الحزب والتنظيم . مأساتنا كماركسيين


جاسم محمد كاظم
2014 / 10 / 21 - 19:19     

الحزب والتنظيم . مأساتنا كماركسيين
حين قرأت حوار الرفيق المعلم النمري بتاريخ 19 -10 – 2014ومارافقة من تحليل للأحداث السالفة منها والحاضرة بودي أن أقول ولا أزيد بان هذا الرجل يستحق زعامة حزب شيوعي وسكرتير لجنة مركزية ومنظر ماركسي من طراز رفيع .
هذا القول أعادني إلى أكثر من عشر سنوات خلت يومها قررت الانضمام للحزب الشيوعي وبقرار صعب في ظل الظروف الدينية .الطائفية والاجتماعية وحتى الأسرية منها .
لأن القرار لم يتأتى من الطبقة . المصلحة والتناقض لظني باني سألاقي عمالقة من البشر من طراز آخر يتكلمون الاقتصاد والسياسة كما قرأت بوقت سابق بعض الكتيبات لماركس ولينين في السر .
لم يدم الأمر طويلا لان هول المفاجأة وصدمتها عجلت لي بالرحيل مبكرا وترك التنظيم بلا عودة .
يقول الرفيق النمري :-
" تُقرأ الماركسية اللينينية بلغة واحدة فقط هي لغة الصراع، صراع المتناقضات في ذات الوحدة الواحدة " .
وآه ثم آه من " التناقض " حين طرحت في احد الاجتماعات تلك الكلمة وماتلاها من الصراع الطبقي ولابد للتنظيم من طرح فكرة مبسطة عن التحليل الاجتماعي للطبقات عبست وجوه أعضاء اللجنة المحلية ووجدوا بان طرحي غريبا ولا يتفق مع معطيات الواقع الحالي وتقرر نقلي إلى محلية أخرى لطرحي القائل بان المجتمع الحالي يخضع لعقل أبوي صعب التغيير .
واجتمعت اللجنتان على قرار موحد بان الحزب الشيوعي اليوم ليس بالحزب الشيوعي بالأمس وأنة يستلهم من ماركس بعض الأشياء أما لينين فتم طردة من التنظيم لان مفهوم ديكتاتورية البروليتاريا عفا علية الزمن .

وأصبح الحزب بدل ذلك يزين مداخلة بأقوال بعض الأئمة والأولياء لكي بأمن شر وهول الكارثة القادمة بهذه المسميات التي تشبه التمائم والطواطم .
وكانت الكارثة الثانية التي اكتشفتها هي أن أكثر من 90% من أعضاء اللجان المحلية ذو عقلية مبسطة للغاية لم يقرئوا شيئا لماركس ولم يكلف احد نفسه بقراءة ولو البيان الشيوعي وظن البعض منهم بان "ماركس" روسي الجنسية ولم يعرف الكثير اسم فردريك انجلز أما كتاب رأس المال فكان منسيا من الجميع وان كلمات مثل "الصيرورة " البراكسس " الديالكتيك " فهي غير معروفة دالا ومدلولا .
وأصبح العمل الشيوعي للتنظيم يتمثل بالمقر واليافطة و البحث عن طريقة مثلى في زمن الانتخابات حصرا تؤثر في عقل الناخبين تجعلهم يؤشرون على أسماء المرشحين من اللجان المركزية والمحلية بالخصوص للفوز بكراسي البرلمان والمجالس المحلية بدل أيجاد التحليل المنطقي ومعرفة أين يكمن التناقض ومن هي الطبقة التي يستند عليها الحزب .
يذكر الرفيق النمري في الحوار :-
" مما لا مشاحة فيه هو أن 99% من شيوعيي عالم اليوم ما كانوا ليكونوا شيوعيين لو لم يحقق ستالين بشارات ماركس وإنجلز ولينين ونظرياتهم كحقائق مذهلة على الأرض ."
وهذا القول من الصحة والدقة نتشارك فيه مع المعلم لكن الوضع يتغير كثيرا حين يقرئ ماركسيو اليوم ما يقوله الرفيق النمري في السطور التالية عن الدمغتين اللتين تميزان العمل الشيوعي -
1- الدمغة الأولى وهي التي تعني العودة إلى الاشتراكية فقط من خلال إعادة الألٌق لهالة ستالين البروليتارية الساطعة، فأعداء الاشتراكية لم يستطيعوا طي صفحة الاشتراكية إلا من خلال تسويد هالة ستالين المجيدة ؛ وعليه فإن العودة إلى الاشتراكية ليست ممكنة إلا ن خلال العودة إلى النهج الستاليني .
2- . والدمغة الثانية وهي الاعتراف بحقيقة انهيار النظام الرأسمالي العالمي في سبعينيات القرن الماضي وما يبنى على هذا مقتضاه . أول مقتضياته هو أن يترتب على الشيوعيين ـ الشيوعيين ذوي الدمغتين وأنا منهم ـ أن يكتشفوا الوسائل الخاصة والصعبة لتطوير التناقض الرئيس الجديد ما بين منتجي البضائع، البروليتاريا، ومنتجي الخدمات، البورجوازية الوضيعة .

لان هذا القول سيضع الحزب الشيوعي أمام فوهات النفي التام لان جل أعضائه وقياداته وكادره المتقدم من البرجوازية الوضيعة التي لم تمارس عملا منتجا أبدا طيلة حياتها ولا تعرف من يأتي النقد الذي تستهلكه في ديمومة حياتها .
ولهذا سوف يصبح الرفيق النمري او المنظر الماركسي العدو الأول لهذه الأحزاب البرجوازية الذي يجب التخلص منة بكل الوسائل .

يقول الرفيق النمري ما نصه :-

" كان من أول شروط الأممية الشيوعية التي شكلها لينين وافتتح أول مؤتمراتها في مارس 1919 هو أن على الحزب الشيوعي أن يقوم بين الفينة والفينة بتطهير نفسه من عناصر البورجوازية الوضيعة وهو ما طالب به لينين نفسه الحزب في العام 1922 بطرد 100 ألف عضواً غير أن القيادة"

ولو كان لينين حيا اليوم لقرر في أممية أخرى بطرد كل الأحزاب والتنظيمات الشيوعية اليوم وحلها لأنها أحزاب برجوازية بنسبة 100 % ,

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جاسم محمد كاظم