الحركة الطلابية المغربية ودورها في الصراع الطبقي/الثورة بالمغرب - رؤية شيوعية

سفيان ابو شاما
2005 / 8 / 26 - 13:06     

تقديم على سبيل التوضيح المنهجي

الموضوع/ الإشكالية : دور الحركة الطلابية المغربية في الثورة المغربية , يكتسي أهمية خاصة للاعتبارات التالية:
الاعتبار الأول: الإشكالية لها طابع استراتيجي لانه في ضوء تصورنا كشيوعيين لدور الحركة الطلابية في الثورة تتحد وتتأسس خطتنا وتكتيكنا وبرنامجنا النضالي, وأي خطا/ انحراف في هدا الجانب سيكون له اخطر النتائج والعواقب على الحركة الطلابية خاصة وحركة الثورة عامة. ووضعية الحركة الطلابية الراهنة تعود في بعض جوانبها إلى الانحرافات التي طبعت التصورات التي أطرت نضال الحركة الطلابية مما جعلها تتأرجح في مسارها بين الانزلاق يمينا تارة وتياسرا تارة أخرى كمظهرين للنهج البورجوازي الصغير.
الاعتبار الثاني: الإشكالية ذات صبغة نظرية وبالتالي تتطلب نوعا من العمق في التكوين الإيديولوجي/ النظري والتملك الخلاق لمبادئ التحليل الماركسي والرؤية الشيوعية للظاهرة .و سياسية لأنها محور الصراع السياسي بين التوجهات السياسية /الإيديولوجية العاملة في حقل الثورة/ الصراع الطبقي بالمغرب .
والإشكالية بكل الأهمية التي تحدثنا عنها تفرض علينا كشيوعيين معالجتها بالاستناد منهجيا على رؤية شاملة تتأسس على عنصرين مترابطين:
1 / الحركة الطلابية في تطورها وتحولها المستمرين أي في حركتها الدائمة.
2 / الحركة الطلابية في علاقتها الشاملة بباقي الحركات/ القوى الاجتماعية الصراعية (مع القوى الرجعية المستغلة) والتحالفية الموضوعية( القوى التقدمية / الثورية في المجتمع).
وحتى يتسنى تحديد دور دقيق للحركة الطلابية في الصراع الطبقي/ الثورة يتوجب في البدا وبالضرورة تحديد ورصد موقعها في البنية الطبقية/ الاجتماعية المغربية واساسا ضمن نمط الإنتاج الرأسمالي التبعي السائد لان دلك هو المحدد لدورها وطبيعتها الاجتماعية كقوة اجتماعية .
وعليه فالتحليل سيتضمن المحاور التالية:
1 /طبيعة و موقع الحركة الطلابية ضمن البنية الطبقية للمجتمع /نظام الرأسمالية التبعية بالمغرب
2 /دور الحركة الطلابية المغربية في الصراع الطبقي / الثورة , وفق التحليل النظري والواقع الملموس
3 / في مهام الشيوعيين بالحركة الطلابية في المرحلة الراهنة.

1- طبيعة وموقع الحركة الطلابية ضمن البنية الطبقية/ نظام الرأسمالية التبعية:
أو الأسس المادية المحددة لدور الحركة في الصراع الطبقي / الثورة.

