عالم الخدمة والنقد : الذي استعبد فاتنات اسطنبول


جاسم محمد كاظم
2014 / 9 / 18 - 20:07     

عالم الخدمة والنقد : الذي استعبد فاتنات اسطنبول

يقول جهابذة الاقتصاد والسياسة اليوم بان الدولة الحديثة قد حلت محل الرأسمال القديم ودولته المنقرضة بتطور التاريخ و شكل الدولة الجديد وان إنسان هذه الدولة الحر هو آخر سلالة ينتهي فيها التاريخ .
كلام جميل في الشكل يشهي النفس مثل وجبة الطعام الدسمة في عيون الجائعين لكنة من دواخله منخور حتى العظم مثل توصيف "مناحيم بيغن " لخط بارليف " بأنة أشبة بقطعة من جبن الغرويير فيها من الثقوب أكثر مما فيها من الجبن ".

وان كنا لا نريد الدخول في متاهة هذا الإنسان الحديث بالقدر الذي نتداخل في مضمون الدولة الحديثة واقتصادها الكاريكتيري المعتمد على الاستثمار الأجنبي وبيع الخدمة بعد أن سحبت يدها من دعم الإنسان .
لا يعرف إنسان الدولة الخدمية الحديثة لمن يعمل ومن هو المالك الحقيقي للمكان والعمل على عكس العامل في عهد ماركس الذي يعرف مقدما اسم مالك العمل وسيدة .
ولا يعرف هذا الإنسان ما حوله من الأشياء لأنة يعمل مثل حصان الناعور مسجون داخل عملة الذي لايفا رقة أبدا وأكثر ما يعرف بأنة يستلم ثمار عملة نقدا في آخر الشهر .
تقف جميلات وفاتنات اسطنبول على إقدامهن لمدة تتراوح 10 ساعات إلى 12 ساعة باليوم في صالات الفنادق .المطاعم .الملاهي ومؤسسات الخدمة بجمال يتفوق على جمال "ملائكة شارلي" لان الجمال في عالم الاستثمار والخدمة هو رأس مال الشخص الذي يلج أسوار هذا العالم الجديد لأنة السبب الأول لجذب الزبائن ونيل رضاهم .

تجهل فاتنات اسطنبول جنسية سيدهن ومستثمرهن وهل هو سعودي .قطري أميركي في هذا العالم القبيح الذي جعلهن يبيعن الابتسامة ويكشفن لحم الجسد برخص التراب ويتوددن لأجلاف الصحراء وحثالات البشر وتعرض البقية أنفسهن كبضاعة في معارض تشبه معارض السيارات من اجل استخراج كومة النقد من جيوب الزبائن لان هذا العالم الجديد لا يسير إلا بهذه العجلة لأنة مثل سائل الدم يعني توقفه ذبحة الموت الصدرية

عالم الخدمة والاستثمار أحقر من عالم البضاعة والرأسمال لان هذا العالم لا يتاجر بقوة عمل الإنسان بالقدر الذي يتاجر بذات الإنسان نفسه .

عالم الخدمة والاستثمار كذبة التاريخ الجديدة التي أحلت طبقة البرجوازية الرثة في الحكم وحولت اقتصاد الدولة إلى مجموعة من القوادين يتاجرون هذه المرة بشرف الدولة وإنسانها الذي لم يتطور ويصل إلى ما يصبوا إلية كقوة فاعلة في التاريخ بل وجد نفسه في محيط قوة نقدية جديدة هائلة تعجنه مثل الدمى بإشكال متعددة .

التاريخ مازال مفتوحا للتغيير والبديل الاشتراكي ما زال الخيار الذي يعيد للإنسان هذه المرة وجميلات اسطنبول شرفهن المستباح .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم