ترويج الطريق الغير اشتراكي ولاستيعاب ومواءمة الرأسمالية في الاتحاد السوفياتي ، وبصدد الحاجة إلى كسر قبضة الاشتراكية في البلاد ، والتي فقدت بطريقة أو بأخرى ، وبأنه لا جدوى من محاولة تحسين أو تطوير النظام الاشتراكي ، فليس هناك ما سنكسبه من ذلك ، وبأنه ، لا يوجد شيء أكثر ضرورة من تاريخنا ...

في كل الأحوال ، فإن القارئ يعرف جيدا ما كان وكيف كان و إلى ما صار ...[وأضيف إلى هذا وتبعا لهذا ما هو المتوجب لتغيير كل هذا المسار] .


رفيق عبد الكريم الخطابي : الدار البيضاء في 24 ـ 11 ـ 2014


الهوامش :

(1) ترودوفايا روسيا تعني روسيا العاملة ، حركه "يساريه" تأسست في أول أيام حكم يلتسين ، تنادي بالرجوع الى مبادئ ثورة أكتوبر . مسجلة في وزارة العدل كحركة اجتماعية و ليس كحزب شعارها : الاشتراكيه او الموت . مولنيا هي اسم جريدة الحركة .