الحركة الطلابية حركة اجتماعية كباقي الحركات( العمالية – الفلاحية..) وتسمى حركة كل تحرك / نشاط إنساني نضالي تقوم به جماعة من الأفراد ينتمون لفئة/ طبقة تجمعهم قواسم ومصالح مشتركة يتوحدون على أساسها في النضال من اجل تحقيقها .
والحركة الطلابية هي دلك الفعل والنشاط الضاغط الدي يقوم به الطلاب المغاربة الدين يجمعهم قاسم الخضوع والتضرر من النظام التربوي التعليمي السائد ويوحدهم النضال من اجل سياسة تعليمية تضمن شروط تكافؤ الفرص وستجيب لمتطلبات تقدم المجتمع وحاجيات جماهير الشعب والحق في إدارة الشان الخاص والعام والتعبير عن طموحاتهم وآرائهم .هده المصالح هي التي تدفعهم للتوحد والتكتل ضن حركة موحدة للنضال من اجل الدفاع عنها وصيانتها والعمل من اجل تحقيقها.
وبالرجوع إلى المصلحة الموحدة والقاسم المشترك للطلبة والتي تشكل الأساس وسبب وجودها كحركة اجتماعية وهدف كل نضالاتها وصراعها يمكن القول إن للحركة الطلابية طبيعة مزدوجة مركبة:
حركة مطلبيه دلك إنها فعل إيجابي من اجل صيانة وانتزاع الحق في التعليم ومقاومة كل إجراءات النظام وتدابيره وإصلاحاته الهادفة إلى المس بهدا الحق وفي نفس الوقت العمل من اجل توفير الشروط التربوية والبداغوجية والتشريعية المواتية لممارسة هدا الحق أي النضال من اجل إقرار نظام تعليمي ديمقراطي علماني شعبي والنضال من اجل تحسين الشروط المعيشية والمادية للطالب المغربي (السكن التغذية النقل المنح المرافق الترفيهية وتامين مستقبل الطلبة .. الخ)
حركة ديمقراطية: بالنظر أولا لوزنها وتأثيرها في الصراع الاجتماعي السياسي وثانيا من خلال نضالها من اجل جامعة بديلة والحريات السياسية ومنها الحريات النقابية والحقوق الديمقراطية للطالب ( حرية الرأي التعبير الاعتقاد الإضراب التنظيم المشاركة في الشان العام..). وفرض التسيير الديمقراطي للمؤسسات التعليمية والمرافق التابعة لها.
انطلاقا ما سبق يمكن القول إن الحركة الطلابية بصفة عامة حركة اجتماعية إصلاحية بأفق تغييري/ثوري(النضال من اجل جامعة بديلة) وان دورها ونضالها يستهدف في المقام الأول تحقيق إصلاحات على المستوى التعليمي / المادي والديمقراطي لا تمس جوهر أساس نظام الرأسمالية التبعية( الملكية الخاصة والعمل المأجور..)لكنها تسهم في توفير شروط تقدم حركة الصراع الطبقي ليرقى إلى مستوى التغيير الثوري لبنية النظام السائد.
وعليه فما موقع الحركة الطلابية ضمن البنية الطبقية للمجتمع المغربي
بداية لابد من الإشارة إلى أن الحركة الطلابية بالإضافة إلى كونها فعل ونشاط نضالي فهي:
- مجموع الطلاب المغاربة الموزعين على مختلف فروع ومكونات المنظومة التعليمية بالمغرب( الجامعات- المعاهد- المراكز التربوية..)
- الفصائل الطلابية كتعبيرات سياسية وفكرية منظمة للتيارات الكبرى الفاعلة في الجسم لطلابي.
لدى فتحديد وقع الحركة الطلابية طبقيا يقتضي تحديد وقع الطلبة كشريحة اجتماعية ضن بنية المجتمع بالإجابة على ثلاثة تساؤلات تشكل المفتاح للرصد الموضوعي للطبيعة الطبقية للحركة الطلابية بالاعتماد على التحديد اللينيني للطبقات الاجتماعية.
ما موقع الطلبة كشريحة اجتماعية في عملية الإنتاج الاجتماعي؟ بمعنى هل هناك علاقة مباشرة للطلاب المغاربة بعملية إنتاج فائض القيمة وبالتالي ل يخضعون لعملية الاستغلال؟
هل للطلبة المغاربة علاقة مباشرة بوسائل الإنتاج وبالتالي هل هم ملاك لهده الوسائل أم على النقيض من دلك؟
أي دور للطلبة في عملية التنظيم الاجتماعي للإنتاج؟ فهل يسهرون على تنظيم الاستغلال أم يخضعون له؟
بالاستناد على واقع الحال والمقاييس اللينينية نستخلص أن الطلاب المغاربة يشكلون شريحة اجتماعية غير منتجة للخيرات المادية وبالتالي ليس مصدرا لانتاج فائض القيمة مما يجعلها غير خاضعة للاستغلال الاقتصادي المباشر كما هو الحال بالنسبة للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وفي نفس الوقت هي غير مالكة لوسائل الإنتاج الشي الدي يجعلها عديمة الدور في التنظيم الاجتماعي للإنتاج/ الاستغلال على خلاف البورجوازية الكبرى وكبار الملاك , ومن جهة أخرى فهي شريحة مستفيدة من الخيرات المنتجة من خلال عملية إعادة توزيع فائض القيمة على الصعيد المجتمعي عبر جهاز الدولة والسياسة الاجتماعية لنظام الحكم(المنح الدراسية- مجانية التعليم- الخدمات الاجتماعية..)
إن الحركة الطلابية كشريحة اجتماعية وبناء على التحديد السابق هي شريحة غير مستغلة أو مستغلة وتحتل موقعا وسطيا بين البروليتاريا والبورجوازية الصغرى والمتوسطة . غير انه بالاعتماد فقط على المقاييس السالفة لا يمكن أن نحدد بكيفية دقيقة وموضوعية طبيعة الحركة الطلابية وموقعها الطبقي ولتحقيق هده الغاية يتوجب الانتقال من العام إلى الخاص أي من المجرد إلى الملموس وهدا قانون جوهري في التحليل والمنهج الماركسي.
وهنا من الضروري الإشارة إلى بعض الميزات والسمات الخاصة للحركة الطلابية المغربية والتي تضفي عليها خصائص ربما تتفرد بها:

