نضال و وحدة و فناء الأضداد(2)


شوكت جميل
2014 / 9 / 18 - 00:30     

يتبقى سؤالنا الثاني:

_كيف يبات ممكناً نضال _أو صراع_ الأضداد و وحدتها في آن؟
للإجابة عن هذا السؤال، ينبغي علينا أولاً أن نحدد ماذا نعني بلفظة"وحدة"الضدين،فهب أن لدينا ضدين و ليكنا"x"و"y"،فإن وحدتها حينئذٍ لا تعني أبداً توحدهما أو أنهما صارا شيئاً واحدا،بل بالأحرى تعني أن الضدين في نضالهما و صراعهما لا ينفصل كلٌ منهما عن الآخر..رأينا ذلك في مثال الوردة السابقة،ففي رحلة "نموها" يتصارع نقيضان؛إذْ "تحيى" خلايا و "تموت" أخرى..و لو تركنا هذه الوردة جانباً،و التفتنا نحو الإنسان_لأنهُ غايتنا_،لوجدنا أن مسيرة الإنسان "المعرفية"مثلاً، لم تكن أكثر من نضالٍ بين ضدين: جهلُ و علمٌ للتغلب على هذا الجهل،و لولا هذا الجهل،لما كان معنى لهذا العلم؛فليس ثمة علم مطلق،و لا جهل مطلق في وجودنا هذا،فإنما كل علمٍ هو نضالٌ ضد جهل..و أحسب أنه بات واضحاً ماذا نعني بـ"وحدة الأضداد".

حتى رحلة الرفيق"سيزيف!" لا تخرج عمّا أسلفنا،سيان كانت هبوطاً أم صعوداً:ثقل الجاذبية لحجرهِ إلى أسفل،و قوة الرفع العضلية لسيزيف،و القضية أيهما يتغلب على الآخر،و الضدان في وحدةٍ لا فكاك منها!

يبدو أننا سنجنح بعيداً،لذ نعود ونقول:لا وجود لبرجوازية رأسمالية مستغِلة بدون وجود بروليتاريا تكدح من أجلها،لذا يحق علينا أن ننبذ النظريات البرجوازية التي تروج لــ"تحسين ظروف حياة البروليتاريا" مع الاحتفاظ بالبرجوازية سالمةٍ غانمة!!

أعجبني حديث ماو عن وحدة الأضداد و صراعها:
(لا موت بدون حياة؛و لا حياة بدون موت..لا انخفاض بدون ارتفاع؛و لا ارتفاع بدون الانخفاض.لا سعادة بدون شقاء؛و لا شقاء بدون سعادة....و لا عامل زراعي بدون مالك زراعي،و لا بروليتاريا بدون برجوازية؛و لا برجوازية بدون بروليتاريا....و كذلك الحال مع جميع الأضداد التي تتعارض في ظروف معينةٍ من ناحيةٍ و هي من ناحية أخرى،مرتبطة بعضها ببعض).