1. الخاصية الأولى:
يستفاد من بعض الدراسات والأبحاث الميدانية السوسيولوجية التي اشتغلت على الطلبة المغاربة في الحقبة الأخيرة أن أبناء الطبقات السائدة لا يحتلون إلا ما بين 15 إلى 20ًٌُ% من مجموع الطلبة ويتمركزون بالدرجة الأولى في المعاهد العليا العمومية والخاصة والبعثات وبصفة اقل في المؤسسات الجامعية بالشعب النخبوية وابناء الطبقات الوسطى يشكلون ما بين 40 إلى 45% في حين يكون أبناء الطبقات الشعبية الكادحة نسبة تضاهي 40الى 45 % يتمركز اغلبهم بالمؤسسات الجامعية والمراكز التربوية الشي الدي يستنتج معه أن الحركة الطلابية تتكون في معظمها من الطلبة دوي الجذور الطبقية الكادحة المستغلة والمتضررة من النظام القائم هده الخاصية هي التي تفسر لنا إلى حد ما البعد والأفق التقدمي الكفاحي للحركة الطلابية وجدريتها وطابعها الصدامي في الصراع الطبقي وفي أهم الانتفاضات الكبرى التي شهدتها بلادنا( 65-81-84..) لان هؤلاء الطلبة يحملون معهم هموم ومشاكل ومطا مح أوساطهم العائلية/ الطبقية وكل ما تجمع في هده الأوساط من نزاعات السخط والتذمر والعداء للنظام القائم . وهده الخاصية أصبحت تطبع كل الحركات الطلابية تقريبا في الدول التبعية الشبه استعمارية وكدلك الدول الرأسمالية المهيمنة عالميا وهدا ما اشار له جورج كونيو في حديثه عن الطلبة الفرنسيين :" الطلبة لم يعودوا منتسبين حصرا إلى أقلية البورجوازيين الكبار , بالمقارنة ,أبناء الطبقة العاملة ليسوا فعلا كثيرين بينهم غير أن أكثرية الطلبة هي منحدرة حاليا من البورجوازية الصغيرة ومن البورجوازية المتوسطة , وارثوا السلالات الكبيرة البورجوازية هم الآن غارقون وسط أبناء أرباب العمل الصغار والتقنيين والحرفيين والتجار والموظفين وشغيلة المهن الحرة.." هدا الاستشهاد ينطبق على فرنسا كما هو واضح من النص فما بالنا بالنسبة للمجتمعات الرأسمالية التابعة ومنها المغرب بالتحديد؟مع ملاحظة ان هدا الانتماء الطبقي للطلبة المغاربة يجعلهم ضحية تناقض واضح بين الآمال التي يعلقوها على التعليم من اجل انقاد وضعهم الطبقي وتحسين وضعهم الاجتماعي وبين الشروط التي تعيق تحقق هده المطامح خصوصا بع انسداد افاق الشغل بفعل استنفاد علاقات الانتاج السائدة امكانية استيعاب تزايد ونمو قوى الانتاج

1. الخاصية التانية:
الحركة الطلابية المغربية تتميز بكون الفصائل الطلابية التي هي امتداد للحركة السياسية المعارضة بمختلف تياراتها ومشاربها الفكرية وتوجهاتها السياسية واختياراتها الاستراتيجية تشكل مكون رئيسي للحركة ان لم نقل انه مكون مهيمن داخلها . هده البنية الفصائلية تجعل الحركة الطلابية سريعة التموقع داخل المجتمع من الناحية السياسية أي ان هدا الطابع يفرض عليها بقوة الواقع خندقة نفسها في الخريطة السياسية وهدا ما جعل الحركة الطلابية المغربية حركة هي اقرب الى جبهة سياسية اكثر من حركة اجتماعية مطلبية.

2. الخاصية الثالثة:
الحركة الطلابية حركة شبيبية الشيء الدي يوسمها بسمات الشباب: الدينامية الحركية رفض الاساليب والممارسات الاستبدادية ومناهضة القيم المخزنية العتيقة بالاضافة اى انها حركة مثقفين/ متعلمين سريعة التفاعل مع تحولات المجتمع والواقع وطنيا عربيا ودوليا ولها امكانيات واسعة لاستيعاب الفكر العقلاني العلمي والثوري والمعارف والمقولات الثورية وهدا عنصر امتياز مقارنة مع باقي الحركات الاجتماعية حيث سيادة الامية في اوساط الشعب المغربي( نسبة الامية تفوق 60%).

3. الخاصية الرابعة:
حركة انتقالية دلك ان الفترة الجامعية تشكل قنطرة عبور وفترة قصيرة في صيرورة التشكل الطبقي للطالب المغربي كفرد في المجتمع مما يجعله ميدان لفعل قانون التسلق / الانحدار الطبقي خصوصا في ظل انسداد افاق الشغل ما دام ان سوق الشغل لم يعد يستوعب الا في حدود اقل من 4 % من عدد المتخرجين الجامعيين سنويا.

اعتبارا للمحددات المشار لها في سياق التحليل نخلص للقول ان الحركة الطلابية المغربية من حيث طبيعتها الطبقية هي شريحة في طور التشكل / التكون الطبقي لم يكتمل بناءها بعد ومن حيث موقعها فهي تنتمي الى الشريحة الدنيا من البورجوازية الصغيرة وفصيلها المتعلم وهي مكون اساسي للطبقات الكادحة المستغلة والمتضررة من العلاقات الانتاجية السائدة ونظام الراسمالية التبعية وتكمن مصلحتها الفعلية في التغيير الجدري لنظام الملكية الخاصة والعمل الماجور وتشكل بالتالي حليفا موضوعيا للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء بالمغرب. على حدا تعبير فريدريك انجلز في خطاب المؤتمر الدولي للطلبة الاشتراكيين : ٌيجب ان تؤدي مجهوداتكم الى تطوير الوعي بين الطلبة لانه بالضبط من صفوقهم يجب ان تجرج هده البروليتاريا المثقفة المطالبة جنبا لى جنب مع اخوانهم العمال المشغولين بالعمل الفيزيكي( العضلي) بان تلعب دورا في الثورة المقبلة (أي الثورة الاشتراكية).ّ..ٌ وهو ما يؤكده جورج كونيو:ّالعلاقة بين الحركة الطلابية وحركة الطبقة العاملة بالمعنى الدقيق للكلمة هي تماما طبيعية وضرورية ..الحركة الطلابية لا افق لها الا بالاندماج طبعا مع درجة استقلاليتها الحقة في الاستراتيجية العامة للصراع الطبقي تحت هيمنة الطبقة العاملة أي انها لا تستطيع ولا يجب عليها ان تعتبر داتها بديلا عن الحزب العمالي الطلائعي..ّ

2- دور الحركة الطلابية المغربية في الصراع الطبقي/ الثورة ومستوياته.

لا حاجة للتدكير ان دور أي حركة اجتماعية في الصراع الطبقي يتحدد على ضوء موقعها في عملية الانتاج والتي يقصد منها انتاج الخيرات المادية( فائض القيمة) وادوات الانتاج التي التي تشكل شرط استمرار الحياة الانسانية .
وفي سياق هده العملية الاجتماعية يتقابل الراسمال وقوة العمل على طرفي نقيض العامل والبورجوازي وبالتالي ضمن هده العملية يتكثف التناقض الاساسي في المجتمع أي التناقض بين الراسمال والعمل. التناقض بين البروليتاريا والبورجوازية. التناقض بين الطابع الاجتماعي للانتاج والطابع الفردي للراسمال
وفي المجتمع الراسمال والراسمالي التبعي تعتبر الطبقة المنتجة لفائض القيمة وللخيرات المادية هي رافعة هده المجتمعات وبالتالي هي صاحبة المهمة التاريخية في تغيير دلك المجتمع والقضاء على اسسه ( الملكية الخاصة والعمل الماجور) ومنها القول بالخاصية الثورية للطبقة العاملة وما عداها من الطبقات الكادحة والمستغلة تشكل الحليف الموضوعي والاستراتيجي بحكم اسهامها في الانتاج وخضوعها للاستغلال.
بيد ان عملية الانتاج لا تقتصر على انتاج فائض القيمة والخيرات المادية وادوات العمل ( وهي ما تسمى عملية الانتاج المباشر) بل تتعداها الى انتاج واعادة انتاج نفس طبقات المجتمع القائم ونفس العلاقات الانتاجية والاجتماعية وهي ما يعرف بعملية الانتاج الموسعة والتي تتم عبر وسائل ووسائط متعددة منها اعادة توزيع فائض القيمة على الصعيد المجتمعي او ما يسمى في الاقتصاد السياسي البورجوازي اعادة توزيع الدخل القومي من خلال السياسة الاجتماعية للدولة( الميزانية العامة) , ومن خلال النظام التربوي التعليمي بصفة خاصة الدي يحتل الدور الاستراتيجي في هده العملية(اعادة انتاج العلاقات والطبقات الاجتماعية السائدة..)
في ظل عملية الانتاج الموسعة تشكل الحركة الطلابية والتلاميدية من جهة والمضامين الطبقية لوظيفة المؤسسة التعليمية طرفي التناقص والصراع المباشر وبالتالي تعتبر هده الحركات المكون الرئيسي في الصراع والتناقض ولها الدور الطليعي في مقاومة عملية تجديد الطبقات الاجتماعية وعلاقات الانتاج من خلال النضال من اجل تغيير الوظيفة الطبقية للمؤسسة الجامعية وللعملية التعليمية بصفة عامة.
وبناء على ما سلف نستخلص ان الصراع على الواجهة المباشرة للانتاج يستهدف:
القضاء على الاستغلال بالقضاء على الطابع الفردي للملكية والعمل الماجور بتشريك وسائل الانتاج والرقابة المباشرة للمنتجين للانتاج والتسيير واحداث التطابق والانسجام بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج على صعيد المجتمع. وبالتالي فالصراع على هدا المستوى يكتسي طابعا شموليا وثوريا لكونه يستهدف تقويض اسس الاستغلال وتغيير بنى المجتمع الاقتصادية – الاجتماعية والسياسية وهو الدور المنوط بالطبقة العاملة كقيادة تاريخية لباقي الطبقات والفئات المتضررة من نظام الراسمالية التبعية والمستغلة من طرفه ومن بينه الحركة الطلابية التي لها دورا مساعدا ومهما في هدا الباب.
كما نستخلص ان الصراع على واجهة العملية الموسعة للانتاج يستهدف تحسين الوضع المعيشي للجماهير الشعبية المستغلة بالزيادة في الدخل وتوفير الخدمات الاجتماعية المجانية والتامين عن البطالة وفرض تغييرات جوهرية في المضامين الطبقية للسياسية التعليمية التربوية التي تحتل حجر الزاوية في هده العملية(اعادة انتاج العلاقات الطبقية السائدة وتابيد سيطرة البورجوازية الكبيرة وحليفها كبار الملاك العقاريين)بفرض شروط عادلة ومتساوية تضمن اسهام التعليم في التقدم الاجتماعي والتحرر من الاستغلال والفقر .
ان النضال على هده الواجهة من وجهة نظر شيوعية يستهدف في المقام الاول تدمير الجامعة كمؤسسة / جهاز طبقي وفرض جامعة بديلة والدي لن يتحقق عبر ادخال اصلاحات مهما بلغت جدريتها على الجامعة الحالية. وهكدا فنضال الحركة الطلابية ضد الجامعة البورجوازية والسياسة التعليمية بصفة عامة ومخططات النظام على هدا المستوى لا يمكن ان يتم بمعزل عن النضال العمالي الشامل من اجل البديل الشيوعي . وبالتالي فالصراع على هدا المستوى ورغم بعده التغييري الثوري يبقى غير كاف دون ربطه بالنضال الشيوعي الهادف الى تغيير النظام الراسمالي التبعي السائد دلك ان الحركة الطلابية لا افق لها الا بالاندماج مع درجة استقلاليتها في الاستراتيجية الثورية للصراع الطبقي تحت هيمنة حزب الطبقة العاملة.

خلاصة القول: ان الحركة الطلابية المغربية في تصورنا كشيوعيين وبحكم موقعها في البنية الطبقية للمجتمع وموقعها ضمن عملية الانتاج المباشر والموسع يتحدد لها دوران اساسيان:

1 / مساعد وثانوي بالمقارنة مع الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء في الثورة ويندرج في استراتيجية الاعداد ومراكمة الشروط الداتية والموضوعية لانجاز الثورة ودلك بالنضال من اجل:
- فرض الحريات السياسية/ الديمقراطية
- الاسهام في الرفع من مستوى الوعي الطبقي من خلال اشاعة الفكر الثوري والدعاية للبرنامج الشيوعي للتغيير
- تطوير المعارف وترويجها
- الابداع الفكري / الادبي الدي يمجد الانسان ويكرمه ويفجر طاقاته الخلاقة

2/ مركزي استراتيجي من خلال نضال الحركة الطلابية المغربية لتقويض الجامعة الحالية وفرض تغيير المضامين الطبقية للسياسة التعليمية / التربوية ومخططات النظام على هدا المستوى والنضال من اجل جامعة بديلة بترابط عضوي مع البديل الشيوعي البروليتاري .

3/ في مهام الشيوعيين بالحركة الطلابية في المرحلة الراهنة
ان المناضلين الشيوعيين عند تحديدهم للمهام المنوطة بهم داخل اية حركة اجتماعية لا يحددونها حسب اهوائهم او باعمال الفكر المثخن بنزعته الفردانية المتعالية عن اتجاهات حركة الواقع المحكومة بقوانين التطور والتاريخ بل وعلى العكس من دلك كما يعلمنا القائد العظيم كارل ماركس فميزة الشيوعيين انهم يشكلون على صعيد المهام المسندة لهم التعبير الاسمى عن المصالح الكلية للطبقة العاملة وبالتالي فنضالهم على الواجهات الاجتماعية المكونة للطبقات والفئات والشرائح المتضررة من نظام الانتاج الراسمالي والمستغلة يستهدف بالدرجة الاولى الارتقاء بكفاحها ونضالها من اجل مصالحها الفئوية بما يضمن ارتباط هدا النضال بنضال الطبقة العاملة المغربية من اجل تقويض علاقات الملكية الخاصة والعمل الماجور وفي المقام الاول اسقاط نظام الحكم الملكي المطلق الضامن لمصالح البورجوازية الكبرى وكبار الملاك العقاريين والامبريالية بارض المغرب. وبالتالي فالمهام النضالية تتحدد بالنسبة للطلبة الشيوعين على ضوء هده الاستراتيجية بالشكل الدي يراعي في المرحلة اتجاهات حركة تطور الصراع الطبقي وموازين القوى الطبقية ودرجة استعداد الجماهير والروح المعنوية الثورية.
وعلى ضوء المعطيات الواقعية المتسمة اساسا بتعقد شروط العملية الثورية والتي لعب فيها اليسار البورجوازي الصغير الدور الكبير بنهجه اليميني التحريفي والانتهازي بعد انهيار التجربة الاشتراكية الستالينية وافلاسها . هدا لنهج الدي وفر بممارساته ونزعته الانعزالية المثقفية الارضية الخصبة لهيمنة الاتجاهات الاصلاحية البورجوازية على الحركة العمالية تنظيميا وسياسيا وفكريا ولانعطاف هده الاتجاهات( أي الاصلاحية) نحو الاندماج الكلي بنظام الحكم واحداث انقلاب جوهري في ادوارها ووظائفها بعد استبدال النضال من اجل الاصلاحات السياسية والاقتصادية/ الاجتماعية الى التنفيس عن النظام في ازماته البنيوية وتوسيع قاعد ته الاجتماعية( الدور الدي لعبته حكومة التناوب والحكومة الحالية).
لدى فالمرحلة تضع على عاتق المناضلين الشيوعيين مهام جسيمة نجملها :

بناء حركة طلابية كفاحية بعمق نضالي استراتيجي
ان هده المهمة من اعقد المهام المدرجة بجدول مناضلي رابطة النضال الشيوعي عامة والطلبة منهم بخاصة وهدا يستوجب بالدرجة الاولى الحرص على تعميق المعرفة بالنظرية الماركسية الثورية بما هي نظرية الطبقة العاملة ومرشدها في النضال من اجل الثورة الاشتراكية ونشرها على اوسع نطاق بين صفوف الطلبة ومحاربة باقي الايديولوجيات البورجوازية والفاشية بكل تلاوينها( اشتراكية ديمقراطية . اسلام سياسي. ديمقراطية اجتماعية...الخ) وكما يقول لينين:ّ كل مجموعات وحلقات الطلاب ان يضعوا على راس اولويات نشاطهم ان ينشروا بين صفوفهم مفهوما اشتراكيا عن العالم مكتمل ومنسجم . بان يدرسو بجدية الماركسية . ( ...)ثانيا بان يحدروا من هؤلاء الاصدقاء المزيفين الدين يلهونهم عن الدراسة الثورية الجادة...ّ وان هدا البناء لا يمكن ان يتم الا بتطبيق التكتيكات المناسبة القادرة على على جعل الطلاب اكثر ارتباط بحركة النضال الجامعي والجماهيري العام وهدا مشروط بالتزام الطلبة الشيوعين بتعميق روابطهم النضالية بالجماهير الطلابية على قاعدة البرنامج النضالي المستجيب لمطامح وامال الطلاب المغاربة وفي المقدمة من دلك:
1 / اقرار الحريات السياسية بالجامعة المغربية بارتباط مع تحقيق هده المهمة البرنامجية على الصعيد المجتمعي العام مع ما يستتبع دلك من فرض احترام حرمة المؤسسات الجامعية ودمقرطة تسييرها واستقلاليتها المالية والادارية والبيداغوجية الكل يؤطر تحت شعار مركزي عام رفع الحظر العملي والقانوني عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب واقرار الحريات النقابية وهدا يتعين ان يتوازى مع النضال من اجل انتزاع الحرية السياسية لجماهير الشعب المغربي وفي طليعته الطبقة العاملة المغربية.
2 / النضال من اجل اسقاط المخططات الاصلاحية للمنظومة التعليمية التربوية( ميثاق التربية والتكوين) واقرار سياسة تعليمية واجتماعية / اقتصادية تستجيب لتحسين المستوى المعيشي المادي لجماهير الطلاب والجماهير الشعبية وتضمن تكافؤ الفرص والحظوظ في الولوج للمؤسسات التعليمية العليا لكافة ابناء العمال والفلاحين الفقراء وباقي الفئات الشعبية المستغلة والنضال على هده الواجهة يجب ان لا يشد عن الارتباط العضوي للمعارك الطلابية مع نضالات العمال وباقي طبقات الشعب الكادح من اجل القضاء على اسس نظام الاستغلال الراسمالي التبعي ونظام الحكم المطلق الضامن لاستمراره وتابيده وفي هدا السياق يبقى شعار النضاللتقويض الجامعة البورجوازية السائدة ومخططات النظام التعليمية/ التربوية و من اجل جامعة بديلة ونظام تعليمي علماني ديمقراطي شعبي وموحد عنوان النضال على هده الواجهة.

وانه لمن باب اجترار المسلمات التاكيد على ان بناء الحركة الطلابية المغربية على اسس كفاحية ومناضلة عملية نضالية دائمة ومتواصلة تجعل من المعارك الجزئية والكبرى الشاملة الاطار السليم للتحقق والانججاز وهدا يشترط العنصر الجوهري للتوسط بين النظرية والممارسة بين الاهداف المنتظرة وواقع الحال أي لعنصر التنظيم والقيادة المبدئية المدركة لادوات النضال ومكنزماته على ضوء المعطيات الميدانية والسياسية/ الاجتماعية لدلك فالمناضلين الثوريين الطلاب وفي الطليعة الشيوعين مطالبين باطلاق حركة واسعة ومبادرة جماهيرية عبر المعارك لفرز الاشكال التنظيمية الديمقراطية المستندة على المشاركة الواسعة والجماهيرية لجماهير الطلاب من القاعدة الى القمة لانه النهج السليم لفرز قيادة مسنودة بدعم طلابي جماهيري واسع ومنه تستمد شرعيتها دون الارتهان لترهات اليسار البورجوازي بجميع تياراته( الشرعية القانونية).

الجامعة والمؤسسات التعليمية العليا قلاع للنضال ومشاتل الفكر والادب الثوري
ان طرحنا لهده المهمة وكما تطرقنا لدلك في المحاور السابقة ينطلق من وعينا لكون ا لجامعة الحالية وباقي المؤسسات التعليمة جهاز من اجهزة الدولة البورجوازية السائدة ومن فهمنا لوظيفتها الطبيعية كادات استراتيجية لانتاج واعادة انتاج العلاقات الطبقية السائدة وتابيد سيطرة الراسمال الكومبرادوري والامبريالي ماديا بانتاج اطر متوسطة وصغيرة متدنية التكوين وقليلة العدد وانتاج جيوش من الموظفين الصغار والمتوسطين وحتى هده المهمة استنفدتها وتحولت الى انتاج جيوش المعطلين.
وايديولوجيا عبر التقافة والافكار التي تنشرها وهي نفسها افكار وثقافة الطبقات السائدة وايديولوجتها الرجعية التلفيقية( حيث يتعايش الموروث الايديولوجي المتخلف الماضوي البطريركي مع الوافد الراسمالي العصري في تركيبة فريدة تعكس التحول القسري الدي عرفة المجتمع المغربي مند بداية القرن الماضي واواخر القرن السابق له..).
اضافة الى هدا وعلى خلاف التصور الدي تروج له باقي تيارات اليسار البورجوازي اننا لا نرى ازمة الجامعة المغربية الحالية في ضعف الامكانيات المرصودة لها او في التسيير البيروقراطي وفي ازمة البرامج والمناهج التعليمية بل ازمة الجامعة في تقديرنا غير معزولة عن ازمة علاقات الانتاج الراسمالية التبعية السائدة التي استنفدت وظيفتها التاريخية في تطوير قوى الانتاج واصبحت وظيفتها على النقيض من دلك تدمير هده القوى وبالتالي تعطيل تطور وتقدم المجتمع المغربي وبالتالي فازمة الجامعة من المنظور الشيوعي هي بالظبط في وجود هده الجامعة نفسها وفي وظيفتها المادية والايديولوجية.
لدلك واعتبارا لما اشير له فان المناضلين الشيوعين مطوقين بمسؤولية تطوير كفاحات الطلاب المغاربة من خلال حركتهم المناضلة من اجل تحقيق شعار/ مهمة تقويض الجامعة والمؤسسات التعليمية العليا السائدة وتحقيق البديل العلماني الديمقراطي الشعبي الموحد بتوازي مع النضالات العمالية من اجل تقويض علاقات الانتاج الراسمالية السائدة واحلال بديلها الاشتراكي البروليتاري.
هدا فضلا عن ادراك رابطة النضال الشيوعي بالمغرب ان النضال من اجل اقرار الحرية السياسية ومهما كانت مدى اتساعه يبقى غير قادر لوحده على ان يشكل شرطا لتحقيق مطامح ومصالح العمال والفلاحين الفقراء المغاربة لان تحقيق هده المهام يستوجب السيطرة المباشرة للطبقة العاملة على السلطة وتشييد نظام الديكتاتورية البروليتارية أي نظام حكم مجالس العمال والفلاحين الفقراء على قاعدة ديمقراطية المشاركة الشعبية وتحطيم جهاز الدولة. وبالتالي فنضال الحركة الطلابية من اجل الحريات السياسية والديمقراطية داخل الجامعة لايمكنه ان يستقيم الا بالانخراط والاندراج مع درجة الاستقلالية في الاستراتيجية العاملة لنضال الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء من اجل قلب نظام الحكم المطلق وتاسيس سلطة مجالس العمال والفلاحين.
ولا حاجة للتدكير ان النضال على الواجهة لاينفصل عن النضال على الواجهة الفكرية الثقافية عبر عملية مزدوجة ومركبة:

عملية الهدم للثقافة السائدة عبر تفكيك مضامينها الرجعية وفضح وظائفها الطبقية لتقويض هيمنها على عقول الجماهير الطلابية والشعبية عامة خاصة وان نسبة الامية مرتفعة في اوساط الشعب اولا ولسطحية البرامج التعليمية ومضامينه التقنية مند ما بعد اقرار نظام الاكاديميات .

عملية البناء عبر الترويج للافكار الاشتراكية في الاوساط الطلابية ونشر المفهوم الماركسي للعالم ولحركة التاريخ والدعاية للافكار الثورية وترويج الادب والفن الثوري ويبقى شعار ثقافة شعبية جامعة موازية يكتسي راهنيته في المرحلة.

اللجنة التاسيسية / رابطة النضال الشيوعي بالمغرب

الهوامش والمراجع

جورج كونيو منشور بجريد المسار 1987
لينين الاعمال الكاملة
التوجه القاعدي : موضوعات حول الجامعة – الحوار المتمدن
بيان الدفاع عن الماركسية:الحركة الطلابية المغربية ومهام المناضلين الماركسيين- الحوار المتمدن


رابطة النضال الشيوعي بالمغرب/ سفيان ابو شاما